متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
فصل: في كسر الأصنام، وأنّه عليه السلام أوّل من صلّى
الكتاب : إرشاد القلوب ج2    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

فصل
[في كسر الأصنام، وأنّه عليه السلام أوّل من صلّى]


ومن فضائله أنّه نشأ وربا في الايمان، ولم يُدنس بدنس الجاهلية بخلاف غيره من سائر الصحابة، فإنّ المسلمين أجمعوا على أنّه صلّى الله عليه وآله ما أشرك بالله طرفة عين، ولم يسجد لصنم قط، بل هو الذي تولّى كسر الأصنام لمّا صعد على كتف النبي صلّى الله عليه وآله.

روى أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي مريم، عن عليّ عليه السلام قال: انطلقت أنا والنبي صلّى الله عليه وآله حتّى أتينا الكعبة، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله: اجلس حتّى أصعد على منكبك، فذهبت لأنهض فرأى منّي ضعفاً،

____________

1- المناقب للخوارزمي: 67 ح40; عنه كشف الغمة 1: 100; والبحار 27: 194 ح53.

2- الفرقان: 23.

3- الفرقان: 23.

4- الغاشية 2-5.


الصفحة 42
فنزل وجلس لي نبي الله صلّى الله عليه وآله وقال: اصعد على منكبي.

فصعدت على منكبه ونهض بي، فرأيت انّي لو شئت لنلت اُفق السماء حتّى صعدت على البيت وعليه صنم كبير من صفر، فجعلت اُزاوله عن يمينه وشماله وبين يديه ومن خلفه حتّى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله: اقذف به، فقذفت به فتكسّر كما تتكسر القوارير.

ثمّ نزلت وانطلقنا أنا ورسول الله صلّى الله عليه وآله نستبق حتّى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس(1).

وقال بعض الشعراء في هذا المعنى، وقد قيل له امدح عليّاً:


قيل لي قل في عليّ مدحة ذكره يخمد(2) ناراً مؤصدة
قلت هل أمدح من في فضله حار ذو اللب إلى أن عبده
والنبي المصطفى قال لنا ليلة المعراج لمّا صعده
وضع الله على ظهري يداً فأراني القلب أن قد برده
وعليّ واضع رجليه لي(3) في مكان وضع الله يده

فانظر أيّها المنصف الفطن إلى حال هذا الرجل المجهول القدر، فعند المسلمين ما ذكرناه من عدم اشراكه بالله طرفة عين، وارتقائه فوق كتف النبي صلّى الله عليه وآله، وعند غيرهم من العقلاء والأذكياء من اُمّة محمد صلّى الله عليه وآله ما قلناه من غلوّهم فيه حتّى عبدوه، وقالوا باُلوهيّته من عظم ما شاهدوا منه من الآثار والأفعال التي لم تصدر من بشر، فجلّ من أعطاه هذه المرتبة، وحباه بهذه

____________

1- مسند أحمد 1: 84 ح645; عنه كشف الغمة 1: 79; وكشف اليقين: 24; ومثله مناقب الخوارزمي: 125 ح140; ومناقب ابن المغازلي: 202 ح240; عنه العمدة: 364; وكفاية الطالب: 257.

2- في "ب": فانتضا يطفئ.

3- في "ج": أقدامه.


الصفحة 43
المنزلة.


[كم بين شك في هدايته وبين من قيل انّه الله](1)

ومن كتاب مسند ابن حنبل أيضاً عن عفيف الكندي قال: كنت تاجراً فقدمت الحج، فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه شيئاً ـ وكان تاجراً ـ فوالله إنّي لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر إلى الشمس، فلمّا رآها قد زالت قام يصلّي، ثمّ خرجت امرأة من الخباء الذي خرج الرجل منه، فقامت خلفه فصلّت، ثمّ خرج غلام حيّن(2) راهق الحلم من ذلك الخباء الذي خرج الرجل منه، فقام معه فصلّى.

فقلت للعباس: من هذا يا عباس؟ قال: هذا محمد بن عبد الله ابن أخي، فقلت: من هذه المرأة؟ قال: امرأته خديجة بنت خويلد، فقلت: من هذا الفتى؟ فقال: عليّ بن أبي طالب ابن عمّه، فقلت: وما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلّي وهو يزعم انّه نبيّ، ولم يتبعه على أمره إلاّ امرأته وابن عمّه هذا الفتى(3).

 

>>>>>>


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net