متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
اغارة خيل معاوية على الشيعة وضربه عليه السلام معاوية برجله
الكتاب : إرشاد القلوب ج2    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

[اغارة خيل معاوية على الشيعة وضربه عليه السلام معاوية برجله]

وروى باسناده إلى ميثم التمّار قال: خطبنا(3) أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة، فأطال خطبته وأعجب الناس تطويلها وحسن وعظها وترغيبها وترهيبها، إذ دخل نذير(4) من ناحية الأنبار مستغيثاً يقول: الله الله يا أمير المؤمنين في رعيّتك وشيعتك، هذه خيل معاوية قد شنّت علينا الغارة في سواد الفرات ما بين

____________

1- الأنبياء: 26 و 27.

2- عنه البحار 33: 280 ح545; ونحو الثاقب في المناقب: 242 ح206; عنه مدينة المعاجز 2: 297 ح560; وأيضاً في 3: 173 ح817; عن الهداية للحضيني: 124.

3- في "ب" و "ج": خطب لنا.

4- في "ج": بريده.


الصفحة 109
هيت(1) والأنبار(2).

فقطع أمير المؤمنين عليه السلام الخطبة وقال: ويحك بعض خيل معاوية قد دخل الدسكرة(3) التي تلي جدران الأنبار، فقتلوا فيها سبع نسوة وسبعة من الأطفال ذكراناً وسبعة اُناثاً، وشهروا بهم ووطؤوهم بحوافر خيلهم، وقالوا: هذه مراغمة أبي تراب، فقام ابراهيم بن الحسن الأزدي بين يدي المنبر فقال: يا أمير المؤمنين هذه القدرة التي رأيت بها وأنت على منبرك انّ في دارك خيل معاوية ابن آكلة الأكباد، وما فعل بشيعتك ولم يعلم بها هذا، فلم تقصر(4) عن معاوية؟

فقال له: ويحك يا ابراهيم {ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة}(5)، فصاح الناس من جوانب المسجد: يا أمير المؤمنين فإلى متى يهلك(6) من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة وشيعتك تهلك؟ قال لهم عليه السلام: {ليقضي الله أمراً كان مفعولا}(7).

فصاح زيد بن كثير المرادي وقال: يا أمير المؤمنين تقول بالأمس وأنت متجهّز إلى معاوية وتحرّضنا على قتاله، ويحتكم إليك الرجلان في الفعل فيعجل

____________

1- هِيت ـ بالكسر وآخره تاء مثناة ـ: قال ابن السكّيت: سميت هيتُ هيتَ لأنّها في هوّة من الأرض،... وهي بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار، ذات نخل كثير وخيرات واسعة وهي مجاورة للبريّة، طولها من جهة المغرب تسع وتسعون درجة، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة ونصف ربع، وهي في الاقليم الثالث. (معجم البلدان 5: 420)

2- الأنبار: مدينة على الفرات في غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ،... قال أبو القاسم: الأنبار حدّ بابل، سمّيت به لأنّه كان يُجمع بها أنابير الحنطة والشعير والقتّ والتبن، وكانت الأكاسرة ترزق أصحابها منها، وكان يقال لها: الأهراء، فلمّا دخلتها العرب عرّبتها فقالت: الأنبار. (معجم البلدان 1: 257)

3- الدسكرة ـ فتح أوّله وسكون ثانيه وفتح كافه ـ: قرية كبيرة ذات منبر بنواحي نهر الملك من غربي بغداد، والدسكرة في اللغة: الأرض المستوية. (معجم البلدان 2: 455)

4- في "ج": تقصيرك.

5- الأنفال: 42.

6- في "ج": فإلى متى تمثلك ليهلك.

7- في "ج": فإلى متى تمثلك ليهلك.


الصفحة 110
عليك أحدهما في الكلام، فتجعل رأسه رأس الكلب، فيستجير بك فتردّه بشراً سويّاً، ونقول لك(1): ما بال هذه القدرة لا تبلغ معاوية فتكفينا شرّه، فتقول لنا: وفالق الحبّة وبارئ النسمة لو شئت أن أضرب برجلي هذه القصيرة صدر معاوية وأقلبه على اُمّ رأسه لفعلت، فما بالك لا تفعل ما تريد، إلاّ أن تضعف نفساً(2)فتشكّ فيك فتدخل النار.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لأفعلنّ ذلك ولأعجلنّه على ابن هند، فمدّ رجله على منبره فخرجت عن أبواب المسجد وردّها إلى فخذه، وقال: معاشر الناس أقيموا تاريخ الوقت واعلموه، فقد ضربت برجلي هذه الساعة صدر معاوية فقلبته عن سريره على اُمّ رأسه، فظنّ انّه قد اُحيط به، فصاح: يا أمير المؤمنين فأين النظرة، فرددت رجلي عنه.

وتوقّع الناس ورود الخبر من الشام وعلموا انّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا يقول إلاّ حقّاً، فوردت الأخبار والكتب بتاريخ تلك الساعة بعينها [من ذلك اليوم](3) انّ رِجْلا جاءت من ناحية الكوفة ممدودة متّصلة، فدخلت من ديوان معاوية والناس ينظرون حتّى ضربت صدره، فقلبته عن سريره على اُمّ رأسه، فصاح: يا أمير المؤمنين فأين النظرة؟ وردّت تلك الرجل عنه، وعلم الناس ما قال أمير المؤمنين عليه السلام حقّاً، فكان هذا من دلائله عليه السلام(4).

____________

1- في "ج": ويقول لك بعض أصحابك.

2- في "ب": نفوسنا.

3- أثبتناه من "ب" و "ج".

4- عنه البحار 33: 281 ح546; وهداية الحضيني: 125.


الصفحة 111


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net