متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
ان الذات ليس محلا للحوادث
الكتاب : الآلوهية عند الفرق الإسلامية    |    القسم : مكتبة العقائد الإسلامية

ان الذات ليس محلا للحوادث
 

انه تعالى ليس محلا للحوادث ولا يتحد  مطلقا, اما مرادنا من الاتحاد اي الاتحاد المجازي والحقيقي ومراده مطلقا, اي الحقيقي ولكن بكل انواعه.  وانه ليس محلا للحوادث لبرهانين: اولا لامتناع انفعاله عن غيره, ثانيا وامتناع النقص عن الله سبحانه وتعالى . اعلم ان صفاته تعالى لها اعتباران, مثلا ان العلم له اعتباران تارة نلحظ العلم بما هو علم والصفة بما هي صفة, واخرى نلحظ الصفة بما هي متعلقة في متعلقه, يعني العلم يحتاج الى معلوم, والقدرة تحتاج الى مقدور. وهذا الامر اعتباري والا فنفس الصفة حقيقية . توجد عندنا صفات من قبيل العلم, القدرة, ونحو ذلك من الصفات.
 هذه أمور حقيقية . الله سبحانه وتعالى منذ الازل يتصف بها, ولكن تعلق علمه بهذا الشئ اعتباري هذا الشئ حادث ولكن هذا التعلق حادث, وليس العلم حادث.هذا الموجود لم يكن موجودا . الله سبحانه وتعالى يعني من الازل لا يعلم به ,عندما وجدّ علم به, هذا معناه ان هذ ه الصفة حادثة. أو من الازل يعلم, ولكن تعلق علمه بهذا الموجود المتحقق الان هو حادث.
 هذا حادث ولكن التعلق امر اعتباري, اما نفس الصفة بالعلم وبالقدرة او حقيقي وازلي وهي موجودة مع الله سبحانه وتعالى . اعلم ان صفاته كالعلم والقدرة ونحو ذلك لها اعتباران, احد الاعتبارين بالنظر الى نفس القدرة الذاتية والعلم الذاتي الى غير ذلك من الصفات . والاعتبار الاخر بالنظر الى تعلق تلك الصفات بمقتضياتها, كتعلق القدرة بالمقدور والعلم بالمعلوم .
 بالاعتبار الاول هذه صفات ازلية وليست حادثة, ولكن بالاعتبار الثاني حادثة , ولكن هذا امر اعتباري ولا مقدور في ان يكون حادثا . ان كانت الصفات بالمعنى الثاني فهي بهذا المعنى لا نزاع بكونها امورا اعتبارية اضافية متغيرة بحسب تغير المتعلقات. فاذن ان الصفات لها اعتباران الاول ازلية ولكن لا مقدور بالاعتبار.والثاني حادثة . ومحل النزاع بما نحن فيه بان الله ليس محلا للحوادث وانه لا ينفعل عن غيره, مرادنا المعنى الثاني ,نحن نقول ان الله سبحانه وتعالى بهذا اللحاظ هذه الصفات متغايرة وحادثة لانها امور اعتبارية . اما ان كان مرادهم بالاعتبار الاول انها صفات حادثة وان الله محلا للحوادث فهذا لا يمكن قبوله.واما بالاعتبار الاول فزعمت الكرامية انها (اي الصفات) القدرة الذاتية العلم الذاتي هذه متجددة بحسب تجدد المتعلقات فكما ان المتعلق حادث فهذه الصفات أيضا حادثة . قالوا انه لم يكن قادرا في الازل ثم صار قادرا عندما خلق, قبل ان يخلق يمكن ان يكون قادرا, ولكنه عندما خلق أتصف بانه قادر. لم يكن عالما وقادرا وانما صدقت هذه الصفات بعد تحقق متعلق العلم ومتعلق القدرة. ولم يكن عالما ثم صار عالما والحق خلافه, وان الله سبحانه وتعالى عالم من الازل, عالم لا معلوم, قادر لا مقدوروالحق خلافه. فان المتجدد في ما ذكروه هو التعلق الاعتباري, وهذا المعنى الثاني الذي ذكرناه بالصفة فان عنوا ذلك, اي الحدوث بالاعتبار الثاني للصفات فلا نزاع بيننا وبينهم ,واما ان عنوا المعنى الاول للصفات فمما لا يمكن قبوله لمحالين, فان المتجدد فيما ذكروه. يعني تعلق هذه الصفات تعلق اعتباري فان عنوا ذلك مسلم .والا ان عنوا الصفات حادثة بالاعتبار الاول وبالمعنى الاول فباطل لوجهين .الوجه الاول ان هذه الصفات لو كانت حادثة, للزم تغير الواجب وانفعال الواجب, والتالي باطل فالمقدم مثله (اي باطل ايضا).
 في كل قياس من هذا القبيل لا بد ان نبني وجه الملازمة, ولا بد ان نبني بطلان اللازم حتى يثبت بطلان الملزوم . اذن المدّعى لوكانت هذه الصفات بالاعتبار الاول حادثة للزم التغير والانفعال بالواجب, والتالي باطل فالمقدم مثله. يعني ان الصفات ليست حادثة وانما هي قديمة وازلية . وجه الملازمة ان هذه الصفة حادثة تحتاج الى علة, الى سبب . وهذه الصفة الحادثة علتها الذات ام علتها غير الذات؟ نفس الذات لا يعقل ان تكون, لان الذات أزلية فلو كانت هي العلة لزم كون الصفة ازلية, والمفروض انها حادثة, اذن لا يمكن ان تكون الذات هي السبب في حدوث هذه العلة ,هذا مضافا الى ان فاقد الشئ لا يعطيه. اي ان فاقد الشئ لا يمكن ان يكون معطيا لذلك الشئ, اذا كان هو فاقد للقدرة كيف يعطي القدرة.
 اذن لا بد ان نرجع الى ان المعطي له غير الذات, فاذا كان المعطي له غير الذات لزم ان يكون متغيرا عن الغير, منفعلا عن الغير, لامتناع انفعاله عن غيره, هذا بيان وجه الملازمة . اذن انفعل الواجب عن غيره اذن لا بد ان الواجب سبحانه وتعالى وهذه الصفات عين ذاته .اذا صارت الصفة حادثة الذات تكون حادثة, وقد فرض انها واجبة ,هذا وجه لبطلان اللازم انه لو فرض ان الصفة حادثة يلزم ان تكون الذات حادثة . وجه آخر لبطلان اللازم وهو انه كل قبول يفترض بانفعال عن القابل. يعني لا بد ان تكون فيه حيثية ان يقبل هذا الجسم, اذا لم يقبل البياض لا يمكن ان يتصف بانه ابيض. بل يتصف بانه ابيض اذا كان فيه قابلية . والقابلية معناه الانفعال, والانفعال محال على الله سبحانه وتعالى, فباطل لجهتين الاولى انه لو كانت صفات الواجب حادثة متجدد بالاعتبار الاول لزم انفعال الواجب, وتغير الواجب واللازم باطل فالملزوم مثله.
 بيان اللزوم انه لماذايلزم ذلك بيان اللزوم لوجهين: الاول ان صفاته ذاتية فتجّدد هذه الصفات مستلزم لتغير الذات, وانفعال الذات . فاذا تغيرت الصفات اذا كانت الصفات حادثة. والصفات ذاتية كما نعلم, فيلزم حدوث الذات وهذا باطل .الوجه الثاني ان حدوث الصفة يستلزم حدوث قابلية هذه الصفة في المحل , وهو مستلزم لانفعال المحل . والانفعال اما من الذات وهذا محال, لان الذات فاقدة ولا تكون معطية, وثانيا ان الذات ازلية وهذه الصفة حادثة , فلو صارت الذات هي الفاعلة كان ينبغي ان تكون الصفة ايضا ازلية, اذن لا بد ان تكون منفعلة من الغير, واذا صارت منفعلة من الغير تكون ممكنة وهو مستلزم لانفعال المحل وتغيره لان تغير ماهيته تعالى ( المراد حقيقته وليس ماهيته بالمعنى الاخص) عندما نقول الممكن له ماهية ووجود مرادنا من الماهية هناك شئ, وهنا المراد شئ آخر يعني حقيقة الشئ, وليس الماهية التي نقولها في الممكن .لكن تغير ماهيته تعالى وانفعالها محال لانه يكون ممكنا, فلا تكون صفاته حادثة وهو المطلوب .
 هذا البرهان الاول باعتبار ان الصفات بالبرهان الاول ليست حادثة وانما قديمة . البرهان الثاني انه هذه الصفات وهي العلم, والقدرة صفات كمال او صفات نقص ؟ لا يخلو من احدهما اما ان نقول انها صفات كمال, واما ان نقول انها صفات نقص. ان كانت صفات كمال وهي حادثة, يلزم ان الواجب قبل حدوثها كان ناقصا حاشاه, لانه لا يملك هذه الصفات والنقص على الواجب محال . واما ان نقول انها صفات الله, ولا يمكن ان يتصف الواجب بها لانه اذا اتصف بها يلزم ان يكون متصفا بصفات ناقصة ,وهو ايضا غير معقول . فيدور الامر بين وجودها من الازل وعدم وجودها, اما انها موجودة وحادثة وهذا غير صحيح.اذا هي صفات كمال فلا بد انها موجودة من الازل, واذا كانت صفات نقص فلا يمكن ان توجد مطلقا لا من الازل, ولا حادثة, وحيث ان المفروض ان القدرة والعلم صفات كمال فلا بد من كونها موجودة من الازل . الثاني ان صفاته تعالى صفات كمال لاستحالة النقص عليهو فلو كانت هذه الصفات حادثة متجدّدة لزم خلو الواجب من الكمال ومن الواضح ان الخلو من الكمال نقص تعالى الله عن ذلك النقص.. 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net