متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الله ليس بجسم ولا عرض
الكتاب : الآلوهية عند الفرق الإسلامية    |    القسم : مكتبة العقائد الإسلامية

الله ليس بجسم ولا عرض

لأن كل جسم لا ينفك عن الأكوان الأربعة وهي الحركة والسكون والإجتماع والإفتراق. وهي حادثة لتغيرها وتبدلها، وما لا ينفك عن الحوادث يكون محدثا فيلزم حدوث الله وقد ثبت أنه واجب الوجود لذاته فلا يجوز أن يكون جسماً، ولأن الجسم مركب وهو محتاج إلى أبعاضه وإلى فاعل يركبه فيكون واجب الوجود محتاجاً ومفعولاً ويكون ممكناً، وقد ثبت بالضرورة أنه واجب فلا يجوز أن يكون جسماً.  

 بيان ذلك: - ان الله ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر. والجسم ما له طول وعرض وعمق, ويحتاج الى الحيّز والمحل والمكان. أما الجوهر فهو الموجود القائم لا في موضوع, واما العرض فهو الموجود في محل, والعرض هو الحالّ في الجسم ويعرض عليه ويحتاج اليه, ولا وجود للعرض بدون الجسم, كحلول اللون على الحائط, أووجود الكحل على العين, فلا حسن للكحل نفسه الا اذا حلّ في العين. والدليل على كون الحق ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر, هو ان كان الحق جسما او كان عرضا لاحتاج الى محل, فان الجسم يحتاج الى المحل, والعرض يحتاج الى الجسم . فاذا كان الله جسما او عرضا لاحتاج للمحل وافتقر اليه, والافتقار للمحل والمكان للحالّ, لان المحل والحالّ غير الآخرفيكون الواجب مفتقرا للغير فيكون ممكنا, والحق ينافي احتياجه للغير, فلو كان احدهما أي الواجب جسما او عرضا لكان ممكنا, واللازم باطل فالملزوم مثله. وبيان الملازمة بانا نعلم بالضرورة ان كل جسم يفتقر للمكان, وكل عرض يفتقر للمحل الذي يحل فيه. والمكان والمحل غير العرض الذي حلّ بذلك الجسم . فكل جسم هو مفتقر للمكان, وكل عرض مفتقر للمحل, (فالمكان والمحل غير الجسم والعرض) اذن النتيجة سيفتقر الجسم والعرض الى غيرهما اي للمكان والمحل, ومن الواضح ان المفتقر الى غيره ممكن . فلو كان الباري جسم أو عرض لكان ممكنا وهو محال.

 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net