متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
انه تعالى غير مركب
الكتاب : الآلوهية عند الفرق الإسلامية    |    القسم : مكتبة العقائد الإسلامية

انه تعالى غير مركب

 
ما جاء في الباب الحادي عشر للمقداد السيوري قوله والتركيب بمعانيه, أقول هذا عطف من الزائد بمعنى ان وجوب الواجب يقتضي نفس التركيب أيضا والدليل على ذلك ان كل مركب مفتقر الى أجزائه لتأخره وتعليله بها وكل جزء
  من المركب فإنه مغاير له وكل مفتقر إلى الغير ممكن فلو كان الواجب تعالى مركباً كان ممكناً هذا خلف فوجوب الوجود يقتضي نفي التركيب وأعلم أن التركيب قد يكون عقليا وهو التركيب من الجنس والفصل، وقد يكون خارجيا كتركيب الجسم من المادة والصورة. وتركيب المقادير وغيرها والجميع منتف عن الواجب تعالى لاشتراك المركبات في إفتقارها إلى الأجزاء فلا جنس ولا فصل له ولا غيرهما من الأجزاء الحسية والعقلية.

وبيان ذلك ان التركيب من الصفات السلبية, وانه تعالى ليس بمركب, والا لكان مفتقرا الى اجزاءه. والمفتقر الى غيره ممكن, والممكن غير الواجب .وتوجد ستة اقسام للتركيب ذكر منها التركيب من الجواهر والاعراض وهو تركيب خارجي. والتركيب من الاجناس والفصول: وهو تركيب ذهني اي الحدودوالماهيات التركيب من الجوهر وهو الجسم والعرض كاللون وهو تركيب خارجي , أو حسب الذهن يمكن ان يؤخذ منه جنس وفصل, من قبيل الانسان حيوان ناطق , فان الحيوانية هو الجزء المشترك, والناطقية هو الجزء المختص بالانسان اي الحد التام . ان الله ليس بمركب لا من الجنس والفصل ولا من الجواهر والاعراض . لان كل مركب محتاج الى أجزاء ه, يعني لو لم تتحققّ الاجزاء لا يتحققّ المركب, لو لم يتحقق الاوكسجين والهيدروجين, لا يمكن ان يتحققّ الماء. اذن لكي يوجد الماء يحتاج لوجود الاجزاء, والاجزاء غير الكلي او المركب, والشاهد على ذلك انك تستطيع سلب الجزء عن الكل لانه مغاير له. تقول هذا الجزء ليس من الكل, او تقول هذا الكل ليس من هذا الجزء . فلو كان الحق سبحانه مركبا يكون محتاجا الى اجزاء ه, والمفروض ان هذه الاجزاء غير الكل. اذن يلزم ان يكون الواجب محتاجا الى الغير فيكون ممكنا. والامكان منافي الى الوجوب , لو كان الواجب مركبا من اجزاء لكان مفتقرا الى تلك الاجزاء , لانه لو لم تتحققّ الاجزاء لا يتحقق المركب والاجزاء غير المركب, والدليل سلب الجزء عن الكل, وسلب الكل عن الجزء , فاذا احتاج الواجب الى الاجزاء فيكون الواجب محتاجا الى الغير, وهذا محال لانه مستغني عن غيره, بخلاف الممكن فانه محتاج الى غيره. ان الحيوانية عين الناطقية كلي في الذهن , لما نحلل الموجود نحللّه لحيثية مشتركة هي الحيوانية , التي يشترك فيها الانسان والفرس مثلا, وحيثية مختصة هي الناطقية تختص بالانسان وحده دون الفرس . وجزء المركب غير المركب لان الجزء يسلب عن الكل, وما يسلب عنه الشئ, فهو مغايرلذلك الشئ فبكون المركب مفتقرا الى الغيرفهو ممكن والله واجب.

 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net