متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الشيخ محمد نور الشواف
الكتاب : قدوة في الهجرة والجهاد    |    القسم : مكتبة القُصص و الروايات

الشيخ محمد نور الشواف

 

هذه الوصية كتبها الشهيد وهو في ساحات الوغى قبل العمليات التي استشهد فيها سلمت لنا بعد شهادته هذا نصها: -

بسم الله الرحمن الرحيم

اني العبد المذنب محمد نور حسن الشواف وهو يشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم اجمعين) قادته وسادته.. أما بعد: -

أحمدُ الله على نعمته وهدايته إيانا للإسلام والتشيع وخط الامام الخميني العظيم وأحمدُه تعالى ان وفقني للجهاد الأصغر وهو مقاتلة أعداء الإسلام.

وما تحقق ذلك الا بعد معاناة وذهاب واياب حتى قبلني مسؤلو الجبهة فأحمد الله وأشكرهم لان هذه نعمة كبرى يقف العاقل عاجزاً إزاء شكرها.

ولقد رأيت شباب إيران يتهافتون على مدرسة الجبهة وسمعت ملاحمهم وقصصهم وحينئذ صممت على الالتحاق بالركب الحسيني بقيادة الامام الخميني روحي لتراب مقدمه الفداء وكان في مقاصدي المهمة ان أهيء لنفسي اجواء تربيتها بوجودها في جبهة الحق وأكون في جنب القريبين اليه.

امى وابى: أرجوا ان تسامحاني على ما أخطأته في حقكم فأسأل الله تعالى في حقكما ما سأله الامام زين العابدين في دعائه لأبويه (صلوات الله عليهم اجمعين): «اللهم وما مسهما مني من اذى او خلص اليهما عني من مكروه او ضاع قلبي لهما من حق فاجعله حطة لذنوبهما وعلواً في درجاتهما وزيادة في حسانتهما يا مبدل السيئات بأضعافها من الحسنات».

والديَّ وصيكم ان لا تغفلوا عن خدمة الإسلام بقيادة الامام الخميني (حفظه الله) وان لا يمنعكما شيء حتى الموت عن نشر الإسلام والذود عن بيضته ولتكن لكما عبرة بالأئمة الميامين لا تهابوا طواغيت عصركم فالموت يرتقبكم في كل غمضة عين وفتحها فموتوا على طريق الشهادة ليتربى مجتمعنا على هذا الطريق، شهادتي ما هي الا سعادة وسعادتي يعني سعادتكما. فلا تبكوا علي اذا جاء الناس ليعزونكم فانهروهم وقولوا لهم باركوا لنا شهادة ابننا فإنه قد ترك قدوةً ليحيى بها مجتمعنا وصار سفيرنا عند الائمة الأطهار. إخوتي وأخواتي أرجو ان تصفحوا عما أخطأته في حقكم أوصيكم أن تكونوا كشباب إيران في نهضتهم فهم ينادون نحن لسنا من أهل الكوفة نترك الامام لوحده. وقفوا أمام الاستكبار العالمى المتمثل في امريكا وروسيا فهما أعداء الإسلام وأذيالهم اليوم حكام الخليج ومن ينهج نهجهم

{قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} ان الواجب الجهادي أصبح فرضاً عليكم لان هؤلاء سجنوا أبناءكم وذبحوا أطفاكم وشبابكم أوصيكم جميعاً يا اخواني واخواتي واصدقائي وأبناء مجتمعي ان تزودوا ثقافتكم الإسلامية وان تنشروا الوعي الإسلامي وان تتمسكوا بالاخلاق الإسلامية لتكون سلاحاً تربوياً اجتماعياً ونفسياً وأوصيكم {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد}.

اوصيكم ان تتمسكوا بعلماء الإسلام فهم الامتداد للخط الالهي لا تهابوا أعداء الله فان الخوف في السنوات الأخيرة هو الذي أوصل مجتمعنا الى ما هو عليه الآن. والانفكاك النسبي في الخوف هو الذي ارجع مجتمعنا نسبياً الى رسالة الحق. تذكروا لقاء الله والخلد في جناته والعيش مع أهل البيت (صلوات الله عليهم اجمعين) فكل قيود الدنيا تنفكون منها بعد ذلك إخوتي في الله: اجعلوا الامام الخميني دام ظله الوارف اسوة لكم فحاولوا قدر المستطاع ان تقتدوا بسلوكه فإنه كعلي بن أبي طالب في عصرنا... ابتعدوا عن زينة الحياة الدنيا وخذوا منها ما تسدوا به رمق حياتكم.

وأخيرا {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون} {وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين} {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم} {يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدو لكم فاحذروهم} احذروا محبتهم التي يصل الانسان الى حد الاعتراض على قدر الله وقضاءه فأسأله ان لا يجعلني لكم كذلك «اللهم اجعلني من جندك فإن جندك هم الغالبون واجعلني من حزبك فإن حزبك هم المفلحون واجعلني من أوليائك فإن أوليائك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».

دفني في مدينة قم المقدسة وإن لم تستطيعوا ففي أي مكان. اذا لم تجد واجثتي أو اخُبر عني اسيراً أو جريحاً او ما شابه فلا تكثروا الذهاب والاياب على مسؤولي الجمهورية الإسلامية. كي لا ينشغلوا أو يتأذوا. أرجو من طلبة وعلماء بلدنا والبلدان الإسلامية كافة ان يتحدوا تحت إطار ولاية الفقيه ويكرسوا جهودهم لمجابهة العدو كي لا تذهب دماء شهدائنا هباءاً منثوراً ونهدم ما بنوه.

اوصي طلبتنا خاصة بذلك ونسألكم الدعاء أسأل الله ان ينصر الإسلام وأهله ويعجل ظهور صاحب الزمان (عليه الصلاة والسلام) وان ينزع من قلوبنا حب الدنيا ويجعلها معلقة بعز قدسه.

 

الوصية بتاريخ: 19/ 12/ 1406هـ

محمد نور الشواف


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net