متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الباب العاشر: في أحاديث متفرقة
الكتاب : حياة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ج1    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)
الباب العاشر
في أحاديث متفرقة

    139 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يقول الله تعالى : يا بن آدم أما تنصفني ، أتحبب إليك بالنعم ، وتتمقت إلي بالمعاصي ، خيري إليك منزل ، وشرك إلي صاعد ، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل قبيح. يا بن آدم لو سمعت وصفك من غيرك ، وأنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته.
    وهذا الحديث الشريف من المواعظ التي تدعو الناس إلى فعل الخير ، وتحذرهم من فعل الشر.

    140 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يقول الله عزوجل : يا بن آدم لا يغرنك ذنب الناس عن ذنب نفسك ولا نعمة الناس عن نعمة الله عليك ، ولا تقنط الناس من رحمة الله عليهم ، وأنت ترجوها لنفسك. وأهاب هذا الحديث بالانسان أن لا تغره ذنوب الناس عن ذنوب نفسه فإن


(267)

كل انسان مسؤول أمام الله عما يقترفه من ذنب ، كما لا تغره النعم التي أفاضها الله على عباده عن نعمه تعالى عليه ، فما أعظم نعمه على العبد فليس له أن يستصغرها حينما يرى نعم الله على عباده.

    141 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ثلاث أخافهن على أمتي بعدي : الضلالة بعد المعرفة ، ومضلات الفتن ، وشهوة البطن والفرج.
    ان هذه الفتن الثلاثة تصد الانسان عن الله تعالى ، وتلقيه في شر عظيم.

    142 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : في تفسير قوله تعالى : ( يوم ندعو كل أناس بإمامهم ) قال : يدعى كل قوم بإمام زمانهم ، وكتاب ربهم ، وسنة نبيهم.
    عرض هذا الحديث الشريف إلى حشر الناس يوم القيامة وان كل قوم يحشرون مع امامهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم فان كانوا ملتزمين بها وعاملين بأحكامها فقد فازوا ونجوا من عذاب الله وان خالفوها فقد باؤوا بالخسران المبين.
    143 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله يحاسب كل خلق إلا من أشرك بالله ، فإنه لا يحاسب ، ويؤمر به إلى النار.

    144 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اختنوا أولادكم يوم السابع ، فإنه أطهر ، وأسرع نباتا للحم.
    من روائع التشريع الاسلامي دعوته إلى ختان الطفل في اليوم السابع من ولادته ، فإن الختان في هذه السن يكون سريع الشفاء بالنسبة لجرحه كما لا يعاني الطفل المزيد من الآلام أما إذا تجاوز تلك السن خصوصا إذا زاد عمره على سنتين أو ثلاث فإن الختان يكون صعبا ، ويعاني الطفل الكثير من الآلام.

    145 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : المغبون لا محمود ، ولا مأجور.
    أما المغبون إذا كان جاهلا فإنه لا يستحق الحمد ولا الاجر لأنه قصر في معاملته ، وأما إذا كان عالما ، وقدم على الغنى فإنه يستحق اللوم والذم.

    146 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :


(268)

اصنع المعروف إلى أهله ، والى من ليس بأهله ، فان تصب أهله فهو له أهل ، وان لم تصب أهله فأنت من أهله.
    وفي هذا الحديث دعوة خلاقة إلى صنع المعروف والاحسان لجميع الناس ، وهذا من محاسن التعاليم الاسلامية التي أقيمت على البر والاحسان.

    147 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : رأس العقل بعد الدين ، التودد إلى الناس ، واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر.
    ان التودد إلى الناس ، واصطناع المعروف معهم دليل على نضوج الفكر ، وسلامة العقل ، وبعد النظر.

    148 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن أفواهكم طرق من طرق ربكم فنظموها.
    دعا هذا الحديث إلى تنظيف الأفواه ، وذلك باجتنابها عن قول الفحشاء والمنكر ، والتحلي بالصدق والآداب وغير ذلك مما يزينها.

    149 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من صام يوم الجمعة صبرا واحتسابا أعطي أجر عشرة أيام غر ، زهر ، لا تشابههن أيام الدنيا.
    وفي هذا الحديث ترغيب في صوم يوم الجمعة الذي هو من أجل أيام الأسبوع ، ففي صيامه الاجر الجزيل والثواب العظيم.

    150 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اختاروا الجنة على النار ، ولا تبطلوا أعمالكم فتقذفوا في النار ، منكسين خالدين فيها ابدا.
    دعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الفوز بالفردوس الاعلى ، وذلك بالاخلاص في العمل ، وعدم ابطاله بالرياء وغيره التي توجب فساده ، كما حذر ( صلى الله عليه وآله ) من النار أعاذنا الله منها.

    151 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا اعتكاف إلا بالصوم.
    أما الاعتكاف فقوامه الصوم ، وأن يكون في أحد مساجد الله ، والصوم فيه ثلاثة أيام ، وليس للمعتكف من سبيل إلى الخروج من الجامع إلا بعد ثلاثة أيام.


(269)

    152 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لو رأى العبد أجله ، وسرعته لأبغض الامل ، وطلبة الدنيا.
    ان الانسان لو فكر وتأمل في مصيره إلى القبر ، وسرعة الخروج من هذه الدنيا لأبغض الامل وكره الدنيا.

    153 ـ وباسناده قال : حدثني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : من عرض نفسه للتهمة والدخول فيما يوجب هدر كرامته ، فقد سلط على نفسه سوء الظن به ، وهو الذي جر له ذلك.

    154 ـ وباسناده قال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : لا دين لمن دان لمخلوق في معصية الخالق.
    ان كل من يدين لمخلوق في معصية خالقه فهو عار من الدين لا تربطه مع الله تعالى صلة.

    155 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : حدثني الحسين بن علي ( عليه السلام ) : إن اعمال هذه الأمة ما من صباح إلا تعرض على الله عزوجل.
    ان اعمال المسلمين في كل يوم تعرض على الله تعالى سواء أكانت حسنات أم سيئات ، فهنيئا لمن عمل صالحا ، واتقى ربه.

    156 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : حدثني أبي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : قامت امرأة العزيز على صنم فسترته فقالت : إنه يرانا ، فقال لها يوسف : ما هذا ؟ قالت : استحي من الصنم أن يراني فقال لها يوسف : أتستحي ممن لا يسمع ولا يبصر ولا ينفع ولا يضر ولا تستحي ممن خلق الأشياء ، وعلم بها فذلك قوله تعالى : برهان ربه ...

    157 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : كان علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إذا رأى المريض قد برئ قال : يهنيك الطهور من الذنوب.
    وتضافرت الاخبار عن أئمة الهدى ( عليهم السلام ) ان المرض مطهر للشخص من الذنوب التي اقترفها ، وانه يزيد في حسنات الشخص.

    158 ـ وباسناده قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : أخذنا ثلاثة من ثلاثة : الصبر من أيوب ، والشكر من نوح ، والحسد من بني


(270)

يعقوب.

    159 ـ وباسناده قال ( عليه السلام ) : سئل محمد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) لم أوتم النبي ( صلى الله عليه وآله ) من أبويه ؟ قال ( عليه السلام ) : لئلا يوجد عليه حق لمخلوق.
    وعلل يتم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بهذا التعليل في كثير من الاخبار ، وثمة تعليل آخر هو ان هذا اليتيم قد استطاع أن يغير مجرى تأريخ العالم ، وينقذ الانسان من خرافات الجاهلية ، وعاداتها ، ويقيم في الأرض دولة قد رفعت مشعل التوحيد ، وأنارت آفاق الدنيا بما أقامته من معالم الحق ، والعدل.
    وبهذا ينتهي بنا الحديث عن مسند الإمام الرضا ( عليه السلام ) وصحيفته ، وقد أسقطنا منها طائفة من الاخبار لأنها فيما نحسب مدسوسة في هذه الصحيفة ، وليست من اخبار أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ولعل هذا السبب أوجب توقف بعض العلماء في نسبة هذا الكتاب إلى الإمام ( عليه السلام ) وعدم اعتمادهم عليه كحجة في الاستدلال به على بعض الأحكام الشرعية. الفقه الرضوي.
    ونسب للإمام الرضا ( عليه السلام ) كتاب الفقه الرضوي ولم يكن معروفا في الأوساط العلمية الامامية الأولى ، وانما ظهر متأخرا في زمان الفاضل المجلسي يقول رحمه الله : كتاب فقه الرضا ( عليه السلام ) اخبرني به السيد الفاضل المحدث القاضي أمير حسين طاب ثراه بعدما ورد أصفهان قال :
    قد اتفق في بعض سني مجاورتي بيت الله الحرام ، ان أتاني جماعة من أهل قم حاجين ، وكان معهم كتاب قديم يوافق تأريخه عصر الرضا صلوات الله عليه ، وسمعت الوالد رحمه الله انه قال :
    سمعت السيد يقول : كان عليه خطه صلوات الله عليه ، وكان عليه إجازات جماعة كثيرة من الفضلاء ، وقال السيد : حصل لي العلم بتلك القرائن انه تأليف الإمام ( عليه السلام ) فأخذت الكتاب وكتبته ، وصححته ، فأخذ والدي قدس الله روحه هذا الكتاب من السيد ، واستنسخه ، وصححه ، وأكثر عباراته مواقف لما يذكره الصدوق رحمه الله في كتاب من لا يحضره الفقيه من غير سند ، وما يذكره والده في رسالته إليه ، وكثير من الاحكام التي ذكرها أصحابنا ولا يعلم مستندها مذكورة فيه (1).


1 ـ البحار 1 / 11.


(271)

    وقد أقر به ، واعتمد عليه جمهور من اعلام الفقه الإمامي كالفاضل الكاشاني ، وصاحب الرياض ، والمحدث البحراني وغيرهم. وانكره فريق آخر من كبار العلماء والمحققين ، ولا يزال مثار الجدل بين الاعلام ، والمتأمل في الكتاب ، تواجهه بعض المؤخذات التي تبعد نسبته للإمام ( عليه السلام ) وهي :
    أولا ـ ان هذا الكتاب لو كان للامام لما كان مغمورا عدة قرون لم يطلع عليه أحد من قدامي فقهاء الامامية ، وأصحاب الحديث مع اهتمامهم البالغ بجميع ما أثر عن أئمة الهدى ( عليهم السلام ) ، فلم يشر إليه أحد منهم بكلمة.
    ثانيا ـ ان الشيخ الصدوق رحمه الله الذي دون جميع الآثار الواردة من الإمام الرضا ( عليه السلام ) في كتابه ( عيون أخبار الرضا ) فإنه لم يشر إليه في هذا الكتاب ولا في جميع مؤلفاته.
    ثالثا ـ ان فيه بعض الاخبار المخالفة لعقيدة التشيع كالغلو الذي حاربه الأئمة الطاهرون ، وبنوا على كفر من يذهب إليه ، فقد جاء في هذا الكتاب في باب استقبال القبلة في الصلاة واجعل واحدا من الأئمة نصب عينيك وهذا غلو فاحش فإن المصلي عليه أن يتجه بقلبه وعواطفه ومشاعره أمام الله خالق الكون وواهب الحياة.
    هذه بعض المؤاخذات التي تواجه هذا الكتاب ، وهي تبعد نسبته للإمام ( عليه السلام ) ، وقد نشر هذا الكتاب المؤتمر العالمي للإمام الرضا ( عليه السلام ) في مشهد المقدسة ، وقامت بتحقيقه مؤسسة آل البيت ( عليهم السلام ) لإحياء التراث في قم زادها الله شرفا وقد قدمه سماحة المحقق الكبير الشيخ جواد الشهرستاني ، وعرض إلى ما قاله المثبتون لهذا الكتاب والنافون له من الأدلة.


(273)
 

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net