الفصل الثاني في الخضاب بالسواد
من كتاب اللباس لابي النضر العياشي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنظر في الشيب في لحيته ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نور من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة ، قال : فخضب الرجل بالحناء ، ثم جاء إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلما رأى الخضاب قال : نور وإسلام. قال : فخضب الرجل بالسواد ، فقال النبي ( صلى الله وعليه وآله وسلم ) : نور وإسلام وإيمان ومحبة إلى نسائكم ورهبة في قلوب عدوكم. عن ابن فضال ، عن الحسن بن جهم قال : دخلت على أبي الحسن ( عليه السلام ) وهو مختضب بسواد ، فقلت : جعلت فداك قد اختضبت بالسواد ؟ قال : إن في الخضاب أجرا ، إن الخضاب والتهيئة مما يزيد في عفة النساء ، ولقد ترك النساء العفة لترك أزواجهن التهيئة لهن. عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان الحسين ( عليه السلام ) يخضب رأسه
(80)
بالوسمة (1) وكان يصدع رأسه. وعندنا لفافة رأسه التي كان يلف بها رأسه. وعنه ( عليه السلام ) قال : الخضاب بالسواد مهابة للعدو وأنس للنساء. عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : دخل قوم على علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، فرأوه مختضبا بالسواد ، فسألوه عن ذلك ، فمد يده إلى لحيته ، ثم قال : أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أصحابه في غزوة غزاها أن يختضبوا بالسواد ليقووا به على المشركين. عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : النساء يحببن أن يرين الرجل في مثل ما يحب الرجل ان يرى فيه النساء من الزينة.
1 ـ الوسمة ـ بكسر السين وسكونها ـ : ورق النيل. ونبات يختضب بورقه ، يقال له العظلم.
|