متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الفصل السادس: في التزيين للنساء بالحلي وغيره
الكتاب : مكارم الأخلاق    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

الفصل السادس
في التزيين للنساء بالحلى والاسورة وغير ذلك

( في تزين النساء بالخمار والحلى وما يكره لهن )

    من كتاب اللباس ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وما كان خمارها إلا هكذا : وأومأ بيده إلى وسط عضده وما استثنى أحدا.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا يصلح للمرأة المسلمة أن تلبس من الخمر والدروع التي لا تواري شيئا.


1 ـ ابن القداح هو عبد الله بن ميمون القداح مولى بني مخزوم من أصحاب جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، وكان من فقهاء الشيعة ، ثقة وله كتب ، منها كتاب مبعث النبي وأخباره وكتاب صفة الجنة والنار. ولعل الرواية محمول على التقية.
2 ـ يقال : سوم الشيء تسويما : جعل عليه سيمة. والسومة والسيمة والسيماء : العلامة والهيئة.


(94)

    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لا يصلح للمرأة المسلمة أن تلبس الخمر والدروع التي لا تواري شيئا وهي تلبسه.
    عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما السلام وسئل عن حلي الذهب للنساء ؟ فقال ليس به بأس ولا ينبغي للمرأة أن تعطل نفسها ولو أن تعلق في رقبتها قلادة ولا ينبغي لها أن تدع يدها من الخضاب ولو أن تمسحها بالحناء مسحا ولو كانت مسنة.

( في الاسورة )

    عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا أراد السفر سلم على من أراد التسليم عليه من أهله ، ثم يكون آخر من يسلم عليه فاطمة عليها السلام فيكون توجهه إلى سفره من بيتها ، وإذا رجع بدأ بها ، فسافر مرة وقد أصاب علي ( عليه السلام ) شيئا من الغنيمة ، فدفعه إلى فاطمة ، ثم خرج ، فأخذت سوارين من فضة وعلقت على بابها سترا ، فلما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دخل المسجد ، فتوجه نحو بيت فاطمة عليها السلام كما كان يصنع ، فقامت فرحة إلى أبيها [ صبابة وشوقا إليه ] (1) ، فنظر ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإذا في يدها سواران من فضة وإذا على بابها ستر ، فقعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث ينظر إليها ، فبكت فاطمة وحزنت وقالت : ما صنع هذا أبي قبلها ، فدعت ابنيها ونزعت الستر من بابها وخلعت السوارين من يدها ، ثم دفعت السوارين إلى أحدهما والستر إلى الاخر ، ثم قالت لهما : انطلقا إلى أبي فاقرئاه السلام وقولا له : ما أحدثنا بعدك غير هذا ، فما شأنك به ؟ فجاءاه فأبلغاه ذلك عن أمهما ، فقبلهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والتزمهما وأقعد كل واحد منهما على فخذه ، ثم أمر بذينك السوارين فكسرا ، فجعلهما قطعا قطعا ، ثم دعا أهل الصفة ـ قوم من المهاجرين ـ لم يكن لهم منازل ولا أموال فقسمه بينهم قطعا ، ثم جعل يدعو الرجل منهم العاري الذي لا يستتر بشيء. وكان ذلك الستر طويلا وليس له عرض ، فجعل يؤزر الرجل فإذا التقا عليه قطعه حتى قسمه بينهم أزرا ، ثم أمر النساء لا يرفعن رؤوسهن من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال رؤوسهم وذلك أنهم كانوا من صغر إزارهم إذا ركعوا وسجدوا بدت عورتهم


1 ـ الصبابة ـ بالفتح ـ : الشوق والولع الشديد ورقة الهوى. والسوار : حلية كالطوق تلبسه المرأة في معصمها أو زندها.


(95)

من خلفهم ، ثم جرت به السنة أن لا ترفع النساء رؤوسهن من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال ، ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : رحم الله فاطمة ليكسونها الله بهذا الستر من كسوة الجنة وليحلينها بهذين السوارين من حلية الجنة.
    عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دخل على ابنته فاطمة وفي عنقها قلادة فأعرض عنها ، فقطعها ورمت بها فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنت مني يا فاطمة ، ثم جاء سائل فناولته القلادة.

( في تشبيك الاسنان بالذهب أو بسن غيره )

    عن الحلبي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : وسألته عن الثنية تنقصم ، أيصلح أن تشبك بالذهب وإن سقطت يجعل مكانها ثنية شاة ؟ قال : نعم ، إن شاء فليضع مكانها ثنية (1) شاة او نحوها بعد أن تكون ذكية.
    عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته عن الرجل تنقصم سنة ، أيصلح له أن يسدها بذهب وإن سقطت أيصلح أن يجعل مكانها سن شاة ؟ قال : نعم ، إن شاء فليشدها أو ليجعل مكانها سنا بعد أن يكون ذكية.
    عن زرارة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سأله أبي ـ وأنا حاضر ـ عن الرجل يسقط سنة فيأخذ من أسنان إنسان ميت فيجعله مكانها ؟ قال : لا بأس.


1 ـ الثنية : أسنان مقدم الفم ـ ثنتان من فوق وثنتان من أسفل ـ والجمع ثنايا. والانقصام بالقاف : انكسار الثنية من النصف. وفي بعض النسخ ( تنفصم ) بالفاء وهي الانكسار من غير بينونة.


(96)

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net