متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الفصل الثامن: في لبس الخف والنعل
الكتاب : مكارم الأخلاق    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

الفصل الثامن
( في لبس الخف والنعل )

    عن ياسر الخادم ، عنه ( عليه السلام ) من قال : كان ( عليه السلام ) يدخل المتوضأ (1) في خف صغير.
    عن أبي الصباح ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن عليا ( عليه السلام ) كان في سفر وكان إذا سافر أدلج فبينا هو قد أخذ في الدلجة (2) فلبس ثيابه وتناول أحد خفيه فلبسه ، ثم أهوى إلى الخف الاخر ليلبسه إذ انحط طير من السماء فضرب خفه فأخذه ، فانطلق علي ( عليه السلام ) فاتبعه ليأخذ الخف منه ، فسبقه وارتفع إلى السماء ، فما زال يدور حتى أصبح فألقى الخف فخرج من الخف حنش وهو حية.
    من مسموعات ناصح الدين أبي البركات ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لبس الخف يزيد في قوة البصر.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إدمان لبس الخف أمان من الجذام ، فقيل له : في الشتاء أم في الصيف ؟ قال : شتاء كان أم صيفا.
    عن أبي الجارود (3) قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) لابسا خفا أحمر ، فقال لي : أو ما علمت أن الخف الاحمر لبس الجبابرة ، فالابيض المقشور لبس الاكاسرة ، والاسود سنتنا وسنة بني هاشم ؟ قال أبوالجارود : فصحبت أبا عبد الله ( عليه السلام ) في طريق مكة وعليه خف أحمر ، فقلت له : يا ابن رسول الله كنت حدثتني منه في الاحمر


1 ـ المتوضأ : موضع يتوضأ فيه أي يستنجى ويكنى به عن الكنيف والمستراح.
2 ـ الدلجة ـ من أدلج الرجل ـ : سار الليل كله.
3 ـ الظاهر هو زياد بن المنذر الهمداني من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام ، له أصل وكتاب زيدي المذهب وإليه ينسب الجارودية.


(122)

أنه لبس الجبابرة ، قال : أما في السفر فلا بأس به فإنه أحمل للماء والطين ، وأما في الحضر فلا.
    عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهما السلام : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من اتخذ نعلا فليستجدها.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : انتعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقام رجل فناوله النعل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم إن عبدك تقرب إليك فقربه ولا أظنه إلا قال : وأدبه. قال : وتمضمض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثم مجه (1) ، فوثب إليه رجل فأخذه فشربه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم إن عبدك تحبب اليك فأحبه.
    وعنه ، عن علي عليهما السلام قال : استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون على الصلاة والطهور.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى ) (2) قال : كانتا من جلد حمار.

( في استحباب الانتعال بالنعل المخصرة المعقبة )

    عن صباح الحذاء قال : أتاني الحلبي بنعل ، فقال لي : إحذ لي على هذه ، فإن هذا حذاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقلت : ومن أين صارت اليك ؟ قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ألا أريك حذاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ فقلت : بلى. فأخرج إلي هذا النعل ، فقلت : هبها لي ، قال : هي لك. قال صباح : فحذوت عليها نعله وكنت أحذو لاصحابنا عليها ، فقال ابوأحمد : وقد رأيتها وهي مخصرة معقبة (3).
    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إني لامقت الرجل الذي لا أراه معقب النعلين.
    عن صباح الحذاء قال : حذوت نعلا لابي عبد الله ( عليه السلام ) على نعل وجه به إلي فكانت مخصرة من نصف النعل.


1 ـ مج الماء من فيه : رماه.
2 ـ سورة طه : آية 12.
3 ـ المخصرة : الدقيق الخصر ، وهي النعل التي قطع خصراها حتى صارا مستدقين أي مستدقة الوسط.


(123)

    عن منهال قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) وعلي نعل ممسوحة ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : هذا حذاء اليهود ، قال : فانصرف ، فأخذ سكينا فخصرها به.
    عن علي السابري قال : رآني أبوالحسن ( عليه السلام ) وعلي نعل غير مخصرة ، فقال : يا علي متى تهودت ؟

( في كراهية عقد الشراك )

    روي أن أبا عبد الله ( عليه السلام ) كره عقد شراك النعل. قال : وأخذ نعل بعضهم فحل شراكها (1).
    وعنه ( عليه السلام ) قال : أول من عقد شراك نعله إبليس.

( في كيفية الانتعال )

    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من السنة لبس نعل اليمين قبل اليسار وخلع اليسار قبل اليمين.
    من كتاب النجاة ، الدعا المروي عند لبس الخف والنعل يلبسهما جالسا ويقول : بسم الله وبالله اللهم صل على محمد وآل محمد ووطئ قدمي في الدنيا والاخرة وثبتهما على الصراط يوم تزل فيه الاقدام ، فإذا خلعهما فمن قيام ويقول : بسم الله الحمد لله الذي رزقني ما أوقي به قدمي من الاذي ، اللهم ثبتهما على صراطك ولا تزلهما عن صراطك السوي.
    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في قوله تعالى : ( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) (2) : النعل والخاتم.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تعاهدوا نعالكم عند أبواب المسجد.

( في الشسع إذا انقطع )

    عن يعقوب السراج قال : خرجنا مع أبي عبد الله ( عليه السلام ) وهو يريد أن يعزي


1 ـ الشراك ـ بالكسر ـ سير النعل على ظهر القدم ، أي حبلها.
2 ـ سورة الاعراف آية 30.


(124)

عبد الله بن الحسن بابنة له أو ابن ، فانقطع شسع نعله فنزع بعض القوم نعله وحل شسعها وناوله إياه ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) صاحب المصيبة أولى بالصبر عليها (1)
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من رقع جبته وخصف نعله وحمل سلعته فقد برئ من الكبر (2).

( في المشي في نعل واحدة وخف واحد )

    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن عليا ( عليه السلام ) كان يمشي في نعل واحدة ويصلح الاخرى.
    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من شرب ماء وهو قائم أو تخلي على قبر ، أو بات على غمر (3) ، أو مشى في حذاء واحد فعرض له الشيطان لم يفارقه إلا أن يشاء الله.

( في خلع النعال والخفاف إذا جلس )

    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إخلعوا نعالكم فإنها سنة حسنة جميلة وهو أروح للقدمين. وفي رواية إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم فإنه أروح لاقدامكم وإنها سنة جميلة.
    من كتاب طب الائمة في الخف والنعل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من لبس نعلا صفراء لم يبلها حتى يستفيد مالا ، ثم تلى هذه الاية « صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ) (4).
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من لبس نعلا صفراء كان في سرور حتى يبليها.
    عن حنان بن سدير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : دخلت عليه لابسا نعلا سوداء فقال : مالك ولبس النعل السوداء ؟ أما علمت أن فيها ثلاث خصال ؟ قلت ؟ وما هي


1 ـ الشسع ـ بالكسر ـ : زمام النعل بين الاصبع الوسطى والتي تليها.
2 ـ السلعة ـ بالكسر ـ : المتاع وما يشتري للمنزل.
3 ـ الغمر : الحقد ، العطش.
4 ـ سورة البقرة : آية 64.


(125)

قال ( عليه السلام ) : تضعف البصر وترخي الذكر وتورث الهم وهي مع ذلك من لبس الجبابرة عليك بلبس النعل الصفراء فإن فيها ثلاث خصال ، قلت : وما هي ؟ قال : تحد البصر وتشد الذكر وتنفي الهم وهي مع ذلك من لبس الانبياء عليهم السلام.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من السنة الخف الاسود والنعل الصفراء.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : لبس الخف يريد في قوة البصر.
    عن أبي الحسن العسكري ( عليه السلام ) فيمن أصابه عقر الخف والنعل قال : تأخذ طينا من حائط بلبن ، ثم تحكه بريقك على صخرة أو على حجر ، ثم تضعه على العقر فيذهب إن شاء الله (1).


1 ـ عقر النعل : الجراحة الحاصلة منها.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net