متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الفصل الخامس: في حفظ المتاع والاستخارة وطلب الحاجة
الكتاب : مكارم الأخلاق    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

الفصل الخامس
( في حفظ المتاع والاستخارة وطلب الحاجة )

( في حفظ المتاع )

    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من قرأ آية الكرسي في السفر في كل ليلة سلم وسلم ما معه ويقول : اللهم اجعل مسيري عبرا وصمتي تفكرا وكلامي ذكرا.


(255)

    من مسموعات السيد الامام ناصح الدين أبي البركات المشهدي رحمه الله ، عن محمد ابن عيسى ، عن رجل قال : بعث إلي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) من خراسان ثياب رزم (1) وكان بين ذلك طين ، فقلت للرسول : ما هذا ؟ قال : طين قبر الحسين عليه السلام ، ما يكاد يوجه شيئا من الثياب ولا غيره إلا ويجعل فيه الطين وكان يقول : أمان فإذن الله تعالى.
    عنه ( عليه السلام ) قال : أتى أخوان إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالا : يا رسول الله إنا نريد الشام في تجارة فعلمنا ما نقول ؟ قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : بعد إذ آويتما إلى منزل فصليا العشاء الاخرة ، فإذا وضع أحدكما جنبه على فراشه بعد الصلاة فليسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام ، ثم ليقرأ آية الكرسي فإنه محفوظ من كل شيء ، وإن لصوصا تبعوهما حتى نزلا فبعثوا غلاما لهم ينظر كيف حالهما ، ناموا أو مستيقظون ، فانتهى الغلام إليهم وقد وضع أحدهما جنبه على فراشه وقرأ آية الكرسي وسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام ، قال : فإذا عليهما حائطان مبنيان فجاء الغلام فطاف بهما فكلما دار لم ير إلا حائطين فرجع إلى أصحابه فقال : لا والله ما رأيت إلا حائطين مبنيين ، فقالوا : أخزاك الله لقد كذبت بل ضعفت وجبنت فقاموا فنظروا فلم يجدوا إلا حائطين مبنيين فداروا بالحائطين فلم يروا إنسانا فانصرفوا إلى موضعهم ، فلما كان من الغد جاؤوا إليهما ، فقالوا : أين كنتما ؟ فقالا : ما كنا إلا ههنا ، ما برحنا ، فقالوا : لقد جئنا فما رأينا إلا حائطين مبنيين فحدثانا ما قصتكما ؟ فقالا : أتينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فعلمنا آية الكرسي وتسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام ، ففعلنا ، فقالوا : انطلقا فوالله لا نتبعكما أبدا ولا يقدر عليكما لص بعد هذا الكلام.

( في الاستخارة للتجارة )

    قال عبد الرحمن بن سيابة : خرجت سنة إلى مكة ومتاعي بز (2) قد كسد علي ، قال : فأشار علي أصحابنا إلى أن أبعثه إلي مصر ولا أرده إلى الكوفة أو إلى


1 ـ الرزمة كسدرة : الكارة من الثياب أي ما جمع وشد معا كأنه من رزمت الثوب : جمعته.
2 ـ البز ـ بالفتح ـ الثياب من القطن أو الكتان ومنه البزاز : يباعه.


(256)

اليمن فاختلفت علي آراؤهم ، فدخلت على العبد الصالح ( عليه السلام ) بعد النفر بيوم ونحن بمكة فأخبرته بما أشار به أصحابنا وقلت له : جعلت فداك فما ترى حتى أنتهي إلى ما تأمرني به ؟ فقال ( عليه السلام ) لي : ساهم بين مصر واليمن ، ثم فوض في ذلك أمرك إلى الله فأي بلد خرج سهمها من الاسهم فابعث متاعك إليها ، قلت : جعلت فداك كيف أساهم ؟ قال : اكتب في رقعة بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة ، أنت العالم وأنا المتعلم فانظر لي في أي الامرين خير لي حتى أتوكل عليك فيه وأعمل به ثم اكتب مصر إن شاء الله ، ثم اكتب رقعة اخرى مثل ما في الرقعة الاولى شيئا فشيئا ، ثم اكتب اليمن ، ثم اكتب رقعة اخرى مثل ما في الرقعتين شيئا شيئا ، ثم اكتب بحبس المتاع ولا يبعث إلى بلد منهما ، ثم اجمع الرقاع وادفعها إلى بعض أصحابك فليسترها عنك ، ثم أدخل يدك فخذ رقعة من الثلاث ، فأيها وقعت في يدك فتوكل على الله واعمل بما فيها إن شاء الله.
    عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا هم بحج أو عمرة أو عتق أو شراء أو بيع تطهر وصلى ركعتي الاستخارة وقرأ فيهما سورة الرحمن وسورة الحشر ، فإذا فرغ من الركعتين استخار الله مائتي مرة ، ثم قرأ قل هو الله أحد و المعوذتين ، ثم قال : اللهم إني هممت بأمر [ قد ] علمته ، فإن كنت تعلم أنه خير لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدروه لي وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عني ، رب هب لي رشدي وإن كرهت ذلك أو أحبت نفسي ، ببسم الله الرحمن الرحيم ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله حسبي الله ونعم الوكيل ثم يمضي ويعزم.

( في طلب الحاجة )

    إذا أردت أن تغدو في حاجتك وقد طلعت الشمس وذهبت حمرتها فصل ركعتين بالحمد و قل هو الله أحد و قل يا أيها الكافرون ، فإذا سلمت فقل : اللهم إني غدوت ألتمس من فضلك كما أمرتني فارزقني من فضلك رزقا حسنا واسعا حلالا طيبا وأعطني فيما رزقتني العافية ، غدوت بحول الله وقوته ، غدوت بغير حول مني ولا قوة ولكن بحولك وقوتك وأبرأ إليك من الحول والقوة ، اللهم إني


(257)

أسألك بركة هذا اليوم فبارك لي في جميع اموري يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين. فإذا انتهيت إلى السوق فقل : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم إني أسألك خيرها وخير أهلها وأعوذ بك من شرها ومن شر أهلها ، اللهم إني أعوذ بك أن أبغي أو يبغى علي أو أن أظلم أو أظلم أو أعتدي او يعتدى علي ، وأعوذ بك من إبليس وجنوده وفسقة العرب والعجم ، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
    وإذا أردت أن تشتري شيئا فقل : يا حي يا قيوم يا دائم يا رؤوف يا رحيم أسألك بعونك وقدرتك وما أحاط به علمك أن تقسم لي من التجارة اليوم أعظمها رزقا وأوسعها فضلا وخيرها لي عاقبة. وإذا اشتريت دابة او رأسا فقل : اللهم ارزقني أطولها حياة وأكثرها منفعة وخيرها عاقبة ، عن الصادق ( عليه السلام ).
    وعنه ( عليه السلام ) أيضا : إذا اشتريت شيئا من متاع او غيره فكبره وقل : اللهم إني اشتريته ألتمس فيه من فضلك فاجعل لي فيه فضلا ، اللهم إني اشتريته ألمتس فيه من رزقك فاجعل لي فيه رزقا ، ثم أعد كل واحدة ثلاث مرات.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net