متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
حول اسلام أبى طالب ـ المقدمة
الكتاب : عقيدة ابى طالب    |    القسم : مكتبة رد الشبهات
بسم الله الرحمن الرحيم


تقريظ
بقلم الأستاذ الدكتور علي النجدي ناصف عضو مجمع اللغة العربية

حول اسلام أبى طالب

     اختلفت الآراء، وتعددت الروايات في اسلام أبي طالب عم الرسول ووالد الامام علي، وذهب الناس فيه بين مثلب يقرره، وناف ينكره، بل لقد غلا بعض منكريه، فحدد مقعد أبي طالب من النار، اجتراء على الله، وعدوانا على سلطانه وارادته في خلقه، فالله هو وحده الذي يحكم بين عباده ويحدد مصايرهم على ما يشاء: عفوا أوحسابا، وغفرانا أو عقابا، لا معقب لحكمه ولا راد لارادته.
     ومهما يكن من الأمر فقد كنت امرءا لا يأنس بنفي الاسلام عن أبي طالب، ولا تقع انباؤه مني


ه( 4 )

بموقع الرضا والقبول، لا عن بحث ودرس، ولكن عن وجدان وحس، لا أعرف لذلك سببا ولا مأتى ، الا أن تكون المواقف الكريمة التى أعلمها عن أبىطالب من صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه، في أطوار حياته كلها هى سره ومأتاه، وداعيته الموحية، ومنشؤه الأصيل.
     فما أحسب أنباء هذه المواقف الا أنها رسبت في قرارة النفس على مر الأيام، فكان منها ما أجده وأحس به حيال ما نرجى أن يلقاه عنده ربه من الرضا والقبول.
     على أنني قد اطلعت على كتاب في هذه القضية، صادر عن دار أهل البيت عليهم السلام في القاهرة، من تأليف العالم السيد طالب الحسني الرفاعي، فألفيته قد درس القضية دراسة موضوعية مبرأة من دوافع الميل، ونوازع العاطفة.
     فقد ناقش انكار المنكرين مناقشة هادئة رصينة، وعرض ألوانا من النصوص المروية،


ه( 5 )

وحشدا من القرآن المرجحة، انتهت به هذه وتلك الى ترجيح القول باسلام أبى طالب، ودخوله في دين الله. وأرجو أن يقيض الله للقضايا الأخرى التي تشبه هذه القضية من يتولاها بالدراسة والتمحيص.
     وهكذا تطابق عندي الحس والدرس، وما أكثر ما يتطابقان في عالم القضايا والأحكام والحمد لله رب العالمين.
     القاهرة
علي النجدي ناصف



ه( 6 )

مقدمة

     الحمد لله أهل الحمد، والصلاة والتسليم على رسوله الأمين محمد المختار وآله الطيبين الأطهار.
     لقد كثر الكلام واحتدم الجدال في قضية إيمان شيخ بني هاشم أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . وكتب في هذا الموضوع جماعة من أهل السنة والشيعة على السواء كتبا ذهب فيها أصحابها الى القول بايمانه (1) وقد عرضنا أقوال النافين والمثبتين في كتابنا ((يوم الدار)) (2) ولما عرضت على
____________
    
     (1) من بعض هذه الكتب:
     (أ) ايمان أبي طالب للشيخ المفيد.
     (ب) الحجة على الذاهب الى تكفير أبي طالب للسيد شمس الدين مختار بن معد.
     (ج) شيخ الأبطح للسيد محمد على شرف الدين.
     (د) أبو طالب شيخ بني هاشم لعبدالعزيز سيد الأهل.
     (هـ) أبو طالب مؤمن قريش لعبدالله الخنيزي.
     (2) سيصدر للمؤلف قريبا.



ه( 7 )

الأستاذ الدكتور علي عبدالعظيم أن يقدم للكتاب استجاب لذلك مشكورا ومن جملة ما ذكر في التقديم قوله: ((ومن خير فصول الكتاب البحث الذي كتبه عن إسلام أبي طالب فقد شرح الصدور وأقر العيون وأفاد به المستفيدين، وأقنع به الباحثين المنصفين فقد كان فيه قوى الحجة صائب الرأي… وأتمنى أن يطبع هذا الفصل الخاص بايمان أبي طالب في كتيب مستقل ليعم به النفع، جميع المثقفين.
     وبناء على هذه الرغبة من الأستاذ الفاضل الدكتور علي عبدالعظيم سارعنا بطبعه مستقلا عن كتابنا ((يوم الدار)).
     ورأيت من باب الفائدة المزدوجة أن أصحبه بما كتبه بعض الكتاب المعاصرين الذي كان يذهب في بداية عهده بالكتابة الى نفي إيمان أبي طالب اعتمادا على بعض المؤرخين فقال: ((وكان لهذا اليتيم ـ يعني النبي محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ـ سمات في حداثته من النبل والقداسة


ه( 8 )

عرفها أبو طالب وجعلته والكثيرين من ذوي العلم في الناس يتوقعون لابن عبدالله بين العرب مكانة لن يبلغ شأوها في أقوالهم بالغ، ولكن الشيخ، مع هذا تجلل بالصمت وجلس ينظر، وان هي الا شقاوة شاءها له طالع سوء، به على الشر كبا، وعن الخير نبا)) (1) .
     ثم انتهى به المطاف بعد أن قطع أشواطا مضنية ومتعبة في كتابة التاريخ وقراءة نصوصه مع الأناة والتأمل وحسن الصبر الى أن قال بإيمان أبي طالب مستدلا لذلك بالوقائع والأحداث التاريخية التي صحبت بداية الدعوة الإسلامية بما في ذلك شعر أبي طالب ومواقفه الجريئة المخلصة من الدعوة وصاحبها فيقرر الأستاذ بعد ذلك ويقول: ((والواقع أن موضوع إسلام أبي طالب لا يغني فيه المنقول عن المعقول وليس مما يرجع في تحقيقه الى الأسفار وحدها لفرط ما غلب من
____________
    
     (1) عبدالفتاح عبدالمقصود ـ الإمام علي بن أبي طالب: 1/47.



ه( 9 )

بعد على تاريخ تلك الفترة من تزييف وابتداع الأحاديث والروايات، وحسبنا دليلا على تغلب الميل لعقيدة محمد صلى الله عليه وآله وسلم في نفس أبي طالب أن الشيخ الكريم ـ انتصارا لهذه العقيدة ـ قدم ابنه أمير المؤمنين وهو أعز على نفسه من كل أهله بمقياس القرابة فداء لابن أخيه وهو في الحقيقة فداء للدين)).
     هذا والله أسأل أن ينفع به ويهدي فريقا من المنصفين لتناول هذا الموضوع بأقلام معاصرة تستهدف البحث عن الحقيقة غير متأثرة بآراء مسبقة وبعيدة كل البعد عن كل عصبية مذهبية والحمد لله رب العالمين.
     دار أهل البيت بالقاهرة.
المؤلف

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net