متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
7 ـ سُلّم الحاجات
الكتاب : دراسات في الفكر الإقتصادي الإسلامي    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

 

7 ـ سُلّم الحاجات

إنّ الصّفة التي تَميّز بها الاقتصاد الإسلامي من غيره تتمثّل في أنّ المجال المتروك للاجتهاد ليس مطلقاً كما هو في الاقتصادات الوضعيّة ، والتغيير إنّما يستند إلى الثوابت بلحاظ تبدّل الظروف الموضوعيّة ، محقّقاً بذلك مقاصد الشرع . وعلى ذلك فسُلّم التفضيل بين الحاجات لم يترك تماماً إلى السياسة الاقتصاديّة تقرّره تبعاً للظروف السائدة فقط ، أو يُقرّره شخص مُحدّد تفكيره بحدَّي الزمان والمكان ، ينتج عنهما وعي محدود عنده ، بل إنّ ما استقرّت عليه الدراسات الفقهيّة المستندة إلى الثوابت ، والأساس النظريّ في ذلك ( أنّ الإسلام يرسي أهدافاً مُعيّنة للحياة البشريّة ، فكلّ الأمور ، سواء كانت أعمالاً


الصفحة 56

أو أشياء ، وتساعد على تحقيق هذه الأهداف ، تُدعى مصالح أو منافع ؛ لأنّها تزيد من النفع الاجتماعي ) ( 16 ) .

وقد استعرض الفقهاء الأوامر والنواهي ، وتوصّلوا إلى أنّ المصالح لها ثلاثة مستويات : الضّروريّات ، والحاجيات ، والتحسينيات .

أ ـ الضّروريّات : وتشمل الأفعال والأشياء التي تتوقّف عليها صيانة الأركان الخمسة للحياة وهي : الدين ، النفس ، العقل ، النسل ، المال . وصيانة هذه الأركان من مقاصد الشريعة الأُولى ، وهي تقابل مقولة السِلع الضرورية الأساسيّة في الاقتصاد الوضعي .

ب ـ الحاجيات : الأشياء والأفعال التي لا تتوقّف عليها صيانة تلك الأركان ، ولكنّها تستجيب لمطلب التوسّع ورفع الحرج ، ومثالها السلع التي تقع بين الضروريّة والكماليّة من الحِرَف والصناعات والفعاليات الاقتصاديّة التي تقع ضمنها ، ضمن القَدَر الكافي لإزالة الحَرج ودَفع المشقّة .

جـ ـ التحسينيات : الأُمور التي تنتج مُراعاتها تحسيناً للحياة وتجميلها ، وهي ما اصطُلح عليه بالكمالية في الاقتصادات المُعاصرة ، والتي لا يمكن إدخالها ضمن استهلاك أغلبيّة المداخيل للسكّان في قُطُر معيّن ومرحلة تأريخيّة معيّنة .

 

ــــــــــــــــ

(16) الزرقاء ( محمّد أنس) ، إعادة اكتشاف دالة إسلاميّة للمصلحة الاجتماعيّة ، بحث منشور في مجلّة أبحاث الاقتصاد الإسلامي ، الهامش 16 .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net