متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
رواة قريش يجعلون النضير مسلماً مهاجراً شهيداً ، هل اعترض النضير على النبي مثل أخيه وابن أخيه؟ ، الأفجران من قريش أو... الأفجرون؟
الكتاب : آيات الغدير    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

رواة قريش يجعلون النضير مسلماً مهاجراً شهيداً!

وعلى عادة رواة قريش، فقد جعلوا من الحارث أو النضير شخصيةً اسلامية، وعدوه في المهاجرين وشهداء اليرموك.. ويظهر أنهم جعلوا كل الذين كانوا في الشام من القرشيين وماتوا في طاعون عمواس، مثل سهيل بن عمرو والعبدريين، جعلوهم شهداء، وعدوهم في شهداء اليرموك!

ـ قال السمعاني المحب لقريش وبني أمية، في أنسابه: 3|110

الرهيني: بفتح الراء وكسر الهاء بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة الى رهين، وهو لقب الحارث بن علقمة ويلقب بالرهين، ومن ولده محمد بن المرتفع بن النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي الرهيني، يروي عن عبد الله بن الزبير، روى عنه سفيان بن عيينة.

فأما جده النضير بن الحارث فكان من المهاجرين، وكان يعد من حلماء قريش، قتل يوم اليرموك شهيداً، وهو أخو النضر بن الحارث الذي قتله علي بن أبي طالب بالصفراء صبراً يوم بدر، وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه نزلت سورة (سأل سائل بعذاب واقع) وقالت بنته أبياتاً من الشعر...

وتبعه في إكمال الكمال: 1|327، وغيره.

هل اعترض النضير على النبي صلى الله عليه وآله مثل أخيه وابن أخيه؟

روت مصادرنا مناقشة غريبة لأحدهم مع النبي صلى الله عليه وآله في المدينة، وسمته النضر بن الحارث الفهري، ويحتمل أن تكون كلمة الفهري تصحيف العبدري، نسبةً الى بني عبد الدار، والنضر تصحيف النضير..

وإذا صحت نسبتها اليه، فتكون صدرت منه في المدينة بعد حجة الوداع.

ـ وقد تقدمت من كتاب مدينة المعاجز للبحراني: 2|267، وفيها:

أقبل النضر بن الحارث فسلم على النبي صلى الله عليه وآله فقال:


الصفحة 356

يا رسول الله إذا كنت أنت سيد ولد آدم، وأخوك سيد العرب، وابنتك فاطمة سيدة نساء العالمين، وابناك الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وعمك حمزة سيد الشهداء، وابن عمك ذو الجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، وعمك جلدة بين عينيك وصنو أبيك، وشيبة له السدانة.. فما لسائر قومك من قريش وسائر العرب؟ !

فقد أعلمتنا في بدء الإسلام أنا إذا آمنا بما تقول لنا مالك وعلينا ما عليك.

فأطرق رسول الله صلى الله عليه وآله طويلاً، ثم رفع رأسه فقال:

أما أنا والله ما فعلت بهم هذا، بل الله فعل بهم هذا، فما ذنبي؟ !....

فوعظه النبي صلى الله عليه وآله وقال له: إن ربك كريم، فإن أنت صبرت وتصابرت، لم يخلك من مواهبه، فارض وسلم، فإن الله يمتحن خلقه بضروب من المكاره، ويخفف عمن يشاء، وله الخلق والأمر، مواهبه عظيمة، وإحسانه واسع. فأبى الحارث. انتهى.

ـ وقد نص ابن هشام: 2|488، على أن النضير هذا يسمى الحارث أيضاً باسم أبيه، وسماه اليعقوبي في تاريخه: 2|63 (الحارث بن الحارث بن كلدة) وهو أمر يوجب الشك، لأنه يستغرب أن يكون لشخصٍ اسمان معاً، خاصةً إذا كان أحدهما باسم أبيه، لأن العوائل المالكة في القبائل تحترم اسم الأب ولا تغيره الى اسمٍ آخر، ولا تضيف معه اسماً آخر، لأنه يضعفه!

وهذا يفتح باب الإحتمال أن يكون الحارث أخاهم الثالث، وأن يكون هو الذي ورد اسمه في بعض الروايات أنه اعترض على النبي صلى الله عليه وآله لإعلانه ولاية علي والحسنين من بعده عليهم السلام فرماه الله بصاعقةٍ أو حجرٍ من سجيل!

وبذلك يكون العذاب الواقع نزل بثلاثة أشخاص من هذه الأسرة: الأب في بدر، وولده جابر الذي نص عليه أبو عبيد، والحارث هذا.. ويكون اسم عشيرة العذاب الواقع مثلث الإنطباق على هذه القبيلة! !

كما يحتمل أن يكون صاحبنا النضير بن الحارث، أو الحارث بن الحارث


الصفحة 357

العبدري، هو الحارث المعترض، لكن لم تنزل عليه العقوبة، لأنهم ذكروا وفاته في الشام، وليس بالعذاب الواقع.

ومهما يكن، فإن من المؤكد أنه يوجد حارثٌ غيره اعترض على النبي صلى الله عليه وآله حيث ورد ذكره في تفسير الثعلبي، وعدد من مصادرنا باسم الحارث بن النعمان الفهري، وأنه هو صاحب حجر السجيل، كما تقدم.

وكذلك تقدم اسم الحارث بن عمرو الفهري، في رواية الحاكم الحسكاني، ورواية الكافي والمناقب.

ومما يؤيد أنه حارثٌ آخر، أنهم ترجموا لشخصٍ وأولاده قد ينطبق عليه، ولم يذكروا عنه شرحاً، ولا ذكروا سبب موته! قال ابن كثير في سيرته: 2|499:

عامر بن الحارث الفهري، كذا ذكره سلمة عن ابن اسحاق وابن عائذ. وقال موسى بن عقبة وزياد عن ابن اسحاق: عمرو بن الحارث.

وقال في ص 502: عمرو بن عامر بن الحارث الفهري، ذكره موسى بن عقبة. انتهى.

ـ وذكر نحوه في عيون الأثر: 1|358

وعليه، يكون الحارث صاحب حجر السجيل فهرياً، وليس عبدرياً.

ويكون جابر بن النضر العبدري الذي ورد في رواية أبي عبيد، صاحب حجر سجيلٍ آخر.. والله العالم.

الأفجران من قريش أو... الأفجرون؟

ورد في مصادر الحديث أن أسوأ قبائل قريش، وأشدها على النبي صلى الله عليه وآله هم بنو أمية، وبنو المغيرة، وهم فرع أبي جهل من مخزوم، وورد وصفهم بالأفجريْن..

ولا بد أن نضيف اليهم بني عبد الدار فيكونون الأفجرون بالجمع.. وإن كان الإنسان بعد أن يستثني بني هاشم والقلة الذين معهم من قريش، يشك في من هو الأحسن والأفجر من الباقين! !


الصفحة 358

ـ قال السيوطي في الدر المنثور: 4|85

وأخرج البخاري في تاريخه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردوية، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله: ألم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفراً، قال: هما الأفجران من قريش: بنو المغيرة وبنو أمية، فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر، وأما بنو أمية فمُتِّعُوا الى حين!. انتهى.

ويشبه أن يكون ذلك كلاماً نبوياً ردده عمر، وإذا صح ذلك عنه، يتوجه اليه السؤال: لماذا ولَّى معاوية الأموي على حكم الشام، وأطلق يده ولم يحاسبه أبداً، ثم رتب الخلافة من بعده في شورى جعل فيها حق النقض لصهر عثمان الأموي، فأكمل بذلك تسليم الدولة الإسلامية لأحد الأفجريْن من قريش؟ !

***
تم، والحمد لله رب العالمين
***

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net