متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
علاج عقدة الحقارة
الكتاب : معرفة النفس    |    القسم : مكتبة الثقافة العامة
علاج عقدة الحقارة

    وجود حالة من الحالات النفسية في شخصية الانسان وحياته لا تعني حتمية اصابته بعقدة الحقارة وانما تعني وجود الارضية والاستعداد النفسي لنمو جرثومة هذا المرض الخطير ..
    وحتى اذ ما ابتلي الانسان بهذا المرض فانه ليس مرضاً ثابتاً يستحيل علاجه .. وبامكان الانسان ان يتغلب على هذا المرض اذا ما اراد ذلك وصمم على الالتزام بأساليب الوقاية والعلاج.

    والحديث الان عن بعض وسائل العلاج واساليب الوقاية :

    1 / الوعي الصحيح :
    الانسان الذي لديه وعي صحيح لذاته ومكانته عند الله لا يقبل لنفسه الذل والهوان ، ولا يستسلم للضعف الحاصل فيه وانما يفتش عن مكامن القوة في شخصيته ويستعين بالله في الاستفادة منها ، وهذا في الواقع ما يمييز الانسان المؤمن عن الانسان الكافر الذي يتعامل مع الحياة بمنظار مادي بحت ، فالمؤمن الذي يؤمن بالغيب امله في التقدم يكون اكبر.
    عندما تحدث الانسان نفسه بأنه اقل من الاخرين ينبغي عليه ان يبعد تلك الوساوس ويقرأ الايات والاحاديث التي تعرفه نفسه وتلفت نظره الى ما اودع الله فيه من قدرات ومواهب.


(218)

    وعن الامام علي عليه السلام قال :

اتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر

    وليقارن الانسان بينه وبين الاخرين في اصل خلفتهم واستعدادتهم وليتساءل مع نفسه هل اولئك احسن مني ؟ هل يمتلكون قدرات اكبر مني ؟ اوليس الرب الذي قد خلقني ؟
    واذا رأى الانسان الحياة بنظرة واقعية فانه سوف يرى من هم اقل منه منزلة وطاقة واصعب منه ظروفاً واوضاعاً ، لكنهم استطاعوا ان يقودوا العالم ويصنعوا المعجزات ويتجاوزون النواقص.

    2 / الايحاء الذاتي :
    ليوحي الانسان لذاته يومياً عشرات المرات بانه كبير وعظيم ويمتلك القدرات الجمة والطاقات الغزار ، وليرتبط بالله اكثر ويدعوه فان في الدعاء ايحاءات جميلة ومهمة لعلاج الامراض التي تعجز عنها الحلول الاخرى ، وليتغافل الانسان عن النواقص التي تعيقه عن التقدم ولا يركز عليها كثيراً لكي لا يصاب بالتشاؤم وينظر الى نقاط القوة في شخصيته ويركز عليها ويوحي لنفسه انه بها سوف يتقدم ، فالذين تقدموا ليسوا بأفضل منه.

    3 / قراءة حياة العظماء :
    والاسماء اللامعة في تاريخ البشرية من العباقرة والعلماء والقادة ينبغي قراءة حياتهم وخاصة في بداياتهم فهم لم يولدوا عظماء. يقول تعالى : ( والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون ) (4) ، واكثرهم لم تتوفر له الظروف الملائمة للتقدم


1 ـ سورة النحل : ـ 78.


(219)

او كان يعاني بعض المشاكل والصعوبات ..
    الناس جميعهم جاءوا الى الدنيا بمستوى واحد ولكن بعضهم توفرت له فرص التقدم والبعض الاخر لم تتوفر او توفرت له ولكن لم يستغلها وبامكان الانسان ان يستغل الفرص القادمة ..
    والحمد لله هناك كتب كثيرة تتحدث عن حياة العظماء وكيف اصحبوا عظماء ، كما ان قسماً لا بأس به منهم كتب مذكرات لمسيرة حياته بامكان اي انسان الرجوع لها والاستفادة من عبر حياتهم وتجاربهم.

    4 / المحيط الصالح :
    الانسان الذي يعاني من عقدة الحقارة عليه ان لا ينعزل عن الناس فليس كل الناس اشراراً يشمتون بضعفك وعجزك ، وانما هناك الكثير منهم صالح وما عليك الا ان تبحث عن محيط صالح من الناس المؤمنين وحتماً سوف يساعدونك على تجاوز مشكلتك.
    والحمد لله نعيش في هذا الوقت صحوة اسلامية عظيمة افرزت تجمعات


(220)

ايمانية تساعد الانسان على تفجير طاقاته وكفاءاته ، فعلى الانسان ان يبحث عن تلك التجمعات ويبتعد عن التجمعات السيئة التي تزيد من عقدة الحقارة عنده ، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الاسلام مثل اخ يستفيده في الله ) (1).


1 ـ ميزان الحكمة : ج 2 ص 191.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net