متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الدرس الثامن والأربعون : في البخل
الكتاب : دروس في الأخلاق    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق
الدرس الثامن والأربعون
في البخل

     البخل : إمساك المال وحفظه في مورد لا ينبغي إمساكه ، ويقابله الجود ، والبخيل من يصدر منه ذلك ، والمراد به في المقام هو : الحالة الباطنية والصفة العارضة على النفس ، الباعثة على الإمساك والمانعة عن الإنفاق. والشح : أيضاً هو البخل ، وقيل : هو البخل مع الحرص ، فيحفظ الموجود ويطلب غير الموجود.
     وهذه الصفة من أقبح صفات النفس وأخبثها ، ولها مراتب مختلفة في قبحها الخلقي وحرمتها التكليفية ، فإنه : إما أن يبخل عن بذل النفس ، أو عن بذل المال ، وأيضاً : إما أن يبخل عن حقوق الله ، أو عن حقوق الناس وأيضاً : إما أن يبخل عن الواجب منها أو عن المندوب ، وعليه ففي موارد إطلاق ما دل على ذم البخل لا يعلم مرتبة الذم وسنخ الحكم ما لم يعلم متعلق الصفة.
     وقد قال تعالى في الكتاب الكريم في وصف المتكبرين : ( الذين يبخلون


(252)

ويامرون الناس بالبخل ) (1) وقال : ( أم لهم نصيب من الملك فإذاً لا يؤتون النّاس نقيراً ) (2) وقال : ( قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربي إذن لامسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتوراً ) (3) وقال : ( ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ) (4). وقال : ( مناع للخير معتد أثيم ) (5).
     وورد في نصوص الباب أنه : إن كان الخلف من الله فالبخل لماذا ؟ (6).
     وأن أقل الناس راحة البخيل ، وأبخل الناس من بخل بما افترض الله عليه (7).
     وأن العجب ممن يبخل بالدنيا وهي مقبلة عليه ، أو يبخل وهي مدبرة عنه ، فلا الإنفاق مع الإقبال يضره ولا الإمساك مع الإدبار ينفعه (8).
     وأن الجنة حرمت على البخيل (9).
     وأن البخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا ، من تعلق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار (10).
     وأن البخيل من منع حق الله ، وأنفق في غير حق الله (11).


1 ـ النساء : 37.
2 ـ النساء : 53.
3 ـ الإسراء : 100.
4 ـ محمد : 38.
5 ـ القلم : 12.
6 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص300.
7 ـ نفس المصدر السابق.
8 ـ نفس المصدر السابق.
9 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص301.
10 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص303.
11 ـ معاني الأخبار : ص246 ـ وسائل الشيعة : ج6 ، ص22 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص305 وج96 ، ص16.


(253)

     وأن البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ (1).
     وأن البخيل من بخل بالسلام (2).
     وأن البخل عار (3).
     وأنه جامع لمساوي العيوب ، وهو زمام يقاد به إلى كل سوء (4).
     وأن البخيل بعيد من الله بعيد من الناس ، قريب من النار (5).
     وأن الله يقول : « أيما عبد هديته إلى الإيمان وحسنت خلقه ولم ابتله بالبخل فإني أريد به خيراً » (6).
     وأن شراركم بخلاؤكم (7).
     وحسب البخيل من بخله سوء الظن بربه (8).
     وأنه لا تشاور البخيل فإنه يقصر بك عن غايتك (9).
     وأن الشحيح أشد من البخيل ، إن البخيل يبخل بما في يديه ، والشحيح بما في أيدي الناس ، فلا يرى في أيديهم إلا تمنى أن يكون له بالحل والحرام ولا يشبع ، ولا يقنع بما رزقه الله (10).


1 ـ معاني الأخبار : ص246 ـ وسائل الشيعة : ج4 ، ص1220 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص306 وج94 ، ص55.
2 ـ معاني الأخبار : ص246 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص437 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص305 وج76 ، ص5 وج78 ، ص120.
3 ـ نهج البلاغة : الحكمة 3 ، بحار الأنوار : ج73 ، ص307.
4 ـ نهج البلاغة : الحكمة 378 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص307.
5 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص308.
6 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص307.
7 ـ نفس المصدر السابق.
8 ـ نفس المصدر السابق.
9 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص304.
10 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص306.


(254)

     وأن الصادق عليه السلام دعا في الطواف : اللهم قنى شح نفسي ، فسئل عن ذلك فقال : أي شيء أشد من شح النفس ؟ (1) إن الله يقول : ( ومن يوق شح نفسه فألوئك هم المفلحون ) (2).
     وأنه : ما محق الإيمان محق الشح شيء (3).
     وأن الشح هو : أن ترى ما في يديك شرفاً وما أنفقت تلفاً (4).
     وأن لهذا الشح دبيباً كدبيب النمل وشعباً كشعب الشرك (5).
     وأنه لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبداً أبداً (6).
     وأن الشح المطاع من الموبقات.
     وأن الشحيح إذا شح منع الزكاة والصدقة وصلة الرحم وإقراء الضيف والنفقة في سبيل الله وأبواب البر ، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح.
     وأنه : إياكم والشح ، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح ، أمرهم بالكذب فكذبوا ، وأمرهم بالظلم فظلموا ، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا ، ودعاهم حتى سفكوا دماءهم ، ودعاهم حتى انتهكوا واستحلوا محارمهم (7). ( أمر الشح بذلك ، كناية عن اقتضاء هذه الرذيلة تحقق تلك المعاصي ، والجري على وفق ذلك الاقتضاء طاعة منهم ).
     وأن هلاك آخر هذه الأمة بالشح.


1 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص301 ـ نور الثقلين : ج5 ، ص346.
2 ـ التغابن : 16.
3 ـ الخصال : ص26 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص301.
4 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص305.
5 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص301 ـ السعدية : ص166.
6 ـ الخصال : ص76 ـ وسائل الشيعة : ج6 ، ص23 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص302.
7 ـ الخصال : 176 ـ وسائل الشيعة : ج6 ، ص24 ـ بحار الأنوار : ج73 ، ص303.


(255)

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net