متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
تزويج المقداد بن الأسود
الكتاب : المقداد بن الأسود الكندي ، أول فارس في الإسلام    |    القسم : مكتبة التاريخ و السيرة

 

تزويج المقداد بن الأسود

 ومن هنا ، من هذا المنطلق الإيماني ، زوج رسول الله صلى الله عليه وآله المقداد بن الأسود .
 وذلك : أن المقداد وعبد الرحمن بن عوف كانا جالسين ، فقال عبد الرحمن للمقداد :
 مالك لا تتزوج ؟
 قال : زوجني ابنتك .
 فغضب عبد الرحمن وأغلظ له ! (1)
 قام المقداد من عنده منكسفاً ، يتعثر بأذيال الفشل ، فلم يكن يتوقع من صحابي كعبد الرحمن أن يرده هذا الرد القاسي ويغلظ له في القول ، وشعر في قرارة نفسه أن طلبه هذا قد جرَّ عليه مهانةً كان في غنى عنها ، وان عبد الرحمن الزهري نظر إليه نظرةً قَبليّةً ؛ فبنو زهرة من صميم قريش ، وأنى لحليف لهم من بهراء لاجئ ان يتطاول على هذا البيت العريق يريد مصاهرته ! ومن يكون المقداد في جنب عبد الرحمن ، وابنة عبد الرحمن !!
 غضب عبد الرحمن وأغلظ له ، فما كان من المقداد إلا أن يمم قاصداً رحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وآله حيث يجد المؤمن فيض الرحمة والحنان
____________
1 ـ الإصابة 3 / 454 ـ 455 .


(132)

والعطف ، وحيث تجد الإِنسانية المعذبة من يلم جراحها ويمسح آلامها ، مشى نحو النبي فشكا ذلك إليه .
 « فقال صلى الله عليه وآله » : أنا أزوجك ! (1)
 محمدٌ ومن مثل محمد ! ؟ وهبّت في تلك اللحظات نسمةٌ كأنها أتت من الجنة ، هدأت لها نفس المقداد وارتاحت بعد عناء ، وأطرق يفكر في جوٍّ مفعم بالنشوة ، من يا ترى ؟ من تكون هذه التي سيختارها له محمد ؟
 وربما خطر على باله أنه سيختار له واحدةً من بنات المهاجرين والأنصار كما فعل مع جويبر وجلبيب رضي الله عنهما ؛ ولا أظن أن تصوره ذهب إلى أبعد من ذلك ؛ وفي ذلك الهناء والسعادة ، ولكن كانت المفاجأة أعظم وأكبر من التصور !!
 فقد اختار له النبي صلى الله عليه وآله كريمة درجت في أعز بيت من قريش والعرب ، وأعز بيت في الإِسلام ؛ اختار له ابنة عمه « ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب » . وإنما فعل ذلك ، ـ كما ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ـ « للتتضع المناكح ، وليتأسوا برسول الله صلى الله عليه وآله وليعلموا أن اكرمهم عند الله أتقاهم . » (2) وليعلموا أن اشرف الشرف الإسلام . (3) كما في حديث آخر .
____________
1 ـ تتمة رواية الإصابة .
2 ـ راجع الوسائل 14 ب 26 ح 1 ص 45 .
3 ـ مكارم الأخلاق / 207 : قال رسول الله الخ . .


(133)


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net