متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
التمثيل الثالث عشر
الكتاب : الأمثال في القرآن    |    القسم : مكتبة القرآن و الحديث
التمثيل الثالث عشر


(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَولادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ أَصحَابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ * مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ في هذِهِ الحَياةِ الدُّنيا كَمَثَلِ ريحٍ فِيها صِرّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُون ). (1)
تفسير الآيات
الصرّ : الريح الباردة نحو صرصر، قال الشاعر:
لا تعدلنّ أتاويين (2)تضربهمنكباء صرّ بأصحاب المحلات
ونقل الطبرسي عن الزجّاج أنّه قال: الصرّ صوت لهب النار التي كانت في تلك الريح، وأضاف: و يجوز أن يكون الصرّ صوت الريح الباردة الشديدة.
وعلى كلّ تقدير فالمراد هو الريح السامة التي تهلك الحرث.
والمراد من (حرث قوم ظلموا أنفسهم )الذين زرعوا في غير موضع
____________
1 ـ آل عمران: 116ـ 117.
2 ـ الاَتاوي: جمع الاِتاوة: الخراج .

( 131 )
الزراعة أو في غير وقتها، فهبّت عليه العواصف فذهب أدراج الرياح، إذ لا شكّ انّ للزمان و المكان تأثيراً بالغاً في نمو الزرع، فالنسيم الهادىَ الذي يهب على الزرع ويلامسه والاَرض الخصبة كلها عوامل تزيد في طراوة الزرع ونضارته.
هذا هو المشبه به، فالكافر إذا أنفق ماله في هذه الحياة الدنيا بغية الانتفاع به، فهو كمن زرع في غير موضعه أو زمانه، فلا ينتفع من إنفاقه شيئاً، فانّ الكفر وما يتبعه من الهوى يبيد إنفاقه، ولذلك قال سبحانه: (إِنَّ الّذينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْني عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَولادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً ).

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net