متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الاستفادة من الاجتماعات
الكتاب : الحكومة الإسلامية    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

 الاستفادة من الاجتماعات لأجل الارشاد والتوجيه

إنّ الكثير من الأحكام العبادية في الإسلام شرعت من أجل الخدمات الاجتماعية والسياسية. وأساساً فإنّ العبادات الإسلامية توأم مع السياسة وتدبير المجتمع. فمثلاً صلاة الجماعة، واجتماع الحج، والجمعة لها آثار سياسية بالإضافة إلى آثارها المعنوية والأخلاقية والعقائدية. الإسلام وفَّر هذه الاجتماعات ليستفاد منها دينياً، لتقوى عواطف وأحاسيس الأخوّة والتعأون بين الأفراد، ولينمو الرشد الفكري أكثر فأكثر، وليجدوا الحلول لمشاكلهم السياسية والاجتماعية، ولينطلقوا بعد ذلك إلى جهاد وسعي جماعي. في البلاد غير الإسلامية أو في ظل الحكومات غير الإسلامية الحاكمة في البلاد الإسلامية يضطرون لصرف الملايين من ثروة البلاد وميزانيتها كلما أرادوا ترتيب مثل هذه الاجتماعات، ومع ذلك فإنّ اجتماعاتهم تلك تفتقر إلى الصفاء، وتكون خالية من كل آثار الخير. لقد أوجد الإسلام ـ من خلال نظمه ـ حوافز تجعل كل شخص يتمنى الذهاب إلى الحج من نفسه، وحتى لو كان سيراً على الأقدام ويتوجه إلى صلاة الجماعة بشوق ورغبة.

علينا أن نستفيد من هذه الاجتماعات لأجل التوجيه والارشاد الديني، ونشر النهضة العقائدية والسياسية الإسلامية. البعض لا يفكر بهذه الأمور، ولا يفكر في أداء القراءة في الصلاة بشكل صحيح. وعندما يذهبون إلى الحج، فبدلاً من أن يسعوا للتفاهم مع أخوتهم المسلمين، ونشر أحكام الإسلام، والتفكير بحلول لمشاكل المسلمين ومصائبهم العامة، فيبذلوا المساعي المشتركة مثلاً لأجل تحرير فلسطين ـ ذلك الوطن الإسلامي ـ وتراهم بدلاً من ذلك يعملون على ايجاد الخلافات. مع أنّ المسلمين في صدر الإسلام كانوا يحققون الانجازات المهمة في اجتماع الحج أو الجماعة والجمعة. لم تكن خطبة الجمعة مجرد قراءة سورة ودعاء وبضع كلمات، بل كانت خطب الجمعة ُتجيّش فيها الجيوش، وكانوا يتوجهون من المسجد إلى ميدان الحرب. وذاك الذي يتوجه إلى ميدان القتال من المسجد لا يخاف سوى الله فقط، ولا يخشى القتل والفقر والتهجير. وجيش كهذا هو جيش فتح وظفر.

عندما تطالعون خطب الجمعة لأميرالمؤمنين (ع)[7] وخطبه بشكل عام تجدون أنه كان ينهج فيها هذا النهج، من تحريك الناس، ودفعهم للنضال، والتضحية في سبيل الإسلام، والدفاع عنه، والعمل على حل مشاكل الدنيا. لو كانوا يجتمعون كل جمعة، ويتدارسون مشاكل المسلمين العامة، ويحلونها أو يصممون على حلها، لما آلت الأوضاع إلى هذه الحال. علينا هذه الأيام أن نقوم بتشكيل وتنظيم هذه الاجتماعات بكل جدية، وأن نستغلها في التعليم والارشاد والتوجيه.

وبهذا تتسع النهضة العقائدية والسياسية للإسلام وتزداد اتّقاداً.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net