متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
إصلاح المقدسين (المتظاهرين بالقداسة)
الكتاب : الحكومة الإسلامية    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

إصلاح المقدسين (المتظاهرين بالقداسة) 

هناك نمط من الأفكار البلهاء موجودة في أذهاب البعض، حيث يرون مساعدة المستعمرين والدول الجائرة، للمحافظة على وضع البلاد الإسلامية بهذه الصورة، ومنع النهضة الإسلامية. هذه أفكار جماعة مشهورين باسم "المقدسين" بينما هم الحقيقة "متصنعو القداسة" لا مقدسون، ويجب علينا أن نصلح أفكار هؤلاء، ونوضح موقفنا منهم، لأنّهم يعيقون نهضتنا وعملنا الاصلاحي، وقد كبلوا أيدينا. اجتمع في منزلي يوماً آية الله البروجردي[12] وآية الله حجت[13] وآية الله الصدر[14] وآية الله الخونساري[15] (رضوان الله عليهم أجمعين) لأجل البحث في أمر سياسي[16]. فقلت لهم: قبل كل شيء احسموا وضع هؤلاء المتقدسين، فإنّ وجود هؤلاء بمثابة تقييد لكم من الداخل مع هجوم العدو من الخارج. إنّ هؤلاء اسمهم مقدسون ـ لا أنهم مقدسون واقعاً ـ وليسوا مدركين للمصالح والمفاسد، وقد كبّلوا أيديكم. وإذا أردتم القيام بعملٍ ما من استلام الحكم، أو السيطرة على المجلس لمنع وقوع هذه المفاسد، فإنّ هؤلاء سوف يقضون على جهودكم في المجتمع، فعليكم إيجاد حلٍّ لهؤلاء قبل كل شيء.

أضحى وضع المجتمع الإسلامي هذه الأيام بنحو بات فيه متصنّعو القداسة يعيقون تأثير الإسلام والمسلمين، ويطعنون الإسلام باسم الإسلام. وأساس هذه الجماعة ـ الممتدة في المجتمع ـ من الحوزات العلمية. ففي حوزات النجف وقم ومشهد وغيرها من الحوزات يوجد أشخاص يحملون روحية التظاهر بالقدسية، ومنهم تسري روحية وأفكار السوء في المجتمع باسم الإسلام، وهم الذين يعارضون كل صوت يدعو للحياة الحرة والاستقلال من تحت هيمنة الآخرين، وإلى منع الانكليز والأمريكان من الهيمنة علينا إلى هذه الدرجة، وإلى مواجهة اسرائيل في اعتداءاتها على المسلمين. علينا في البدء أن ننصحهم ونوقظهم وننبههم إلى الخطر، إلى جرائم إسرائيل من قتل وتهجير، وإلى دعم الانكليز وأمريكا لها، بينما هم يتفرجون. ونلفتهم إلى ضرورة اليقظة آخر الأمر، وحمل هم مشاكل الناس وحاجاتهم، وإلى أن الدرس وبيان الأحكام وحدهما لا يكفيان. ففي الوقت الذي يقوم به الأعداء بالقضاء على الإسلام وعلى وجوده لا يجب أن نظل ساكتين، ونجلس كالنصارى الذين جلسوا يتكلمون حول الروح القدس والتثليث؛ بينما العدو يقوم بالقضاء عليهم. استيقظوا وعوا هذه الحقائق والوقائع، والتفتوا إلى مسائل العصر، ولا تدعوا أنفسكم هَمَلاً إلى هذه الدرجة. أتريدون أن تضع الملائكة اجنحتها تحت أقدامكم وأنتم بهذا الاهمال؟ فهل الملائكة أعوان المتقاعسين (التنابل) ؟ الملائكة يضعون أجنحتهم تحت قدم أمير المؤمنين (ع)، لأنه رجل ينفع الإسلام، وينصر الإسلام ويعظمه، وقد انتشر الإسلام في الدنيا واشتهر في العالم بواسطته، وفي ظل قيادته وجد المجتمع المحترم والحر، والمملوء حيوية وفضيلة. فمن الطبيعي أن تخضع له الملائكة، وأن يخضع ويخشع له الجميع، فحتى العدو يخضع أمام عظمته. أمّا أنتم الذين لا دور لكم سوى بيان الأحكام، فلا معنى ولا محل للخضوع لكم.

وإذا لم يستيقظ هؤلاء بعد الارشاد والتذكير والنصائح المتكررة، ولم ينهضوا للقيام بوظائفهم، عندها يُعلم أن قصورهم ليس عن غفلة، وإنّما عندهم مرض آخر. فعندئذ سيكون حسابهم بنحو آخر.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net