متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
ثالثاً : أثر التركيبة السكانية في تطور الأوضاع السياسية في العراق
الكتاب : من تاريخ العراق الحديث ج1    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

ثالثاً :أثر التركيبة السكانية في تطور الأوضاع السياسية في العراق:

إن التشكيلة الفريدة للمجتمع العراقي جعلت من العسير توحيد صفوف الشعب ، و قواه السياسية ، وتركيز الجهود لتحقيق أماني الشعب في حياة حرة كريمة ، بعيداً عن سيطرة الإمبريالي  .

 لقد استغلت الإمبريالية هذا التعدد القومي والطائفي والمذهبي لتمزيق صفوف الحركة الوطنية ، واستعداء بعضها ضد البعض الآخر ، وإثارة النعرات الطائفية ، والتعصب القومي ، من أجل تسهيل وإدامة هيمنتها ، واستغلالها لثروات البلاد .

 لقد كان للإمبرياليين اليد الطولى في إثارة الحروب بين الأكراد والدولة ، وإذكاء تلك الحروب ، ومدهم بشتى المساعدات ، لا حباً بالشعب الكردي ، ولا حرصاً على مصالحه وحقوقه القومية المشروعة ، والتي كان يناضل من أجلها ، ولكن من أجل تحقيق أهدافهم ، وتأمين مصالحهم، فكم هي المرات التي تنكروا فيها للشعب الكردي ، وتركوه تحت رحمة الحاكمين .

كما عمل الإمبرياليون على إثارة النعرات القومية بين الأكراد ،والتركمان في كركوك وخلقوا نوعاً من العداء المستحكم بين القوميتين أدى الى وقوع الصدامات بينهم باستمرار . وعمل الإمبرياليون البريطانيون على إثارة النعرات الطائفية بين الشيعة والسنة، ليعملوا على تمزيق وحدة الشعب وأشغاله عن العدو الحقيقي، الإمبريالية، وعملوا على إثارة المشاكل بين الآشوريين والدولة وأبناء الشعب، مما تسبب في وقوع العديد من الصدامات بين الأهالي وجنود الليفي الآشوريين، وشجعوا الزعيم الروحي للآشوريين [ المار شمعون] على حمل السلاح ضد سلطة الدولة، مما تسبب في وقوع مصادمات عنيفة مع الجيش ، ذهب ضحيتها المئات من الآشوريين ، وقوات الجيش وأفراد العشائر. (7)

   كما شجعوا اليزيديين على التمرد ضد الدولة وأدى ذلك على وقوع صدام مسلح بين اليزيدية والجيش ، وسقط المئات ضحية تلك المصادمات .

كما كانت للإمبرياليين اليد الطولى في الصراعات العشائرية، ووقوع الصدامات المسلحة فيما بينها وبين العشائر والدولة ، وكان للصراعات العشائرية دوراً كبيراً في إسقاط العديد من الوزارات ، والأتيان بوزارات أخرى .

   لقد استهدفت الإمبريالية البريطانية من كل تلك الصراعات تمزيق وحدة الشعب، وإضعاف كفاحه من أجل الحرية والاستقلال ، وإشغاله بدوامات من العنف والكراهية بين أبناء الشعب الواحد .

لقد اعتمد الإمبرياليون على طبقة الإقطاعيين ، وكبار الملاكين العقاريين ، الذين ربطوا مصيرهم بهم ، وكانوا أدوات طيعة تنفذ مخططاتهم وأهدافهم الساعية لإحكام السيطرة على مقدرات البلاد ، ونهب ثرواتها وخيراتها ،محققين لهم عيشاً رغيداً ، وحياة هانئة ، على حساب الشعب الغارق في الفقر والجهل والمرض ، محروماً من ابسط متطلبات الحياة ، من غذاء وكساء ومساكن ، وخدمات صحية وتعليمية وغيرها .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net