متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
التمثيل التاسع عشر
الكتاب : الأمثال في القرآن    |    القسم : مكتبة القرآن و الحديث
التمثيل التاسع عشر


(إِنَّ الّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحات وَأَخْبتُوا إِلى رَبّهِمْ أُولئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُون * مَثَلُ الفَريقَين كَالاََعْمى وَالاََصَمّ وَالبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُون ). (1)
تفسير الآيات
يصوّر سبحانه الكافر كالاَعمى والاَصم، والموَمن بالبصيروالسميع، ثمّ ينفي التسوية بينهما ـ كما هو معلوم ـ غير انّ هذا التمثيل يستقي مما وصف به سبحانه كلا الفريقين بأوصاف خاصة.
فقال في حقّ الكافر: (ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُون ). (2)
والمراد كان لهم أسماعاً وأبصاراً ولكنّهم لم يكونوا يستخدمونها في سماع الآيات وروَية الحقائق، فنفي الاستطاعة كناية عن عدم استخدام الاَسماع، كما أنّ نفى الاَبصار كناية عنه.
ثمّ إنّه سبحانه وصف الموَمن في الآية التالية بأوصاف ثلاثة:

____________
1 ـ هود:23ـ 24.
2 ـ هود:20.

( 151 )
أ: الاِيمان بالله .
ب: العمل الصالح.
ج: التسليم إلى الله حيث قال: (وأخبتوا إلى ربّهم ).
فالموَمن الصالح ثمرة من شجرة الاِيمان كما انّ التسليم والانقياد والخضوع والاطمئنان لما وعد الله من آثاره أيضاً.
فالموَمن هو الذي يسمع آياته ويبصرها في سبيل ترسيخ الاِيمان في قلبه واثماره.
ثمّ إنّه مثّل الكافر و الموَمن بالتمثيل التالي، وقال: (مَثَلُ الفَريقَين كَالاََعْمى والاََصم وَالبَصير وَالسَّميع هَلْ يَسْتَويان مَثلاً أَفَلا تَذَكَّرُون ).
أي مثل فريق المسلمين كالبصير والسميع. ومثل فريق الكافرين كالاَعمى والاَصم، لاَنّ الموَمن ينتفع بحواسه بأعمالها في معرفة المنعم وصفاته وأفعاله، والكافر لا ينتفع بها فصارت بمنزلة المعدومة.
ثمّ إنّه وصف الوضع بين الاَعمى والاَصم كما وصفها بين البصير والسميع، وذلك لاِفادة تعدّد التشبيه بمعنى:
أنّ حال الكافر كحال الاَعمى.
وحال الكافر أيضاً كحال الاَصم.
كما أنّ حال الموَمن كالبصير.
وحاله أيضاً كالسميع.
وحاصل الكلام: انّه لا يستوى البصير والسميع مع الاَعمى والاَصم، والموَمن والكافر أيضاً لا يستويان.
 

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net