متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
ثالثاً : الشعب العراقي يقاوم الاحتلال البريطاني
الكتاب : من تاريخ العراق الحديث ج1    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

ثالثاً : الشعب العراقي يقاوم الاحتلال البريطاني :

   أصيب الشعب العراقي بخيبة أمل مريرة ، بعد أن تكشفت مخططات الإمبرياليين البريطانيين في الهيمنة على البلاد ، حيث ما كاد يتخلص من الاستعمار التركي ، ليقع تحت نير الاستعمار البريطاني الجديد ، الذي بدأ يركز أقدامه ، ويجمع حوله عدد من الضباط السابقين ، في الجيش العثماني ، بالإضافة إلى عدد من كبار رؤساء العشائر الذين منحتهم قوات الاحتلال مقاطعات واسعة من الأراضي ، لتربط مصيرهم بالإمبريالية الجديدة ، وتحمي مصالحها .

    لكن الشعب العراقي لم يكن راضياً على ما آلت  إليه الأمور، وبدأت طلائعه الثورية تعبئ الجماهير الشعبية ، وتحثها على الكفاح ضد الاستعمار البريطاني الجديد، وتدعو إلى الاستقلال الوطني الناجز .

 ومما أثار وضاعف في عزم جماهير الشعب على مقاومة الاحتلال ، النداء الذي وجهه قائد الثورة الاشتراكية في روسيا [ لينين ] والذي جاء فيه،فيما يخص العراق ما يلي :

{يا فلاحي ما بين النهرين ، إن الإنكليز قد أعلنوا عن استقلال بلادكم !! إلا انه يوجد 80 ألفاً من جنود الاحتلال على أراضيكم ، يعملون فيكم نهباً وسلباً وقتلاً، ويستبيحون أعراضكم...الخ } . (4)

 أخذ قادة حركة التحرر الوطني يرددون النداء باستمرار، معلنين معارضتهم للاحتلال البريطاني  ويشدون همم الشعب للنهوض والدفاع عن حريتهم واستقلال بلادهم ،وأخذت بذور الثورة تنمو وتكبر يوماً بعد يوم ، وكانت الانتفاضات الشعبية تتوالى في النجف ، وأبو صخير ،والحلة، وكربلاء، والكوفة، والسليمانية، والعمادية في كردستان العراق مشددين الضغط على قوات الاحتلال لإجبار بريطانيا على الوفاء بوعودها التي قطعتها على نفسها بمنح الحرية والاستقلال لسائر البلدان العربية.

كان على رأس حركة التحرر الوطني هذه، المثقفين والتجار المستنيرين، ورجال الدين، وشيوخ العشائر الوطنيين .

كانت أخطر تلك الانتفاضات ثورة النجف في آذار 1918، حيث وقعت معارك  عنيفة مع جيش الاحتلال ، بعد حصار للمدينة دام 45 يوماً ، وقد وقع الكثير من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين ، واستطاعت القوات البريطانية اقتحام المدينة، وقامت باعتقال أعداد كبيرة من المواطنين المشاركين في الثورة ، وأعدمت قسماً منهم ، وسجنت القسم الآخر ، كما جرى نفي البعض الآخر إلى خارج البلاد .

    لكن الجولة مع الإمبرياليين الجدد لم تنتهٍِ، بل كانت خير محفز لقوى العشائر العراقية على المقاومة ، والأعداد للجولة القادمة لا محالة .

    وفي السليمانية اندلعت ثورة الشيخ محمود الحفيد في عام 1919، بعد أن أدرك الحفيد أن الإنكليز ليسوا مهتمين بحقوق الشعب الكردي القومية ، وانهم إنما أرادوا إسكاته عندما عينوه حاكماً اسمياً على السليمانية،فقد كانت السلطة الحقيقية بيد مستشاره البريطاني،الميجر[نوئيل] .

    لقد دارت رحى المعارك الدامية بين قوات الاحتلال وقوات الليفي الآشورية من جهة، والشعب الكردي من جهة أخرى، وبسبب عدم تكافؤ القوى بين الطرفين، استطاعت القوات البريطانية إخماد الثورة ، وألقت القبض على الشيخ الحفيد ، بعد أصابته بجروح أثناء المعارك ، ونفته إلى الهند ، ولكن إلى حين حيث لم يهدأ الشعب الكردي على الضيم الذي أصابه ، وأخذ يستعد للجولة القادمة .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net