متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
رابعًا : بريطانيا تعد معاهدة جديدة
الكتاب : من تاريخ العراق الحديث ج1    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

رابعًا : بريطانيا تعد معاهدة جديدة :

لما كانت قد حُددت مدة المعاهدة العراقية البريطانية بأربع سنوات ، ابتداءً من تاريخ تثبيت الحدود بين العراق وتركيا ، فقد وجدت الحكومة البريطانية أن عليها أن تضمن مصالحها في العراق لمدة طويلة ، وعليه فقد أعدت مشروع معاهدة جديدة أمدها 25 عاماً ، وطلبت من الحكومة العراقية إجراء مفاوضات بشأنها ، وحددت موعداً لإقرارها قبل منتصف كانون الثاني 1926، ليتم عرضها على عصبة الأمم .

احتوت مسودة المعاهدة الجديدة على شقين ، الشق الأول يتعلق بعصبة الأمم، والعلاقات العراقية البريطانية . والشق الثاني يتعلق بالاتفاقيات المتفرعة عن المعاهدة السابقة ، والتي استهدفت بريطانيا من المعاهدة الجديدة ، سريان مفعولها لمدة 25 سنة ، مما يضر كثيراً بمصالح العراق .

لقد وجدت وزارة السعدون أن هذه المعاهدة تتعارض ومصالح العراق ، ووجدت نفسها محرجة أمام الشعب ، ولذلك فقد سارعت إلى تقديم استقالتها في 9 كانون الثاني 1926 .إلا أن الملك فيصل، بضغط من المندوب السامي، رفض الاستقالة، وطلب من السعدون الاستمرار في الحكم ، والعمل بكل صبر وأناة ، من أجل الوصول إلى اتفاق مع الحكومة البريطانية حول المعاهدة الجديدة .

وبالفعل سحب السعدون استقالة حكومته ، واجتمع مجلس الوزراء في 11 كانون الثاني وصادق على المعاهدة ، كما أرادتها بريطانيا ،وجرى تقديمها إلى مجلس النواب، الذي كان السعدون يتمتع فيه بتأييد 60 عضواً من مجموع أعضاء المجلس البالغ 88 عضواً ، وهكذا لم يجد السعدون صعوبة في إقرار المعاهدة ، فيما هب النواب من أعضاء حزب الشعب ، البالغ عددهم 18 نائباً ، بوجه الحكومة وحزب السعدون ، واتهموهم بموالاة البريطانيين ، ورفضوا قبول المعاهدة ، وغادروا القاعة احتجاجاً على قبول المعاهدة . لكن المعاهدة تمت المصادقة عليها ، وجرى أحالتها إلى مجلس الأعيان ، الذي صادق عليها بدوره بالإجماع ، ماعدا العين مولود مخلص، أحيلت إلى الملك فيصل ، الذي صادق عليها بدوره ، وهكذا تسنى لبريطانيا ربط العراق ببنود تلك المعاهدة  الثقيلة ، ولمدة 25 سنة قادمة . وفيما يلي نص المعاهدة :

 

نص معاهدة عام 1926

 

 صاحب الجلالة البريطانية                              وصاحب الجلالة ملك العراق

أن جلالة ملك المملكة المتحدة البريطانية العظمى وأيرلندا، والممتلكات البريطانية وراء البحار وإمبراطور الهند من الجهة الواحدة .

وجلالة ملك العراق من الجهة الأخرى .

بناء على رغبتيهما في أن ينفذا ، تنفيذاً كاملاً، الشروط الواردة في قرار مجلس عصبة الأمم، المؤرخ في اليوم السادس عشر من كانون الأول 1925، والذي يعين الحدود بين تركيا والعراق ، وفقاً للمادة الثالثة من معاهدة الصلح الموقعة في لوزان، في 24 تموز 1923، تلك الشروط مؤداها أن العلاقات بين الفريقين الساميين المتعاقدين، المعينة في معاهدة التحالف ، وفي تعهد حكومة صاحب الجلالة البريطانية ، الذيّن وافق عليهما مجلس جمعية الأمم ، في اليوم السابع والعشرين من أيلول 1924، يجب أن تستمر لمدة 25 عاماً ، ما لم يُقبل العراق بموجب المادة الأولى من عهد جمعية الأمم  عضواً في الجمعية المذكورة ، قبل انقضاء هذه المدة ، واضعين نصب أعينهما النية التي أعرب عنها بالمقابلة ، كل من الفريقين الساميين المتعاقدين في برتوكول يوم الثلاثين من شهر نيسان 1923، بخصوص عقد اتفاقية جديدة ، تنظم ما يكون بعد ذلك من العلاقات بينهما .

لقد قررا أن يؤمنا القيام بالشروط المذكورة ، بواسطة معاهدة جديدة ، وعيّنا وكيلين لهما ، مفوضين لهذا الغرض ، وهما :

من قبل جلالة ملك بريطانيا العظمى وأيرلندا ، والممتلكات ما وراء البحار، إمبراطور الهند،السير  [برنارد هنري بورديللون ] القائم بأعمال المعتمد السامي في العراق لصاحب الجلالة البريطانية .

 ومن قبل جلالة ملك العراق السيد [ عبد المحسن السعدون ] رئيس وزراء الحكومة العراقية ، ووزير الخارجية .

الذين بعد أن تبلغ كل منهما أوراق اعتماد الآخر، ووجدا طبقاً للأصول الصحيحة المرعية ، وقد اتفقا على ما يأتي :

المادة الأولى :

إن الأحكام الواردة في المادة الثامنة عشرة من المعاهدة المنعقدة بين الفريقين الساميين المتعاقدين ، الموقعة في بغداد في اليوم العاشر من تشرين الأول سنة 1922، يُلغى منها ما تعلق بمدة المعاهدة المذكورة ، وتبقى المعاهدة معمولاً بها لمدة خمسة وعشرين سنة، ابتداءً من اليوم السادس عشر من شهر كانون الأول 1925، ما لم يصبح العراق عضواً  في جمعية الأمم قبل انقضاء المدة المذكورة ، وكذلك الاتفاقيات المختلفة، المعقودة بين الفريقين المتعاقدين الساميين ، الملحقة بمعاهدة اليوم العاشر من تشرين الأول 1922 الأنفة الذكر. وتبقى فيما يخص مدتها المجعولة ، تابعة لمدة المعاهدة المذكورة ، معمولاً بها للمدة المنصوص عليها في هذه المعاهدة . أما في المخصوصات الأخرى ، فلا تمس أحكامها .

المادة الثانية :

يتفق الفريقان المتعاقدان الساميان ، على انهما فوراً بعد إبرام هذه المعاهدة ، وموافقة جمعية الأمم عليها ، يواصلان النظر، بجد ونشاط، في المسائل التي وضعت موضع البحث بينهما قبلاً، بخصوص تعديل الاتفاقيتين الناشئتين عن المادتين ، السابعة والخامسة عشرة ، من معاهدة اليوم العاشر من شهر تشرين الأول 1922 .

المادة الثالثة : يتعهد جلالة ملك بريطانيا ، وذلك من غير مساس بأحكام المادة السادسة من معاهدة اليوم العاشر من شهر تشرين الأول سنة 1922، المتعلقة بإدخال العراق في جمعية الأمم، أو بإحكام المادة الثامنة عشرة من المعاهدة المذكورة ، التي تجيز تعديل أحكام المعاهدة المذكورة ، أو أحكام بعض الاتفاقات الملحقة بها ، في أي وقت كان، بشرط موافقة مجلس جمعية الأمم ، بأن ينظر بجد ونشاط في المسألتين الآتيتين ، عند حلول الوقت الذي كان ينبغي أن تنتهي فيه معاهدة اليوم العاشر من شهر تشرين الأول سنة 1922، بموجب برتوكول اليوم الثلاثين من شهر نيسان سنة 1923، ثم بعد ذلك في فترات متتابعة، كل منها أربع سنوات ، إلى أن تنقضي مدة الخمسة والعشرين سنة المذكورة في هذه المعاهدة ، أو أن يدخل العراق في جمعية الأمم :

1 ـ هل في استطاعته الإلحاح في إدخال العراق في جمعية الأمم ؟

1 ـ إن لم يكن في استطاعته ذلك ، ففي مسالة تعديل الاتفاقات المبحوث عنها في المادة الثامنة عشرة من معاهدة اليوم العاشر من تشرين الأول سنة 1922، بناء على التقدم الذي بلغته مملكة العراق ، أو بناء على أي سبب آخر .

إن هذه المعاهدة الموضوعة باللغتين ، الإنكليزية والعربية ، التي يعول على النص الإنكليزي منهما في حالة الاختلاف، بمقتضى إبرامها، ويجب تبادل وثائق الإبرام في اقرب ما يمكن، وللبيان قد وقع الوكيلان هذه المعاهدة ،وثبتا ختميهما عليها .

كتب في بغداد، في اليوم الثالث عشر من كانون الثاني سنة 1926 ميلادية، الموافق لليوم الثاني والعشرين من جماد الآخر سنة 1344 هجرية ، عن ثلاث نسخ ، تودع واحدة منها في خزانة سجلات جمعية الأمم، ويحتفظ كل من الفريقين الساميين المتعاقدين بواحدة منها .( 4)

 

B. h. Bourdillon                                    عبد المحسن السعدون

 القائم بأعمال المندوب السامي                          رئيس وزراء العراق    لصاحب الجلالة البريطانية في العراق                       ووزير الخارجية


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net