متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الحلقة الرابعة عشر (الأخيرة)
الكتاب : الباحثة عن الحقيقة    |    القسم : مكتبة القُصص و الروايات
مرت الايام ونحن دائبان على مطالعة الكتب التي ذكرها لنا العالم الديني وكنت عند الفراغ من مطالعة كل كتاب ازداد حبا بديني وايمانا به واعجب لنفسي لماذا وكيف كنت ادعي الإسلام دون ان اعرف عنه شيئاً ، اما سندس فكانت قد التزمت بالحجاب بعد ان التزمنا معا بالصلاة ، وبعد ان انتهينا من مطالعة الكتب اتصلنا بالاستاذ نطلب منه موعدا فحدده لنا في اقرب فرصة ، فذهبنا اليه وعندما استقر بنا الجلوس قال :
هل قرأتما الكتب التي ذكرناها ؟ قلنا بصوت واحد :
نعم لقد قرأناها ، قال :
وهل تعرفتما على المثل التي قدمها الاسلام ؟ فأجبنا قائلين :
نعم لقد تعرفنا عليها وتمنينا ان نسير على خطاهم .. فالتفت العالم الديني نحو سندس وهو يقول .


( 122 )

والآن فإذا حصلت لديك القناعة الكافية بحق الإسلام فتفضلي واسلمي يا بنتاه ، وهنا بادرت أنا قائلاً :
ارجوك يا مولاي ان تلتفت اليّ اولا فالتفت نحوي قائلا باستغراب :
انت ؟ قلت :
نعم انا فإن عليّ ان اسلم اولا فلم اكن اعرف عن اسلامي ما عرفت ولم اكن مسلما الا بالأسم فقط ، فابتسم الاستاذ ونظر اليّ نظرة عميقة ثم قال :
ولكنك لا تحتاج الى ان تردد الشهادتين يا ولدي ويكفيك ان تكون مؤمناً ايماناً صادقاً بالإسلام وبما جاء فيه ، قلت :
انني مؤمن به كلا الايمان ياسيدي قال :
وهل انت مستعد لأن تضحي من اجل الاسلام ؟ قلت مؤكدا :
نعم وبكل شيء ، قال :
اعطني مثلا عن ذلك ، قلت :
انني الأن لو علمت ان سندس غير مؤمنة بهذا الدين لروضت نفسي على تركها مع انها أحب اليّ من نفسي ومن الوجود وما فيه ، فعاد يلتفت الى سندس وهو يقول :


( 123 )

وانت يا ابنتي ؟ قالت :
انني اشعر تجاه الإسلام بنفس الشعور فأنا لم أعد ارضى بفؤاد لو لم يكن مسلماً واقعياً مع انه اعز انسان عندي واغلى ما في الوجود لديّ ، قال :
إذن فبارك الله فيكما ووفقكما لمراضيه وجعلكما نواة صالحة لجيل صالح خير وبعد هذا شهدت سندس شهادة الاسلام وقدم لها الاستاذ مصحفاً كريماً مذهب الحروف كما انه قدم لي علبة من الحلوى النادرة فشكرناه من صميم قلوبنا وودعناه وخرجنا بعد أن ولدنا على يده من جديد ، وبعد فترة تم عقد قراننا وعشنا في اسعد حال . وعندما رزقنا الله ولدا اسميناه باسم العالم الديني تيمنا به ولكي لا ننسى فضله علينا .

***

( او من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون ) .
صدق الله العلي العظيم .
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين .

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net