متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
لماذ ابتعدنا عن الاسلام
الكتاب : كلمة و دعوة    |    القسم : مكتبة المرأة

لماذ ابتعدنا عن الاسلام


أختاه ...
أراني حريصة في لقائنا اليوم على أن أوجه ندائي الأخوي هذا الى كافة المسلمين بدافع من الغيرة الاسلامية والأخوة الايمانية ، فأقول : يا أيها الاخ المسلم الكريم لقد أصبح الاسلام وديعة عندك وأمانة لديك وقد حرصت الرسالة الاسلامية على أن تكون داعية لها وممثلا لنواميسها ومثلها ، ومرآة لاشعاعها الخالد وكمالها المعجز وقد شملك النداء السماوي ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) والرعاية تختلف باختلاف الظروف والحيثيات ، فاجهد أن تكون نعم الراعي الذي يمثل جوهر الدعوة الاسلامية الخالصة ولا تنحرف بها عن طريقها المعبد ، ولا تفقدها روحها المعنوية التي عجزت القرون ، واتعبت الأيام ، واحرص على أن لا تضيف اليها هوامش من فكرك الخاص ، او عواطفك المحدودة فأنها هي الرسالة السمحاء التي جاءت لاسعاد البشرية جمعاء ، واتت لترفع الثقل المقيت عن كواهل الانسانية عامة وعن المرأة خاصة ! .


( 154 )

فقد انبثقت رسالة محمد ( ص ) لتمحق الحيف وتزيل الضيم وتفك القيد الأثيم عن مخذول ومظلوم ، وقد شملت اصلاحاتها المرأة المسلمة التي كانت رهينة لعادات همجية ، وقوانين جائرة ، وتحت سجن من القيود الظالمة الجاحفة . فتعالى صوت المصلح الأول ( ص ) مدوياً في الآفاق : ( أن الله لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى بعضكم أولياء بعض ) وتردد صوته صلوات الله عليه وآله ( النساء شقائق الرجال ) فعند ذلك فقط نظر المجتمع إلى المرأة نظرته الى مخلوق بشري له مكانته اللائقة في الحياة ! وله قدسيته في المجتمع الانساني ! وبوسعه أن يفيد ويستفيد . نعم لم يحملها الاسلام أعباء الجاهلية ولم يفرض عليها قيوداً قاسية ، ولكنه صانها باكرام من الحجاب يقيها شر الذئاب وجعلها درة مصونة في الأصداف . والأكرام لا تمنع انتشار عبق الزهور ، والصدف لا يحجب تلألؤ الدرة البيضاء . وكذلك الاسلام الحبيب ، فلم يفرض على المرأة المسلمة قيوداً تسحق شخصيتها كما تفعله القوانين الجائرة التي ترجع بكيانها القهقرى إلى عهد الظلام والجهل ، وقد قال حامل رسالته المقدسة ( ص ) وما ذلك إلا طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ليعدها كما أعد الرجال للدفاع عن رسالتهم المباركة وليمكنها من تبيان ما خفي على الجهلاء من كمال الشريعة الإسلامية فما الذي يدعوكم يا أنصار المرأة المتحررة إلى مثل هذا الضجيج ؟ وإلى المتزمتين أوجه خطابي : لماذا


( 155 )

فرضوا على المرأة قيوداً وحدوداً لم ينزل الله بها من قرأن ، فالضغط يولد الانفجار ، والتزمت يدعو إلى النقمة على جميع الأمور حتى الشرعية الضرورية ، وقد ينأى بالمرأة عن تعاليم الاسلام الحقيقية لاسيما إذا كانت ناشئة فتية ، وفي هذا ما فيه من أخطار تواجه فتياتنا المسلمات ؟ فان العقيدة أي عقيدة كانت لا تقوم إلا على اساس من الفهم والحب والمرونة لكي تكون راسخة ثابته لا تطيح بها زوبعة . ولا تزعزعها كلمة سامة مغرية . فالله الله يا اخواني المسلمين لا تدخلوا في روع فتياتكم انهن أسيرات من جراء كونهن مسلمات متمسكات بتعاليم محمد الرسول العظيم ( ص ) فينظرن إلى المنحرفات المتحللات نظرة الأسير إلى الطلق فان الاكثار في الشيء صنو الاقلال منه . والأفراط توأم التفريط . فاسمعني يا أخي المسلم ولا تتحكم مع ميولك . ولا تندفع وراء أهوائك تحت ستار من الدعوة إلى تطبيق الاسلام فالاسلام سمح سهل لا يريد للمرأة إلا العزة والكرامة والمكانة اللائقة . فالاسلام مثلا يفرض على المرأة إطاعة زوجها وأبيها في بعض الأمور التي لا تتلاءم مع مصلحتها العامة . ولكنه لم يجعل منها ألعوبة في يد الرجل يفرض عليها سيطرته فرضاً بدافع من قرابة أو سمو مكانة فيتحكم بتصرفاتها وحركاتها وسكناتها ، وبهذا تزهد المرأة حتى في الطاعة المفروضة للأزواج والأباء . فرجائي منك يا أخي المسلم أن تبذل قصارى جهدك لبث روح الاسلام الحقيقية في نفوس فتياتنا الحبيبات .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net