متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
رأي المرأة في الزواج
الكتاب : كلمة و دعوة    |    القسم : مكتبة المرأة

رأي المرأة في الزواج

 

أختاه ..
ضمني وبعض بنات الاسلام مجلس جرنا الحديث فيه إلى حقوق المرأة في البيت والمجتمع ومدى تركيز كيانها في الأوساط المسلمة فإذا بأحداهن تنبري لتقول بحرارة وألم أن المرأة في الاسلام مهضومة الحق ، مهيضة الجناج ، لا تعدو أن تكون سلعة في أيدي الرجال تتقاذفها أهواء الآباء والأزواج فهي : أما أن تباع للزوج بيع الاماء أو تقدم له هدية متواضعة كعلبة من الشوكولاته !
وكنت استمع إليها وهي مندفعة بثورتها الظالمة التي قامت على مفهوم خاطئ وتولدت نتيجة إهمال المسلمين العارفين بحقيقة الاسلام لاظهار صفحته المتبلورة البضاء وبعد أن اتمت ترجيع كلماتها التي اخذتها عن ألسن السوء بدون وعي أو قصد قلت لها وكلي اشفاق على هذه الزهرات اليانعات التي أطاحت بها الريح السامة الى حيث الوحل قلت : على مهلك يا صاحبتي انك المسكينة دعيني


( 157 )

احدثك حديث الاخت الناصحة التي لا تريد لك وأمثالك الا الخير والصلاح والعزة والكرامة فما أنا لا انثى مثلكن أشعر بما تشعرن به واحسن ما تحسنه ، وطالما ثرت لكرامتنا المضاعة على أيدي رجال ظلموا الاسلام حقه ، فانتسبوا اليه وهو منهم براء ! وما أكثر ما نقمت على الأوضاع الهمجية التي سيطرت على بعض اخواتنا الضعيفات ! هذه الاوضاع التي لم ينزل الله بها من سلطان ، والتي خلقها بعدنا عن روح الاسلام وتعاليمه الحكيمة . نعم ثرت كما تثورين ، واندفعت وراء غضبي كما تندفعين ، ولكن لا على الاسلام الحبيب ولا على رسالته القدسية . بل على المجتمع الفاسد وعلى ابناء وبنات الاسلام العاقين له ، المارقين عن مثله وتعاليمه ، والذين كان سلوكهم المعوج مبعثا لهذه الصيحات الباطلة ، لا ستبدادهم بمصير الفتيات وفرض سلطتهم القاسية في تقرير مستقبلهن على ميولهم ورغباتهم الخاصة ! وحسب مصالحهم الذاتية دون استشارتهن ؟ .
ولكن الاسلام يا اختاه مبدأ زاخر بجيمع ما تصبو اليه النفس البشرية ، حامل في تعاليمه شتى أنواع السعادة والهناء ، وقد انبثقت رسالته لتمحق الظلم لا لتظلم ، وجاءت لعقاب الظالم لا لخلق جيل ظلوم وقد حمل ـ في اكثر ما حمل ـ الخير للمرأة المسلمة التي كانت من قبل ضائعة بين أنياب الجاهلية ! والعادات القبلية في الشرق ! والقوانين الزمانية في الغرب ؟ حتى قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قولته


( 158 )

الخالدة : ( النساء شقائق الرجال ) . وقد أعطاها الامكانيات التي تخولها حفظ جميع حقوقها الاجتماعية في جميع الميادين التي تتفق وكيانها الخاص ! ولنضرب لذلك مثالا بالامر الذي ذكر ، في مطلع حديثك وهو حريتها في اختيارها الزوح :
فقد ورد عن أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه وقد ذكر حديث تزويج فاطمة ( ع ) ، وانه طلبها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا علي انه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهية في وجهها ، ولكن على رسلك حتى اخرج اليك ، فدخل عليها فأخبرها وقال : ( ص ) ان عليا ذكر من أمرك شيئا فما ترين ؟ فسكتت ، ولم تول وجهها ، ولم ير منها رسول الله ( ص ) كراهة فقام وهو يقول : ( سكوتها اقرارها ) وقد جاء في الحديث عنه : صلى الله عليه وآله وسلم ( تستأمر البكر ولا تزوج الا بأمرها ) ، وقد جاءت فتاة اليه ( ص ) فقالت : ( ان أبي زوجني من ابن اخ له ليرفع خسيسته وانا له كارهة ) فقال ( ص ) لها : أجيزي ما صنع أبوك : لا رغبة لي فيما صنع أبي قال صلى الله عليه وآله وسلم : فاذهبي فتزوجي من شئت فقالت : ( لا رغبة لي عما صنع ابي الخ ) .
وقد استشار رجل الامام موسى بن جعفر عليه السلام في تزويج ابنته من ابن اخيه فقال : « افعل ، ويكون ذلك برضاها ، فان لها من نفس حظا » . نعم هذا هو الاسلام


( 159 )

بمعناه الصحيح . وهذه هي احكامه العادلة التي ارتفعت بالمرأة الى افق الحرية والكرامة في عصر ما كان يقيم للمراة أي حساب ، ولكن الذنب ذنبنا نحن المسلمين ! بعد اذ انحرفنا عن جادة الاسلام ، وتجاهلنا ان لنا في اسلامنا حقوقا قلما ظفرت بها حضارة من الحضارات وحتى الآن والجرم جرم الذين عرفوا الحق ولم يظهروه ، وسكتوا عنه وتركوكن لا بواق الدعايات المغرضة ، وللتعاليم العدائية التي تصل اليكن تحت مسوح التمدن والتحضر ولكن لي وطيد الأمل انكن سوف ترجعن الى احضان الاسلام الرحب ان عاجلا او آجلا ان شاء الله .
بعد ان تفشل جميع الانظمة عند التطبيق ، وسوف تجدن في نظام الاسلام نظاما مثاليا خالدا يحقق للمرأة سعادتها وكرامتها ، وقد وعدنا الله نصره والله لا يخلف الميعاد .

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net