متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
في عيادة الطبيب
الكتاب : كلمة و دعوة    |    القسم : مكتبة المرأة

في عيادة الطبيب

 

اختاه ...
ها انا ذي التقي معك وقد هزتني حادثة مررت بها اذ زارتني احدى اخواتي المسلمات ، وهي شاكية من ظلم بنات الاسلام المتطرفات مستعبرة من ضلالهن ، فقد جمعها مع بعضهن مجلس ( في عيادة طبيب ) في بغداد أجبرت على المكوث فيه مدة طويلة للانتظار مكنت لجاراتها المخدوعات ان يكشفن لها عما آلت اليه روحياتهن ، وعما انحططن له من درك مظلم مخيف ، فهن يستهين بالمثل ، ويكفرن بالقيم ، ويرين فيما كانت فقد التزمته الاخت المؤمنة من أحكام الاسلام اساليب رجعية جاهلية ، وقد تكشفن لها على حقيقتهن المرة فاذا هن جاهلات يدعين المعرفة بلا معرفة تائهات ويتظاهرن بالهدى والرشاد وصاحبتنا المسلمة في كل ذاك تدافع وتجادل ما وسعها الدفاع ولكن أنى لصوتها أن يصل الى مسامع غفلت عن الحق وصمتت عن الحقيقة ، وأنى لكلمات ان تخترق الحجب السود التي حجبتهن عن الصواب والتي حالت بينهن وبين الهدى ، وكيف لصوت ان يعلو على ابواق جهنمية ترجع ألحانها على أوتار القلوب الفتية وتسكبها


( 161 )

في الآذان الغافلة التواقة ؟ وكيف لكلمة واحدة أن تقف امام التيار الخاطئ الذي جرف الكثيرات من بناتنا البريئات ؟ وهل يمكن لصرخة مؤمنة ان تكشف الغبار الأسود الذي غلف المجتمع ولونه بلونه القاتم المغبر ؟ فلمسنا أو ضحية من ضحايا المجتمع العليل الذي تجرد عن قيمه ونأى عن قوانينه واحكامه ولن يصلح المجتمع هذا ، ولن يتركز كيانه في الوجود الا اذا رجع الى صوت الاسلام في ندائه الملائكي وتمسك بدستوره السماوي وتباعد عن التبعية المبغضة لكل ما هو اجنبي غريب . فهل يمكن لامة أيا كانت ان تتقدم وتتحضر بحضارات اجنبية لا تمت لها بصلة لتكون بذلك متقدمة ، فانها لم تتقدم خطوة ، ولم تزدهر لحظة ، وانما الافكار الخارجية والدعايات الاجنبية هي التي تقدمت وازدهرت على حسابنا نحن اعداءها الحقيقيين . فيا حرقة قلبي على زهرات يانعات نالت منهن الافاعي فشوهت أريجهن العذب الفواج ، ويا أسفي على لبوات خدرهن الافيون الاستعماري بشتى أشكاله فأطفأ فيهن شعلة الاسلام ، وأفقدهن نور الرشاد ، وتصرف فيهن تصرف اللاعب بالدمى لا حول لهن تجاهه . ولا طول فيه الوقت الذي قد غنين فيه بما لهن من مبدأ زاخر بالحضارة السامية ، وعامر بالاصلاحات الجذرية حاملا لهن السعادة والعزة والكرامة ، واستطردت صاحبتنا المسلمة كلامها فقالت : انهن قلن لي : انك رجعية قديمة متوحشة فأجبتها : لا عليك يا اخية فهذه أنغام سمعناها وسنسمعها أيضا ما دام


( 162 )

المكروب الاجنبي يسري في عروق مجتمعنا المسكين ، وما دمنا متمسكين بمبدئنا الحق داعين الى نهجه القويم . ونصيحتي لك يا أخية ولجميع أخواتنا المسلمات : ان لا تقعد يكن هذه التخرصات ولا تثنيكن امثال هذه النغمات المشؤومة بل تزيدكن عزما وقوة ، وشدة ومضاء ، لتثبتن لهن صواب تهجكن وخطاً سيرهن المتعرج ذات اليمين واليسار ، وأوضحن لهن أنهن هن اللواتي رجعن بسلوكهن الى أبعد عصور الجاهلية حيث لا أحكام ، ولا قوانين ، ولا مثل ، ولا مفاهيم ، المرأة والرجل والحيوان في عرفهم سواء ، غايتهم الماء ولقمة العيش !
واما نحن فسنصل الى حيث ما وعدنا الله من نصره ( أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
) .

بنت الهدى


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net