متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
المرأة البنت
الكتاب : المرأة مع النبي    |    القسم : مكتبة المرأة

المرأة البنت


قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « نعم الولد البنات ملطفات مجهزات مؤنسات » هذا هو التقريظ النبوي المقدس للبنت وهذه هي فكرة الإسلام عن الوليدة وعن أهميتها في الوجود .
وقد يعتبر هذا الحديث طبيعياً في مثل هذا العصر وبعد أن ركز الإسلام للمرأة كيانها الخاص وبعد أن عمت فكرة الإسلام عن كون البنت والولد في ميزان واحد . ولكن هذا الحديث جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله في عصر كانت العوائد الجاهلية فيه مستحكمة وكانت البنت فيه موؤدة خوفاً من عار بقائها في الحياة . وكان من أسباب عار الرجل أن يكون أبا بنات حتى أن أعداء رسول الله ( ص ) كانوا يجعلون من أبوة رسول الله للبنات سبيلاً إلى الاستهزاء والسخرية . وقد جاء في


( 336 )

الروايات أن رسول الله ( ص ) بشر بإبنته فنظر إلى وجوه أصحابه فرأى الكراهة فيهم فقال : مالكم ؟ ! . . ريحانة أشمها ورزقها على الله عز وجل .
وهكذا نرى أن الإسلام ارتفع بالبنت الموؤدة إلى ريحانة وإلى خير الولد . وقد روي عن رسول الله الأعظم ( ص ) أنه قال : إن الله تبارك وتعالى أرق على الإناث منه على الذكور وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها قرابة إلا فرّحه الله يوم القيامة .
وهكذا وعلى هذا النحو غرس الإسلام في صدور المسلمين حب البنات وأفهمهم أنها فلذة لهم مثلها في ذلك مثل الولد سواء بسواء . وجاء في الروايات أنه ولد لرجل من أصحاب الإمام أبي عبدالله ( ع ) جارية فدخل على أبي عبدالله فرآه مسخطاً فقال له : أرأيت لو أوحى الله إليك أن أختار لك أو تختار أنت لنفسك ما كنت تقول ؟ قال : كنت أقول يا رب تختار لي . قال : فإن الله عز وجل قد اختار لك . ثم قال : إن الغلام الذي قتله العالم الذي كان مع موسى وهو قول الله عز وجل ، ( فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحماً
)


( 337 )

الكهف | 81 ، أبدلهما الله عز وجل بجارية ولدت سبعين نبياً .
وقد روي عن أبي عبدالله ( ع ) أيضاً أن رجلاً تزوج بالمدينة فلما جاءه سأله أبو عبدالله كيف رأيت ؟ فقال : ما رأى رجل من خير من إمرأة إلا وقد رأيته فيها ، ولكن خانتني . فقال : ما هو ؟ قال : ولدت جارية . فقال أبو عبدالله : لعلك كرهتها ، إن الله عز وجل يقول : ( آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً
) . النساء | 11. وهذه الرواية تدلنا على المهمة العسيرة التي واجهت الإسلام في مطلعه الأول عندما ركز للبنت مقاماً معترفاً به شرعياً ورسمياً وعاطفياً . فبعد مضي حوالي القرن نرى أن هذا الرجل يعتبر أن زوجته قد خانته لأنها ولدت له جارية ، وهذا هو السبب في كثرة الروايات التي وردت عن النبي يحبب فيها البنت ويقربها إلى القلوب ويجعلها ريحانة ونعم الولد .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net