متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
النصوص الكاملة حول مكانة المرأة وحقوقها في النظام الإسلامي
الكتاب : مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني    |    القسم : مكتبة المرأة

النصوص الكاملة حول مكانة المرأة وحقوقها في النظام الإسلامي:

                                            

خطاب في جمع من نساء محافظة قم (6/3/1979)

بسم الله الرحمن الرحيم

تحية متواصلة إلى نساء إيران، سلام عليكنّ أيتها السيدات المحترمات، ورحمة الله عليكنّ أيتها الشجاعات اللاتي بعزمكن الراسخ وهمّتكنّ العالية تحرّر الإسلام من أسر الأجنبي..               

سلام الله تبارك وتعالى على الشعب الإيراني نساءً ورجالاً، أنتنّ أيتها النساء الشجاعات حققتن النصر للإسلام جنباً الى جنب الرجال..  

أتقدّم بالشكر الى جميع سيدات إيران.. أشكر نساء قم. ليرضى الله عنكنّ ويسعد إمام العصر بكنّ، لقد نزلتن الى الميدان ودافعتن عن الإسلام مع أطفالكن الصغار..

وصلتني أخبار مدينة قم وبقية أنحاء البلاد، سمعتُ بأخبار "جهار مردان".. ينتابني إحساس بالفخر وأنا أستمع الى هذه الشجاعات، إنّ نساء إيران وسيدات قم وبقية المدن سبّاقات في تحقيق هذا النصر، لقد حفّزن الرجال على الإقدام، وإنّ رجالنا مدينون لشجاعتكن أيتها النساء الشجاعات.. أنا مدين للرجال، وكذلك للنساء المكرمات..

الإسلام ينظر إليكن أيتها النساء نظرة خاصة، فعندما ظهر الإسلام بجزيرة العرب: كانت المرأة تفتقر الى المكانة لدى الرجال، الإسلام هو الذي منحها العزة والرفعة، وساواها بالرجال..

إنّ العناية التي يوليها الإسلام للنساء تفوق العناية التي خصبـها الرجال، فللرجال حق على الشعوب، إلا أنّ حق النساء أكبر، لأنّ المرأة تربّي في أحضانها العظيمة رجالاً شجعاناً..

القرآن الكريم يربّي الإنسان، والمرأة أيضاً تربّي الإنسان، فوظيفة النساء تربية الإنسان، ولو جُردّت الأمم من النساء المربيات للإنسان، فإنّ هذه الأمم سوف تُهزم وتؤول الى الانحطاط وتتدنى الى الحضيض..

النساء هنّ اللاتي يمنحن الشعوب القوة والشجاعة، ولقد شاركن في صدر الإسلام في الحروب مع الرجال أيضاً..                             

إنّ للمرأة منزلة سامية، فهي تتمتع بمكانة رفيعة، ولها في نظر الإسلام مقام سام..

لقد رأينا كيف أنّ النساء المحترمات قاومن في جبهات القتال جنباً الى جنب الرجال، بل وسبّاقات على الرجال، وضحّين بأطفالهن وبشبابهن، وقاومن بشجاعة.

نحن نطالب بأن تحتل المرأة مكانتها الإنسانية السامية، لا أن تكون ألعوبة بأيدي أراذل الرجال.  

لابد للمرأة من المساهمة في تقرير مصيرها.. لابد للنساء في الجمهورية الإسلامية من المشاركة في الانتخابات، فكما أنّ للرجل حق الانتخاب، فكذلك المرأة تمتلك مثل هذا الحق.

لقد أساءوا الى مكانة المرأة في العقود الأخيرة، ومن الخيانات الكبرى التي لحقت بشعبنا أنهم سلبوا منّا طاقاتنا الإنسانية، وعملوا على تدنّي طاقات شبابنا وإضعاف طاقات نسائنا، وحطّوا من مكانتهن، فخانوا بذلك شعبنا، إذا جعلوا من نسائنا ألعوبة، ولقد أرادوا لهنّ الانحطاط، إلا أنّ الله تبارك وتعالى لم يشأ ذلك..

لقد أساؤوا الى مكانة المرأة وأرادوا أن يجعلوا منها سلعة تنتقل بين الأيدي.

الإسلام يؤهّل المرأة لأن يكون لها دور في جميع الأمور: تماماً كالرجل، وكما ينبغي للرجل أن يتجنب الفساد، فكذلك المرأة مطالَبة بذلك، ولا ينبغي أن تكون النساء ألعوبة بأيدي الشباب التافهين، بل ينبغي للمرأة أن لا تحط من مكانتها ومنزلتها وتخرجمتبرجة ومزوّقة [لا سمح الله] لتطاردها أنظار الفاسدين..   

ينبغي للمرأة أن تحافظ على إنسانيتها، وأن تتحلى بالتقوى، فللمرأة منزلة كريمة، وهي ذات إرادة، لقد خلقها الله عز وجل حرة كريمة، وكما وضع الله تبارك وتعالى قيوداً للرجل لئلا تقوده شهواته للفساد والإفساد: كذلك وضع مثلها للمرأة أيضاً، وكل هذا من أجل صلاحها، فالأحكام الإسلامية كلّها من أجل صلاح المجتمع..

أولئك الذين يسعون لجعل النساء ألعوبة بأيدي الرجال والشباب الفاسدين (هم) أناس خونة، ويجب على النساء الحذر منهن وعدم الانخداع والتصور أنّ من شان المرأة أن تخرجمتبرجة نصف عارية، ليس هذا من شأن المرأة، ولا يليق بها، ومثل هذه دمية، وليست امرأة..

على المرأة أن تكون شجاعة، وتؤدي دوراً في مقدرات البلاد المصيرية، فهي صانعة الإنسان ومربيته..

أسأل الله أن يحفظكن يا نساء إيران ونساء قم من كيد المفسدين الذين هم في الحقيقة حيوانات ولا ينتسبون للآدمية، فكان كان لكنّ دور أساس في هذه النهضات، فأنتنّ اليوم مطالَبات بالمساهمة في هذا النصر، و(عليكنّ) أن تنهضن وتنتفضن كلما تطلّب الأمر ذلك، فالبلاد بلادكم، وقد ولّت بإذن الله الأيادي الأجنبية، وأضحت عاجزة عن الإساءة الى هذا البلد..   

لقد قُطعت أيدي المرتشين والناهبين، وعادت البلاد إليكم، ولابد لكم من إعمار البلاد: يجب على أبناء الشعب الإيراني جميعاً، سواء النساء والرجال، العمل على إعمار هذا البلد الذي خلّفوه لنا.. يد الرجل وحده غير قادرة على الإعمار، بل إنّ الرجل والمرأة مطالَبان كلاهما بالعمل على إعادة بناء البلاد. 

بإمكان النساء المقبلات على زواجأن يضعن منذ البداية شروطاً لأنفسهن لا تخالف الشرع ولا تتعارض مع شأنهن، بإمكانهن أن يشترطن منذ البداية بأنه إذا ما كان الرجل سيئ الخُلق وأساء معاملتها فهي وكيل في الطلاق، لقد شرّع الإسلام لهنّ هذا الحق..

وإذا ما آمن الإسلام ببعض المحدوديات للرجال والنساء، فهي من أجل صلاحهم..

إنّ أحكام الإسلام كافة، سواء تلك التي تدعو للتجديد والتطور، أو التي تضع بعض القيود.. كلّها بصالحكم ومن أجلكم، فكما أنه جعل للرجل حق الطلاق، فإنه وضع لكنّ خيار الاشتراط على الزوجأثناء العقد بأنه إذا ما فعلتَ كذا وكذا كنتُ الوكيلة في الطلاق، فإذا ما اشترطت المرأة ذلك لن يُذعر الرجل بعدها، ولن يتمكن من وضع قيود للمرأة.. لا يستطيع أن يسيء خلقه معها، وإذا ما أساء الرجل التعامل مع زوجته فإنّ الحكومة الإسلامية تحول دون ذلك، وإذا لم يستجب الرجل يعزرونه ويطبقون عليه الحد، وإذا استمر على ذلك يفرّق المجتهد بينه وبين زوجته.

أسأل الله أن يمنّ عليكنّ بالعزّة والسلامة والسعادة وبالإيمان الكامل، ويوفقكن الى التربية الصالحة والثقافة السليمة، وأن تكون السعادة حليفتكن في كل خطوة.

تحية لكنّ أيتها النساء العزيزات المكرمات. 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.  

 

كلمة في جمع من نساء مدينة قم (8/3/1979)

بسم الله الرحمن الرحيم

لمّا تركتُ مدينة قم: عانى بسببي أبناء هذه المدينة من النساء والرجال، إلا أنّ شبّانهم كانوا الى جوارهم، وقد عدتُ، فأحرقَت قلبي لوعة فراق الشباب، مثلما أحرقَت قلوب الآباء والأمهات..

إنني عندما أرى تلك الصوَر المعلقة على الجدران والأبواب بالمدرسة الفيضية [صوَر هؤلاء الشبّان السعداء الذين افتقدناهم] ينتابني حزن عميق، وأتوجه بمواساة أهاليهم وتعزية الأمهات المفجوعات..

البلاد بأجمعها شهدت هذا البلاء، وعاشت في محنة ومشقة واضطهاد وتبعية للأجانب خلال خمسين عاماً ونيف، ويعلم الله ماذا فعل هذا الأب والإبن (رضا خان وابنه) ببلادنا.. يعلم الله أنه لم تشهد إيران على مر التاريخ خيانة مثل هذه الحيانة، صحيح أنّ جميع السلاطين طوال الألفين والخمسمئة عام أو اكثر كانوا خونة [حتى خيّرهم كان خائناً]، إلا أنّ خيانتهم لم تكن بحجم خيانة رضا خان وابنه، ولم يبد أنهم كانوا يخونون بلدهم، بيد أنّ حجم خيانة هذين كان أكبر، فضلاً عن أنّ حجم جرائمهما كان كبيراً جداً أيضاً..

ربما لا يتذكر بعضكم الأحداث التي شهدناها بعهد رضا خان، لن تصدقوا أية أحداث شهدتها مدينة قم نفسها وحجم الإيذاء الذي لحق بنساء قم المكرمات ونساء المدن الأخرى.

كان رضا خان أداة ينفّذ ما يؤمر به، فكم هتك حرمات نسائنا وحرمات الإسلام وحرمات المؤمنين بإسم السفور؟ وأية أفعال مارسها جلاوزته بحق نسائنا ومخدراتنا؟ أيّ تصرف مشين صدر منهم بحق النساء؟ وكم مزّقوا من الشادور وسلبوا من عباءاتهن وأوشحتهن وأغطية رؤوسهن؟ كنّا قد شهدنا كل هذا، وأنتم أيضاً شهدتم ما فعله الابن (الشاه) بهذه البلاد بإسم الحضارة الكبرى.  

ليس بإمكانكم تصور سلوك وتصرفات الأب والابن بهذه البلاد، ليس في إمكاننا أن نتعرف حجم الجرائم التي مارسها هؤلاء وحجم خيانتهم، فنحن لا نعلم أماكن إخفاء الثروات، وليس واضحاً أنّ هذا المقدار الذي كُشف عنه هو كل ما نهبوه، لا يُعرف حجم أرصدة هؤلاء ببنوك سويسرا وأمريكا وإنكلترا وغيرها، يقال أنهم سرقوا في الفترة الأخيرة ثلاثة وعشرين ملياراً، أما حجم الأموال التي أُخرجت من البلاد في السابق فلا نعلم عنها شيئاً.

لمّا حدثت الحرب وطرَد الحلفاء الأب، اتجه الى جمع المجوهرات وملأ حقائبه بها وحملها معه، ويقال أنه لمّا جلس بالباخرة والحقائب الى جواره، جاءوا له بسفينة أخرى من السفن الخاصة بالحيوانات، وطلبوا من الخبيث [الذي كان أسوء من الحيوان] أن ينتقل إليها، فقال: والحقائب؟، فقالوا له: الحقائب ستلحق بك فيما بعد، ثم استولت إنكلترا على الحقائب ونهبتها.  

في عهد الابن أيضاً سرقوا جميع ثرواتنا.. صادروا كياننا.. ألحقوا ضرراً بطاقاتنا الإنسانية: دونه الأضرار التي لحقت بثرواتنا المادية.. لقد بذلوا كل ما بوسعهم للحؤول دون تنمية أبنائنا.. أوجدوا لهم مراكز الفحشاء بعدد لا يحصى.. أوجدوا دور القمار وبيوت البغاء ووضعوها في متناول أيدي شبابنا  وجعلوهم يغفلون عن مسؤولياتهم، أشاعوا استخدام المخدرات في أوساطهم الى حد كبير لكي يخدّروهم ويسلبوا منهم أية فرصة للتفكير بمقدّراتهم، لكن الله تبارك وتعالى شاء أن يتحول هؤلاء الشباب خلال السنتين الأخيرتين هذا التحوّل، طبعاً: البداية كانت منذ الخامس عشر من خرداد، إلا أنّ هاتين السنتين الأخيرتين كانتا مصيريتين في تنامي النهضة وازدهارها..

أعانكم الله تبارك وتعالى، لقد برهنتن أيتها النساء اللاتي تقفن في الصفوف الأمامية أنكم متقدمات على الرجال، فهم يستلهمون العزم منكنّ، ولقد اتعظ رجال إيران من حرائره وتعلموا منهن، وهكذا رجال قم أيضاً اتعظوا بكنّ أيتها النساء العزيزات وتعلموا منكنّ، إنكنّ تقفن في الصفوف الأمامية من النهضة.

لقد خصّكنّ الإسلام بمكانة لم يمنحها للرجال، الإسلام يريد أن ينقذكن.. يريد أن يبعدكن عن الألعوبة التي يريدها هؤلاء لكنّ.. يريد الإسلام أن يصنع من المرأة إنساناً كاملاً لكي يتربى في أحضانها أناس كاملون..

أشكركن جميعاً على مشاركتكن في هذه النهضة، أشكر جميع الأمهات اللاتي شاركن في هذه النهضة وضحّين بأعزتهن، وأنا آسف لهم، وأسأل الله بتارك وتعالى الرحمة لشهدائهن، والرحمة لكم جميعاً..

أسأل الله أن يمنّ عليكم بالسعادة، وأدعوه أن يوفقكم جميعاً للكمال المنشود.

ينبغي لكم جميعاً الإدلاء بأصواتكم للجمهورية الإسلامية، لا كلمة أكثر ولا أقل، أنتن أيضاً ينبغي لكم المشاركة في الانتخابات، لا فرق بينكم وبين الآخرين، بل أنتنّ مقدَّمات على الرجال، فهم نشأوا في أحضانكن العظيمة، أنتن مربّيات الرجال.. اعرفن قدر أنفسكن.. الإسلام يدرك قدركن.. شارِكوا جميعاً في الاستفتاء الذي سيقام، وامنحوا أصواتكم للجمهورية الإسلامية.

آمل أن تقام الجمهورية الإسلامية ويتحقق العدل الإسلامي والحكومة العادلة التي تنقذ البلاد من هذه المعاناة، واحذروا من أن تمتد يد الأجانب الى هذه البلاد، وأرجو أن تحقق الجمهورية الإسلامية لكم جميعاً الاستقلال والحرية.. أدعو الله أن يرحمكم جميعاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 (جماعة الشاه)

 (فترة حكم الشاه)

 (الشاه محمد رضا بهلوي)

 (منفى الإمام في فرنسا)

 (آلة موسيقية تشبه الى حدٍّ ما الجوزة، وتُستعمل في العزف لدى العرفاء)

 (إحدى مناطق قم المجاهدة ضد الشاه)

 (الإمام المنتظر)

 (رضا خان بعد اتصاله بألمانيا)

 (5/6/63)


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net