متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
النصوص الكاملة حول دور النساء في انتصار الثورة الإسلامية
الكتاب : مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني    |    القسم : مكتبة المرأة

النصوص الكاملة حول دور النساء في انتصار الثورة الإسلامية

 

خطاب في جمع من النساء التي تقيم في جنوب طهران: 6/5/1979

بسم الله الرحمن الرحيم

إنها معجزة، معجزة عظيمة أن تقفوا أيها الأخوة والأخوات معاً بقبضات محكمة بوجه القوى الشيطانية، إنها معجزة الإسلام أن تتجلى فيكم هذه القوة النافعة، إنها قوة الإيمان التي حققت لكم نصركم في هذا النضال، إنها معجزة حقاً أن يضطرب العالم باستشهاد عزيز، إنها معجزة حقاً أن تقف النساء في مواجهة الدبابات والمدافع ولا يرعبهن شيء، إنه القرآن والإسلام قد أنار قلوبكن وقلوب جميع أبناء الشعب الإيراني، إنه نور الإيمان جعلكن أيتها النساء لا تخشين الشهادة. ولا يتصور الأعداء أنه باستشهاد عظمائنا ستؤول النهضة إلى الخمول والخمود، فهذه النهضة قائمة متدفقة حتى تستأصل جذور الفساد كلّها، النهضة متواصلة حتى تحقيق النصر النهائي، وإذا ما ابتُليت بالضعف والوهن يوماً ما، فإنّ الله تعالى سيزيدها قوة بوسائله الخاصة، فمن الخطأ أن يتصور أعداؤنا أنهم بقتلنا سيتمكنون من إعادة النظام المنحوس أو ما شابهه، لقد ولّى ذلك العهد إلى غير رجعة، لن يسمح الشعب الإيراني بعودة تلك الأوضاع ثانية، أميركا مخطئة، المتآمرون الأميركان والإنكليز وغيرهم مخطئون، لن تفت في عضدنا هذه المؤامرات، لقد حطّمْنا السد العظيم، ولن نعبأ بهذه القطرات المعدودة. 

أشكر الأخوات العزيزات المجتمعات هنا، واللاتي يدافعن عن النهضة بتظاهراتهن.

ليحفظكن الله ويبقيكن للإسلام، لقد كنتن وما زلتن تتمتعن بدور عظيم في هذه النهضة، إنّكنّ المسؤولات عن تحقيق أهداف هذه النهضة، وستحققونها بإذن الله.

سلامي وتحياتي لكنّ أيتها الأخوات العزيزات ولجميع الأخوات والإخوة من أبناء الشعب وللمسلمين كافة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حديث في جمع من نساء قم: 10/5/1979

بسم الله الرحمن الرحيم

تحية إلى أهالي مدينة قم، تحية إلى نساء وسيدات قم العظيمات، إنّكنّ أيتها النساء جاهدتن

على طريق نهضتنا وانتصارنا بأموالكن وممتلكاتكن، إنّكنّ تقفن في صف جنود الإسلام وعلى قدم المساواة مع نساء صدر الإسلام، فكما أنّ نساء صدر الإسلام قدّمن العون للإسلام وشاركن في نهضاته وحروبه، فنساء إيران أيضاً ـ ولاسيما نساء قم ـ ساهمن في هذه النهضة وقدّمن العون والمساعدة في نضالنا ضد الاستبداد والاستعمار جنباً إلى جنب الرجال. أدعو الله أن يحفظكن ويرعاكن، إنّكنّ أيتها النساء تحظين بمكانة عند الله إنشاء الله، هذّبنّ أطفالكنّ، ولتكن تربيتكن لهم تربية إسلامية، الإسلام يدعوكم لتهذيب أطفالكن بأحضانكن وتنويرها بنور هؤلاء الأطفال الإسلاميين.. إنهم أبناء الإسلام، وفي المستقبل ستكون مقدّرات الإسلام وبلادكم بأيدي هؤلاء.

أقدّم شكري لكنّ لأنّكنّ لم تألين جهداً للمساهمة في هذه النهضة جنباً إلى جنب الرجال، و(أقدّم شكري لكنّ) للمساعدات التي تقدّمنها إلى المحرومين، أسأل الله أن يمنّ عليكم بالسعادة والسلامة في كِلا الدارين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

خطاب في جمع من النساء التي تقطن السواحل الجنوبية: 3/7/1979

بسم الله الرحمن الرحيم

من بركات النهضة أن يكون لكنّ أيتها النساء ـ اللاتي تقطنّ بالمناطق الساحلية، وبقية نساء إيران المحترمات ـ دور في القضايا المعاصرة وفي الشؤون السياسية.

إنّ الأيادي المجرمة التي تجلّت في أيدي "محمد رضا" وأبيه هي التي عملت على عزل طبقات الشعب وأبعدتهم عن الخوض في الشؤون السياسية والنشاطات الاجتماعية.

إنّ المسائل السياسية لم تكن مطروحة بين أوساط النساء أصلاً، بل بين أوساط الرجال أيضاً، وإذا ما مارسها بعضهم فإنه كان يفهمها في ضوء سياسة النهب والسلب.. وإذا ما كانت بعض الفئات التي يصطلح عليها بـ"السياسية" قد مارست نشاطاً سياسياً آنذاك، فإنّ نشاطها هذا كان قد أُملي عليها من قبَل الغرب لأجل نهب ثروات الشرق.

إنّ هذا التحوّل الذي وُجد في إيران كان تحوّلاً عميقاً وشاملاً، لقد منّ الله تبارك وتعالى بالتحوّل الفكري والروحي على هذا الشعب..

نحن نرى الآن أنّ القضايا التي تثيرها المتحدثات باسمكن ـ أيتها النساء اللاتي تقطنّ المناطق الساحلية ـ هي مسائل سياسية واجتماعية معاصرة، وإنّ الشيء نفسه نجده لدى النساء الأخريات في المراكز والمؤسسات في مختلف أنحاء البلاد، إذ أخذن يولين اهتماماً خاصاً بالمسائل السياسية والاجتماعية المعاصرة، إنّ هذا التحوّل حصل ببركة النهضة الإسلامية، وأرجو أن يتواصل.

ينبغي لكنّ أيتها النساء، وكذلك أنتم أيها الإخوة، وبقية إخواتنا وأخواتنا.. ينبغي لكم الحفاظ على هذا التحوّل الروحي، وينبغي للنساء ممارسة دورهن في القضايا السياسية والنشاطات الاجتماعية الخاصة بهنّ.

ففي العهد البائد: عزلوا ـ باسم إدخال نصف المجتمع للخوض في شؤون البلاد ـ جميع فئات الشعب وأبعدوها عن الخوض في شؤون حياتهم اليومية والقضايا السياسية، أما اليوم فنحن نرى جميع فئات الشعب وطبقاته يهتمون بشؤون البلاد ونشاطاتها السياسية والاجتماعية، وتساهم جميع طبقات الشعب ـ سواء النساء المحترمات أو الإخوة ـ في تقرير مصيرها.

كان النظام البائد يزعم أنه حرر النصف الآخر من المجتمع، إلا أنه في الحقيقة حرم جميع أبناء الشعب من الحرية باسم الحرية

إنكم تمارسون اليوم نشاطاتكم بكل حرية في انتقاد الحكومة، وفي الاعتراض على ما ترونه مخالفاً لمسيرة الإسلام والشعب، وفي مطالبة الحكومة بالقضايا السياسية التي تؤمنون بها.

لقد حررتكم هذه النهضة وأنقذتكم من تلك القيود التي كانت قد فُرضت على أبناء الشعب، فها أنتم تجتمعون هنا بكل حرية وتطرحون القضايا السياسية والاجتماعية التي تلبّي حاجة الشعب، ففي هذه البرهة من التاريخ تقع على عاتق كل فرد من أفراد الشعب مسؤوليات خطيرة، وأنا أؤكد هنا أنكن مسؤولات عن قيادة النهضة إلى برّ الأمان، مثلما حققتن لها أهدافها حتى الآن، ومسؤولات عن انتخاب نواب مجرّبين تقع على عاتقهم مسؤولية صياغة الدستور الذي يقرر مصير الشعب.. انتخاب أفراد متدينين ومطلعين وملتزمين بالنهضة، أفراد لا يتطلعون إلى الشرق، ولا يميلون إلى الغرب، بل ينهجون صراط الإسلام والإنسانية المستقيم.. انتخبوا أمثال هؤلاء.. سلّموا مصيركم بأيدٍ أمينة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

خطاب في جمع من نساء مدينة أردبيل: 18/8/1980

بسم الله الرحمن الرحيم

أرحّب بكنّ أيتها السيدات المحترمات اللاتي قدمتن من مكان بعيد، وأدعو الله أن يمنّ عليكن بالسعادة إن شاء الله.

إنّ الشعب الذي تقف نساؤه في الصفوف الأمامية ـ للعمل على تحقّق الأهداف الإسلامية ـ لن يرى مكروهاً.. إنّ الشعب الذي نزلت نساؤه إلى ساحة المعركة لمواجهة القوى الكبرى والقوى الشيطانية، وكنّ سبّاقات على الرجال، هو شعب منتصر.. إنّ الشعب الذي يقدّم

الشهداء على طريق الإسلام ـ من النساء والرجال ـ ويتطلع أبناؤه من النساء والرجال إلى الشهادة، إنّ مثل هذا الشعب لن يرى السوء.. نحن نعقد آمالاً كبيرة على هذا السيل المتدفق لأبناء الشعب الذي تقف في طليعته النساء المحترمات اللاتي هنّ من أكثر فئات الشعب جدارة، ولا يألُوَنّ جهداً من أجل تحقيق الأهداف الإسلامية.. أبارك للشعب الإيراني ذلك..

نحن لا نخشى أية قوة، إنّ شعباً يقف على أهبة الاستعداد ـ نساءً ورجالاً ـ للتضحية والفوز بالشهادة: ليس بإمكان أية قوة أن تواجهه.. إنّ قوّتكم هي قوة إلهية..

إنّكنّ أيتها النساء المحترمات نهضتن من أجل الله، وإنّكنّ صامدات في هذه النهضة من أجل الله، ولن يمسسكن أي سوء..

احرصن على رص صفوفكن أكثر فأكثر بكل ما أوتيتن من قوة، وحافظن على الثورة، واعملن من أجل تقدمها، لا تعبأن بكلام المفسدين الذين يتطلعون لبث الفرقة بين صفوفكن، أو أن يزرعوا اليأس في قلوبكم تجاه الثورة، لأنهم أبواق الشيطان، وسيهزمهم الله تبارك وتعالى بإذن الله.

أتقدّم بشكري وتقديري لكنّ أيتها النساء المحترمات اللاتي قدمتن إلى هذا المكان من أماكن نائية، وأدعو الله أن يمنّ عليكنّ بالعزة والعظمة والرفاه إن شاء الله، وان يحفظكن للإسلام والمسلمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

خطاب في جمع من النساء أعضاء الجهاد الجامعي بأصفهان: 23/5/1981

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ أعظم ما حدث في إيران هو التحوّل الذي حصل لنساء إيران. إنّ دور النساء في هذه النهضة والثورة اكبر من دور الرجال، كما أنّ نشاطهن خلف جبهات القتال أكثر من نشاط الآخرين أيضاً، ولهنّ دور كبير في هذه الثورة من خلال دورهن في مجال التربية، سواء تربية أطفالهن أو عملهن في المدارس والمراكز الأخرى.

إنّ العواطف والأحاسيس التي تتصف بها النساء فريدة من نوعها وغير متوافرة لدى الرجال، ولهذا: فإنّ ما يصدر عن النساء خلف الجبهات بوحي من عواطفهن أكبر وأهمّ وأكثر قيمة من الذي يصدر عن الرجال، وبفضل العواطف التي تتحلى بها المرأة: أنجزت وتنجز أعمالاً مفيدة جداً لجبهات القتال.

والأهم من كل ذلك هو أنّ النساء بعد الثورة رحن يمارسن دورهن في إدارة شؤون البلاد جنباً إلى جنب الرجال، بل في طليعتهم، مع مراعاتهن للشؤون الإسلامية، وذلك خلافاً لما كنّ عليه في النظام البائد، حيث أراد نهَبَة العالَم أن يفسدوا نساءنا ويضاعفوا من مصائبنا، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك، والحمد لله.

واليوم نرى النساء الإيرانيات المحترمات يمثّلن عنصراً مفيداً ومجموعة ملتزمة في مختلف أنحاء البلاد، ويعملن على خدمة بلادهن، ويُعتبرن سنداً لهذا البلد، وأنا أدعوهن لمراعاة مختلف الشؤون الإسلامية والتقدّم بهذا النصر بأسلحة الإيمان والالتزام بالإسلام، وأن يكنّ حماة هذه الثورة. 

ففي الوقت الذي نرى النساء تربّي الشباب وترسلهم إلى جبهات القتال، نرى الأمهات اللاتي استشهد أبناؤهن في الجبهة يفتخرن بوجوه مستبشرة باستشهاد أبنائهن في سبيل الإسلام، ويتمنين لو كان لهنّ أباء آخرون لتقديمهم في سبيل الإسلام أيضاً.

إنّ مثل هذا التحوّل ما كان له أن يحصل لولا إسلامية الثورة، لقد أراد النظام البائد أن يربّي نساءنا على هواه، وأن يجرّ هذه الطبقة الكبيرة إلى الفساد، والتي بإفسادها سوف تفسد الأجيال القادمة كلّها، ولكن الله تبارك وتعالى منّ على هذا الشعب بأن حقّق له هذا النصر بفضل التزام النساء، وآمل أن تكون دعامة هذا الشعب والإسلام أكثر استحكاماً في المستقبل، ومن خلال مساعيكن أيتها النساء المحترمات يتمكن الشباب من خدمة هذا الوطن والتوجه إلى جبهات القتال حتى تحقيق النصر، وكذلك سيتمكنون من ممارسة نشاطهم خلف الجبهات في البناء والإعمار والأعمال النافعة الأخرى.

لم يكن النظام البائد قد عرفكن بعد، كان يتصور أنّ باستطاعته جرّ نساء إيران إلى الانحراف والانحطاط على أيدي الفئات المنحرفة الأخرى، بيد أنّ النساء الإيرانيات المحترمات أثبتن أنهن لم ولن يستسلمن لهذه المؤامرات، وأنهن صامدات في حصن العفاف المنيع، وسوف يعملن على تغذية هذا البلد ورفده بشباب أقوياء صالحين وفتيات عفيفات ملتزمات، ولن يسلكن أبداً السبيل التي وضعتها القوى العظمى أمام أقدامهن لضياع هذا البلد والقضاء عليه.

أسأل الله تبارك وتعالى السعادة والصحة لجميع أبناء الشعب ـ رجالاً ونساءً ـ، وآمل أن يتمكن هذا البلد من تحقيق انتصارات ساحقة بفضل جهودكن والتزامكن.

تحية وسلام لكنّ أيتها النساء ولجميع أبناء الشعب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

كلمة في جمع من عضوات المكتب الإسلامي بقم والمسجد الجامع بنارمك: 8/4/81

بسم الله الرحمن الرحيم

أشكر الأخوات والنساء المحترمات على حضورهن هذا المجلس، لنتحدث عن بعض الأمور لأخواتنا وعن الفترة التي مرت والدور الذي قامت به النساء خلال المئة عام ونيف من تاريخ إيران.

إنّ الظلم الذي لحق بنساء إيران المحترمات خلال النظام البهلوي الطاغوتي لم يشهد الرجال مثله.. إنّ النساء اللاتي حرصن على مراعاة تعاليم الإسلام ويرتدين اللباس ـ الذي يتفق وما أمر به الإسلام ـ كان لهنّ وضع خاص في عهد رضا خان، ووضع آخر في عهد محمد رضا.

فما مرّ على النساء في عهد رضا شاه ـ من الحسن أنكم لا تتذكرون ـ غير قابل للوصف، لا يمكن التعبير عن ذلك الظلم الذي لحق بهذه الطبقة من أبناء الشعب في ذلك العهد، ليس بالإمكان تقدير حجم ذلك الاضطهاد الذي مورس ضد هذه الطبقة، وتلك المصائب التي نزلت على رؤوسهن في عهد رضا خان الفاسد.

وفي عهد محمد رضا: كان ذلك الاضطهاد والكبت قد تبدّل إلى صورة أخرى، بنحو كانت الجريمة أفظع من عهد أبيه، فالأب كان قد مارس من قبيل القوة والاضطهاد والاعتقال وهتك الحجاب وإيذاء النساء، وعمل الابن للقضاء على العفاف في مجتمعنا، إذ أنّ أحد أهدافهم كان النساء الإيرانيات، حيث عملوا من خلال أحابيلهم الخاصة على جر النساء إلى الفساد، ولكن نساء إيران صمدن في وجه محاولاتهم، وقاومن، والحمد لله، وباستثناء عدّة قليلة ـ كانت تحرّكها أيدي هؤلاء ـ فإنّ بقية الأخوات قاومن هذه الأساليب وصمدن في وجهها.

وعليه، فإنّ ما تم إحياؤه في إيران هو الإسلام، إننا نعجز عن وصف قيمة هذه الخدمة التي أسداها ويسديها الإسلام للنساء، لو لم تكن هذه الثورة ولو يكن هذا التحوّل الذي حصل في إيران، لكان من الممكن بعد سنوات معدودة أن يمحى أي أثر للقيم الإسلامية من إيران. وبحمد الله، فقد انتهت هذه المعضلة، وأضحى الأمر الآن بنحو تمارس النساء نشاطها جنباً إلى جنب مع بقية الإخوة في كسب العلم والمعرفة والعرفان والفلسفة وجميع فروع العلم.. وإن شاء الله في مجال الصناعة أيضاً.

ففي الماضي كانوا يزعمون أنّ نصف نفوس إيران في الأسر وليس بإمكانهم أن يفعلوا شيئاً، ليس لأنهم يريدون لهم حقاً أن يفعلوا شيئاً، فهم حرموا الرجال حتى من أداء الأعمال النافعة، ولكن كانوا حريصين على دفع هؤلاء إلى المجتمع بالتربية التي كانوا عليها هم أنفسهم وأعوانهم والمحيطون بهم، وبالتالي جرّ المجتمع إلى الفساد، وشاء الله سبحانه أن لا ينجحوا في مساعيهم تلك.

فأنتنّ أيتها النساء تبعثن اليوم على الفخر، كما هم إخوتكم، حيث تمارسن نشاطكن في الحوزة بكسب العلم والتدريس وغير ذلك من النشاطات الإسلامية، وآمل أن تضاعفن من نشاطكن، وبطبيعة الحال: يجب أن لا يغيب عن وعيكن بأن تعملن خلافاً لما مرّ في النظام البائد، فأولئك حرصوا على محو الأخلاق الإسلامية وإحلال الأخلاق الأوروبية محلها. وعليكم أن تعملوا خلافاً لذلك، إذ ربما وُجد بعض المخدوعين، فسوف يتأثرون بكم ثم ينضمون إليكم وينهجون نهجكم. 

أما دور النساء في المجتمع، فما زلت أذكر الكثير، وقد سجّل لنا التاريخ الكثير أيضاً، ففي النهضات التي شهدتها إيران، كنهضة التنباك، ونهضة المشروطة، وانتفاضة الخامس عشر من خرداد: إن لم يكن دور النساء فيها أكبر من دور الرجال، فهو لا يقلّ عنه، فقد نزلت النساء إلى ساحة الصراع، ونتيجة لحضورهن في ساحة الصراع: تضاعفت عزيمة الرجال وقوّتهم، ومثل هذا شاهدتموه في النهضة والثورة الإسلامية، ففي هذه الثورة الإسلامية كان  دوركن أيتها النساء أكبر من دور الرجال، حيث قمتن بدوركن وحفّزتن الرجال على أداء دورهم، وعليه: فالفخر الذي حقّقتموه يستحق ثناءً وتقديراً كبيرين.

ينبغي لكنّ ممارسة نشاطكن بالقدر الذي يسمح به الإسلام في جميع الميادين والمجالات، وعلى سبيل المثال: الانتخابات التي يحضَّر لها اليوم (وهي حديث الساعة)، إذ يجب على النساء ممارسة نشاطهن من أجل الانتخابات مثلما يفعل الرجال، لأنه لا يوجد فرق بينهن وبين الآخرين في تقرير المصير.. مصير إيران.. مصير الجميع، علماً أنّ الإسلام قدّم لكم من الخدمة ما لم يقدّمه إلى الرجال، فقد حافظ عليكن، وبالمقابل: ينبغي أن تحافظن عليه، والمحافظة على الإسلام تتأتى من إنجاح هذه الانتخابات التي ستقرّر طبيعة الدورة الثانية من مجلس الشورى. يجب أن تعلموا أنّ الانتخابات من الأمور التي تؤدّي دوراً مهماً في تحديد مصيركم ومصيرنا، إنّ هذه الانتخابات هي التي ينبغي لها أن تحدّد سياسة البلاد في الداخل والخارج، ولهذا ينبغي أن يكون لكنّ أيتها النساء حضور فاعل فيها، حتى لا يمسي المجلس ـ نتيجةً لدخول العناصر غير الصالحة ـ مجلساً يساق بالتدريج نحو الشرق أو الغرب، ويحصل ما كان قائماُ في النظام السابق، وأن نتجرع ما تجرّعنا نحن وأنتم في العهد البائد.

بحمد الله: سيتم تشكيل دورة ثانية من المجلس، وآمل أن تكون هذه الدورة أفضل من الدورة السابقة، وستكون كذلك بإذن الله، لأن جميع الفئات تبذل كل ما بوسعها لتحقيق ذلك، وإنّ الذين يشرفون على هذه الأمور يؤكدون أنّ أبناء الشعب متواجدون في الساحة ويتابعون بأنفسهم الأحداث عن كثب. 

لابد لكم جميعاً من أن يكون لديكم رأي في الأحداث، لابد لكم من تحديد موقفكم من القضايا السياسية، لأن الشؤون السياسية لا تقتصر على فئة دون أخرى، مثلما أنّ العلم لا يختص بطبقة دون أخرى، فكما يجب على الرجال المساهمة في القضايا السياسية والحفاظ على مجتمعهم، النساء أيضاً ينبغي لهن المشاركة والحفاظ على المجتمع، ويتوجب على النساء أيضاً المشاركة في النشاطات الاجتماعية والسياسية على قدم المساواة مع الرجال، بالطبع مع المحافظة على الشؤون التي أمر بها الإسلام، والتي هي بحمد الله متحققة بالفعل في إيران. 

وآمل أن يكون المجلس مجلساً جيداً جداً، وأن يشارك فيه جميع أبناء الشعب بكل حرية، وأن يحذروا لئلا يمارس أولئك ـ الذين يكنّون لنا العداء ـ نشاطهم في الإساءة إلى المجلس، إنهم يمارسون نشاطهم في الداخل والخارج، ولابد لكم من إحباط نشاطاتهم تلك من خلال تواجدكم في الساحة وإقبالكم على صناديق الاقتراع، وإذا شاء الله أن يتشكل المجلس فسيكون مجلساً جيداً بإذن الله، فمع تواجد العلماء والحقوقيين والأمناء ومجلس صيانة الدستور، سنكون مطمئنين من أنّ القضايا المخالفة للإسلام ولمصالح المسلمين لن تجد طريقها إلى المجلس، ولو حصل خطأ في المجلس فسوف يتداركه مجلس صيانة الدستور المحترم الذي مارس دوره في هذه الدورة من المجلس بقوة وحزم واستقلالية تامة، وسيعمل بهذا النحو في الدورة القادمة أيضاً ويأخذ بأيدي الشعب والحكومة والبلاد على طريق التقدّم والرقيّ.

وآمل أيضاً أن تنتهي الحرب لصالح إيران وأن تُحبَط جهود أولئك الذين يبذلون كل ما بوسعهم في مختلف أنحاء العالم للإبقاء على صدام، ويعجزوا عن تحقيق أهدافهم، وإننا جميعاً نعمل من أجل تقدّم هذا البلد من الناحية المعنوية والمادية، وسنجعل منه ـ إن شاء الله ـ بلداً إسلامياً يبعث على الفخر، ويصبح قدوة لجميع البلدان الإسلامية.

وكما تعلمون: إنّ الوفد الذي جاء للتحقيق بجرائم صدّام البشعة ـ التي تهدّد البشرية جمعاء ـ قدّم تقريره، وكان ينبغي له أن يدين صدّام، إلا أنه لم يفعل ذلك، وكان من الأنسب أن لا يأتي حتى لا يفتضح أمرهم في العالم.

إنّ أولئك ـ الذين يزعمون بأنهم مستقلون وحماة حقوق الإنسان ـ قد افتضح أمرهم، إذ أنهم ـ نتيجةً لنواياهم تجاه الشرق والغربـ  لم يجرؤوا على إدانة العراق بالاسم، إنما أدانوا بشكل عام كل من يستخدم الأسلحة الكيماوية، فإذا لم يشجب هؤلاء استخدام الأسلحة الكيماوية فمن الذي يشجبها؟ إنهم لم يجرؤوا على التصريح باسمه (صدّام).

كان من الأفضل لهم أن لا يتطرقوا لذلك، فنحن بإذن الله سوف نعزل صدّام وحزب البعث ونحرّر الشعب العراقي من القيد والأسر الذي فرضه عليه هذا الفاسد، من دون اللجوء إلى مثل هذه الجرائم.

أسأل الله تبارك وتعالى التوفيق لكنّ أيتها السيدات والأخوات لتواصلن مساعيكن في كسب العلم، وفي العمل، وفي تهذيب الأخلاق أيضاً، فكما أنّ العلم وحده لا جدوى منه، كذلك التهذيب المجرّد الأعمى لن يجدي نفعاً، العمل وتهذيب النفس هما اللذان يحققان للإنسان المنزلة الإنسانية، وأنا أدعو الله تبارك وتعالى أن يمنّ عليكنّ بالتوفيق أيتها النساء وسائر الأخوات والإخوة في أنحاء إيران للتحليق بهذين الجناحين ـ العلم والعمل ـ مقترنين بالأخلاق الإسلامية لتطبيق الإسلام في إيران بالصورة التي يريدها الله تبارك وتعالى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  الحجاب.

  يقصد السيدة زينب "ع" ومثيلاتها.

  إشارة إلى ما كان يروّجه البعض.

 الحديث موجّه إلى المتغربين والعناصر المعادية للثورة.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net