متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
احتقار الذات والتـغرّب
الكتاب : مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني    |    القسم : مكتبة المرأة

الفصل السادس: جرائم ومخططات الاستعمار والنظام البهلوي بحق النساء

احتقار الذات والتـغرّب

لقد شنّوا حملة إعلامية مسعورة لتجريدكن من منزلتكن، وليفقدوكن مكانتكن ويجعلوا منكن غرباء؛ لأن المكياج وأدوات الزينة يجب أن تأتي من الغرب، والموضة يجب أن تؤخذ من الغرب. وإذا ما ابتكر الغرب شيئاً جديداً، وجب تغيير الموضة بما يتناسب وابتكاره الجديد. كل ما تحتاجه النساء يستوردونه من الغرب، وروّجوا حملة إعلامية قوية لذلك، وتعوّد الجميع عليها أيضاً، بحيث لو طرح شيء جديد، وقيل ان الشيء الفلاني أصبح موضة في انجلترا مثلاً، تخلت النساء جميعاً عما في أيديهن وتمسّكن بالموضة الوافدة. فعندما أرادوا أن يعدّوا بدلة لفرح ـ أظن بمناسبة التتويج ـ استوفدوا المصممين مرات عديدة، من فرنسا، خصيصاً لذلك وأنفقوا أموالاً طائلة في هذا السبيل؛ كل ذلك من أجل أن يهيئوا ثوباً لفرح. والطريف أن فرح صرّحت في إحدى المرات قائلة: نحن نُلبس أطفالنا ألبسة بعضهم بعضاً، إذ نعطي لباس الأكبر إلى الأصغر عندما يكبر. لقد ذكرت ذلك الصحف. ولكن لماذا كل هذا؟ لماذا ينبغي لهذا المصمم أن ينتقل بين فرنسا وطهران مرتين وثلاث؛ وكم من الأموال ـ مئة وخمسين ألف تومان، لا أدري ـ يجب أن تنفق؟ ومن أجل ماذا؟ من أجل تخديركن.

(من حديث في جمع من النساء أعضاء رابطة ولي عصر بتاريخ 2/5/1979)

لقد عملوا على محو التربية الإنسانية من إيران تماماً، وأشاعوا في أوساطنا التربية الغربية؛ وحتى هذه الأخيرة لم تكن تربية غربية سليمة، بل تربية غربية فاسدة.. ولعلّ ما انتهك من المعنويات في عهد الابن كان أكثر، وربما كانت مظاهر الظلم أكثر وضوحاً؛ إذ اشتد أذاهم للناس، واشتد أذاهم للنساء أكثر.

(من حديث في جمع من نساء مدينة الأهواز بتاريخ 2/7/1979)

أستطيع القول: ان الظلم الذي لحق بنسائنا في عهد كل من الابن والأب، كان أكثر من الظلم الذي لحق ببقية الطبقات.. ربما لا يتذكر معظمكم ماذا فعلوا بالنساء في عهد رضا شاه. يعلم الله ماذا تحملت النساء من مصائب في هذا العهد، تحت شعار: نريد أن نجعل إيران كأوربا. نريد تحديث إيران.. نريد أن يمارس النصف الآخر دوره في المجتمع. لا تدرون ماذا فعلوا بالنساء.

(من حديث في جمع من نساء مدينة الأهواز بتاريخ 2/7/1979)

مادام الشغل الشاغل لهذه النسوة (لا اقصد جماهير الشعب وإنما أولئك المتأثرات بالغرب) الزيّ الفلاني والمكياج الكذائي والموضة القادمة من الغرب؛ فإذا ظهر شيء في الغرب سرعان ما يقلدونه هنا.. ما لم تتخلِي عن هذا التقليد الأعمى فليس بإمكانك أن تكوني إنساناً، ولن تحققي استقلالكِ. إذا أردتِ أن تكوني مستقلة، وكنت تتطلعين لاحترام العالم لنا كأمّة، فلا بد لك من التخلص من تقليد الغرب هذا. فما دام هذا التقليد باقياً في أوساطكن، فلا تأملن أن تحققن استقلالكن.

(من حديث بمناسبة 17 شهر يور بتاريخ 8/9/1979)

لقد سخّروا كل الأمور لتضييع شبابنا، كل ذلك كان من هدايا الغرب. إنهم كانوا يهدفون إلى إيجاد سبل ووسائل يتمكنون من خلالها تضييع نسائنا ورجالنا لئلا يعثروا على طريق التكامل الإنساني.

(من حديث في جمع من العاملات في حقل التعليم بتاريخ 13/9/1979)

إن أولئك الذين يتطلعون لأن يجعلوا من النساء ألعوبة بأيدي الشباب الفاسدين، هم خونة، على النساء أن يحذرنهم ولا يتصورن أن شأن المرأة ومكانتها، بخروجها متبرجة ونصف عارية. فهذا لا يليق بشأنها، بل هو شأن الدمية وليس المرأة.

(من حديث في جمع من نساء قم بتاريخ 1/2/1980)

إنَّ الأقلام المغرضة المسمومة، وأحاديث الخطباء الجهلة، حوّلت المرأة في الخمسين عاماً السوداء من الحكم البهلوي الخبيث، إلى مجرد سلعة، وقد عملوا على جرّ النساء اللاتي كن على استعداد للتأثر بهذه الأجواء، إلى أماكن يعفّ القلم عن ذكرها، فليعد من يرغب في الاطلاع على جانب من تلك الجرائم، إلى الصحف والمجلات وأشعار الأوباش والأراذل في عهد رضا خان بدءاً بفترة إجبار النساء على السفور والتخلي عن الحجاب الإسلامي فصاعداً، كما يمكن التعرف على تلك الجرائم من ملتقيات ومراكز الفساد التي كانت شائعة آنذاك.. سوّد الله وجوههم وتحطمت أقلامهم التي تدّعي التنوير.

لا يتبادر إلى الأذهان أنّ تلك الجرائم التي ارتكبت باسم حرية المرأة والرجل، كانت بعيدة عن تخطيط الناهبين الدوليين والمجرمين المحترفين.

(من كلمة بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 5/5/1980)

ومن الأمور الأخرى التي أشرت إليها آنفاً أنهم قد جعلونا بنحو إما أن نكون ذات ثقافة مزيَّفة أو لا نكون. فالشاب ـ أو الفتاة ـ إذا ما كان متلبساً من قمة رأسه إلى أخمص قدميه بمظاهر الثقافة الغربية، كان في أنظارهم ذا شأن رفيع. وإن ارتضى العيش كبقية المسلمين، فهو رجعي ومتخلف جداً. إنهم كانوا ينظرون إلى التخلف والتقدم من خلال ابتعاده عن الغرب أو اقترابه منه، وما هي موضة لباسه وحذائه مثلاً، ونسبة مواكبته للموضة المستوردة من الخارج، لقد بذلوا جهوداً مضنية لجعلنا أُناساً استهلاكيين.

(من حديث في جمع من منتسبي مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بتاريخ 8/3/1982)

إن كل من يتذكر أحداث ذلك العهد، يدرك طبيعة الأفعال التي مارسها هذا الخائن الفاسد بمساعدة عملائه الخونة، بحق النساء. فمن اجل تحقيق نصر سريع، لم يتوانوا عن استخدام كل السبل لحرف النساء المظلومات، وجعلهن مستهلكات، وجرهن إلى الفساد. يكفي الجيل الحاضر الذي لم يدرك ذلك العهد الأسود، أن يلقي نظرة إلى الكتب والأشعار والمسرحيات والمؤلفات، والصحف والمجلات ومراكز الفحشاء وبيوت القمار وأماكن بيع الخمور ودور السينما، التي تذكّر بذلك العهد؛ أو أن يسأل من أولئك الذين شاهدوا كل ذلك عن كثب، أيَّ ظلم وخيانة لحقت بهذه الطبقة المربية والمعلمة للإنسان، تحت واجهة المرأة الراقية والعصرية.

(من كلمة بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 14/4/1982)

عندما كنت تنظر إلى طبقات الشعب، كنت ترى أن قيمة المرء ومكانته في أنظار كل من المرأة والرجل، بمظهره وجودة لباسه.

فمن كان لباسه أكبر قيمة وأكثر تأنّقاً و(شياكة) حظي بشأن أكبر بين الناس. كذلك المرأة التي تكون زينتها على الطراز الأوربي، وتقلّدهم في ملبسها؛ كانت تحظي بقيمة أكبر في أنظار النساء. وعموماً كانت قيمة كل شيء لدى الغالبية منوطة بالجوانب المادية.

(من حديث في جمع من معلمي نهضة مكافحة الأمية بتاريخ 26/12/1982)

 لقد حرمونا في التاريخ القريب وخاصة خلال القرون الأخيرة من أي تقدم. وان كل من الحكام الخونة والعائلة البهلوية خاصة، ومراكز الدعاية المحاربة لمعطياتنا، كذلك الإحساس بالحقارة أو عدم الإحساس بالوجود، كل ذلك صدّنا عن أي نشاط للتقدم. فاستيراد البضائع بمختلف أصنافها، وإلهاء النساء والرجال وخاصة فئة الشباب بأنواع المستوردات مثل أدوات التجميل ووسائل الترف والألاعيب الصبيانية ودفع العوائل إلى التسابق في اقتناء السلع وتوسيع روح الاستهلاك أكثر فأكثر ـ وهذا بحد ذاته له قصة مؤلمة ـ ودفع الشباب، العضو الفعّال في المجتمع، إلى الفساد بإنشاء مراكز الفحشاء والبغاء، وعشرات من المصائب المدروسة اتجهت بأجمعها للإبقاء على حالة التخلف في بلادنا.

(من الوصية السياسية ـ الالهية بتاريخ 5/6/1989)

 م


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net