متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
أ ـ بعث اسامةـ 1 ـ التشديد في البعث ، واميره ، ومن فيه من المهاجرين والأنصار ، وتباطؤهم واعتراضهم
الكتاب : السقيفة    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

أ ـ بعث اسامة :
ـ 1 ـ

مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرضه الذي انتقل به إلى الرفيق الاعلى ، فوجس منه خيفة الفراق ، وهو يعلم ان امته على شفا جرف هار من بحر للفتن متلاطم والعرب مغلوبة على أمرها تحرق الار 0. م عليه وعلى قومه واهل بيته ، وتنتهز الفرص للوثوب لاخذ ثأرها وهو على حذر منهم ، والمنافقون بالمرصاد بين ظهراني المسلمين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويعدون من اصحابه وهو على المسلمين منهم احذر ، وليس عهد دحرجة الدباب في العقبة ببعيد . واكثر من ذلك هذه الاخبار ترد بخروج الاسود العنسي ومسيلمة يدعيان النبوة فتتكاثر أتباعهما .
ما أشد حال النبي وحزنه ، وهو يستدبر امة هذه حالها وهي تستقبل الفتن كقطع الليل المظلم كما في الحديث . وقد رأى مواقع الفتن خلال بيوت المدينة كمواقع القطر في حديث آخر (1) .
ولكنه في هذا الموقف الدقيق مع ذلك يرمي بجيشه
____________
(1) صحيح مسلم 8 : 168 باب نزول الفتن .
( 77 )

اللجب إلى مكان سحيق ، إذ يعقد اللواء بيده للشاب اسامة بن زيد أميرا على الجيش بعد يوم واحد من ابتداء شكاته ، بعد ان كان امرهم بالبعث قبل ابتداء مرضه . ثم يضم تحت لوائه شيوخ المهاجرين والانصار وجلتهم ووجوههم منهم أبو بكر (1) وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وابو عبيدة وسعد بن ابي وقاص واسيد بن حضير وبشير بن سعد وغيرهم ، ليحارب بهم اهل أبنى بناحية البلقاء من ارض الشام اولئك قتلة ابي اسامة زيد من الروم .
ثم يشدد في الخروج ويلعن المتخلف منهم ويغضب ذلك الغضب لتباطؤ القوم ولغطهم حول تأمير فتى يافع على
____________
(1) صرح بدخول ابي بكر في البعث اكثر المؤرخين ، منهم ابن سعد في طبقاته : ( 4 : 46 ) و( 4 : 136 ) وابن عساكر في التهذيب ( 2 : 391 ) و( 3 : 215 ) وصاحب كنز العمال ( 5 : 312 ) . وصاحب تاريخ الخميس ( 2 : 172 ) واليعقوبي في تاريخه ( 2 : 93 ) وابن ابي الحديد ( 2 : 21 ) ومحمد حسين هيكل من المتأخرين في حياة محمد ( 467 ) وغيرهم مما لا يحصى . ولم نجد تصريحا ولا تلويحا لاحد من المؤرخين بخروجه من جيش اسامة . وانما يكتفي بعضهم بقول « وجوه المهاجرين » وما يؤدي هذا المعنى بدون تصريح باسم أحد ، ولكن بعضهم المؤلفين الجدليين حاول انكار دخوله من غير حجة ظاهرة .
( 78 )

شيوخ المسلمين ، فيقول : « ان تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة ابيه من قبل وإيم الله ان كان لخليقا للامارة وان ابنه من بعده لخليق للامارة » .

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net