متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
نص رسالة الاستاذ عبدالله الملاح حول كتاب السقيفة
الكتاب : السقيفة    |    القسم : مكتبة رد الشبهات
نص رسالة الاستاذ عبدالله الملاح حول كتاب
السقيفة

أخي الكريم الاستاذ محمد جواد الغبان لا حرمت اخوته تحية وشوقا
دعني أشكر لك قبل كل شيء هذه الاخوة الصادقة وحسن ظنك بي فأنا اعتقد انني لا أستحق منك كل هذا الاطراء إنما هي نفسك النبيلة تريك الناس في صورة نفسك . لوددت اني احقق ظنك في والله المسئول ان يلهمنا الصواب ويهدينا إلى أحسن الاخلاق انه لا يهدي لاحسنها إلا هو .
أشكر لك أيها الاخ الكريم هديتك الممتعة كتاب السقيفة فقد أمضيت بقراءته وقتا سعيدا وكنت أود ان ادون لكم رأي حوله بعد انتهائي من قراءته ولكن حال دون ذلك ذهابي إلى بغداد .
كتاب السقيفة كتاب ممتع جدا يدل على سعة علم مؤلفه الفاضل وتمكنه من الاسلوب العلمي العصري ولو التزم بما جاء في المقدمة لكان خير كتاب أخرج للناس ولكنه آثر ارضاء عقيدته فلم يلتزم بما أوجبه على نفسه اولا من الحياد التام ، وكنت أود أن اطلع على كتاب ( رد على السقيفة ) لاطلع على المآخذ التي أخذها على المؤلف . وسأورد باختصار


( 172 )

كل ما عن لي عند مطالعة الكتاب ، ولعل بعض ما أورده لا يخرج عن حدود السؤال الذي لا أحسن الاجابة عنه فإذا كان عندك أو عند المؤلف جواب شاف له فأرجو التفضل بعدم حرماني من فائدته .
1 ـ يرى المؤلف استبعاد سكوت النبي عن أمر الخلافة وتوكيل ذلك إلى اختيار الامة . لما في ذلك من توقع حدوث الاختلاف كما حصل فعلا وأنا أسأل فأين النص الصريح إذن على تعيين أحد بالذات ؟
ستقول دون شك : أفليس في حديث الغدير كفاية ؟
إن حديث الغدير لم يؤمن بصحته كل الناس من المسلمين ، وبعض من آمن بصحته فسره على غير تفسير الشيعة مستفيدا من دلالة كلمة المولى على معاني مختلفة ، وأنا شخصيا أرى تفسير كلمة المولى بغير التفسير الذي فسرته الشيعة في حديث الغدير تمحل وسخف .
ولكن في نفسي شيء كثير من الحديث فان البخاري ومسلم لم يرويا الحديث وفي سنده من طعن فيه ، ولكنني لا أهتم لذلك فان كتب الشيعة ترويه بسند صحيح وهم ليسوا أقل حرصا على دينهم من السنة ، ولكني سأطرح النقل هنا وأعتمد على العقل فقط .
يقول القرآن : « وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى » .


( 173 )

ويعتقد السنة والشيعة ان جميع ما صح عن النبي يجب الاخذ به باعتباره وحيا من الله ولكننا نرى ان النبي أمر بكتابة القرآن علما منه بأن كل ما اعتمد في حفظه على الذاكرة اعتوره النسيان أو التحريف بزيادة أو نقصان ولم نسمع انه أمر أحدا بكتابة الحديث فإذا كان الحديث وحيا من الله كالقرآن فلماذا لم يكن قرآنا ؟ وأي فرق بين وحي الحديث ووحي القرآن ؟
إن عدم تدوين الحديث أدى إلى الاختلاف الذي نراه الآن فليس من حديث صح عند السنة إلا وجد فيه الشيعة مجالا للطعن والعكس صحيح أفيمكن أن يبنى دين موحد على حديث يصدقه اناس ويكذبه آخرون ، ولكن الفرق الاسلامية كلها متفقة على أن القرآن الذي بين أيديها صورة صحيحة للوحي المنزل على رسول الله ولا عبرة ببعض الاقوال المنسوبة إلى اناس زعموا ان القرآن قد حذف منه كل ما كان فيه مدح لآل البيت .
اريد ان اخلص من هذه المقدمة إلى القول بأن امر الخلافة وهي من الاهمية بحيث صورها مؤلف السقيفة الفاضل لا يعقل ان يترك أمرها إلى حديث كحديث الغدير لا تكاد الصحابة تسمعه حتى ينساه اكثرهم ويذهب في تأويله الآخرون مذاهب مختلفة ، أفما كان ينبغي والامر بهذه الاهمية ان ينزل فيها قرآنا . صحيح « أن الله لا يسأل عما يفعل وهم


( 174 )

يسألون » ولكن منطق الحوادث يدلنا على ان امرا كهذا ـ لا سيما إذا أخذنا عقيدة اللطف الالهي بنظر الاعتبار ـ لم يكن ينبغي ان يسكت عنه القرآن وقد نزل في أشياء أقل أهمية من هذا بكثير ، أما الآيات التي أوردها المؤلف « إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون » فلا اظن ان من له أقل المام باسلوب القرآن يرى قصر الذين آمنوا على علي ( رض ) فإن الله لم يشر إلى واحد بلفظ الجمع وقد خاطب النبي بقوله : « إنك ميت وإنهم ميتون » . وبقوله : « وإنك لعلى خلق عظيم » . وقال : « إذ يقول لصاحبه . . . الخ » ثم شيء آخر لا بد من الاشارة إليه وهو لو صح ان النبي جعل عليا عليه السلام نفسه حقيقة في آية المباهلة كيف جاز له تزويجه من ابنته .
2 ـ إذا صح ان النبي ( ص ) قد نص على الائمة الاثنى عشر بعد ان فقد ابنه ابراهيم وحزن عليه حزنا شديدا ترتب على ذلك اتهام النبي بأنه إنما قام بالدعوة لحصر الملك والخلافة في نفسه وفي أحفاده من بعده وهو ما يناقض الآية القرآنية « قل لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الله » .
3 ـ حديث الغدير وقع بعد منصرف النبي من حجة الوداع ووفاته ( ص ) في أواخر صفر أو أوائل ربيع الاول من نفس السنة فيكون بين سماع الحديث والوفاة نحو شهرين وهي مدة قصيرة فإذا كان عدد الذين سمعوا حديث الغدير سبعين


( 175 )

الفا يزيدون أو ينقصون قليلا فلا بد ان يكون الانصار الذين اجتمعوا في السقيفة من جملة من سمع الحديث وهم لم يكونوا ممن انامهم عمر مغناطيسيا بنفيه الموت عن رسول الله لانهم ساعة الاحتضار كانوا مجتمعين في السقيفة كما يدل على ذلك مجيء معن بن عدي وعويم بن ساعدة إلى عمر وابي بكر في دار النبي ( ص ) ولم يكن بين الانصار وبين علي عليه السلام ترات فإذا كانت قريش لم تشأ أن تجمع لبني هاشم بين النبوة والخلافة وإذا كان علي عليه السلام قد وتر أكثرهم فان الانصار لم يكونوا يريدون غير رضا رسول الله فما بالهم ولم يمض على سماعهم حديث الغدير غير ايام قليلة لا يقوم واحد منهم ـ وقد تنازعوا أمر الخلافة ورشحوا لها مرشحيها ـ يذكرهم بالحديث وبأن أمر الخلافة قد فرغ منها وقد عين رسول الله لها بأمر ربه عليا .
أما ما أورده المؤلف الفاضل من تطاول الانصار للخلافة بعد تيقنهم من انصرافها عن مستحقها علي عليه السلام لما يعلمونه من حسد العرب له وقريش خاصة فلا يمكن ان يقبله العقل لان استحالة نصب علي للخلافة للاسباب المذكورة إذا كانت لم تغب عن فطنة الانصار فقد كان الاولى ان لا تغيب عن فطنة رسول الله وهو المؤيد بالوحي فلا يأمر امته بأمر يعلم سلفا انهم لا يطيعونه فيه فيعرضهم بذلك إلى غضب الله وتذهب جهوده طيلة حياته في هدايتهم سدى .


( 176 )

أما قول أحد الانصار : « لانبايع إلا عليا » فلا يخرج عن كونه ترشيحا لعلي من قبل أحد المسلمين ولا ينكر أحد أهلية علي عليه السلام لهذا الترشيح إذ ان الرجل لم يحتج بحديث الغدير أو آية قرآنية دالة على وجوب نصب علي .
4 ـ استدل المؤلف الفاضل بتأمير اسامة بن زيد وتخلف وجوه المهاجرين وفيهم ابو بكر وعمر وأبو عبيدة عن اللحاق بجيشه على الرغم من تشديد النبي عليهم في الخروج ـ على رغبة الرسول في إبعاد من يطمع في الخلافة عن المدينة وفي تهيئة المسلمين لقبول ( قاعدة الكفاية ) .
إن رسول الله ( ص ) لم تكن تأخذه في الحق لومة لائم وهذا التدبير أشبه بتدبير الضعفاء منه بتدبير الانبياء فمن كان يدري النبي ـ وقد تمت البيعة لعلي ـ في غياب جيش اسامة ووجوه المهاجرين والانصار ـ ان القائد وجيشه وقد علموا بوفاة النبي وبالغاية التي ارسلوا من أجلها في ذلك الظرف الحرج وبنفاذ المؤامرة في تعيين علي للخلافة ، من كان يدريه انهم لا يولون الخلافة من يريدون وليس في عنقهم بيعة لاحد ثم يحتلون المدينة بالقوة ويعود التدبير الذي ظنه المؤلف الفاضل حكيما شرا على المسلمين جميعا فان من يخالف أمر النبي وهو في المدينة لا يعجزه ان يخالفه وهو في جيش يؤيده في رأيه .
إن حياة الرسول ( ص ) كلها تدل على أنه لم يكن يرهب القوة في سبيل نشر الدعوه وتبليغ أوامر الله فقد كان في مكة


( 177 )

وحيدا وفي قريش أمثال عمر وأبي لهب وأبي جهل فلم يمنعه ذلك من تسفيه أحلامهم والكفر بآلهتهم وفعل كل ما من شأنه استجلاب غضبهم فإذا كان الله قد أمره بقوله : « يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من أمر ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته » بتعيين علي للخلافة فلا عمر ولا غيره كان يمكن ان يحول بين رسول الله وتنفيذ أمر الله وما كان يمكن أن يترك النبي تنفيذ هذا الامر الذي فيه صلاح الدين وبقاؤه إلى أحاديث تحمل معاني مختلفة وتدابير يذهب في تأويلها كل واحد مذهبا فأمر الخلافة كما تعتقدون من اسس الدين فكان يجب ـ وقد علم النبي بدنو أجله ـ وعلم كذلك لما ينتظر امته من فتن كقطع الليل المظلم ورأى مواقع الفتن خلال بيوت المدينة كمواقع القطر ـ يجب وقد علم كل ذلك أن يأخذ البيعة لعلي في حياته ويتخذ من التدابير ما يحول بين امته وبين الفتن وهو قد بعث رحمة للعالمين وإلا فليس نبي اضيع جهدا منه فقد اذهب حياته في هدى امة ما لبثت ان أخذت طريقها من بعده إلى النار .
5 ـ حديث ( هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ابدا ) . لاشك في وضعه أبدا على الرغم من رواية ائمة الحديث له إذ لا يخلو أن يكون ما أراد النبي كتابته حديثا أو قرآنا وقد ظل النبي ثلاثا وعشرين سنة يتحدث ويوحي إليه بالقرآن فلم نره أمر بكتابة شيء من الحديث أما القرآن فلم يكن النبي يقول « هلموا أكتب لكم » بل كان يخبرهم بنزول


( 178 )

الوحي عليه ويأمر كتبة الوحي بتدوين ما نزل عليه فإذا كان ما أراد يكتبه قرآنا فلماذا لم يدع كتبة الوحي ليضيفوه إلى القرآن أو لماذا لم يتله على الحاضرين على انه قرآن كما كان يفعل فيحفظه عنه الصحابة كما كانوا يحفظون عنه القرآن فلا يتأتى لاحد الشك فيه ولم يكن لعمر حق منع الوحي من النزول ولم ينكر أحد جواز نزول الوحي على النبي في مرضه . أما إذا كان حديثا فمتى ياترى أمر النبي بكتابة الحديث وما الحاجة إلى كتابة هذا الكتاب إذا كان كل ما فيه هو التأكيد على امامة علي عليه السلام ؟ ألم يسبق أن نص النبي على امامته يوم الغدير ومن نسى حديث الغدير أو أنكره على قرب العهد به فهو لما في الكتاب المزمع كتابته أشد نسيانا ونكرانا .
ثم من هو عمر هذا الذي يأمر وينهي ولا يستطيع أحد مخالفته حتى رسول الله يمنعه عمر من أن يرشد المسلمين إلى أهم أمر من أمور الدين بعد التوحيد .
لقد كان عند رسول الله ( ص ) علي وعبد الله بن العباس وغيرهما من وجوه بني هاشم ولم يزد عمر على أن رأى رأيا حين قال : « إن الرجل قد غلبه الوجع حسبنا كتاب الله » . فلو كان الامر من الاهمية بحيث كان ابن عباس يبكي حتى يبل الحصباء كلما ذكر ذلك لكان وجب أن يأمر رسول الله باخراج عمر من عنده ويصر على املاء ما أراد املاءه بمحضر ممن يثق بأمانتهم ولو كان الامر متعلقا بأمر جوهري من


( 179 )

امور الدين لما جاز لرسول الله أن يعدل عن تبيانه لمجرد اعتراض عمر وإلا لترتب على ذلك ان النبي ( ص ) كتم كثيرا مما كان يريد تبليغه خشية عمر وغيره ولا أظن أن مؤمنا يقول بذلك .
6 ـ إن ما نسب إلى الامام علي عليه السلام بعد تمام البيعة لابي بكر يدل دلالة صريحة على عدم ثبوت حديث الغدير آنذاك فان قول الامام : « احتجوا بالشجرة واضاعوا الثمرة » . وقوله لابي بكر : « أفسدت علينا أمرنا ولم تستشر ولم ترع لنا حقا » لا يدل إلا على انه كان يرى نفسه أحق بالخلافة من أبي بكر وليس ذلك بعجيب ، فعلي من عرفه المسلمون ربيب رسول الله وزوج الزهراء وأبو الحسنين وأتقى الناس لله فلا غرو إذا رأى نفسه أحق بالخلافة من غيره ولكن اعتقاد الاحقية في الخلافة شيء وعد استخلاف غيره اغتصابا لحقه ومروقا من الدين شيء آخر فاننا لا زلنا نرى ترأس المفضول على الافضل في جميع الازمان والسلطة كالرزق حظوظ وحتى في أيامنا ليس انتخاب نائب عن منطقة ـ على فرض حرية الانتخاب ـ دليلا على ان المنتخب هو خير أهل المنطقة .
ثم ما معنى انصراف وجوه الناس عنه بعد موت الزهراء عليها السلام فإذا كان من قد اجتمع إليه قبل موت الزهراء إنما اجتمع لانه آمن بحديث الغدير واعتقد ان البيعة لغيره ضلال لما جاز أن يتغير بموت الزهراء وإلا لثبت أن اجتماعه


( 180 )

إلى علي عليه السلام لم يكن من أجله هو ولا ايمانا بوجوب امامته بل اكراما للزهراء فلما دعاها ربها إلى جواره انتفى السبب الذي كان يربطه بعلي .
ثم انظر رحمك الله إلى قول الامام : « فنظرت فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي فضننت بهم على الموت » . كيف يعقل ان امة قال الله فيها : « كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر » تعلم من أمر دينها ان عليا أمامها لا يجوز العدول عنه إلى غيره ولا يتم الايمان إلا بأمامته لا يبقى فيهم من ينهي عن المنكر وأي منكر أعظم من مخالفة صريح أمر النبي والعدول بالخلافة إلى غير مستحقيها حتى لم يبق منهم من يؤيد عليا غير اهل بيته وليتني اعلم فيم باع كل هؤلاء الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه مرارا وتكرارا دينهم ، أمن أجل سواد عيني أبي بكر وعمر فقط أو يكون بغض علي قد بلغ بهم حدا هون عليهم دخول النار ؟
7 ـ ألا ترى تناقضا بين قولي الامام : « لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم » ، وبين قوله : « فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الاسلام يدعون إلى محق دين محمد فخشيت ان لم أنصر الاسلام وأهله ان ارى فيه ثلما أو هدما تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم » .
فهو عليه السلام يود مرة لو يجد أربعين ذوي عزم


( 181 )

ليناهض بهم القوم ومرة يرى وجوب نصرهم ويحشرهم مع أهل الاسلام ، أو تراه لو وجد أربعين ذوي عزم ثم ناهض بهم القوم أما كان ذلك هدما للاسلام أو ثلما له ، إذ من كان يضمن النصر له فالامة مجمعة على ان جيش يزيد كان مبطلا وكان جيش الحسين محقا ومع ذلك جاء الباطل وزهق الحق . وإذا صح أن مالكا بن نويرة قد رفض بيعة أبي بكر لانه لم يرى البيعة إلا لعلي أما تكون الحجة قد قامت بوجود الناصر فلا شك ان مالكا كان من ذوي العزم الذين كان الامام يود وجودهم .
ثم كيف يتفق قوله : « فخشيت إن لم أنصر الاسلام وأهله أن ارى فيه ثلما أو هدما » ، مع ما ذهب إليه المؤلف الفاضل من تقاعسه عن نصرة الخلفاء وعدم التعاون معهم إلا بمقدار ، فان كل معاونة باليد أو باللسام نصر للاسلام وأهله وأي تباطؤ عن ذلك ثلم له .
فلو علم الامام عليه السلام ان الاسلام يعز بالعمل الفلاني أو القول الفلاني ثم احجم عن الفعل أو القول لكان خاذلا للاسلام ولأهله .

ولم أر في عيوب الناس عيبا * كـعيب القادرين على التمام

لذلك فأنا أشك في صحة نسبة الاقوال المذكورة للامام فأبو الحسن أجل في نفسي من ذلك ليس هو دون خالد بن الوليد حين


( 182 )

قال وقد عزله عمر عن امرة الجيش : « لم أكن احارب من أجل عمر » فلم يكن الاسلام ملكا لابي بكر وعمر أو غيرهما حتى يتباطأ أبو الحسن عن نصرتهما .
أما عدم ورود ذكره في الحروب التي جرت على عهد الخليفتين الاولين فلا يدل ذلك على عدم تعاونه معهما تعاونا صادقا تاما في كل ناحية من نواحي العمل وإلا فأين الحروب التي اشترك فيها عمر وعثمان وطلحة والزبير في زمن أبي بكر وهل يدل عدم ذكر اسمائهم على عدم معاونتهم له معاونة صادقة .
وبعد فهذه ملاحظات عابرة أحببت أن ادونها تزجية للوقت وقد يكون لها أجوبة مقنعة أنا أجهلها .
وأرجوا أن تتهيأ لي فرصة الاجتماع بالمؤلف الفاضل الذي أرجو أن تبلغه أعجابي وتحياتي فنتوسع فيما اجملته هنا .

واسلم لمحبك
عبدالله الملاح

الشنافية 3 ربيع الثاني 1373

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net