متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
إساءة استعمال الأشياء
الكتاب : ما يهم الشباب    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

إساءة استعمال الأشياء:

يجب أن لا ننسى بأن أعظم مواهب الحياة وكنوزها تصبح بصورة بلاء عظيم على أثر توجيهها توجيهاً خاطئاً وصرفها في غير موضعها.

ألم تصبح "القوة الذرية" التي تعتبر أهم وأغنى صنيع للقدرة في عالم المادة أخطر سلاح يهدد وجود البشر على أثر سوء استعماله؟!

متى تستطيع الدول القوية أن تظلم الآخرين وأن تشعل نار الفتن في كل طرف من العالم يومياً إذا لم تتكئ على هذه القوة، وحين تفكر الدول الصغيرة بكسر هذا الانحصار الذري ـ يوماً ما ـ وتسعى في تهيئة سلاح مشابه له باعتباره الطريق العادل لمنع التجاوز، في الشروط الحالية، فإن الدول القوية تنطلق مدوية باعتراضاتها متشبثةً بحجة تسمم الهواء وتلوثه؟!

قوة البخار، التقدم العلمي والصناعي، المطبوعات ووسائل الدعاية الأخرى جميع هذه الأمور بهذا الشكل يعني أن هذه الأمور تستطيع أن تكون ملائكة للسعادة والهناء ويمكن أن تكون عفاريتاً للنكبة والبلاء وهذا يرتبط بكيفية استفادتنا منها.

فالعادة التي تعتبر من أعظم مواهب الحياة تنطوي هي الأخرى أيضاً تحت هذه القاعدة الكلية، أحسنها إذا استخدمت في الأعمال المفيدة والنافعة! وما أسوأها إذا استعملت في الأعمال الضارة والفاسدة!.

نحن عندما نعتاد على عمل قبيح على أثر تكراره فانجازه يصبح سهلاً علينا وشيئاً فشيئاً يظهر بصورة "إرادة طبيعية" لا ترتفع عنا بسهولة، إن هذه الإرادة الداخلية الكاذبة تحرك الإنسان دائما وكأنها ملازمة لروحه وجسمه. منذ البداية.

هذه هي الحقيقة التي عبّر عنها العلماء بقولهم:

"العادة كالطبيعة الثانية للإنسان".

وكل أخطار العادة ناشئة من هنا!


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net