متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
5ـ وضع التربية و التعليم
الكتاب : ما يهم الشباب    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

5ـ وضع التربية والتعليم:

المسألة الأخرى من مسائل الجيل الصاعد التي لا تزال بدون حل لحد الآن هي مسألة التربية والتعليم ومع عدم حلها فالاصلاح لا يثمر شيئاً.

التربية والتعليم امران اساسيّان في حياة الشباب، ويجب القول بصراحة بأن اولياء الأمور ـ ومع الأسف ـ يعطون التعليم بعض الأهمية أما التربية فلا يعيرونها ادنى اهتمام!.

وعلى حد قول مسؤولي التربية: إن مناهجنا التربوية تقل فيها أو تنقصها برامج تنمية الأخلاق وتربية الصفات الإنسانية العالية.

على هذا فإذا كانت برامج التعليم تطبق بصورة حسنة فإن الأفراد سوف يردون المجتمع متعلمين ولكنهم فاقدون للأخلاق والصفات الحميدة، (إلاّ من نشأوا على تربية عائلية خاصة أو ملكوا أصالة ذاتية).

إن الوضع المؤلم ـ في وسط المدارس ـ وخاصة وضع المدارس الثانوية للبنات، حيث لا تحظى ـ ومع كل الأسف ـ امهات جيل المستقبل بالعناية اللازمة مع العلم بأنهن يتأثّرن بالبرامج الاصلاحية أسرع من الأولاد وذلك بحكم احاسيسهن الرقيقة وعواطفهن الطاهرة.

تحدث ـ قبل مدة ـ أحد مندوبي مجلس الأعيان فقال: البنات اللاتي يقلدن الغرب في اللباس الأزياء قد بدلن قاعات الدرس بصالات للزي وعرض الملابس! ثمّ أضاف قوله: ماذا ينتظر من الطالبات عندما تدخل المدرسات إلى الصفوف بأحسن زينة، بأظافر طويلة، مصبوغة وسيقان عارية؟!

وفي اليوم التالي نقل محرر صحيفة من الصحف رأي مديرات مدارس البنات في طهران بعد أن اجرى مقابلات مع أكثرهن فقال: إنهن ـ وباتفاق الآراء ـ يوجهن اللوم إلى أولياء البنات ـ آبائهن وامهاتهن ـ ويبرئن أنفسهن من كل تقصير! حتى أن احداهن قالت: "إن دخول المدرسات إلى الصف بأحسن زينة لا يعتبر ذنباً"!

ولكن ـ ومع الأسف ـ ليس هناك من يقول لهؤلاء المديرات.

إذا كان اولياء الطالبات قد بدلوا مراكز العلم والثقافة بصالات للأزياء وذلك بارسال بناتهم إلى المدارس بلباس غير مناسب، وانتنّ لا تستنكرنّ هذا الوضع ولا تعارضنه بشيء فما هو عملكن إذن؟ ولأي شيء منحوكن لقب "المربيات"؟

أفلستن انتن المسؤولات عن "التربية" بالاضافة إلى "التعليم"؟

إذا كنتن مسؤولات عن التربية فلماذا تلقين هذه المسؤولية على عاتق غيركن وتتنصلن منها ولأي شي تأخذن هذه المرتبات من بيت مال الشعب؟

وإذا كان الحضور في الصف بهذه الزينة لا يعتبر اثماً، واعتبار محيط التربية والتعليم ومجالس الأنس والرقص شيئاً واحداً فما هو الأثم إذن؟!

نحن بدورنا نوافقكن في ناحية واحدة وهي أننا نوجه اللوم أيضاً إلى الآباء والأمهات ونلقي الأثم على عاتقهم، فهم مذنبون أيضاً لأنهم لم يراقبوا وضع التربية والتعليم ويشرفوا عليه، ولم يستفيدوا من حقهم في مراقبة محيط التربية والتعليم لأزهارهم اليانعة! نعم إنهم مذنبون لأنهم لم يعترضوا على أعمالكن، فقد فسحوا حرية العمل أمامكن إلى حد بحيث تصورتن بأن ليس عليكن أي واجب تجاه بناتهم! أو أنكن صاحبات حق عليهم؛ نعم إنهم مذنبون!.

إن الاعتراض التالي موجه إلى كافة أفراد الشعب وهو:

لماذا لا يقدمون ـ مثل بقية الأمم الواعية ـ على إيجاد برامج صحيحة لتربية ابنائهم وذلك بتأسيس مدارس اهلية، لماذا يعولون دائما على الآخرين في أن يفتحوا لهم مدرسة أو أكثر؟.

كانت هذه بعض من العقد والمشاكل التي يواجهها الجيل الصاعد في الوقت الحاضر والتي تتطلب حلاً صحيحاً على كل حال.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net