الموقعية الحساسة:
ارتبطت ارجاء العالم الحاضر وانحاؤه بعضها ببعض إلى حدٍ بحيث أن أقل تحول يحدث في أي نقطة من نقاطه فإنه يؤثر بصورة مباشرة على سائر النقاط الأخرى.
كان العالم ينقسم ـ عملياً ـ إلى اقسامٍ مختلفة وذلك نتيجة لعدم وجود خطوط الارتباط ووسائل النقل السريعة، وأجهزة المخابرات، وكان لكل قسم من هذه الاقسام عادات ورسوم وعقائد وثقافة خاصة، فكان كل قسم من هذه الاقسام بمعزل عن القسم الآخر وربما كان أكثر الافراد حتى نهاية حياتهم لا يخرجون إلى خارج قطرهم ولا يتصلون بالأمم والشعوب الأخرى أبداً، لذا كان من الممكن أن تغرق أمة من الأمم في أنواع من الفساد والانحطاط بينما تعيش إلى جانبها أمة أخرى تتمتع بالسعادة والراحة والكمال.
أما اليوم فقد مضى الوضع السابق، وأصبحت الأمم والممالك مرتبطة بعضها ببعض بحيث أصبحت علاقة العالم مع بعضه كعلاقة القطر مع واحدة من مدنه.
إذن هل نستطيع ـ مع هذا الوضع ـ أن نقي أنفسنا من تحولات العالم؟
هل نستطيع أن نتصور عدم نفوذ الفساد في مجتمعنا بدون وسيلة وقائية؟
|
لماذا اصبحت مسؤوليتنا مهمة ـ الموقعية الحساسة