متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
التطاحن الديني ـ إلى أين تقودنا هذه الأفكار المنحطة
الكتاب : ما يهم الشباب    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

التطاحن الديني:

خططت الدول الاستعمارية تخطيطاً دقيقاً جداً لسحق قوى الشرق العظيمة هذه بحيث أنها لم تشلها فحسب بل استخدمتها لسحق سائر القوى أيضاً، حيث أنها حفزت أحاسيس الناس ومشاعرهم، بإيجاد هذه المذاهب المختلفة وجعلتهم يتطاحنون.

مسببين فجائع بشعة لم يشهد تاريخ البشرية نظائرها، فالتاريخ لا ينسى إبادة الهنود للمسلمين عند استقلال شبه الجزيرة الهندية وبعده.

إلى أين تقودنا هذه الأفكار المنحطة:

بهذه الطرق المشؤومة سلب الاستعمار الغربي هذه القوى الأصيلة من الشرق وسيطر على منابعه الغنية، ولكن المصيبة العظيمة هي أن البعض من ذوي الأفكار السطحية من محرري الصحف والمطبوعات يروجون هذه الأفكار الغربية ترويجاً عجيباً ويمهدون السبيل إليها بكل الطرق والوسائل.

فمثلاً نجد بعضاً من المطبوعات التي تدار تحت اشراف عملاء السياسة الاستعمارية يختص بنشر وشرح الأمور التي تتعلق بأعمال وشؤون ولباس ووصف ممثلي "هوليوود" وفناني "باريس" وو......

فقبل مدة ضجت الصحف والجرائد ببحوثها حول بعض ممثلي وممثلات السينما وذلك بسبب وصولهم إلى طهران لإنتاج فيلم سينمائي.

فقد كتبت إحدى الجرائد بصورة مكشوفة عن مزايا هؤلاء وعن مفاتنهنّ الحساسة!.

وكتبت أخرى بعناوين كبيرة "تناول الممثل الفلاني خبزاً وبطيخاً في وجبة طعام الافطار في هذا اليوم" وتناول بعض الأغذية الإيرانية ظهر هذا اليوم وغير هذه من الأمور التافهة.

وكتبت ثالثة مفتخرة تقول:

"عند وصول احدى الممثلات إلى طهران، استطاع مندوبنا أن يسألها سؤالا واحداً فقط وسط ازدحام المستقبلين".

(وحتماً كان سؤالاً مهماً).

فقد سألها: هل سافرت إلى إيران قبل هذا الوقت فأجابت "كلا: هذه أول مرة آتي فيها إلى إيران" هذا هو مستوى أفكار المشرفين على بعض المطبوعات الذي يجب أن يشكلوا نخبة مفكري البلد.

ماذا ينتظر من هؤلاء الأشخاص مع هذا المستوى الفكري المتدني! إلى أن تقودنا هذه الأفكار المنحطة، وهذه المفاخر الموهومة في مقابل التنظيم الاستعماري الدقيق؟

الاستعمار الغربي يستفيد من كل الوسائل لأجل الحط من أفكار الجيل ولأجل ابادة القوى المحررة الأصيلة.

نحن لا نستطيع أن نفرض بأن انتشار المواد المخدرة وشيوعها بين الجيل، الصاعد مسألة طبيعية وعادية على الرغم من وجود المشاكل والصعوبات التي تعترض طريق انتشارها.

كيف نستطيع والحالة هذه اعتبار شيوع المواد المخدرة مسألة عادية؟.

الشباب الذي يسحق عادته القديمة القيمة والذي يبتلي بالعادات الخطرة والذي يرى الافتخار كل الافتخار بتزيين الزي والظاهر يصبح مستعداً أكثر لتقبل الأفكار الإستعمارية الهدامة.

وعلى فرض أن جميع بلدان الشرق تتمتع بالاستقلال السياسي ـ ظاهراً ـ فإنها لا تستطيع الاستفادة منه ما لم تتمتع بالاستقلال الاقتصادي، بل الأهم منه هو الإستقلال الفكري.



[3] كتاب كنجينة حدود واحكام، صحة 363، 364، 366.

[4] كتاب اقداس صفحة 37 سطر 14.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net