متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الموقف من الأنظمة العربية والإسلامية الصديقة لأمريكا
الكتاب : الوعد الصادق دلالات ودروس عن أنتصار حزب الله    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

الموقف من الأنظمة العربية والإسلامية الصديقة لأمريكا

بينما كان جماهير الناس في العالم العربي تغلي وتتفاعل مع المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، بجميع انتماءاته السياسية من اليمين واليسار والوسط، وبينما كانت عواصم العالم الإسلامي وحواضره ومراكزه السياسية والاقتصادية والعلمية تعج بالمسيرات والتظاهرات تعبيراً عن تعاطفهم مع حزب الله، كنا نجد حكام العرب والمسلمين، الا القليل منهم، ينظرون إلى المقاومة نظرة فتور ومقت، ولم نسمع منهم كلمة تقييم وتقدير واحترام لكل هذه البسالة والشجاعة التي أعجبت جماهير العالم الإسلامي ودعتهم إلى الاصطفاف مع المقاومة وإعلان التضامن معهم.
لم نجد أثراً لكل هتافات التأييد والتضامن في دمشق، وبغداد، وطهران، وعمان، والبحرين، والجزائر، والكويت، والقاهرة، والدار البيضاء، وأنقرة، واسطانبول ... في مواقف الزعماء السياسيين للعالم الإسلامي والعالم العربي (عدا نفر محدود منهم).

وفي اجتماع وزراء خارجية العرب في بيروت لإسناد موقف لبنان، وإعلان التضامن (الإعلامي) مع لبنان، طلب أحد القادة اللبنانيين من وزراء خارجية العرب أن يسجلوا تحية إكبار وشكر لمواقف المقاومة الإسلامية الباسلة، فوجم الجميع ولم ينبس أحد منهم ببنت شفة.

وقد كان بإمكان حكام العرب خصوصاً وحكام المسلمين عموماً أن يصنعوا الشيء الكثير لدعم وإسناد أبطال حزب الله سياسياً واقتصادياً، ويمارسوا ضغطاً قوياً على مراكز القرار في الغرب، دون أن ينزلوا إلى ساحة القتال.

فلو أجمعت هذه الأنظمة على قرار بخصوص المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في لبنان لأوقف مجلس الأمن هذه المجازر، ولم تتمكن أمريكا، ولا بريطانيا من وقف قرار مجلس الأمن بوقف النار، ولو أنهّم هدّدوهم بقطع النفط لاستجابت أمريكا للإرادة العربية، ولو أنهم علّقوا صدور النفط لمدة شهر فقط لإعلان التضامن مع المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين لَلان الموقف الأمريكي، ولم تجرأ أمريكا على مخالفة الدول العربية أو الدول الإسلامية برُمَّتها.

وقد تتساءل وتقول: ليس الأمر كذلك، فقد أوفد وزراء خارجية العرب من بيروت وفداً إلى أمريكا يُعَبر عن إرادتهم جميعاً بوقف إطلاق النار طبقاً للنقاط السبعة التي أعلنها رئيس وزراء لبنان، وهو أقل ما يمكن أن يحقق مطالب لبنان في هذا الخراب والحريق والمجزرة الواسعة في لبنان فذهبوا إلى أمريكا يمثّلون الأنظمة العربية جميعاً فاءرجعتهم أمريكا إلى عواصم بلادهم بخفي حنين، وقد كانت خيبة (حنين) أقل من خيبة وفد وزراء خارجية العرب، فماذا تصنع الأنظمة العربية بعد هذه المبادرة والإقدام والعودة الفاشلة؟

أقول: إنهم ذهبوا إلى أمريكا بمشروع تقديم التماس إلى أمريكا وبريطانيا وأعضاء مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، فنصحتهم أمريكا ألا يعودوا، وعادوا كما ذهبوا بغير نتيجة.

ولو أنهم كانوا قد ذهبوا إلى أمريكا بقرار عربي، لكانت أمريكا ترضخ لقرار وزراء خارجية العرب، ولا تجرأ على تجاوز الموقف والقرار العربي.

ولكن أمريكا تعلم جيداً، إن الأنظمة العربية لا تملك الجرأة على مخالفة القرار الأمريكي بموقف وقرار مخالف ... وإنما تطلب من أمريكا طلباً، وتلتمس منها التماساً، فتنصحهم أمريكا بان المسألة أكبر مما يظنون، وأن القضية أهم من ماء وجه الأنظمة العربية، فما عليهم الا أن يرجعوا إلى عواصمهم صابرين محتسبين.

نحن في هذه القضية (الموقف من الأنظمة العربية والإسلامية الصديقة لأمريكا) ... نقف تجاه قضية خطيرة وحساسة من أهم قضايا الأمة الإسلامية، تتطلب منا الدراسة والتفكير الكثير.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net