متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
علاقة الأنظمة بدول الاستكبار العالمي
الكتاب : الوعد الصادق دلالات ودروس عن أنتصار حزب الله    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

علاقة الأنظمة بدول الاستكبار العالمي


وسوف أطرح هنا بعض النقاط في هذا المقال، على أمل أن ويولي كتابنا السياسيون قضية الموقف من (الأنظمة) المزيد من الاهتمام والتفكير... وهذه النقاط هي:
1- الفاصلة الشاسعة التي تفصل الأنظمة عن شعوب العالم الإسلامي عموماً والعرب خصوصاً، وذلك في الولاء والبراءة، والرفض والقبول، فما تُقدِم عليه الأنظمة تعارضه الشعوب، وما تعارضه الأنظمة تطالب به شعوبها، وعلى هذا النهج تتسع يوماً بعد يوم الفجوة والتقاطع والتخالف بين الأنظمة وشعوبها، حتى أن جماهير الناس يخرجون إلى الشوارع يطالبون الحكام بعدم الترشيح لدورة جديدة من الرئاسة، وكفاية الترشيح والرئاسة لئلا يتحول النظام الجمهوري إلى نظام ملكي وراثي يحمل كل سلبيات الأنظمة الملكية الوراثية.

ويعيش الحكام ومن يلفّ حولهم في ترف وبذخ يقلّ نظيره في أمثال بلادنا، بينما تعيش الشعوب في بؤس وفقر وحرمان.

ورغم وفرة المصادر الاقتصادية عندنا في المنطقة الإسلامية، وفي المنطقة العربية خصوصاً، فاننا نجد أن اقتصاد العالم الإسلامي اقتصاد (تبعي) غالباً، ومرتبط بعجلة الاقتصاد الاستكباري، وفاقد لحالة الأكتفاء الذاتي، وعلاقاتنا الاقتصادية الخارجية من سنخ التبعية، وليس من سنخ العلاقة الاقتصادية المتكافئة ... وهذه الحالة تنتج نتيجتين: أولاهما: التخلف الاقتصادي، والثانية: التبعية السياسية، فان التبعية السياسية لا تنفك عن التبعية الاقتصادية، وهي خطة اقتصادية، تخططها دول الاستكبار العالمي للإبقاء على حالة التبعية السياسية للعالم الإسلامي.

2- والسبب الأساس في هذه الفاصلة الشاسعة بين الأنظمة وشعوب العالم الإسلامي: إن هذه الأنظمة لم تتسلّم الحكم، أو لا تستمر في مواقع الحكم والقرار، إلا بدعم سياسي واقتصادي من قبل أنظمة الاستكبار العالمي في الغرب. وثمن هذا الدعم أن يبقى ولاء هذه الأنظمة لأنظمة الاستكبار العالمي وعملهم في صالح هذه الأنظمة الاستكبارية ... وهذه العلاقة الحميمة بالاستكبار يعزلهم عن شعوبهم وإراداتها وقرارها، ويجعلهم في صفّ المواجهة والمعارضة غالباً لشعوبهم.

وبطبيعة الحال، ان هذه العلاقة بالاستكبار وتطورها وتماسكها، ومردوداتها، ومضاعفاتها في علاقة الأنظمة بالاستكبار العالمي، ليس بهذا السرد الذي سردناه هنا، إنما تحدثنا عن الأسباب والنتائج فقط، واما العلاقة نفسها، على أي مستوى تكون من التبعية والعمالة، فهي تمر من خلال شبكة معقدة شديدة التعقيد من العلاقات الاقتصادية والسياسية، وعوامل الارتباط والتبعية ... وأخيراً العمالة.

والنتيجة التي نجدها دائماً في علاقة هذه الأنظمة بشعوبها إنها تحاول ان تطوّع شعوبها وبلادها لخدمة مصالح الاستكبار العالمي، وتتقبل كل الآثار والنتائج المترتبة على ذلك. وقد تدخل في اشتباكات مسلحة مع الناس للدفاع عن مصالح أنظمة الاستكبار، حتى كأنَّ هذه الأنظمة تمثّل مواقع الدفاع عن مصالح الاستكبار العالمي في بلادنا، وتحافظ على مواقع القيمومة الاستكبارية الاقتصادية والسياسية والعسكرية على العالم الإسلامي، وتتكفل للاستكبار بقاء هذه المنطقة من العالم تحت قيمومتها ووصايتها وتبعيتها ... في بعض الأحيان.
والحديث عن هذه النقطة ذو شجون.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net