متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الموقف و العلاج
الكتاب : الوعد الصادق دلالات ودروس عن أنتصار حزب الله    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

الموقف و العلاج


والآن نتساءل ما الموقف وما العلاج؟.
ان الإجابة عن هذه القضية لا يمكن طرحها في مثل هذه العجالة، وفي مقال بهذا الحجم، ولكن نحاول هنا أن نثير هذه المسألة فقط، للبحث والحوار في الأوساط المعنيّة بهذه المسألة من أُمتنا الإسلامية، فنقول: إن هذه الأنظمة ليست على حدّ واحد في خدمة مصالح الاستكبار العالمي وفي التبعية السياسية والاقتصادية لها.
والعلاج الصحيح لهذه المشكلة من ناحية حكام العرب العودة إلى أحضان الجمهور، وتبنّي مشاكلهم وقضاياهم، والدفاع عنهم، في مقابل إرادة أنظمة الاستكبار العالمي.

ولكن الأنظمة لا تسلك هذا المسلك، وتعتقد ان هذا المسلك السياسي يدخل علاقاتها مع الغرب في دائرة حرجة جداً، وفي مجازفات سياسية غير محمودة العواقب، تسبب لها مضايقات كثيرة في علاقاتها مع الغرب الاقتصادية والعسكرية والسياسية، وأمامها الأنموذج الإيراني في تعامله مع الغرب، وما تجنيه كل يوم من مضايقات ومشاكسات إعلامية وسياسية واقتصادية وعسكرية، وقد كانت الحرب التي فرضها صدّام على إيران بإيعاز من الغرب وبشكل خاص أمريكا واحدة من هذه المضايقات.

وهذه الأنظمة عندما تجرِدُ حساباتها ترى أن هذا الحل ليس في صالحها، وتؤثر بدل حل المشكلة الأساسية في علاقاتها مع شعوبها: أن تلتفّ على هذه القضية وتواجه شعوبها، بمشروعين آخرين احدهما إعلامي، والآخر: (أمني!!).

أما الإعلام فهو استخدام الإعلام الكاذب، على أوسع صعيد من قبل هذه الأنظمة لتحسين وجهها، وإخراج الباطل بثوب الحق، وإخراج الحق بثوب الباطل، وهذه هي الأداة الأولى لمواجهة هذه المشكلة، والتقليل من هذه الفاصلة التي تفصلها عن شعوبها.

والأداة الثانية، (الأمنية!!) فهي النار والحديد والقمع والبطش والفتك بمن تسمح له نفسه ان يعلن المعارضة لهذه الأنظمة.

وقد كان المثل (المنحطّ) لهذه السياسة من بين حكام العرب عموماً صدام حسين التكريتي الذي سوّد وجه التاريخ. وسيبقى المثل الأسوأ للظلم والبطش والفتك بالناس في تاريخ الاستبداد السياسي في العالم الإسلامي، وفي العالم كلّه.

وهذه هي الأداة الثانية السياسية للالتفاف على هذه القضية، يستخدمها الحكام استخداماً واسعاً، على قدر وسعهم في هذا الاستخدام.

ولا يمكن تخوين هؤلاء الحكام جميعاً، كما لا يصح تبرئتهم جميعاً من تهمة الخيانة لمصالح الأمة ... ففي هؤلاء الحكام من لا يريد الخيانة بشعبه وأرضه ووطنه، ولكنه يرى نفسه بين خيارات صعبة، أيسرها ان يؤثر خدمة مصالح الاستكبار العالمي على خدمة شعبه ووطنه، ومنهم من يرى انه قد دخل في هذا المدخل ليجتذب لوطنه وشعبه دعم القوى الكبرى، وإسنادها. وإذا سلك هذا المسلك لهذه الغاية، فلا بأس عليه ان يقيم مثل هذه العلاقات مع أنظمة الاستكبار، ولابد ان يلتزم بلوازم هذه العلاقات من حماية مصالح الاستكبار ... وهكذا ينجر إلى التقاطع مع شعبه لخدمة مصالح الاستكبار، ولا نريد أن ندخل في تخطئة هذا الاجتهاد السياسي أو ذاك ومناقشته ففي النتائج التي يصل إليها هؤلاء الحكام من التقاطع مع شعوبهم والولاء لدول الاستكبار العالمي عمداً، خير مناقشة ودليل على ما نقول.

ومن الحكام من يدخل في دائرة العمالة للأنظمة الاستكبارية في الغرب، وهو على بينة من أمره وعددهم ليس بقليل.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net