متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الفصل الثاني: فيما يتعلق باليوم والليلة من الادعية المختارة
الكتاب : مكارم الأخلاق    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق
الفصل الثاني
( فيما يتعلق باليوم والليلة من الادعية المختارة )

( فيما يختص بالصباح والمساء )

    روى عبد الكريم بن عتبة عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : من قال عشر مرات قبل أن تطلع الشمس وقبل غروبها : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، كانت كفارة لذنوبه في ذلك اليوم.
    وروي عنه ( عليه السلام ) حفص بن البختري أنه قال : كان نوح ( عليه السلام ) يقول إذا أصبح وأمسى : اللهم إني أشهدك أنه ما أصبح وما أمسى بي من نعمة وعافية في ديني أو دنياي فمنك وحدك ، لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر به علي حتى ترضى وبعد الرضا ، يقولها إذا أصبح عشرا وإذا أمسى عشرا ، فسمي بذلك عبدا شكورا.
    روي عن مسمع بن عبد الملك كردين أنه قال : صليت مع أبي عبد الله ( عليه السلام ) أربعين صباحا فكان إذا انفتل رفع يده إلى السماء ، فقال : أصبحنا وأصبح الملك لله اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك ، اللهم احفظنا من حيث نحتفظ ومن حيث لا نحتفظ ، اللهم احرسنا من حيث لا نحترس ومن حيث نحترس ، اللهم استرنا من حيث نستتر ومن حيث لا نستتر ، اللهم استرنا بالغنى والعافية ، اللهم ارزقنا العافية [ وارزقنا ] الشكر على العافية.

( فيما يقال في الصباح عند المخاوف )

    جاءت الرواية عن أبي السري سهل بن يعقوب الملقب بأبي نواس (1) قال : قلت لابي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام : يا سيدي قد وقع إلي اختيارات الايام


1 ـ هو الذي خدم الامام الهادي ( عليه السلام ) بسر من رأى وسعى في حوائجه وكان يتخالع ويتطيب مع الناس ويظهر التشيع على الطيبة فيأمن على نفسه فسموه بأبي نواس. وهو غير أبي نواس الشاعر المشهور المتوفى سنة 198 ببغداد.


(278)

عن الصادق ( عليه السلام ) ما حدثني به الحسن بن عبد الله بن مطهر ، عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه ، عن الصادق ( عليه السلام ) في كل شهر فأعرضه عليك ، قال : افعل ، فلما عرضته عليه وصححته قلت له : يا سيدي في أكثر هذه الايام قواطع عن المقاصد لما ذكر فيها من النحس والمخاوف فدلني على الاحتراز من المخاوف فيها ، فربما تدعوني الضرورة إلى التوجه في الحوائج فيها ، فقال ( عليه السلام ) لي : يا سهل إن لشيعتنا بولايتنا عصمة لو سلكوا بها في لجج البحار الغامرة (1) وسباسب البيداء الغائرة بين سباع وذئاب وأعادي الجن والانس لامنوا من مخاوفهم بولايتهم لنا ، فثق بالله عزوجل وأخلص في الولاء لائتمك الطاهرين وتوجه حيث شئت واقصد ما شئت ، يا سهل إذا أصبحت وقلت ثلاثا : أصبحت اللهم معتصما بذمامك المنيع الذي لا يطاول ولا يحاول (2) من شر كل غاشم وطارق من سائر من خلقت وما خلقت من خلقك الصامت والناطق في جنة من كل مخوف بلباس سابغة ولاء أهل بيت نبيك عليهم السلام محتجبا من كل قاصد لي إلى أذية بجدار حصين ، الاخلاص في الاعتراف بحقهم والتمسك بحبلهم جميعا موقنا بأن الحق لهم ومعهم وفيهم وبهم أوالي من والوا وأجانب من جانبوا [ وأحارب من حاربوا ] وصل اللهم على محمد وآل محمد وأعذني اللهم بهم من شر كل ما أتقيه ، يا عظيم [ يا عظيم ] حجزت الاعادي عني ببديع السموات والارض إنا جعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون وقلتها عشيا ثلاثا : جعلت في حصن من مخاوفك وأمن من محذورك ، فإذا أردت التوجه في يوم قد حذرت فيه فقدم أمام توجهك الحمد و المعوذتين و الاخلاص و آية الكرسي وسورة القدر والخمس الايات من آل عمران ، ثم قال : اللهم بك يصول الصائل (3) وبقدرتك يطول الطائل ولا حول لكل ذي حول إلا بك ولا قوة يمتازها ذو قوة إلا منك ، أسألك بصفوتك


1 ـ اللجة ـ كغرفة ـ معظم الماء والجمع لجج كغرف. والغامرة : كثيرة الماء ، يقال غمر الماء أي علاه وغطاه. والسبسب : المفازة أو الارض البعيدة المستوية والجمع سباسب. والبيداء : الفلاة وهي الارض الخالية التي لا ماء فيها. والغائرة : بعيدة الغور. والغور : ما انحدر واطمأن من الارض.
2 ـ طاوله : غالبة في الطول ـ بالفتح ـ أي القدرة والفضل. وحاوله : أراده وطلبه. والغاشم : الظالم والغاصب. والطارق : الاتي ليلا.
3 ـ صال عليه : سطا عليه وقهره. ويطول الطائل : أنعم المنعم بالفضل والغنى.


(279)

من خلفك وخيرتك من بريتك محمد نبيك وعترته وسلالته عليه وعليهم السلام وصل عليهم واكفني شر هذا اليوم وضره وارزقني خيره ويمنه واقض لي في متصرفاتي بحسن العاقبة وبلوغ المحبة والظفر بالامنية وكفاية الطاغية الغوية وكل ذي قدرة لي على أذية حتى أكون في جنة وعصمة من كل بلاء ونقمة ، وأبدلني من المخاوف فيه أمنا ومن العوائق فيه يسرا حتى لا يصدني صاد عن المراد ولا يحل بي طارق من أذى العباد ، إنك على كل شيء قدير والامور إليك تصير ، يا من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

( دعاء في كل صباح ومساء )

    كان الصادق ( عليه السلام ) يقول إذا أصبح : بسم الله وبالله ومن الله وإلي الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، اللهم إليك أسلمت نفسي وإليك فوضت أمري وإليك توجهت وجهي وعليك توكلت يا رب العالمين ، اللهم احفظني بحفظ الايمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ، لا إله إلا أنت ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، أسأل الله العفو والعافية من كل سوء وشر في الدنيا والاخرة ، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن ضيق القبر ومن ضغطة القبر وأعوذ بك من سطوات الليل والنهار ، اللهم رب الشهر الحرام ورب البيت الحرام ورب البلد الحرام ورب الحل والحرام أبلغ محمدا وآله عني السلام ، اللهم إني أعوذ بدرعك الحصينة وأعوذ بوجهك أن تميتني غرقا أو حرقا أو سرقا أو قودا أو صبرا أو هضما أو ترديا في بئر أو أكيل السبع أو مت الفجأة أو بشيء من ميتة السوء ، ولكن أمتني على فراشي في طاعتك وطاعة رسولك صلواتك عليه وآله مصيبا للحق غير مخطئ أو في الصف الذي نعت أهله في كتابك ( كأنهم بنيان مرصوص ) (1) ، أعيذ نفسي وديني وأهلي ومالي وولدي وجميع ما أعطاني ربي بالله الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، أعيذ نفسي وأهلي ومالي وولدي وجميع ما رزقني ربي « برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ) ، أعيذ نفسي وأهلي ومالي وولدي وجميع ما رزقني ربي برب الناس إلى آخره. ويقول ( عليه السلام ) : الحمد لله عدد ما خلق الله والحمد لله مثل ما خلق


1 ـ سورة الصف : آية 4.


(280)

الله [ والحمد لله ملاء ما خلق الله ] والحمد لله مداد كلماته والحمد لله زنة عرشه والحمد لله رضا نفسه ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان الله رب السموات السبع ورب الارضين السبع وما بينهما ورب العرش العظيم ، اللهم إني أعوذ بك من درك الشقاء وأعوذ بك من شماتة الاعداء وأعوذ بك من الفقر والوقر (1) وأعوذ بك من سوء المنظر في الاهل والمال والولد ويصلي على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عشر مرات.

( في الادعية المخصوصة بأعقاب الفرائض )

    قد ورد في الاخبار : أن من سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام في دبر الفريضة قبل أن يثني رجليه غفر له.
    وروي أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال لرجل من بني سعد : ألا أحدثك عني وعن فاطمة عليها السلام ، أنها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثر في صدرها وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها (2) وكسحت البيت حتى أغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى تدخنت ثيابها فأصابها من ذلك ضرر شديد ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل ، فأتت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فوجدت عنده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حداثا فاستحيت فانصرفت ، فعلم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنها جاءت لحاجة فغدا علينا ونحن في لفاعنا (3) فقال : السلام عليكم ، فسكتنا واستحيينا لمكاننا ، ثم قال : السلام عليكم ، فخشينا إن لم نرد عليه أن ينصرف وقد كان يفعل ذلك يسلم ثلاثا فإن أذن له وإلا انصرف ، فقلت : وعليك السلام يا رسول الله أدخل ، فدخل وجلس عند رؤوسنا فقال : يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد ؟ فخشيت إن لم تجبه أن يقوم فأخرجت رأسي فقلت : أما والله أخبرك يا رسول الله أنها استقت بالقربة حتى أثرت في صدرها وجرت بالرحى حتى مجلت يداها وكسحت البيت حتى أغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دخنت ثيابها ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألته خادما يقيك حر ما أنت


1 ـ الوقر : ثقل في الاذن أو ذهاب السمع كله.
2 ـ مجلت يداها أي نفطت وقرحت من العمل وظهر فيها المجل وهو أن يكون بين الجلد واللحم ماء من كثرة العمل. والمقلة : قشرة رقيقة يجتمع فيها ماء من العمل بالاشياء الصلبة.
3 ـ اللفاع ـ بالكسر ـ : الملحقة والكساء. وفي بعض السنخ لحافنا.


(281)

فيه من هذا العمل ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا أدلكما على ما هو خير لكما من الخادم إذا أخذتما منامكما ، فكبرا أربعا وثلاثين تكبيرة وسبحا ثلاثا وثلاثين تسبيحة : وأحمد ثلاثا وثلاثين تحميدة ، فأخرجت فاطمة عليها السلام رأسها فقالت : رضيت عن الله ورسوله ثلاث مرات.
    من مسموعات السيد ناصح الدين أبي البركات المشهدي ، روى أبوخالد القماط قال : سمعت الصادق ( عليه السلام ) يقول : تسبيح فاطمة عليها السلام في كل يوم في دبر كل صلاة أحب إلي من الف ركعة في كل يوم.
    وقال ( عليه السلام ) : من سبح تسبيح فاطمة عليها السلام قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر له ويبدأ بالتكبير.
    عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : المؤمن لا يخلو من خمسة : مسواك ومشط وسجادة وسبحة فيها أربع وثلاثون حبة وخاتم عقيق.
    روى إبراهيم بن محمد الثقفي أن فاطمة عليها السلام بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كانت مسبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات ، فكانت عليها السلام تديرها بيدها تكبر وتسبح إلى أن قتل حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء فاستعملت تربته وعملت المسابيح فاستعملها الناس ، فلما قتل الحسين ( عليه السلام ) عدل بالامر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية.
    في كتاب الحسن بن محبوب ، أن أبا عبد الله ( عليه السلام ) سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة والحسين ( عليه السلام ) والتفاضل بينهما ؟ فقال : السبحة التي من طين قبر الحسين ( عليه السلام ) تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح. وروي أن الحور العين ـ إذا أبصرن بواحد من الاملاك يهبط إلى الارض لامر ما ـ يستهدين من السبح والترب من طين قبر الحسين ( عليه السلام ).
    روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : من أحب أن يخرج من الدنيا وقد تخلص من الذنوب كما يتخلص الذهب الذي لا كدر فيه ولا يطلبه أحد بمظلمة فليقل في دبر الصلوات الخمس نسبة الرب تبارك وتعالى اثني عشر مرة ، ثم يبسط يده ويقول : اللهم إني أسألك باسمك المكنون المخزون الطاهر الطهر المبارك وأسألك باسمك العظيم


(282)

وسلطانك القديم ، يا واهب العطايا ويا مطلق الاسارى يا فكاك الرقاب من النار أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تعتق رقبتي من النار وتخرجني من الدنيا سالما وتدخلني الجنة آمنا وأن تجعل دعائي أوله فلاحا وأوسطه نجاحا وآخره صلاحا ، إنك أنت علام الغيوب. قال أمير المؤمنين ( عليه السلام : هذا من المخبيات مما علمني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمرني أن أعلم الحسن والحسين عليهما السلام.

( دعاء آخر عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) )

    روي أنه من دعا به عقيب كل صلاة مكتوبة حفظ في نفسه وداره وماله وولده وهو : اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أعلنت وما أسررت وإسرافي على نفسي وما أنت أعلم به مني ، اللهم أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أجمعين ، اللهم ما علمت الحياة خيرا لي فأحييني وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي ، اللهم إني أسألك خشيتك في السر والعلانية وكلمة الحق في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى ، وأسألك نعيما لا ينفد وقرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بالقضاء وبرد الموت بعد العيش ولذة النظر إلى وجهك وشوقا إلى رؤيتك ولقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين ، اللهم اهدنا فيمن هديت ، اللهم إني أسألك عزيمة الرشاد والثبات في الامر والرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عافيتك وأداء حقك وأسألك يا رب قلبا سليما ولسانا صادقا وأستغفرك لما تعلم وأسألك خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم فإنك تعلم ولا تعلم وأنت علام الغيوب.

( دعاء آخر )

    قال الصادق ( عليه السلام ) : من قال هذه الكلمات عند كل صلاة مكتوبة حفظ في نفسه وداره وماله وولده ، وهي : أجير نفسي ومالي وولدي وأهلي وداري وكل ما هو مني بالله الواحد الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وأجير نفسي ومالي وولدي وكل ما هو مني برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إلى آخره و برب الناس ملك الناس إلى آخره وبالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم آية الكرسي إلى آخرها.


(283)

    من مسموعات السيد ناصح الدين أبي البركات ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا علي : إقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي ، فإنه لا يحافظ عليها إلا نبي أو صديق أو شهيد.

( دعاء آخر )

    قال الصادق ( عليه السلام ) : أدنى ما يجزئ من الدعاء بعد المكتوبة أن يقول : اللهم صل على محمد وآل محمد ، اللهم إنا نسألك من كل خير أحاط به علمك ونعوذ بك من كل شر أحاط به علمك ، اللهم إنا نسألك عافيتك في أمورنا كلها ونعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الاخرة.

( دعاء آخر )

    عنه ( عليه السلام ) قال : أتى جبرئيل ( عليه السلام ) إلى يوسف ( عليه السلام ) وهو في السجن فقال له : يا يوسف قل في دبر كل صلاة [ فريضة ] : اللهم اجعل لي من أمري فرجا ومخرجا وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب.

( دعاء آخر )

    وكان أبوجعفر ( عليه السلام ) يقول في دبر كل صلاة : اللهم اهدني من عندك وأفض علي من فضلك وانشر علي من رحمتك وأنزل علي من بركاتك.

( دعاء آخر )

    روي عن هلقام بن أبي أنه قال : أتيت أبا إبراهيم ( عليه السلام ) فقلت له : جعلت فداك علمني دعاء جامعا للدنيا والاخرة وأوجزه ، فقال ( عليه السلام ) : قل في دبر صلاة
    الفجر إلى أن تطلع الشمس : سبحان الله العظيم وبحمده ، أستغفر الله وأسأله من فضله ، قال هلقام : ولقد كنت أسوأ أهل بيتي حالا فما علمت حتى أتاني ميراث من قبل رجل ما ظننت أن بيني وبينه قرابة وإني اليوم لمن أيسر أهل بيتي وما ذلك إلا مما علمني مولاي العبد الصالح موسى بن جعفر عليهما السلام.

( دعاء آخر )

    اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأسألك من خير ما أرجو وخير


(284)

ما لا أرجو وأعوذ بك من شر ما أحذر ومن شر ما لا أحذر ، واقرأ : ( الحمد ) و آية الكرسي و ( شهد الله) (1) و آية السخرة « إن ربكم الله الذي إلى آخرها ) (2) وقل ثلاث مرات : ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ) (3) وقل ثلاث مرات : اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب [ يا رب محمد وآل محمد صل على محمد وآل محمد وعجل فرج محمد وآل محمد واعتق رقبتي من النار ].

( دعاء آخر )

    روي أن من دعاه بهذا الدعاء عقيب كل فريضة وواظب على ذلك عاش حتى يمل الحياة [ ويتشرف بلقاء صاحب الامر عجل الله فرجه ] وهو : اللهم صل على محمد وآل محمد ، اللهم إن رسولك الصادق المصدق صلواتك عليه وآله قال : إنك قلت : ما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ، اللهم فصل على محمد وآل محمد وعجل لاوليائك الفرج والنصر والعافية ولا تسؤني في نفسي ولا في فلان قال : وتذكر من شئت.

( دعاء آخر )

    يقول ثلاث مرات وهو آخذ بلحيته بيده اليمنى ويده اليسرى مبسوطة باطنها مما يلي السماء : يا ذا الجلال والاكرام صل على محمد وآل محمد وأجرني من النار ، ثم يرفع يده اليمنى ويجعل باطنها مما يلي السماء ويقول ثلاث مرات : يا عزيز يا كريم يا غفور يا رحيم ، ثم يقلبها ويجعل ظاهرها مما يلي السماء ويقول ثلاث مرات : صل على محمد وآل محمد وأجرني من العذاب الاليم ، ثم يخفظهما ويقول : صل على محمد وآل محمد وفقهني في الدين وحببني إلى المسلمين واجعل لي لسان صدق في الاخرين


1 ـ سورة آل عمران : آية 16.
2 ـ سورة الاعراف : آية 52.
3 ـ سورة الصافات : آية 180 و 181 و 182.


(285)

وارزقني هيبة المتقين ، يا الله يا الله يا الله ، أسألك بحق من حقه عليك عظيم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تستعملني بما عرفتني من حقك وأن تبسط علي من حلال رزقك.

( دعاء آخر )

    بسم الله الرحمن الرحيم حسبي الله لديني وحسبي الله لدنياي وحسبي الله لاخرتي وحسبي الله لما أهمني وحسبي الله لمن بغى علي وحسبي الله عند الموت وحسبي الله عند مسألة القبر وحسبي الله عند الميزان وحسبي الله عند الصراط وحسبي الله لا إله هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

( دعاء آخر )

    وهو من دعاء السر : يا محمد من أراد من أمتك أن أرفع صلاته مضاعفة فليقل خلف كل ما افترضت عليه مع رفع يديه : يا مبدئ الاسرار ، يا مبين الكتمان ، يا شارع الاحكام ، ويا بارئ الانعام ، ويا خالق الانام ، ويا فارض الطاعة ، ويا ملزم الجماعة ، ويا موجب التعبد أسألك بحق تزكية كل صلاة زكيتها له وبحق من زكيتها به أن تجعل صلاتي هذه زاكية متقبلة بتقبلكها وتصييرك ديني بها زاكيا وإلهامك قلبي حسن المحافظة عليها حتى تجعلني من أهلها الذين ذكرتهم فيها بالخشوع ، أنت ولي الحمد كله فلا إله إلا أنت فلك الحمد كله بكل حمد أنت له ولي ، وأنت ولي التوحيد كله فلا إله إلا أنت فلك التوحيد كله بكل توحيد أنت له ولي ، وأنت ولي التهليل كله فلا إله إلا أنت فلك التهليل كله بكل تهليل أنت له ولي ، وأنت ولي التكبير كله فلا إله إلا أنت فلك التكبير كله بكل تكبير أنت له ولي ، وأنت ولي التسبيح كله فلا إله إلا أنت فلك التسبيح كله بكل تسبيح أنت له ولي ، رب عد علي في صلاتي هذه برفعكها زاكية متقبلة ، إنك أنت السميع العليم فإنه إذا قال ذك رفعت صلاته مضاعفة في اللوح المحفوظ.
    روى محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال : الدعاء دبر الصلاة المكتوبة أفضل من الدعاء دبر التطوع كفضل المكتوبة على التطوع.
    وروي عن الباقر عليه السلام قال : الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفلا.


(286)

    عن أبي الحسن العسكري ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال : من صلى الله سبحانه وتعالى صلاة مكتوبة فله في أثرها دعوة مستجابة.

( في سجدة الكشر )

    روى إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : كان موسى بن عمران ( عليه السلام ) إذا صلى لم يتفتل حتى يلصق خده الايمن بالارض وخده الايسر بالارض.
    وقال أبوجعفر ( عليه السلام ) : أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى ( عليه السلام ) : أتدرى لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي ؟ قال موسى ( عليه السلام ) : لا يا رب ، قال تعالى : يا موسى إني قلبت عبادي ظهرا لبطن فلم أجد فيهم أحدا أذل لي نفسا منك ، يا موسى إنك إذا صليت وضعت خديك على التراب.
    وقال الصادق ( عليه السلام ) : إن العبد إذا سجد فقال : يا رب يا رب يا رب حتى ينقطع نفسه قال له الرب تبارك وتعالى : لبيك ، ما حاجتك ؟.
    عن مرازم (1) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سجدة الشكر واجبة على كل مسلم تتم بها صلاتك وترضى بها ربك وتعجب الملائكة منك ، وإن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تبارك وتعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة فيقول : يا ملائكتي انظروا إلى عبدي ، أدى فرضي وأتم عهدي ثم سجد لي شاكرا على ما أنعمت به عليه ، يا ملائكتي ماذا له ؟ قال : فتقول الملائكة : يا ربنا رحمتك ، ثم يقول الرب تبارك وتعالى : ثم ماذا له ، فتقول الملائكة : يا ربنا له جنتك ، فيقول الرب تبارك وتعالى : ثم ماذا له ؟ فتقول الملائكة : كفاية مهمة ، فيقول الرب تبارك وتعالى : ثم ماذا له ؟ قال : فلا يبقى شيء من الخير إلا قالته الملائكة ، فيقول الله تبارك وتعالى : يا ملائكتي ثم ماذا له ؟ فتقول الملائكة : يا ربنا لا علم لنا ، قال : فيقول الله تبارك وتعالى : أشكر له كما شكر لي وأقبل عليه بفضلي وأريه وجهي.
    وكان علي بن الحسين عليهما السلام يقول في سجوده : اللهم إن كنت قد عصيتك


1 ـ هو مرازم بن حكيم الازدي المدائني مولى الازد من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام ، ثقة وله كتاب.


(287)

فإني قد أطعتك في أحب الاشياء إليك وهو الايمان بك منا علي لا منا مني عليك وتركت معصيتك في أبغض الاشياء إليك وهو أن أدعو لك ولدا وأدعو لك شريكا منا منك علي لا منا مني عليك ، وعصيتك في أشياء على غير وجه مكابرة ولا معاندة ولا استكبار عن عبادتك ولا جحودا لربوبيتك ولكن اتبعت هواي واستزلني الشيطان
    بعد الحجة والبرهان ، فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم وإن تغفر لي وترحمني فبجودك يا أرحم الراحمين.
    وفي رواية إبراهيم بن عبد الحميد أن الصادق ( عليه السلام ) قال لرجل : إذا أصابك هم فامسح يدك على موضع سجودك ثم أمر يدك على وجهك من جانب خدك الايسر وعلى جبهتك إلى جانب خدك الايمن ثم قل : بسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، اللهم اذهب عني الهم والحزن ثلاثا.
    وروي أن من قال وهو ساجد : يا رباه يا سيداه حتى ينقطع نفسه أجيب : سل حاجتك.
    وكان بعض الصادقين عليهم السلام يقول في سجوده : سجدت لك يا رب طالبا من ثوابك ، سجدت لك يا رب هاربا من عقابك ، سجدت لك يا رب خائفا من سخطك ، ثم يقول : يا الله يا رباه يا الله يا رباه حتى ينقطع النفس ، ثم يدعو.
    وروي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : مر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) برجل وهو ساجد ويقول : يا رب ماذا عليك أن ترضى كل من كان له عندي تبعة وأن تغفر لي ذنوبي وأن تدخلني الجنة برحمتك ، فإنما عفوك عن الظالمين وأنا من الظالمين فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إرفع رأسك فقد استجيب لك ، إنك دعوت بدعاء نبي كان على عهد عاد.

( في أدعية تتعلق بحالتي النوم والانتباه )
( فيما يفعل عند النوم )

    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن الله تبارك وتعالى يبغض كثرة النوم وكثرة الفراغ.
    وقال ( عليه السلام ) أيضا : كثرة النوم مذهبة للدين والدنيا.


(288)

    وقال ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : النوم من أول النهار خرق (1) ، ونوم القائلة نعمة ، والنوم العصر حمق وبين العشاءين يحرم الرزق.
    قال الصادق ( عليه السلام ) : من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده ، وإن ذكره أنه على غيره وضوء فليتيمم من دثاره (2) كائنا ما كان ، فإن فعل ذلك لم يزل في الصلاة وذكر الله عزوجل.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إذا دخل عليك المصباح فقل : اللهم اجعل لنا نورا نمشي به في الناس ولا تحرمنا نورك يوم نلقاك ، اللهم واجعل لنا نورا إنك نور لا إله إلا أنت ، وإذا انطفأ السراج فقل : اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور.
    عن محمد بن مسلم قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : إذا توسد الرجل يمينه فليقل : بسم الله اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك ، توكلت عليك رهبة منك ورغبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبرسولك الذي أرسلت ، ويسبح تسبيح فاطمة عليها السلام. ومن أصابه فزع عند منامه فليقرأ إذا أوى إلى فراشه : ( المعوذتين ) و آية الكرسي.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إقرأ ( قل هو الله أحد ) و ( قل يا أيها الكافرون ) عند منامك ، فإنها براءة من الشرك ، و قل هو الله أحد نسبة الرب عزوجل.
    وروي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : سمعت نبيكم على أعواد المنبر وهو يقول : من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد. ومن قرأها إذا أخذ مضجعه آمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والابيات حوله.
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من قرأ قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة.
    عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما السلام قال : لا يدع الرجل أن يقول عند


1 ـ الخرق ، بضم وسكون أو بفتحتين : ضعف الرأي وسوء التصرف في الامور والحمق والبلادة.
2 ـ الدثار ، بالكسر : ما يتغطى به النائم. وأيضا : الثوب الذي فوق الشعار.


(289)

منامه : أعيذ نفسي وذريتي وأهل بيتي ومالي بكلمات الله التامات من كل شيطان رجيم ومن كل شيطان هامة ومن كل عين لامة (1) فذلك الذي عوذ به جبرئيل ( عليه السلام ) الحسن والحسين عليهما السلام.
    وقال الصادق ( عليه السلام ) : من قال حين يأخذ مضجعه ـ ثلاث مرات ـ : الحمد لله الذي علا فقهر ، والحمد لله الذي بطن فخبر ، والحمد لله الذي ملك فقدر ، والحمد لله الذي يحيي الموتى ويميت الاحياء وهو على كل شيء قدير خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه.
    عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من قرأ ألهاكم التكاثر عند منامه وقي من فتنة عذاب القبر.

( في الفزع )

    وإن فزعت من الليل فقل ـ عشر مرات ـ : أعوذ بكلمات الله من غضبه ومن عقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ، فإن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يأمر به ، « واقرأ المعوذتين و آية الكرسي و إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ) (2) ( و جعلنا نومكم سباتا ) (3).

( فيمن خاف من اللصوص )

    قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده الايمن وليقل : بسم الله وضعت جنبي لله وعلى ملة إبراهيم ( عليه السلام ) ودين محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وولاية من إفترض الله طاعته ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، أشهد أن الله على كل شيء قدير ، فإن من قال ذلك عند منامه حفظ من اللص والهدم وتستغفر له الملائكة.
    ومن قرأ قل هو الله أحد عند مضجعه وكل الله به خمسين ملكا يحرسونه ليلته.
    روي أن من خاف اللصوص فليقرأ عند منامه : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن إلى آخره السورة ) (4).


1 ـ الهامة ، كدابة : ما له سم يقتل. والعين اللامة : المصيبة بسوء او هي كل ما يخاف من فزع وشر.
2 ـ سورة الانفال : آية 11.
3 ـ سورة النبأ : آية 9.
4 ـ سورة الاسراء : آية 11 و 111. ( مكارم الاخلاق ـ 19 )


(290)
 
( في الاحتلام )

    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا خفت الجنابة فقل في فراشك : اللهم إني أعوذ بك من الاحتلام ومن سوء الاحلام ومن أن يتلاعب بي الشيطان في اليقظة والمنام.

( في خوف الارق (1) )

    فإذا خفت الارق فقل عند منامك : سبحان الله ذي الشأن ، دائم السلطان عظيم البرهان كل يوم هو في شأن ، ثم قل : يا مشبع البطون الجائعة ويا كاسي الجنوب العارية ويا مسكن العروق الضاربة ويا منوم العيون الساهرة سكن عروقي الضاربة وائذن لعيني أن تنام عاجلا.

( دعاء آخر )

    إقرأ آية الكرسي « و إذ يغشيكم النعاس أمنة منه إلى آخر الاية» (2) و جعلنا نومكم سباتا.

( في الهدم )

    فإذا خفت الهدم عند الزلزلة فاقرأ عند منامك : « إن الله يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا ) (3).

( في رقية العقرب ولدغه ) (4)

    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من قال هذه الكلمات فأنا ضامن أن لا يصيبه عقرب ولا هامة حتى يصبح : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ ومن شر ما برأ ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم.


1 ـ الارق ، بالتحريك : السهر وضاب النوم في الليل.
2 ـ سورة الانفال : آية 11.
3 ـ سورة فاطر : آية 39.
4 ـ الرقية ، بالضم : عوذة التي ترقي بها صاحب الافة. واللدغ : اللسع.


(291)

    وكان أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) إذا نظر إلى هذه الكواكب التي يقال لها السها في بنات النعش (1) قال : اللهم رب هوذ بن اسية آمنى شر كل عقرب وحية ، قال : وكان يقول : من تعوذ بها ثلاث مرات حين ينظر إليها بالليل لم يصبه عقرب ولا حية.

( آخر )

    لابي عبد الله ( عليه السلام ) قال له إسحاق بن عمار : إني خفت العقارب ، فقال لي : انظر إلى بنات نعش الكواكب الثلاثة ، الاوسط منها بجنبه كوكب صغير قريب منه تسميه العرب السها ونسميه نحن أسلم تحد النظر إليه كل ليلة وقل ثلاث مرات : اللهم يا رب أسلم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسلمنا من شر كل ذي شر ، قال إسحاق : فما تركته منذ دهري إلا مرة واحدة فضربني العقرب.

( في الانتباه )

    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما من عبد يقرأ آخر الكهف : قل إنما أنا بشر مثلكم.. الخ حين ينام إلا استيقظ في الساعة التي يريد.

( فيمن أراد الانتباه للصلاة )

    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أراد شيئا من قيام الليل وأخذ مضجعه فليقل : اللهم لا تؤمني مكرك ولا تنسني ذكرك ولا تجعلني من الغافلين ، أقوم ساعة كذا وكذا فإنه يوكل الله عزوجل به ملكا ينبهه تلك الساعة.
    وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يستاك إذا أراد أن ينام ويأخذ مضجعه. وكان إذا أوى إلى فراشه اضطجع على شقه الايمن ووضع يده اليمنى تحت خده الايمن.
    وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بصنفة إزاره (2) ، فإنه لا يدري ما حدث عليه ، ثم ليقل : اللهم إن أمسكت نفسي في منامي فاعفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.


1 ـ السها السهى ، بالضم : كوكب خفي قريب من النجم الاوسط من الانجم الثلاثة من بنات نعش الصغرى والناس يمتحنون به أبصارهم.
2 ـ الصنفة ـ بكسر فسكون أو بفتح فكسر ـ من الثوب : حاشيته وجانبه.


(292)
 
( دعاء في وقت الانتباه )

    وكان أبو عبد الله ( عليه السلام ) إذا قام آخر الليل رفع صوته حتى يسمع أهل الدار ، يقول : اللهم أعني على هول المطلع ووسع علي المضطجع وارزقني خير ما قبل الموت وارزقني خير ما بعد الموت.
    عنه ( عليه السلام ) قال : ما استيقظ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من نوم إلا خر لله عزوجل ساجدا.
    وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا نام تنام عيناه ولا ينام قلبه ويقول : إن قلبي ينتظر الوحي. وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا راعه شيء في منامه قال : هو الله لا شريك له. وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كثير الرؤيا ولا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا استيقظ من نومه يقول : سبحان الذي يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير. وإذا قام ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للصلاة قال : الحمد لله نور السموات والارض والحمد لله قيوم السموات والارض والحمد لله رب السموات والارض ومن فيهن ، أنت الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق ، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ، أنت إلهي لا إله إلا أنت ، ثم يستاك قبل الوضوء.
    قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول حين يستيقظ من منامه : الحمد لله الذي بعثني من مرقدي هذا ولو شاء لجعله إلى يوم القيامة ، الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ، الحمد لله الذي جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين الحمد لله الذي لا تجن منه البحور ولا تكن منه الستور ولا يخفى عليه ما في الصدور.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إذا انتبه أحدكم من نومه فليقل : لا إله إلا هو الحي القيوم وهو على كل شيء قدير ، سبحان رب النبيين وإله المرسلين ، سبحان رب السموات السبع وما فيهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين ، فإذا جلس فليقل قبل أن يقوم : حسبي الرب من العباد ، حسبي الذي هو حسبي منذ قط حسبي الله ونعم الوكيل.


(293)
 
( دعاء آخر )

     ( الحمد لله الذي أحياني بعد أن أماتني وإليه النشور ، الحمد لله الذي رد علي روحي لاحمده وأعبده ). وإذا نظرت إلى السماء فقل : ( يا نور النور ، يا مدبر الامور ، يا من يلي التدبير ويمضي المقادير امض مقادير يومي هذا إلى السلامة والعافية ، ثم اقرأ الايات الخمس من آل عمران : إن في خلق السموات والارض ـ إلى قوله ـ إنك لا تخلف الميعاد ) (1).

( في صراخ الديك )

    قال الصادق ( عليه السلام ) : إذا سمعت صراخ الديك فقل : سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبقت رحمتك غضبك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا تغفر الذنوب إلا أنت.
    وقال ( عليه السلام ) : تعلموا من الديك خمس خصال : محافظته على أوقات الصلاة ، والغيرة ، والسخاء ، والشجاعة ، وكثرة الطروقة.
    وقال ( عليه السلام ) تعلموا من الغراب ثلاث خصال : استتارة بالسفاد (2) ، وبكوره في طلب الرزق ، وحذره.

( دعاء في جوف الليل )

    كان علي بن الحسين عليهما السلام يدعو بهذا الدعاء في جوف الليل إذا هدأت العيون : إلهي غارت نجوم سمائك ونامت عيون أنامك وهدأت أصوات عبادك وأنعامك وغلقت الملوك عليها أبوابها وطاف عليها حراسها واحتجبوا عمن يسألهم حاجة أو ينتجع منهم فائدة (3) وأنت إلهي حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم ولا يشغلك شيء عن شيء ، أبواب سمائك لمن دعاك مفتحات وخزائنك غير مغلقات وأبواب رحمتك غير محجوبات وفوائدك لمن سألكها غير محظورات بل هي مبذولات ،


1 ـ سورة آل عمران : الايات 187 إلى 193.
2 ـ سفد الذكر انثاه سفادا ، من بابي ضرب وحسب : نزا عليها وجامعها.
3 ـ انتجع فلانا وتنجع : أتاه طالبا معروفه.


(294)

أنت إلهي الكريم الذي لا ترد سائلا من المؤمنين سألك ولا تحتجب من أحد منهم أرادك ، لا وعزتك وجلالك لا تختزل حوائجهم دونك (1) ولا يقضيها أحد غيرك ، اللهم قد تراني ووقوفي وذل مقامي بين يديك وتعلم سريرتي وتطلع على ما في قلبي وما يصلح به أمر آخرتي ودنياي ، اللهم إن ذكرت الموت وهول المطلع والوقوف بين يديك يغصني مطعمي ومشربي وأغصني بريقي وأقلقني عن وسادي ومنعني رقادي ، كيف ينام من يخاف بيات ملك الموت في طوارق الليل وطوارق النهار ، أم كيف ينام العاقل وملك الموت لا ينام ، لا بالليل ولا بالنهار يطلب قبض روحي بالبيات أو في آناء الساعات ثم يسجد ويلصق خده بالتراب وهو يقول : أسألك الروح والراحة عند الموت والعفو عني حين ألقاك.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) في وصيته : يا علي صل من الليل ولو قدر حلب شاة [ وبالاسحار فادع ، لا ترد لك دعوة ، فإن الله تبارك وتعالى يقول : ( والمستغفرين بالاسحار ) (2).

( في دعاء الوتر )

    روي عن معروف بن خربوذ ، عن أحدهما يعني أبا جعفر أو أبا عبد الله عليهما السلام قال : قل في قنوت الوتر : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان الله رب السموات السبع ورب الارضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم ، اللهم أنت الله نور السموات والارض وأنت الله زين السموات والارض وأنت الله جمال السموات والارض وأنت الله عماد السموات والارض وأنت الله قوام السموات والارض وأنت صريخ المستصرخين وأنت الله غياث المستغيثين وأنت الله المفرج عن المكروبين وأنت الله المروح عن المغمومين وأنت الله مجيب دعوة المضطرين وأنت الله إله العالمين وأنت الله الرحمن الرحيم وأنت الله كاشف السوء وأنت الله الذي بك تنزل كل حاجة ، يا الله ليس يرد غضبك إلا حلمك ولا ينجي من عذابك إلا رحمتك ولا ينجي منك إلا التضرع إليك ، فهب لي من لدنك يا إلهي رحمة تغنيني


1 ـ أي لا تقتطع. والاختزال : الاقتطاع ، يقال : اختزل الشيء : قطعه وحذفه.
2 ـ سورة آل عمران : آية 15.


(295)

بها عن رحمة من سواك بالقدرة التي بها أحييت جميع ما في البلاد وبها تنشر ميت العباد ولا تهلكني غما حتى تغفر لي وترحمنى وتعرفنى الاجابة في دعائى وارزقنى العافية إلى منتهى أجلي وأقلنى عثرتي ولا تشمت بي عدوي ولا تمكنه من رقبتي ، اللهم إن رفعتني فمن ذا الذي يضعنى وإن وضعتنى فمن ذا الذي يرفعنى وإن أهلكتنى فمن ذا الذي يحول بينك وبينى أو يتعرض لك في شيء من أمري وقد علمت أن ليس في حكمك ظلم ولا في نقمتك عجلة ، إنما يعجل من يخاف الفوت وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف وقد تعاليت عن ذلك يا إلهي فلا تجعلنى للبلاء غرضا ولا لنقمتك نصبا ، ومهلنى ونفسنى وأقلنى عثرتي ولا تتبعنى ببلاء على أثر بلاء فقد ترى ضعفى وقلة حيلتي ، أستعيذ بك الليلة فأعذني وأستجير بك من النار فأجرني وأسألك الجنة فلا تحرمنى ، ثم ادع الله بما أحببت واستغفر الله سبعين مرة [ وأكثر من الاستغفار ما استطعت ] وليكن فيما تقول هذا الاستغفار : اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك عندي ، فأيما عبد من عبيدك كانت له قبلي مظلمة ظلمتها إياه في بدنه أو عرضه أو ماله لا أستطيع أداء ذلك إليه ولا تحللتها منه فارضه عني بما شئت وكيف شئت وأنى شئت وهبها لي ، وما تصنع بعذابي يا رب وقد وسعت رحمتك كل شيء وما عليك يا رب أن تكرمني برحمتك ولا تهينني بعذابك وما ينقصك يا رب أن تفعل بي ما سألتك وأنت واجد لكل خير ، اللهم إن استغفاري إياك مع إصراري للؤم وإن تركي الاستغفار لك مع سعة رحمتك لعجز ، اللهم كم تتحبب إلي وأنت غني عني وكم أتبغض إليك وأنا إليك فقير ، فسبحان من إذا وعد وفى وإذا توعد عفا.

( دعاء الحزين )

    كان يدعو به علي بن الحسين عليهما السلام بعد صلاة الليل : أناجيك يا موجود في كل مكان لعلك تسمع ندائي فقد عظم جرمي وقل حيائي ، مولاي يا مولاي أي الاهوال أتذكر وأيها أنسى ولو لم يكن إلا الموت لكفى ، كيف وما بعد الموت أعظم وأدهى ، مولاي يا مولاي حتى متى وإلى متى أقول لك العتبي مرة بعد اخرى ثم لا تجد عندي صدقا ولا وفاء ، فيا غوثاه ثم واغوثاه بك يا الله من هوى قد غلبني ومن عدو قد استكلب علي ومن دنيا قد تزينت لي ومن نفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ، مولاي يا مولاي إن كنت رحمت مثلي فارحمني وإن كنت قبلت مثلي فاقبلني ،


(296)

يا قابل التوبة اقبلني ، يا من لم أزل أتعرف منه الحسنى ، يا من يغذيني بالنعم صباحا ومساء ارحمني يوم آتيك فردا شاخصا إليك بصري مقلدا عملي وقد تبرأ جميع الخلق مني نعم وأبي وأمي ومن كان له كدي وسعيي ، فإن لم ترحمني فمن يرحمني ومن يؤنس في القبر وحشتي ومن ينطق لساني إذا خلوت بعملي وسألتني عما أنت أعلم به مني ، فإن قلت : نعم ، فأين المهرب من عدلك ؟ وإن قلت : لم أفعل ، قلت : ألم أكن الشاهد عليك ، فعفوك عفوك [ يا مولاي ] قبل [ أن تلبس الابدان ] سرابيل القطران ، عفوك عفوك يا مولاي قبل أن تغل الايدي إلى الاعناق ، يا أرحم الراحمين وخير الغافرين.

( دعاء الاضطجاع )

    فإذا سلمت من ركعتي الفجر فاضطجع على يمينك مستقبل القبلة وضع خدك الايمن على يدك اليمنى وقل : استمسكت بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها واعتصمت بحبل الله المتين وأعوذ بالله من شر فسقة العرب والعجم وأعوذ بالله من شر فسقة الجن والانس ، ربي الله ربي الله ربي الله ، آمنت بالله ، توكلت على الله ، ألجأت ظهري إلى الله ، فوضت أمري إلى الله ، أطلب حاجتي من الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ، حسبي الله ونعم الوكيل ، اللهم من أصبح وله حاجة إلى مخلوق فإن حاجتي ورغبتي إليك وحدك لا شريك لك ، الحمد لرب الصباح ، الحمد لفالق الاصباح ، الحمد لناشر الارواح ، الحمد لقاسم المعاش ، الحمد لجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم ، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وعلى لساني نورا وبين يدي نورا ومن خلفي نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا واعظم لي النور واجعل لي نورا أمشي به في الناس ولا تحرمني نورك يوم ألقاك ، واقرأ آية الكرسي و المعوذتين والخمس الايات من آل عمران ( إن في خلق السموات والارض إلى قوله لا تخلف الميعاد) (1) ، ثم استو جالسا وسبح تسبيح [ فاطمة ] الزهراء عليها السلام ، وصل على محمد وآل محمد مائة مرة ،


1 ـ سورة آل عمران : الايات 187 إلى 193.


(297)

فإنه روي أن من صلى على محمد وآله مائة مرة بين ركعتي الفجر وركعتي الغداة وقى الله وجهه حر النار. ومن قال مائة مرة : سبحان ربي العظيم وبحمده ، أستغفر الله ربي وأتوب إليه بنى الله له بيتا في الجنة. ومن قرأ إحدى وعشرين مرة : قل هو الله أحد بنى الله له بيتا في الجنة. ومن قرأها أربعين مرة غفر الله له. وقل : ( اللهم افتح لي باب الامر الذي في اليسر والعافية ، اللهم هيئ لي سبيله وبصرني مخرجه ، اللهم وإن قضيت لاحد من خلقك مقدرة علي بسوء فخذه عني من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن تحت قدميه ومن فوق رأسه واكفنيه بما شئت ) وقل سبع مرات : ( بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ).
    ثم اسجد بعد الاضطجاع أو قبله بعد ركعتي الفجر وقل في سجودك : يا خير المسؤولين ويا أجود المعطين صل على محمد وآل محمد واغفر لي وارحمني وارزقني وارزق عيالي من فضلك إنك ذو فضل عظيم.
    ويستحب أن يدعو لاخوانه المؤمنين في سجوده ويقول : اللهم رب الفجر والليالي العشر والشفع والوتر والليل إذا يسر ورب كل شيء وإله كل شيء ومليك كل شيء وخالق كل شيء صل على محمد وآله وافعل بي وبفلان وفلان ما أنت أهله ولا تفعل بنا ما نحن أهله فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة. ثم توجه إلى المسجد فإن صلاة الفريضة في المسجد أفضل وصلاة النوافل في البيت أفضل.

( في دخول المسجد والقول عنده )

    روي عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من مشي إلى المسجد لم يضع رجليه على رطب ولا يابس إلا سبحت له إلى الارضين السابعة.
    وفي التوراة مكتوب : بشر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة.
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قال الله تبارك وتعالى : ألا إن بيوتي في الارض المساجد تضئ لاهل السماء كما تضئ النجوم لاهل الارض ، ألا طوبي لمن كانت المساجد بيوته ، ألا طوبى لعبد توضأ في بيته ثم زارني في بيتي ، ألا إن على المزور كرامة الزائر ، ألا بشر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة فإذا دخلت المسجد


(298)

فقدم رجلك اليمنى وقل : بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وخير الاسماء كلها لله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم صل على محمد وآل محمد وافتح لي أبواب رحمتك وتوبتك وأغلق عني أبواب معصيتك واجعلني من زوارك وعمار مساجدك وممن يناجيك بالليل والنهار ومن الذين هم في صلاتهم خاشعون وادحر عني الشيطان الرجيم وجنود إبليس أجمعين ، ثم اقرأ آية الكرسي و المعوذتين وسبح الله سبعا واحمد الله سبعا وكبر الله سبعا وهلل الله سبعا ، ثم قل : اللهم لك الحمد على ما هديتنى ولك الحمد على ما فضلتنى ولك الحمد على ما شرفتنى ولك الحمد على كل بلاء حسن أبليتنى ، اللهم تقبل صلاتي ودعائي وطهر قلبي واشرح صدري وتب علي إنك أنت التواب الرحيم. ولا تجلس في المسجد حتى تصلي ركعتين تحية المسجد وإن لم تكن صليت ركعتي الفجر أجزاك أداؤهما عن التحية.

( في القول عند التوجه إلى القبلة )

    اللهم إليك توجهت ورضاك طلبت وثوابك ابتغيت وبك آمنت وعليك توكلت اللهم صل على محمد وآل محمد وافتح مسامع قلبي لذكرك وشكرك وثبتني على دينك ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

( في القول عند سماع الاذان )

    إذا قال المؤذن : الله أكبر فقل مثل ذلك ، وإذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقل : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، أكفي بها عن كل من أبى وجحد وأعين بها من أقر وشهد وقد روي أن المؤذن إذا قال : أشهد أن محمدا رسول الله فقل : صلى الله عليه وآله الطاهرين ، اللهم اجعل عملي برا ومودة آل محمد في قلبي مستقرا وأدر على الرزق دارا وإذا قال : حي على الصلاة وحي على الفلاح فقل : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    وروي أن من سمع الاذان فقال كما يقول المؤذن زيد في رزقه.

( في القول عند طلوع الفجر )

    إذا طلع الفجر ونظرت إليه فقل وأنت رافع رأسك إلى السماء : اللهم أنت


(299)

ربنا وولينا وصاحبنا فصل على محمد وآل محمد وتفضل علينا بما أنت أهله وأنقذنا مما نحن أهله ، اللهم بنعمتك تتم الصالحات فصل على محمد وآل محمد وأتمها علينا ، ثم قل ثلاث مرات : عائذا بالله من النار ، ثم قل : يا فالقه من حيث لا أرى ومخرجه من حيث أرى صل على محمد وآل محمد واجعل أول يومنا هذا صلاحا وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا ، ثم قل : سبحان الله فالق الاصباح ، سبحان الله رب المساء والصباح ، اللهم صبح آل محمد ببركة وعافية وسرور وقرة عين ورزق واسع ، اللهم صبحني وأهلي ببركة وعافية وسرور وقرة عين ورزق واسع ، اللهم إنك تنزل في الليل والنهار ما تشاء فأنزل علي وعلى أهل بيتي من بركة السموات والارض رزقا واسعا تغنيني به عن جميع خلقك.

( في القول عند الاذان )

    اللهم إني أسألك بإقبال نهارك وإدبار ليلك وحضور صلاتك وأصوات دعائك وتسبيح ملائكتك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تتوب علي إنك أنت التواب الرحيم.

( فيما بين الاذان والاقامة )

    فإذا فرغت من الاذان فاسجد وقل : لا إله إلا أنت ربي سجدت لك خاشعا خاضعا ذليلا ، فصل على محمد وآل محمد واغفر لي وارحمني وتب علي إنك أنت التواب الرحيم.

( دعاء آخر )

    اللهم اجعل قلبي بارا ورزقي دارا وعملي سارا وعيشي قارا واجعل لي عند قبر نبيك صلواتك عليه وآله مستقرا وقرارا.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ساعتان يفتح فيهما أبواب السماء وقلما ترد فيهما دعوة : عند الاذان بالصلاة والصف في سبيل الله.

( في القول بعد السجدة )

    فإذا رفعت رأسك من السجود فقل : سبحان من لا تبيد معالمه ، سبحان من لا ينسى من ذكره ، سبحان من لا يخيب سائله ، سبحان من ليس له حاجب يغشى ولا


(300)

أبواب يرشى ولا ترجمان يناجى ، سبحان من اختار لنفسه أحسن الاسماء ، سبحان من فلق البحر لموسى ( عليه السلام ) ، سبحان من لا يزداد على كثرة العطاء إلا كرما وجودا ، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره.

( في فضل الصلاة )

    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما من صلاة يحضر وقتها إلا نادى ملك بين يدي الناس : أيها الناس قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فاطفؤوها بصلاتكم.
    عن ابن أبي يعفور قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إذا صليت صلاة فصلها لوقتها صلاة مودع يخاف أن لا يعود إليها أبدا ثم اضرب ببصرك إلى موضع سجودك فلو تعلم من عن يمينك وشمالك لاحسنت صلاتك ، واعلم أنك قدام من يراك ولا تراه.
    عنه ( عليه السلام ) قال : للمصلي ثلاث خصال : إذا قام في صلاته يتناثر البر عليه من أعنان السماء إلى مفرق رأسه (1) وتحف به الملائكة من تحت قدميه إلى أعنان السماء وملك ينادي : أيها المصلي لو تعلم من تناجي ما انفتلت (2).
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من صلى ركعتين يعلم ما يقول فيهما انصرف وليس بينه وبين الله عزوجل ذنب إلا غفر له.
    عن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ركعتان خفيفتان في تدبر خير من قيامه ليلة.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إذا استفتح العبد صلاته أقبل الله عليه بوجهه الكريم ووكل به ملكا يلتقط القرآن من فيه التقاطا ، فإن أعرض عن صلاته أعرض عنه ووكله إلى الملك (3) وإن أقبل على صلاته بكله أقبل الله عليه بوجهه الكريم حتى ترفع صلاته كاملة وإن سها فيها أو غفل أو شغل بشيء غيرها رفع من صلاته بقدر ما أقبل عليه منها ولا يعطى القلب الغافل شيئا.


1 ـ أعنان السماء : نواحيها وما أعترض من أقطارها.
2 ـ فتله : لواه وفتل وجهه عنه : صرفه ، فانفتل.
3 ـ وكل إليه ـ بالتخفيف ـ سلمه وتركه إليه. ووكله ـ بالتشديد ـ : جعله وكيلا.


(301)

عنه ( عليه السلام ) قال : فضل الوقت الاول على الاخير خير للمؤمن من ولده وماله.
    وعنه ( عليه السلام ) أيضا قال : فضل الوقت الاول على الاخير كفضل الاخرة على الدنيا.

( في الذكر بعد الفجر )

    عن الحسن بن علي عليهما السلام قال : سمعت أبي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أيما امرئ مسلم جلس في مصلاه الذي صلى فيه الفجر يذكر الله حتى تطلع الشمس كان له من الامر كحاج بيت الله وغفر له ما سلف من ذنوبه وإن جلس فيه حتى تكون ساعة تحل فيها الصلاة فصلى ركعتين أو أربعا غفر له ما سلف من ذنبه وكان له من الامر كحاج بيت الله.
    عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قال الله جل جلاله : يا ابن آدم أذكرني بعد الغداة ساعة وبعد العصر ساعة أكفك ما أهمك.

( فيما يختص بعقيب صلاة الفجر )

    إذا سلمت من فريضة الصبح كبر ثلاث مرات وقل : لا إله إلا الله إلها واحدا ونحن له مسلمون ، لا إله إلا الله إلها واحدا ونحن له مخلصون ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الاولين ، لا إله إلا الله وحده وحده أنجز وعده ونصر عبده وأعز جنده وغلب الاحزاب وحده فله الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ، ثم قل ثلاث مرات : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذا الجلال والاكرام وأتوب إليه ، ثم قل : اللهم اهدني من عندك وافض علي من فضلك وانشر علي من رحمتك وأنزل علي من بركاتك ، سبحانك لا إله إلا أنت اغفر لي ذنوبي كلها جميعا فإنه لا يغفر الذنوب كلها جميعا إلا أنت ، ثم سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام وهو أربع وثلاثون تكبيرة وثلاث وثلاثون تحميدة وثلاث وثلاثون تسبيحة ، تبدأ بالتكبير ، ثم بالتحميد ثم بالتسبيح ، فروي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : تسبيح فاطمة عليها السلام في كل يوم عقيب كل صلاة أحب إلي من صلاة ألف ركعة في كل يوم.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : من سبح الله في دبر الفريضة تسبيح فاطمة عليها السلام المائة


(302)

وأتبعها بلا إله إلا الله غفر له. فالاولى أن تعد لتعدادها مسبحة من تربة الحسين ( عليه السلام ) فقد روي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : من أدارها مرة واحدة بالاستغفار أو غير كتب له سبعين مرة وإن السجود عليها يخرق الحجب السبع.

( دعاء آخر )

    وهو الدعاء الذي رواه معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) وهو : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين الاخيار الاتقياء الابرار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وأفوض أمري إلى الله وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت [ وإليه أنيب ] ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ، ما شاء الله كان حسبنا الله ونعم الوكيل وأعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ومن همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا كما هو أهله ومستحقه وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله على إدبار الليل وإقبال النهار ، الحمد لله الذي أذهب الليل مظلما بقدرته وجاء بالنهار مبصرا برحمته خلقا جديدا ونحن في عافيته وسلامته وستره وكفايته وجميل صنعه ، مرحبا بخلق الله الجديد واليوم العتيد (1) والملك الشهيد ، مرحبا بكما من ملكين كريمين وحيا كما الله من كاتبين حافظين اشهدكما فاشهدا لي واكتبا شهادتي معكما حتى ألقى بها ربي ، إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، وأن الدين كما شرع والاسلام كما وصف والقول كما حدث وأن الله هو الحق [ المبين ] والرسول حق والقرآن حق والموت حق ومسألة منكر ونكير في القبر حق والبعث حق والصراط حق والميزان حق والجنة حق والنار حق والساعة آتية لا ريب فيها وأن الله باعث من في القبور فصل على محمد وآل محمد واكتب اللهم شهادتي عندك مع شهادة أولي العلم بك يا رب ومن أبى أن يشهد لك بهذه الشهادة وزعم أن لك ندا أو لك ولدا أو لك صاحبة أو لك شريكا أو معك خالقا أو رازقا فأنا برئ منهم ، لا إله إلا أنت تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، فاكتب اللهم


1 ـ العتيد : الحاضر المهيأ.


(303)

شهادتي مكان شهادتهم وأحيني على ذلك وأمتني عليه وابعثني عليه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ، اللهم صل على محمد وآل محمد وصبحني منك صباحا صالحا مباركا ميمونا لا خازيا ولا فاضحا ، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل أول يومي هذا صلاحا وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا وأعوذ بك من يوم أوله فزع وأوسطه جزع وآخره وجع ، اللهم صل على محمد وآله وارزقني خير يومي هذا وخير ما فيه وخير ما قبله وخير ما بعده وأعوذ بك من شره وشر ما فيه وشر ما قبله وشر ما بعده ، اللهم صل على محمد وآل محمد وافتح لي باب كل خير فتحته على أحد من أهل الخير ولا تغلقه عني أبدا واغلق عني باب كل شر فتحته على أحد من أهل الشر ولا تفتحه علي أبدا ، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني مع محمد وآل محمد في كل موطن ومشهد ومقام ومحل ومرتحل وفي كل شدة ورخاء وفي كل عافية وبلاء ، اللهم صلى على محمد وآل محمد واغفر لي مغفرة عزما جزما ولا تغادر لي ذنبا ولا خطيئة ولا إثما ، اللهم إن أستغفرك من كل ذنب تبت إليك منه ثم عدت فيه وأستغفرك لما أعطيتك من نفسي ولم أف لك به وأستغفرك لما أردت به وجهك فخالطه ما ليس لك فصل على محمد وآل محمد واغفر لي يا رب ولوالدي وما ولدا وما ولدت وما توالدوا من المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم ، الحمد لله الذي قضى عني صلاة كانت على المؤمنين كتاب موقوتا ولم يجعلني من الغافلين ، ثم قل ثلاث مرات أو أربعا عقيب الفجر قبل أن تتكلم : الحمد لله ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش ، وسبحان الله ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش ، والله أكبر ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش ، ولا إله إلا الله ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش ، ثم قل : اللهم إن أسألك مسألة العبد الذليل أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تغفر لنا ذنوبنا وتقضي لنا حوائجنا في الدنيا والاخرة في يسر منك وعافية.

( أذكار مروية في تعقيب الفجر )

    إذا فرغت من تعقيب الفجر فاقرأ قل هو الله أحد مائة مرة وقل : أستغفر الله ربي وأتوب إليه مائة مرة وقل : لا إله إلا الله الملك الحق المبين مائة مرة وقل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر مائة مرة ، و ما شاء الله كان


(304)

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مائة مرة ، و بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مائة مرة ، و أسأل الله العافية مائة مرة ، و أستجير بالله من النار مائة مرة ، و أسأل الله الجنة مائة مرة ، و ( أسأل الله الحور العين ) مائة مرة ، وقل : اللهم قد رضيت بقضائك وسلمت لامرك ، اللهم اقض لي بالحسنى واكفني ما أهمني مائة مرة ، و اللهم أوسع علي في رزقي وامدد لي في عمري واغفر لي ذنبي واجعلني ممن تنتصر به لدينك مائة مرة ، وإن لم تتيسر لك المئات فعشرا عشرا ، وقل خمس عشر مرة : لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا ، لا إله إلا الله عبودية ورقا ، وقل ما أمكنك : سبحان الله العظيم وبحمده ، أستغفر الله وأسأله من فضله فإنه يجلب الرزق.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للمهاجرات : عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ولا تغفلن فتنسين الرحمة واعقدن بالانامل فإنه مسئولات مستنطقات.
    وعن الصادق ( عليه السلام ) قال : من صلى الفجر ومكث حتى تطلع الشمس كان أنجح في طلب الرزق من الضرب في الارض شهرا.

( في الخروج من المسجد )

    وإذا أردت الخروج من المسجد فقل : اللهم دعوتني فأجبت دعوتك وصليت مكتوبتك وانتشرت في أرضك كما أمرتني ، فأسألك من فضلك العمل بطاعتك واجتناب معصيتك والكفاف من الرزق برحمتك.

( في الرجوع من المصلى )

    وإذا أردت النهوض من هذه الصلاة ومن كل صلاة فقل : « سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) (1). فقد روي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : من أراد أن يكتال بالمكيال الاوفى فليكن هذا آخر قوله فإن له من كل مسلم حسنة. وقدم رجلك اليسرى في الخروج من المسجد وقل : اللهم صل على محمد وآل محمد وافتح لنا باب فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين. واجتهد أن لا تتكلم قبل طلوع الشمس وأن تكون مشتغلا بالدعاء وبقراءة القرآن ، فقد روي


1 ـ سورة الصافات الايات : 170 و 181. 182.


(305)

عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : من جلس في صلاة من صلاة الفجر إلي طلوع الشمس ستره الله من النار.
    وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه كان يقول : والله إن ذكر الله بعد صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب في الارض (1).
    وروي جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن إبليس إنما يبث جنود الليل من حين تغيب الشمس إلى وقت الشفق ويبث جنود النهار من حين يطلع الفجر إلى مطلع الشمس ، وذكر أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يقول : أكثروا ذكر الله في هاتين الساعتين فإنهما ساعتا غفلة.
    وقال الصادق ( عليه السلام ) : نوم الغداة مشؤمة تطرد الرزق وتصفر اللون وتقبحه وتغيره وهو نوم كل مشؤم ، إن الله تعالى يقسم الارزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فإياكم وتلك النومة.
    وقال الباقر ( عليه السلام ) : النوم أول النهار خرق والقائلة نعمة والنوم بعد العصر حمق والنوم بين العشائين يحرم الرزق.
    وقال الرضا ( عليه السلام ) في قول الله عزوجل ( فالمقسمات أمرا) (2) قال : الملائكة تقسم أرزاق بني آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فمن نام فيما بينهما نام عن رزقه.
    وروي معمر بن خلاد قال : كان أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) وهو بخراسان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه إلى أن تطلع الشمس ، ثم يؤتى بخريطة فيها مساويك فيستاك بها واحدا بعد واحد ، ثم يؤتى بكندر فيمضغه ، ثم يدع ذلك ويؤتى بالمصحف فيقرأ فيه.


1 ـ أي من الستر فيها لطلب الرزق ، يقال ضرب في الارض ضربا وضربانا : خرج تاجرا أو غازيا.
2 ـ سورة الذاريات : آية 4. ( مكارم الاخلاق ـ 20 )


(306)

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net