متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
سبب تأليف الكتاب
الكتاب : مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

سبب تأليف الكتاب :
    لم يكن تأليف « مسكن الفؤاد » وليد حالة علمية بحتة يقررها واقع الدرس والتدريس ، أو تمليها حاجة المناضرات الحوزوية ، بقدر ما كان إفرازاً لحالة وجدانية وعاطفية عاشها الشهيد الثاني بكل جوارحه وأحاسيسه ، وتفاعل معها تفاعلا إيجابيا طيلة حياته الشريفة ، فقد ذكرت أغلب المصادر التي ترجمت للشهيد الثاني أنّه ابتلي بموت أولاده في مقتبل اعمارهم ، حتى أصبح لا يثق ببقاء أحد منهم ، ولم يسلم منهم إلا ولده الشيخ حسن ، الذي كان يشك الشهيد في بقاءه ، وقد استشهد وعمر ولده أربع أو سبع سنين.
    لقد واجه الشهيد الثاني ـ قدس سره ـ حالة الحرمان العائلي بأسمي آيات الصبر


1 ـ رواه المتقي الهندي في منتخب كنز العمال 1 : 212 ، وأخرجه المجلسي في البحار 82 : 142.
2 ـ روضات الجنات 3 : 379.
3 ـ أعيان الشيعة 7 : 144.
4 ـ الكنى والالقاب 2 : 349.


(7)

والجلد ، فألف كتابه « مسكن الفؤاد » ، وقلبه يقطر ألماً وحسرة وهو يرى أولاده أزهاراً يانعة تقتطف أمام عينيه.
    يقول رضوان الله عليه في مقدمة كتابه المذكور : « فلما كان الموت هو الحادث العظيم ، والأمر الذي هو على تفريق الأحبة مقيم ، وكان فراق المحبوب يعد من أعظم المصائب ، حتى يكاد يزيغ له قلب ذي العقل ، والموسوم بالحدس الصائب ، خصوصاً ومن أعظم الأحباب الولد ، الذي هو مهجة الألباب ، ولهذا رتب على فراقه جزيل الثواب ، ووعد أبواه شفاعته فيهما يوم المآب.
    فلذلك جمعت في هذه الرسالة جملة من الآثار النبوية ، وأحوال أهل الكمالات العلية ، ونبذة من التنبيهات الجلية ، ما ينجلي به ـ إن شاء الله تعالى الصدأ عن قلوب المحزونين ، وتنكشف به الغمة عن المكروبين ، بل تبتهج به نفوس العارفين ، ويستيقظ من اعتبره من سنة الغافلين ، وسميتها « مسكن الفؤاد عند فقد الإحبة والأولاد » ورتبتها على مقدمة ، وأبواب ، وخاتمة » (1).
    ويمتاز كتاب « مسكن الفؤاد » ـ على صغر حجمه ـ بخصوصية موضوعه ، مما جعله مرجعاً يعتمد عليه في بابه ، فقد ركن إليه جمع من أصحاب الموسوعات الروائية كالعلامة المجلسي في بحار الانوار ، والشيخ الحر في الجواهر السنية والشيخ النوري في مستدرك الوسائل ، وغيرهم.
    يقول العلامة المجلسي في بحار الانوار ، في بيان الاصول والكتب المأخوذة منها : « ... وكتاب مسكن الفؤاد ... للشهيد الثاني رفع الله درجته » (2).
    وقال الشيخ الحر في مقدمة كتابه الجواهر السنية : « ونقلت الأحاديث المودعة فيه من كتب صحيحة معتبرة ، واصول معتمدة محررة » (3) وكتابنا أحد هذه الكتب الصحيحة المعتبرة ...
    وقال السيد الخونساري في معرض حديثه عن كتاب مسكن الفؤاد : « وإن لكتابه هذا فوائد جمة ، وأحاديث نادرة ، ولطائف عرفانية قل ما يوجد نظيرها في


1 ـ مسكن الفؤاد : 17.
2 ـ بحار الانوار 1 : 19.
3 ـ الجواهر السنية 6.


(8)

كتاب » (1).
    وقال السيد محسن الامين في ترجمة الشهيد الثاني : « وتفرد بالتأليف في مواضيع لم يطرقها غيره ، أو طرقها ولم يستوف الكلام فيها ، مثل : ... والصبر على فقد الأحبة والاولاد » (2).
    وقال في تعداد مصنفاته : « مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والاولاد لم يسبق إلى مثله » (3).
    وذكره الشيخ الطهراني في الذريعة قائلاً : « مسكن الفؤاد عند فقد الاحبة والاولاد ، للشيخ السعيد زين الدين بن أحمد العاملي الشهيد مرتبا على مقدمة وابواب وخاتمة ، أول الأبواب في الأعواض عن فوت الولد ، وثانيها في الصبر ، وثالثها في الرضا ، ورابعها في البكاء » (4).
    وقال إسماعيل باشا في إيضاح المكنون : « مسكن الفؤاد عند فقد الاحبة والاولاد ، لزين الدين بن علي بن أحمد العاملي الشيعي » (5).
    وقال ابن العودي في بغية المريد في الكشف عن أحوال الشيخ زين الدين الشهيد ، في ذكر مصنفاته : « ... ومنها كتاب مسكن الفؤاد عند فقد الاحبة والاولاد » (6).
    وفي أمل الآمل : له مؤلفات منها : « ... وكتاب مسكن الفؤاد عند فقد الاحبة والاولاد » (7).
    وقال الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين : « وله ـ قدس سره ـ من الكتب والمصنفات.. وكتاب مسكن الفؤاد عند فقد الاحبة والاولاد » (8).


1 ـ روضات الجنات 3 : 379.
2 ـ أعيان الشيعة 7 : 145.
3 ـ أعيان الشيعة 7 : 156.
4 ـ الذريعة 21 : 20 / 3747.
5 ـ إيضاح المكنون 4 : 479.
6 ـ بغية المريد : الواردة ضمن كتاب الدر المنثور 2 : 187.
7 ـ أمل الآمل 1 : 87.
8 ـ لؤلؤة البحرين : 35.


(9)

    ومن دلائل اهتمام المصنف قدس سره بكتابه هذا ، أنه اختصره بكتاب آخر وسماه « مبرّد الاكباد مختصر مسكَن الفؤاد » ، ذكره الشيخ علي حفيد الشهيد الثاني (1) ، والشيخ الحرّ العاملي (2) ، والشيخ يوسف البحراني (3) والسيد الخونساري ، (4) والسيد محسن الأمين (5) ، والشيخ آقابزرگ الطهراني (6).
    وترجمه إسماعيل خان إلى اللغة الفارسية وسماه « تسلية العباد » ، قال الشيخ الطهراني في الذريعة : « تسلية العباد في ترجمة مسكن الفؤاد ، تأليف الشيخ الشهيد ترجمه إلى الفارسية إسماعيل خان دبير السلطنة الملقب بمجد الادباء المعاصر المجاور للمشهد الرضوي ، المتوفى بعد طبع الترجمة سنة 1321 » (7).


1 ـ الدر المنثور 2 : 189.
2 ـ أمل الآمل 1 : 87.
3 ـ لؤلؤة البحرين : 35.
4 ـ روضات الجنات 3 : 379.
5 ـ أعيان الشيعة 7 : 145.
6 ـ الذريعة 20 : 209 / 2613.
7 ـ الذريعة 4 : 179 / 2613.



 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net