متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
فصل: ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات
الكتاب : مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق
فصل
{ ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات }

    وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي ، فإنّها من أعظم المصائب » (1).
    وعنه صلّى الله عليه وآله : « من عظمت مصيبته فليذكر مصيبته بي ، فإنّها ستهون عليه ».
    وعنه صلّى الله عليه وآله ، إنّه قال في مرض موته : « أيّها الناس ، أيّما عبد من امّتي اُصيب بمصيبة من بعدي فليتعزّ بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري ، فإنّ أحداً من اُمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصييبتي » (2).
    وعن عبدالله بن الوليد بإسناده ، لمّا اُصيب عليّ عليه السلام بعثني الحسن إلى الحسين عليهما السلام ، وهو بالمدائن ، فلمّا قرأ الكتاب قال : « يا لها من مصيبة ، ما أعظمها! مع أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : من أصيب منكم بمصيبة فليذكر مصابي ، فإنّه لن يصاب بمصيبة أعظم منها » (3).
    وروى إسحاق بن عمار ، عن الصادق عليه السلام ، أنّه قال : « يا إسحاق ، لا تعدن مصيبة أعطيت عليها الصبر ، واستوجبت عليها من الله عزّ وجلّ الثواب ، إنّما المصيبة التي يحرم صاحبها أجرها وثوابها ، إذا لم يصبر عند نزولها » (4).
    وعن أبي ميسرة (5) قال : كنّا عند أبي عبدالله عليه السلام : فجاء رجل وشكا إليه مصيبته ، فقال له : « أما إنّك إن تصبر تؤجر ، وإلاّ تصبر يمضي عليك قدالله عزّوجلّ الذي قدر عليك (وأنت مذموم) (6) » (7).


1 ـ الكافي 3 : 220/ 1 باختلاف في ألفاظه عن أبي عبدالله عليه السلام ، الجامع الكبير 1 : 41 ، الجامع الصغير 1 : 72.
2 ـ الجامع الكبير 1 : 372 باختلاف في ألفاظه ، والبحار 82 : 143.
3 ـ الكافي 3 : 220/ 3 باختلاف يسير ، والبحار 82 : 143.
4 ـ الكافي 3 : 224/ 7 ، والبحار 82 : 144.
5 ـ في الكافي الفضيل بن ميسر.
6 ـ ليس في « ش ».
7 ـ الكافي 3 : 225/ 10 باختلاف يسير ، والبحار 82 : 142.


(111)

    وعن جابر رضي الله عنه قال : رسول الله صلّى الله عليه وآله : « قال لي جبرئيل عليه السلام ، يا محمد ، عش ماشئت فإنّك ميت ، وأجبب من شئت فإنّك مفارقه ، واعمل ماشئت فإنّك ملاقيه » (1).
    وروي : أنه كان في بني إسرائيل رجل فقيه عابد عالم مجتهد ، وكانت له امرأة ، وكان بها معجباً ، فماتت فوجدعليها وجداً شديداً ، حتى خلا في بيت وأغلق على نفسه واحتجب عن الناس فلم يكن يدخل عليه أحد.
    ثم إنّ امرأة من بني إسرائيل سمعت به ، فجاءته فقالت : لي إليه حاجة استفتيه فيها ، ليس يجزيني إلاّ أن أشافهه بها ، فذهب الناس ، ولزمت الباب ، فأخبر ، فأذن لها ، فقال ـ ت : أستفتيك في أمر ، فقال : ماهو؟ قال ـ ت : إنّي استعرت من جارة لي حلياً ، فكنت ألبسه زماناً ، ثمّ إنهم أرسلوا إليّ فيه ، أفأرده إليهم؟ قال : نعم ، قالت : والله إنّه قد مكث عندي زماناً طويلأ (2) ، قال : ذاك أحقّ لردّك إياه ، فقالت له : رحمك الله ، أفتأسف على ماأعارك الله عزّوجلّ ، ثمّ أخذه منك ، وهو أحقّ به منك؟ فأبصر ما كان فيه ، ونفعه الله بقولها (3).
    وعن أبي الدرداء قال : كان لسليمان بن داود عليهما السلام ابن يحبه حباً شديداً ، فمات فحزن عليه حزناً شديداً ، فبعث الله ـ تعالى ـ إليه ملكين في هيئة البشر ، فقال : « ما أنتما؟ قالا : خصمان ، قال : اجلسا بمنزلة الخصوم ، فقال : أحدهما : إني زرعت زرعاً فأتى هذا فأفسده ، فقال سليمان عليه السلام : ما يقول هذا؟ قال : أصلحك الله إنه زرع في الطريق ، وإنّي مررت به فنظرت يميناً وشمالاً فإذا الزرع ، فركبت قارعة الطريق ، فكان في ذلك فساد زرعه ، فقال سليمان عليه السلام ، ماحملك على أن تزرع في الطريق ، أما علمت أنّ الطريق سبيل الناس ، ولابدّ للناس من أن يسلكوا سبيلهم؟ فقال له أحد الملكين : أو ماعلمت ـ يا سليمان ـ أنّ الموت سبيل الناس ، ولا بدّ للناس من أن يسلكوا سبيلهم؟ » قال : فكأنّما كشف عن سليمان عليه السلام الغطاء ، ولم يجزع على ولده بعد ذلك.
    رواه ابن أبي الدنيا (4).


1 ـ الفقيه 1 : 298/ 1363 مرسلأ ، الجامع الصغير 2 : 248/ 6077 ، والبحار 82 : 144.
2 ـ ليس في « ش ».
3 ـ الموطأ 1 : 237 باختلاف في الفاظه ، والبحار 82 : 154.
4 ـ أخرجه المجلسي في البحار 82 : 154.


(112)

    وروي أيضا : أنّ قاضياً كان في بني إسرائيل مات له ابن فجزع عليه وساح ، فلقيه رجلان فقالا له : اقض بيننا ، فقال : من هذا فررت ، فقال أحدهما : إنّ هذا مرّ بغنمه على زرعي فأفسده ، فقال الآخر : إنّ هذا زرع بين الجبل والنهر ، ولم يكن لي طريق غيره ، فقال له القاضي : أنت حين زرعت بين الجبل والنهر ، ألم تعلم أنّه طريق الناس؟ فقال له الرجل : فأنت حين ولد لك ، ألم تعلم أنّه يموت؟ فارجع إلى قضائك ، ثم عرجا ، وكانا ملكين (1).
    وروي : أنه كان بمكة مقعدان ، كان لهما ابن شاب ، فكان إذا أصبح نقلهما فأتى بهما المسجد ، فكان يكتسب عليهما يومه ، فإذا كان المساء احتملهما وأقبل بهما منزله ، فافتقدهما النبيّ صلّى الله عليه وآله ، فسأل عنهما ، فقيل : مات ابنهما ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « لوترك أحد لأحد لترك ابن المقعدين » (2).
    رواه الطبراني.
    وروى ابن أبي الدنيا : « لوترك شيء لحاجة أوفاقة ، لترك الهذيل لأبويه ».
    وروي عن بعض العابدات ، أنّها قالت : ما أصابتني مصيبة فأذكر معها النار ، إلاّ صارت في عيني أصغر من التراب.


1 ـ أخرجه المجلسي في البحار 82 : 155.
2 ـ أخرجه المجلسي في البحار 82 : 155 ، ورواه البيهقي في سننه 4 : 66 باختلاف في ألفاظه.


(113)

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net