متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
نور فاطمة وسر تكوينها واسمائها (ع)
الكتاب : روحي فاطمة    |    القسم : مكتبة القُصص و الروايات

الباب الرابع
{ نور فاطمة عليها السلام وسر تكوينها واسمائها عليها السلام }

نبراس: سأقوم الآن بالبحث عن ما يختص بالسيدة ونورها الذي تحدث عنه الشيخ في الخطبة...الا تذكرين كلامه حين قال"كنتم نوراً في الأصلاب الشامخة والآرحام المطهـَّرة "؟
الأم: اجل اذكر ذلك...ستبحثين عن تكوينها؟ ان بحثت عن ذلك ابحثي ايضا عن شيء يدل على مكانتها يا بنية لعلك تجدين الإجابة...
نبراس: سيتطلب جهدا ً يا امي...لكن ...لابد من البحث عن كل نقطة من النقاط على حدة ...كي يتسنى لنا فهمها...وصدقيني يا امي...والله اني لأشوق منك الى المعرفة وأشغف...فأمهليني كي نعرف القصة منذ بدايتها الى نهايتها بالترتيب...
الأم: سأصبر ...لكن حاولي الإسراع...وإن بحثت لي عن الإجابات, سيبارك الله فيك يا بنية..ألا تودين ان تنالي الشفاعة الفاطمية؟
نبراس:بلى ...وكيف لي ان لا ارغب بها؟
الأم: اذن فإبحثي لي عن الإجابات...
نبراس: حسنا ...لكن انتظري قليلا....فالبحث يتطلب بعض الوقت...
الأم: عجـِّلي يا بنية ...بالزهراء عليك...لا اكاد اطيق الإنتظار...
نبراس: نور فاطمة....خلق فاطمة...هممممم....وجدته...في (مجلة اعلام التقى) نشر موضوع يختص بنور السيدة فاطمة وكيف خلقت...حيث يقول الكاتب تحت موضوع (مشكاة النور)..."شاء الله تعالى أن تتجلى عظمته وجلاله في بضعة من الآدميين، شاء لهم أن يمتازوا عن جميع الخلق بذلك، فهم مشاعل الخير والهداية على مرّ القرون والأجيال، وقادة الأمم نحو السعادة والصلاح... واختارهم حفظة لسرّه وخزنة لعلمه وتراجمة لوحيه وأدلاّء على صراطه فعصمهم من الزلل وآمنهم من الفتن وطهرهم من الدنس واذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً كما قال تعالى في كتابه الكريم:(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).وتمثل نور الله أول ما تمثل في خاتم الأنبياء والمرسلين محمد (صلى الله عليه وآله) وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين (عليه السلام)... وانحدر النور بعد ذلك من صلب النبي (صلى الله عليه وآله)... فكانت فاطمة (عليها السلام)، التي خلق الله نورها قبل أن يخلق الأرض والسماء.كما جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (خلق الله نور فاطمة قبل أن يخلق الأرض والسماء).
فقال بعض الناس: يا نبي الله فليست هي إنسية؟! فقال: (فاطمة حوراء إنسية).
وفي حديث آخر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث). وليس ذلك بعيداً على الله، ذلك لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته؛ فلما أشرقت اضاءت السماوات والأرض بنورها وغشيت أبصار الملائكة، وخرّت الملائكة لله ساجدين وقالوا: (إلهنا وسيدنا ما هذا النور... فأوحى الله إليهم هذا نور من نوري، وأسكنته في سمائي، خلقته من عظمتي، أخرجته من صلب نبي من أنبيائي، أفضله على جميع الأنبياء، وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري، يهدون إلي حقّي، وأجعلهم خلفائي في أرضي من بعد انقضاء وحيي).
وسميت زهراء لأنها كانت (إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض). انّ يد العناية الإلهية هي التي صاغتها وصورتها بهذا النور البهي وأعطتها هذه الفضيلة والكرامة والشرف، والحكمة ربانية في صالح خلقه.
فهذا رسولنا العظيم يحكي لنا قصة تحول هذا النور الذري إلى بشر في الأرض؛ عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: (كان النبي صلى الله عليه وآله يكثر القبل لفاطمة، فقالت له عائشة: إنك تكثر تقبيل فاطمة!
فقال (صلى الله عليه وآله): إنّ جبرئيل ليلة أسري بي ادخلني الجنة فأطعمني من جميع ثمارها فصار ماء في صلبي فحملت خديجة بفاطمة.فإذا اشتقت لتلك الثمار قبلت فاطمة فأصبت من رائحتها جميع تلك الثمار التي أكلتها).
الأم: ألا ترين بعض الإختلاف عن تلك الرواية التي قرأنا مسبقا ً؟
نبراس: يا امي...الروايات تتناقل من شخص لشخص ومن عالـِم لعالـِم وتجمع في كتب ويتم تناقلها بين العلماء فيؤخذ بالأصح ويدرس باقي سند الروايات ..وتعتمد على امانة الناقل وسيرته....مالنا وهذه الأمور؟ كل ما نبتغية هو ان نعرف عن السيدة فاطمة عليها السلام قدر المستطاع...لا اكثر...
الأم: اذن لابد من وجود روايات اكثر بهذا الخصوص...
نبراس: اكيد...لذا سأبحث اكثر....همممم...لنرى... هذا مقال للكاتب محمد صغير التونسي ...يتحدث عن نور فاطمة عليها السلام فيقول" عن ابن عباس رفعه: لما خلق الله آدم وحواء عليهما السلام كانا يفتخران في الجنة فقالا: ما خلق الله خلقا أحسن منا.فبينما هما كذلك إذا رأيا صورة جارية لها نور شعشعاني يكاد ضوءه يطفئ الأبصار, على رأسها تاج وفي أذنيها قرطان.
قالا: وما هذه الجارية؟قال الله: هذه صورة فاطمة بنت محمد سيد الأولين والآخرين" قالا: وما هذا التاج على رأسها؟قال: هذا بعلها علي بن أبي طالب.
قالا: وما هذان القرطان؟قال: الحسن والحسين أبناها أوجدت ذلك قبل أن أخلقك بألفي عام " وقد ذكر مصادر هذه المعلومات...اماه دوني...(نزهة المجالس الصفوري الشافعي ج 2 ص: 223 ولسان الميزان للعسقلاني ج 3 ص: 346 ح 1409, وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج 2 ص: 319)....هل دونته؟
الأم: يا بنية ...بالطبع دونت ذلك...هلاّ كففت عن تكرار نفس السؤال؟
فضحكت نبراس قليلا... 
نبراس: لا تنزعجي يا اماه...فإني والله لي غاية من كل ما تدوّنين...
الأم:غاية؟ وما هي هذه الغاية؟
نبراس:ستعرفين ....لكن ليس الآن...يقول ايضا ً ..." فقد روى عبد الرزاق بسنده عن جابر بن عبد الله بلفظ: يا رسول الله, بأبي أنت وأمي, أخبرني عن أول شئ خلقه الله قبل الأشياء.قال: يا جابر, إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره, فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله, ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جني ولا إنسي" الحديث (كشف الخفاء العجلوني ج 1 ص: 265 ح 826).وري عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:" كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه ولم يزل الله ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب عبد المطلب ثم أخرجه من عبد المطلب فقسمه قسمين قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب فعلي مني وأنا منه لحمه لحمي ودمه دمي فمن أحبه بحق أحبه ومن أبغضه فيبغضني أبغضه" (فإذا كان نور أمير المؤمنين علي عليه السلام من رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم فحري أن يكون نور فاطمة عليها السلام كذلك)...وذكر ان ذلك مدوّن في كتاب  (نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص: 79 مناقب أمير المؤمنين علي عليه السلام, والرياض النضرة ج 2 ص: 164)"....لن اقول هل دونتي ذلك...
الأم: وكأنك لم تكرري السؤال؟ها؟
فضحكتا ...
نبراس: امي ...وهذا موضوع آخر يتحدث عن نفس الموضوع...
الأم: بنيَّة...وهل يتحدث هذا الموضوع عن اسمائها ايضا ً عليها السلام؟
نبراس: نعم يا امي...كيف انتبهت لذلك؟...
الأم: من يطلب ان يتعلم شيئا ً لابد من ان يتنبه لكل كلمة ...هلاّ قرأت لي مامكتوب؟
نبراس: سأعمل في المجال الإعلامي بسببك يا امي...
...(فضحكتا)...
نبراس: سأواصل القراءة...وعن أسمائها عليها السلام ذكركاتب لم اجد اسمه (بموسوعة السيدة الزهراء ع )...." عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله ع: لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء عند الله عز وجل : فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء"..انظري يا امي ماذا كتب بعد..." أما كون أسماءها من الله تعالى وهو الذي سماها بفاطمة فيوجد في هذا المضمار أحاديث كثيرة تبين هذه المنقبة لفاطمة ع، فلقد ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنه قال لفاطمةع: " شق الله لك يا فاطمة إسماً من أسمائه ، فهو الفاطر وأنت فاطمة " . وجاء في حديث عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله ع: " لفاطمة ع تسعة أسماء عند الله عز وجل : فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء" وفي حديث آخر "قال أبو الحسن ع :فلما ولدت فاطمة سماها الله تبارك وتعالى فاطمة"...وحتى يثبت آل البيت ان الله يشتق أسماء من أسمائه يستعين الكاتب بهذا الحديث الشريف...يقول"عن علي بن الحسين ع حيث قال : حدثني أبي عن أبيه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى أن قال : " قال الله يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي هذا محمد وأنا الحميد المحمود في فعالي شققت له اسما من اسمي وهذا علي وأنا العلي العظيم شققت له اسما من اسمي وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي وفاطم أوليائي عما يعرهم ويشينهم شققت لها اسما من اسمي"...يال عظمتها وعظمة آل البيت!!!
الأم :اي ورب الكعبة...
نبراس: من مركز آل البيت العالمي للمعلومات اخذت الموضوع التالي ....والذي يبين فيه الكاتب معنى المشكاة...يقول" قال الله تعالى في محكم كتابه: " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
صدق الله العلي العظيم

نقل الشيخ الكليني في الكافي بإسناده عن صالح بن سهل الهمداني عن الصادق عليه السلام قال: إن المشكاة فاطمة عليهما السلام ، والمصباح الحسن عليه السلام ، والزجاجة الحسين عليه السلام والشجرة المباركة إبراهيم عليه السلام ، لا شرقية ولا غربية ما كان يهوديا ولا نصرانيا ، ونور على نور إمام بعد إمام ويهدي الله نوره من يشاء يهدي الله للائمة عليهم السلام من يشاء .
حدثنا محمد بن همام قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا محمد بن الحسن الصايغ قال حدثنا الحسن بن علي عن صالح بن سهل الهمداني قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله ( الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكاة ) المشكاة فاطمة عليها السلام ( فيها مصباح المصباح ) الحسن والحسين ( في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري ) كأن فاطمة عليها السلام كوكب دري بين نساء اهل الارض ( يوقد من شجرة مباركة ) يوقد من ابراهيم عليه وعلى نبينا وآله السلام ( لا شرقية ولا غربية ) يعني لا يهودية ولا نصرانية ( يكاد زيتها يضئ ) يكاد العلم يتفجر منها .
و عن علي بن جعفر عليه السلام ، عن أخيه موسى عليه السلام قال : " قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى : " الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكاة " : " فاطمة عليها السلام " . " فيها مصباح " : " الحسن " . " المصباح في زجاجة " : " الحسين " . " الزجاجة كأنها كوكب دري " : " فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا " . " يوقد من شجرة مباركة " : " إبراهيم عليه السلام " . " زيتونة لا شرقية ولا غربية " : " لا يهودية ولا نصرانية " . " يكاد زيتها يضئ " : " يكاد العلم يتفجر بها " . " ولو لم تمسسه نار نور على نور " : " إمام منها بعد إمام " . " يهدي الله لنوره من يشاء " : " يهدي الله للائمة من يشاء "
وعن أبي أيوب الانصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما خلق الله عزوجل الجنة خلقها من نور عرشه ، ثم أخذ من ذلك النور فغرقه فأصابني ثلث النور ، وأصاب فاطمة عليها السلام ثلث النور ، وأصاب عليا عليه السلام وأهل بيته ثلث النور ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد ، ومن لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد .
وعن محمد الفزاري معنعنا عن أبي عبد الله في قوله تعالى : " الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح " الحسن " المصباح " الحسين " في زجاجة كأنها كوكب دري " فاطمة : كوكب دري من نساء العالمين " يوقد من شجرة مباركة زيتونة " إبراهيم الخليل " لا شرقية ولا غربية " يعني لا يهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضئ " يكاد العلم ينبع منها
وعن جعفر بن محمد عن محمد بن الحسن الصائغ عن الحسن بن علي عن صالح بن سهل الهمداني قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله : " الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة " المشكاة : فاطمة عليها السلام " فيها مصباح " الحسن " " الحسين " في زجاجة كأنها كوكب دري " كأن فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا ونساء أهل الجنة " يوقد من شجرة مباركة " يوقد من إبراهيم " لا شرقية ولا غربية " لا يهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضيئ " يكاد العلم ينفجر منها " ولو لم تمسسه نار نور على نور " إمام منها بعد إمام " يهدي الله لنوره من يشاء " يهدي الله للائمة من يشاء " و يضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم ".
ونقل ابن المغازلي الشافعي باسناده إلى الحسن قال : سألته عن قول الله تعالى : " كمشكاه فيها مصباح " قال : المشكاة فاطمة عليها السلام ، " والمصباح " الحسن والحسين عليهم السلام و " الزجاجة كأنها كوكب دري " كانت فاطمة عليها السلام كوكبا دريا من نساء العالمين " يوقد من شجرة مباركة " الشجرة المباركة إبراهيم عليه السلام " لا شرقية ولا غربية " لا يهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضئ " قال : يكاد العلم أن ينطق منها " ولو لم تمسسه نار نور على نور " قال : ابنها إمام بعد إمام " يهدي الله لنوره من يشاء " قال : يهدي لولايتهم من يشاء .
وقال المازندراني في شرح أصول الكافي:
قوله : ( مثل نوره كمشكاة فاطمة ( عليها السلام ) أي صفة نوره كصفة مشكاة قال الفراء : المشكاة : الكوة التي ليست بنافذة ، وقيل : هي أنبوبة في وسط القنديل يوضع فيها المصباح وهو السراج والفتيلة المشتعلة والمراد بها هنا فاطمة ( عليها السلام ) لأنها محل لنور الأئمة ، والأئمة نور وسراج لأن الطالبين للهداية المتبعين لأثرهم ، يستضيئون بنور هدايتهم وضياء علومهم إلى الطريق الأرشد كما يهتدي السالكون في الظلمة بالنور والسراج ، قيل : إضافة النور إلى ضميره تعالى دليل على أن إطلاقه عليه ليس على ظاهره . قوله : ( فيها مصباح ) أي سراج وهو الحسن ( عليه السلام ) والمصباح في زجاجة : أي قنديل مثل الزجاجة في الصفاء والشفافية وهو الحسين ( عليه السلام ) فقد شبه فاطمة ( عليها السلام ) تارة بالمشكاة وتارة بالزجاجة ، وبالاعتبار الثاني جعلها ظرفا لنور الحسين ( عليه السلام ) لزيادة ظهور نوره باعتبار كون سائر الأئمة من صلبه ( عليه السلام ) واللام في المصباح ليس للإشارة إلى المصباح الأول فلا يلزم الاتحاد على أن للاتحاد وجها لأن الحسن والحسين ( عليهم السلام ) نور واحد بجسب الحقيقة وإن كانا في الظاهر نورين .
قوله : ( الزجاجة كأنها كوكب دري ) أي منسوب إلى الدر باعتبار المشابهة به في الضياء والصفاء والتلألؤ ، هذا إن كان بشد الراء والياء وإن كان بشد الياء فقط فهو من الدرء بمعنى الدفع قلبت همزته ياء وادغمت الياء في الياء فإنه يدفع الظلام بضوئه ولمعانه ، والمراد بها فاطمة ( عليها السلام ) فإنها كوكب دري مضئ لامع نوراني فيما بين نساء أهل الدنيا . قوله : ( توقد من شجرة مباركة ) توقد بالتاء أو بالياء على صيغة المجهول من الإيقاد تقول وقدت النار تقد وقودا أي توقدت وأوقدتها أنا و " من " ابتدائية أي توقد الزجاجة أو يوقد ذلك المصباح من شجرة مباركة زيتونة كثير النفع وهي إبراهيم ( عليه السلام ) فإنه ذو بركة عظيمة ونفع كثير لوجود الأنبياء والأوصياء من نسله واستظلال الناس بظلال أغصانه وجرائده وانتفاعهم من أثمار علومه وفوائده إلى قيام الساعة ، وفي إبهام الشجرة ووصفها بالبركة ثم إبدال الزيتونة عنها تفخيم لشأنها . قوله : ( زيتونة ) بدل عن شجرة لا صفة لها ولذلك فصلها عنها وقرنها بصفتها وإنما عبر عنها بالزيتونة للتنبيه على كثرة نفعها واتصافها بالعلم الذي هو كالزيت في كونه مادة لضيائها ومبدءا لنورانيتها . قوله : ( لا يهودية ولا نصرانية ) لعل هذا باعتبار أنه كان مسكن اليهود من طرف الشرق ومسكن النصارى من طرف الغرب . قوله : ( يكاد زيتها يضئ ) ضمير التأنيث يعود إلى فاطمة ( عليها السلام ) والمراد بالزيت العلم على سبيل الاستعارة والتشبيه ومس النار ترشيح يعني يكاد علمها يتفجر من قلبها الطاهر إلى قلوب المؤمنين والمؤمنات بنفسه قبل أن تسأل لكثرته وغزارته وفرط ضيائه ولمعانه . قوله : ( يهدي الله للأئمة ) أي لأجلها وتوسطهم أو إليهم ...
أسند ابن المغازلي إلى أبي الحسن : المشكاة فاطمة ، والمصباح الحسن ، والزجاجة الحسين ، والشجرة إبراهيم ( يكاد زيتها يضئ ) قال : يكاد العلم ينطق منها إمام بعد إمام ( يهدي الله لنوره من يشاء ) قال يهدي لولايتنا من يشاء .
الأم: الله اكبر ...والله هي المشكاة وهي نور القلوب يا بنية...
نبراس: و بموسوعة السيدة الزهراء ع كـُتـِبَ في بيان معنى الزهراء وطبيعة تكوين ال البيت رواية اخرى..قال الكاتب "في إرشاد القلوب : مرفوعا إلى سلمان الفارسي - ( ره ) - قال : كنت جالسا عند النبي (صلى الله عليه وآله ) في المسجد إذ دخل العباس بن عبد المطلب فسلم فرد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ورحب به فقال : يا رسول الله بما فضل الله علينا أهل البيت علي بن أبي طالب والمعادن واحدة ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إذن أخبرك يا عم إن الله خلقني وخلق عليا ولا سماء ولا أرض ولا جنة ولا نار ولا لوح ولا قلم . فلما أراد الله عز وجل بدو خلقنا تكلم بكلمة فكانت نورا ثم تكلم كلمة ثانية فكانت روحا فمزج فيما بينهما واعتدلا فخلقني وعليا منهما ثم فتق من نوري نور العرش فأنا أجل من العرش ثم فتق من نور علي نور السماوات فعلي أجل من السماوات ثم فتق من نور الحسن نور الشمس ومن نور الحسين نور القمر فهما أجل من الشمس والقمر وكانت الملائكة تسبح الله تعالى وتقول في تسبيحها : سبوح قدوس من أنوار ما أكرمها على الله تعالى ، فلما أراد الله تعالى أن يبلوا الملائكة أرسل عليهم سحابا من ظلمة وكانت الملائكة لا تنظر أولها من آخرها ولا آخرها من أولها فقالت الملائكة : إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا ما رأينا مثل ما نحن فيه ، فنسألك بحق هذه الأنوار إلا ما كشفت عنا فقال الله عز وجل : وعزتي وجلالي لأفعلن... فخلق نور فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) يومئذ كالقنديل وعلقه في قرط العرش فزهرت السماوات السبع والأرضون السبع ، من أجل ذلك سميت فاطمة الزهراء . وكانت الملائكة تسبح الله وتقدسه فقال الله : وعزتي وجلالي لأجعلن ثواب تسبيحكم وتقديسكم إلى يوم القيامة لمحبي هذه المرأة وأبيها وبعلها وبنيها قال سلمان : فخرج العباس فلقيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه ، وقال : بأبي عترة المصطفى من أهل بيت ما أكرمكم على الله تعالى"...اللهم صلـّي وسلم على محمد وآل محمد...يالها من عظمة في الخلق لآل بيت محمد!!! ما أعظم شأنهم عند الله وما أعظم حقد شياطين الإنس والجن عليهم!!!
الأم: الله يعلم حيث يضع نبوَّته يا بنيـَّه...وحيث يضع الإمامة...لا في اهل السقيفة ولا في من تبعهم من الغاوين...بل وضعها في محمد وآله الأطهار...لا ولي إلا علي وأولاده ممن عصم الله...
نبراس: امي ....وجدت رواية اخرى في معنى الزهراء عليها السلام...اي اسم الزهراء... من كتاب (امهات المعصومين ع) للسيد محمد الشيرازي تحت عنوان(لماذا سمّيت بالزهراء؟)... حيث يقول السيد في هذا الصدد..." من سيرة العقلاء المتداولة أنهم يضعون الألفاظ بإزاء المعاني عند وجود علقة بينهما، فترى أن هناك علقة خاصة بين الألفاظ ومعانيها عادة، بحيث تصل هذه العلقة إلى مرحلة يذوب اللفظ في المعنى ويندك فيه حتّى أنّ الناس ينظرون إلى المعنى ويهملون اللفظ. وفي أسماء الأشخاص كذلك، فلوجود مثل هذه العلقة المتينة نجد أنّ كثيراً من الأسماء توضع. ومن هنا سميت الصديقة فاطمة، بالزهراء (عليها الصلاة والسلام). وقد سئل الأئمّة الأطهار (عليهم السلام)عن هذه العلقة فأجابوا وأشاروا به إلى عظمة السيدة فاطمة (عليها السلام).
فعن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن فاطمة لِمَ سمّيت الزهراء؟ فقال: «لأنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض»(32).
وعن أبان بن تغلب قال: قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام) يا بن رسول الله لِمَ سمّيت الزهراء (عليها السلام) زهراء؟ فقال: «لأنها تزهر لأمير المؤمنين (عليه السلام) في النهار ثلاث مرات بالنور، كان يزهر نور وجهها صلاة الغداة والناس في فرشهم فيدخل بياض ذلك النور إلى حجراتهم بالمدينة فتبيض حيطانهم فيعجبون من ذلك فيأتون النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)فيسألونه عمّا رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمة (عليها السلام)، فيأتون منزلها فيرونها قاعدة في محرابها تصلّي والنور يسطع من محرابها من وجهها فيعلمون أنّ الذي رأوه كان من نور فاطمة، فإذا نصف النهار وترتبت للصلاة زهر وجهها (عليها السلام) بالصفرة فتدخل الصفرة حجرات الناس فتصفر ثيابهم وألوانهم فيأتون النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)فيسألونه عمّا رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمة (عليها السلام) فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر نور وجهها صلوات الله عليها، فإذا كان آخر النهار وغربت الشمس احمرّ وجه فاطمة (عليها السلام) فأشرق وجهها بالحمرة فرحاً وشكر لله عزّوجلّ فكان يدخل حمرة وجهها حجرات القوم وتحمرّ حيطانهم فيعجبون من ذلك ويأتون النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)ويسألونه عن ذلك، فيرسلهم إلى منزل فاطمة فيرونها جالسة تسبّح الله وتمجّده ونور وجهها يزهر بالحمرة فيعلمون أنّ الذي رأوا كان من نور وجه فاطمة (عليها السلام)، فلم يزل ذلك النور في وجهها حتى ولد الحسين (عليه السلام) فهو يتقلّب في وجوهنا إلى يوم القيامة في الأئمّة منّا أهل البيت إمام بعد إمام»(33).
وعن ابن مسعود أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ الله خلقني وخلق علياً والحسن والحسين (عليهم السلام)من نور قدسه، فلمّا أراد أن ينشئ الصنعة فتق نوري وخلق منه السماوات والأرض وأنا والله أجلّ من السماوات والأرض، وفتق نور علي وخلق منه العرش والكرسي وعلي والله أجلّ من العرش والكرسي، وفتق نور الحسن وخلق منه الحور العين والملائكة والحسن والله أجلّ من الحور العين والملائكة، وفتق نور الحسين وخلق منه اللوح والقلم والحسين والله أجلّ من اللوح والقلم، فعند ذلك أظلمت المشارق والمغارب فضجّت الملائكة ونادت إلهنا: وسيدنا بحق الأشباح التي خلقتها إلاّ ما فرّجت عنّا هذه الظلمة، فعند ذلك تكلّم الله لكلمة اُخرى فخلق منها روحاً فاحتمل النور الروح فخلق منه الزهراء فاطمة فأقامها أمام العرش فأزهرت المشارق والمغارب فلأجل ذلك سمّيت الزهراء»(34).
وعن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: لِمَ سمّيت فاطمة الزهراء زهراء؟
فقال: لأنّ الله عزّوجلّ خلقها من نور عظمته، فلمّا أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها وغشيت أبصار الملائكة وخرّت الملائكة لله ساجدين وقالوا: إلهنا وسيدنا ما هذا النور؟
فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري، أسكنته في سمائي، خلقته من عظمتي، أخرجه من صلب نبي من أنبيائي اُفضّله على جميع الأنبياء، واُخرج من ذلك النور أئمّة يقومون بأمري، يهدون إلى حقّي، وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي»(35).
وعن أبي هاشم العسكري قال: سألت صاحب العسكر (عليه السلام) لِمَ سمّيت فاطمة (عليها السلام) الزهراء؟
فقال: «كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين (عليه السلام) من أول النهار كالشمس الضاحية، وعند الزوال كالقمر المنير، وعند الغروب غروب الشمس كالكوكب الدرّي»(36)....إلى غيرها من الروايات."...مااروع ذلك!!!
الأم: يا الله ....يال روعة ما اسمع عن سيدتي الحبيبة...!!!
نبراس: والله يا امي...كلما قرأت اكثر ازددت بهم ايمانا وعشقا ً...ليتني انال الشفاعة المحمدية شفاعة محمد وآلأ محمد في الدنيا والآخرة معك يا امي...
الأم: آمين يا رب العالمين...

 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net