متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
القائم الحجة (عج) هو من سيقوم بالثأر لمحمد وآل محمد (ع)
الكتاب : روحي فاطمة    |    القسم : مكتبة القُصص و الروايات

الباب التاسع
{ القائم الحجة عج هو من سيقوم بالثأر لمحمد وآل محمد عليهم افضل الصلاة والسلام }


بعد مدة من البكاء المتواصل ...هدأت نبراس وامها ...فبادرت الأم بالسؤال...
الأم: كل هذه المظالم لابد لها من مطالب....فهل الإمام المهدي هو الثائر لكل الدماء الطاهرة التي اريقت ظلما ً وجورا ً؟انظري يا بنية...هل هنالك من مصدر يتحدث عن هذا الموضوع؟
نبراس: سأبحث عن ذلك...لكن قبل كل شيء لابد لنا من معرفة شيء ولو مختصر عن الإمام الغائب الثائر سلام الله عليه...اليك قصة زواج الإمام السيد الحسن العسكري من السيدة نرجس ام الإمام المهدي عج....وهي مأخوذة من كتاب كلمة الإمام الحسن العسكري تحت عنوان" تعريف بالإمام العسكري ...الوالد الميمون" للسيد آية الـلـّه الشهيد حسن الشيرازي قدس سره...حيث يقول فيه..." قصة زواج الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بالسيدة نرجس (عليها السلام) قصة معجزة بكل تفاصيلها وأمورها وكل أشخاصها وأحداثها.. فيد الغيب المقدسة واضحة في التأثير على حوادث القصة ومجرياتها من بدايتها وإلى نهايتها.. وهي ذات دلالات ولا يمكن لأمثالنا استيعابها..
فتاة في مقتبل العمر.. والفتاة كالزهرة تنشر طيبها وأريجها مبكرا من أجل أن تقطف وتزين بها البيوت والقصور والموائد.. وعمرها لا يزيد عن الثالثة عشر..
تربت في بيت عز وملك.. حيث أن جدها كان قيصر ملك الروم..
وتتمتع بحسب ونسب لا يضاهي حيث كانت ترجع إلى وصي عيسى المسيح (عليه السلام) شمعون الصفار (عليه السلام) وكان جدها مولعاً جداً بها ومعجباً بأدبها وذكائها وجمالها.فأرسل إليها من أدبها بالآداب.. وعلمها اللغات والأخلاق الفاضلة.. فتأدبت وتعلمت وتخلقت بأخلاق رفيعة.
حاول جدها أن يزوجها لابن عمها ففشل في ذلك.. حيث سقط الشاب من كرسيه مغشياً عليه وتساقطت الصلبان.. فأعاد المحاولة لأخيه ففشل.. واغتم لما حصل، واغتم أكثر لما قاله المنجمون والقساوسة والكهان حول النحوس التي أحاطت بالمكان والزمان ذاك..فدخل القصر وأرخى الستائر معلناً الحزن الشديد.
كان اسمها (مليكة) وبالفعل هي (ملكة) وأميرة لأنها حفيدة القيصر، و (ملكة) لو أن للإنسان أن يكون ملاكاً وذلك لطهارتها ونقائها وروحانيتها ونورانيتها..
وفي تلك الليلة رأت في منامها جدها شمعون الصفا ومعه سيده عيسى المسيح، والحواريين.. بينما هم كذلك إذ أقبل سيد الكونين أبو القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبنائه الكرام (عليهم السلام)، فاعتنقا.. عيسى المسيح ( عليه السلام) والحبيب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتعارفا مع من كان معهما وذلك في بهو القصر الملكي لقيصر الروم وفي نفس المكان ذاك..
في ذلك الموقف النوراني.. الروحاني الذي ما كان ليحدث لولا عظمة الموقف وأهمية الأمر.. التفت الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى نبي الله عيسى المسيح (عليه السلام) قائلا: جئت إليك خاطبا من وصيك (شمعون) فتاته (مليكة) لابني هذا، وأومأبيده إلى أبي محمد، أي الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)..
فنظر المسيح إلى شمعون وقال: قد أتاك الشرف.. فصل رحمك برحم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقال شمعون: قد فعلت.
فصعد على المنبر وخطب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) زوجني من ابنه.. وشهد المسيح (عليه السلام) وشهد أبناء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الحواريون..(13).
لقد جسدت هذه الرؤيا لقطة من عالم آخر يسمو فوق عالمنا المادي والحسي، وقد ترجمت القرار الإلهي منذ مجاهيل القدم بصيغة مشهد نموذجي فريد، لتعكس آفاقاً مستقبلية مشرقة، فكانت هذه الرؤيا هي الرابط، وهي حلقة الوصل الرائعة بين الماضي والحاضر والمستقل، وقد شاءت العناية الإلهية أن تعقد صلة حقيقية ومميزة واستثنائية بين السيد المسيح (عليه السلام) وبين قائم الأوصياء المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)..
فها هو السيد المسيح (عليه السلام) في الماضي السحيق يساهم مساهمة أساسية ويقوم بدور رئيسي في أحداث ذلك الرباط المقدس وذلك الزواج الملائكي التي تمخض بعد اجتياز عقبات وعقبات عن ولادة آخر حجج الله تعالى على وجه البسيطة بل في منظومة عالم الإمكان كلها..
وها هو السيد المسيح (عليه السلام) في الغد المشرق ينزل بأمر الله سبحانه وتعالى من السماء الرابعة إلى الدنيا ليصلي خلف إمامنا المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وليدعو الناس إلى الدين الإسلامي الحنيف.
وكان لابد أن يحيط خالق الكون ومن منطلق الحكمة الربانية ذلك الحدث السعيد بكافة مظاهر الإكرام والإكبار وبأجلى مظاهر القدس والروحانية والإجلال.. وهكذا تجلى السيد المسيح (عليه السلام) مع شمعون وعدد من الحواريين أيضا في قصر إمبراطور الروم، ثم نصبوا في القصر منبراً يباري السماء علواً وارتفاعاً.. كرمز للمجد السامي العظيم والمستقبل المشرق الرفيع..
ثم هاهو خاتم الرسل (صلى الله عليه وآله وسلم) يدخل مع مجموعة من الفتيان وعدة من بنيه أيضاً.. ونشاهد هنا واحد من أروع المشاهد على مر التاريخ البشري فها هو نبي الإسلام يعتنق السيد المسيح (عليه السلام) بأخوة ومحبة لا تضارع، أو ليسا رسولين لرب العالمين..؟
أولم يقل السيد المسيح (عليه السلام): (مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)(14).
أو ليس خاتم الرسل هو آخر مرحلة في قوس الصعود وسلسلة (التكامل التكويني والتشريعي) التي بدأها آدم (عليه السلام) أبو البشر ليواصل مشوارها أنبياء الله العظام.. نوح وإبراهيم وموسى ثم عيسى المسيح (عليه السلام) لتتوج تلك المسيرة الربانية الكبرى بمحمد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم).
وهكذا أحاطت العناية الربانية بالسيدة (مليكة نرجس) من كل جانب فكانت هي تلك العذراء الوحيدة بين كل نساء الأرض.. التي يشارك في عملية خطبتها ومحفل عقدها نبيا أعظم ديانتين سماويتين.. لتقترن بإمام معصوم تخضع له الأكوان كلها ولتنجب (خاتم الأوصياء) والسبب المتصل بين الأرض والسماء، ومن بيمينه رزق الورى وبوجوده النوراني بقيت الأرض والسماء..
هكذا كان..وما أروع ما كان!!
لقد كان (الإخراج) إلهياً و (الصياغة) ربانية و (الرغبة) من قبل خاتم الأنبياء وسيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الحب الأعلى لزوجها المرتقب، وكانت الخطبة من قبل واحد من أكبر الأنبياء من أولي العزم السيد المسيح (عليه السلام).. وحق لها كل ذلك..
أفلم تكن حفيدة وصي السيد المسيح (عليه السلام) شمعون الصفا (عليه السلام)؟
أفلم تكن هي ذلك الملاك الطاهر والجوهرة القدسية؟
أوليس هي التي قدر لها رب الأفلاك أن تكون والدة خاتم الأوصياء، ووارث الأنبياء وحجة الله على أهل الأرض والسماء..؟
وبعد ذلك.. فهي جديرة بكل ذلك بلا شك..
وحق لنساء الأرض أن يرفعن رؤوسهن شموخاً وكبرياء إذ كانت قد برزت من بينهن امرأة كنرجس.. وحق لنساء العالم أن يرسمن ذلك الوجه الملائكي الطاهر على لوحة القلب بأشعة من نور.. ووجب لبنات حواء أن يتخذن منها أسوة وقدوة ومناراً وضياءً وهادياً..
تلك الفتاة الطاهرة.. تلك الشابة الحرة المهاجرة.. تلك الأمير الأسيرة..
تلك الزوجة الوفية (الراضية والمرضية، التقية النقية، والصديقة الزكية).
تلك الأم الحنون.. ينبوع المحبة والإشفاق والإيثار لخاتم الأنوار..
تلك المرأة.. العطاء والولاء.. والغداء والمثل السامي في المعرفة والإيمان والعزم والمضاء إنها القدسية (مليكة) وبالعربية (نرجس).
إنها هي (مليكة)، (سوسن)، (حكيمة)، و(مريم) أيضا.
لقد كانت القديسة مريم العذراء أم السيد المسيح (عليه السلام) المعجزة.
وكانت السيدة نرجس أم الإمام الحجة المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف).. وهي حفيدة وصي السيد المسيح (عليه السلام) وكانت المخطوية منه والمبشر بها في إنجيله وكانت تحمل فيما تحمل من أسماء اسم مريم(15).
هكذا خطب الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) لابنه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) من السيد المسيح (عليه السلام).. ووصيه شمعون الصفا (عليه السلام) مليكة لتكون معجزة في زواجها وحملها وولادتها ومولودها المبارك (عليهما السلام).
فأنعم وأكرم بهم.. فهم سادة السادات وإليهم ينتهي الفخر والمجد والسؤدد..
وتكتمل قصة السيدة (مليكة) جمالاً وجلالاً عندما تسلم على يد سيدة نساء العالمين زهراء الرسول ومريم البتول وآسية الطاهرة.. وتتلقن من سيدة نساء العالمين (عليها السلام) أمور دينها، فتبشرها بزيارة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) لها وهكذا كان..
وهاجرت متخفية بخطة من الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وحافظت عليها يد القدرة الإلهية وأحاطتها يد الغيب القدسية إلى أن وصلت إلى بغداد فأرسل الإمام الهادي (عليه السلام) واشتراها، وعند وصولها استقبلها استقبال العظام وأعطاها إلى أخته العظيمة (حكيمة) فأصلحت شأنها ورعتها إلى أن تزوجها الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
وفي بهجة الفرح وغمرة السرور والهدوء والعشق الرباني والبدر يتلألأ في سماء سر من رأى في ليلة النصف من شعبان سنة 255 هجرية، وضعت السيدة نرجس وليدها البكر الطاهر المطهر من كل عيب ورجس الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
هذا وقد أخفى الله سبحانه خبر الحمل والولادة حتى عن أقرب الناس للإمام (عليه السلام) وذلك بسبب الأسلوب الفرعوني الذي اتبعه حكام بني العباس مع حريم وإماء الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) من تفتيش ومراقبة ومحاسبة دقيقة جداً..
هكذا حملت.. وولدت وربت وغذت وحفظت الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بشكل إعجازي حقاً.
فكان وليدها هو وحيدها ووحيد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
وهو حجة الله الخاتمة والوصي الأخير لآخر الرسل والأنبياء (عليهم السلام) جميعا الذي تولى أمر الأمة العامة وعمره الشريف خمس سنوات.. وغاب بعدها غيبته الصغرى.. وامتدت بعدها الغيبة الكبرى التي نسج في غمراتها وندعو الباري تعالى أن يعجل فرجه ويسهل مخرجه ويجعلنا ممن ينتصر بنا لدينه ولا يستبدل بنا غيرنا إنه سميع مجيب." اللهم استجب للسيد وعجل ظهور مولانا صاحب العصر والزمان...!!!
الأم: اللهم آمين...الا يوجد شيء آخر حول الإمام عج؟
نبراس: اجل يا امي...هذا موضوع منشور في صفحة اليكترونية تدعى" المؤمل"...وهي تتحدث عن الإمام سلام الله عليه...يقول فيها الكاتب"عن سدير الصير في قال : دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب ، على مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام فرأيناه جالسا على التراب وعليه مسح خيبري مطوق ، بلا جيب مقصر الكمين ، وهو يبكي بكاء الواله الثكلي ، ذات الكبد الحري ، قد نال الحزن من وجنتيه ، وشاع التغير في عارضيه ، وأبلى الدموع محجريه ، وهو يقول :
    سيدي ، غيبتك نفت رقادي ، وضيقت علي مهادي ، وأسرت مني راحة فؤادي .. سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد ، وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد ، فما أحس بدمعة ترقأ من عيني ، وأنين يفتر من صدري ...
    قال سدير : فاستطارت عقولنا ولها وتصدعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل ، وظننا أنه سمة لمكروهة قارعة ، أو حلت به من الدهر بائقة ، فقلنا لا أبكى الله يا بن خير الورى عينيك ، من أي حادثه تستنزف دمعتك ، وتستمطر عبرتك ، وأيه حالة حتمت عليك هذا المأتم .
    قال : فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه ، واشتد منها خوفه ، وقال : « ويحكم إني نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم ، وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا والأئمة من بعده عليه وعليهم السلام ، وتأملت فيه مولد قائمنا وغيبته ، وإبطاءه وطول عمره ، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان ، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته ، وارتداد أكثرهم عن دينهم ، وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم ، التي قال الله تقدس ذكره : « وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه » يعني الولاية ، فأخذتني الرقة ، واستولت علي الأحزان .
    فقلنا : يا بن رسول الله كرمنا وشرفنا باشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم قال : إن الله تبارك وتعالى أدار في القائم منا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل ، قدر مولده تقدير مولد موسى عليه السلام ، وقدر غيبته تقدير غيبة عيسى عليه السلام ، وقدر إبطاءه تقدير إبطاء نوح عليه السلام ، وجعل من بعد ذلك عمر العبد الصالح أعني الخضر دليلا على عمره . فقلت : إكشف لنا يا بن رسول الله عن وجوه هذه المعاني . قال : أما مولد موسى فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر باحضار الكهنة ، فدلوه على نسبه وأنه يكون من بني إسرائيل ، ولم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من ( نساء ) بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا وعشرين ألف مولد ، وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى لحفظ الله تبارك وتعالى إياه . كذلك بنو أمية وبنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملكهم والامراء والجبابرة منهم على يد القائم منا ، ناصبونا العداوة ، ووضعوا سيوفهم في قتل آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وإبادة نسله ، طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم عليه السلام ، ويأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلى أن يتم نوره ولو كره المشركون . وأما غيبة عيسى عليه السلام فان اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل ، وكذبهم الله عز وجل بقوله : « وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم » كذلك غيبة القائم عليه السلام فان الأمة تنكرها لطولها. وأما إبطاء نوح عليه السلام فإنه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء ، بعث الله عز وجل جبرئيل الروح الأمين بسبعة ( سبع ) نويات فقال : يا نبي الله إن الله تبارك وتعالى يقول لك : إن هؤلاء خلائقي وعبادي ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة ، فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فاني مثيبك عليه ، واغرس هذا النوى فان لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص ، فبشر بذلك من تبعك من المؤمنين . فلما نبتت الأشجار وتأزرت وتسوقت وتغصنت وأثمرت وزها الثمر عليها بعد زمن طويل ، استنجز من الله سبحانه وتعالى العدة ، فأمره الله تبارك وتعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار ويعاود الصبر والاجتهاد ، ويؤكد الحجة على قومه ، فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به ، فارتد منهم ثلاث مائة رجل وقالوا : ولو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف .ثم إن الله تبارك وتعالى لم يزل يأمره عند كل مرة أن يغرسها تارة بعد أخرى ، إلى أن غرسها سبع مرات ، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة ، إلى أن عاد إلى نيف وسبعين رجلا ، فأوحى الله عز وجل عند ذلك إليه وقال : يا نوح الان أسفر الصبح عن الليل لعينك ، حين صرح الحق عن محضه وصفي ( الامر للايمان ) من الكدر ، بارتداد كل من كانت طينته خبيثة. قال الصادق عليه السلام وكذلك القائم عليه السلام تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه ، ويصفوا الايمان من الكدر ... » البحار ج 51 ص 219 - 222 ."
الأم: آآآه لو اعرف ما سيفعل بقتلة امه الزهراء عليها السلام...
نبراس: في كتاب المناقب ...يقول الكاتب الشيخ جعفر السبحاني "(( وفي رواية أبي عبد الله عليه السلام : بالدنيا سلس القياد للشهوات ، أو مغرما بجمع الاموال والاذخار ليسا من دعاة الدين أقرب شبها بهما الأنعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم بحجة ))، (( وفي رواية أبي عبد الله عليه السلام بلى لن تخلو الارض من قائم لله بحجة ))(2) لئلا تبطل حجج الله وبيناته اولئك الأقلون عدداً ، الاعظمون عند الله قدراً بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة الامر فاستلانوا ما استوعر منه المترفون وأنسوا بما استوحش الجاهلون وصحبوا الدنيا بابدان ارواحها معلقة بالمحل الاعلى أولئك خلفاء الله في عباده والدعاة إلى دينه هاه شوقا إليهم واستغفر الله لي ولك ، إذا شئت (1) فقم (2) )).
الأم: متى يظهر الإمام ليثأر من قتلة ال البيت جميعا ً؟
نبراس: يا امي ...كأنك في قلبي...فأنا الآن بصدد ان ابحث في هذه الصفحة عن هذا الموضوع...  في علة إخفاء قبرها ع... يقول الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره في كتاب "فضائل فاطمة عليها السلام" تحت عنوان "إخفاء قبرها" ..."ثم انها ع استخدمت الجاهد السلبي مع أعدائها ايضا ً , حيث وصت بإخفاء قبرها بعد موتها ..,وقد بقي قبرها مخفيا ً الى هذا اليوم ,حتى يظهر صاحب الزمان عليه الصلاة والسلام  ويكشف عن هذه الحقيقة.
لكن من الواضح ان بعد ظهور الإمام المهدي ع تعود الزهراء ع الى الحياة , كما يعود الرسول ص وعلي ع والحسن ع والحسين ع وسائر الأئمه ع  على مادلت على ذلك روايات الرجعة, وإنما يعرف الناس ان قبرها ع كان في مكان كذا قبل ابتعاثها في ايام الرجعة"وهذا دليل على انه كما ذكر انه الثائر والقائم بالأمر عج من ال بيت محمد ص ...وهنالك موضوع آخر ...يتحدث عن ما سيحدث بعد ظهور الإمام عج...اسم الصفحة"شبكة الإمام القائم عجل اللهم تعالى فرجة الشريف "...يقول الكاتب...تحت عنوان(القائم عليه السلام والشيخين)وهما ابو بكر وعمر " عن الإمام الصادق عليه السلام : يرد إلى قبر جده ص فيقول يا معاشر الخلائق هذا قبر جدي رسول الله ص فيقولون نعم يا مهدي آل محمد فيقول و من معه في القبر فيقولون صاحباه و ضجيعاه أبو بكر و عمر فيقول و هو أعلم بهما و الخلائق كلهم جميعا يسمعون من أبو بكر و عمر و كيف دفنا من بين الخلق مع جدي رسول الله ص و عسى المدفون غيرهما فيقول الناس يا مهدي آل محمد ص ما هاهنا غيرهما إنهما دفنا معه لأنهما خليفتا رسول الله ص و أبوا زوجتيه فيقول للخلق بعد ثلاث أخرجوهما من قبريهما فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما و لم يشحب لونهما (بحارالأنوار ج : 53 ص : 13)...فيقول هل فيكم من يعرفهما ؟فيقولون نعرفهما بالصفة و ليس ضجيعا جدك غيرهما ,فيقول هل فيكم أحد يقول غير هذا أو يشك فيهما؟ فيقولون لا فيؤخر إخراجهما ثلاثة أيام ثم ينتشر الخبر في الناس و يحضر المهدي عج و يكشف الجدران عن القبرين و يقول للنقباء :ابحثوا عنهما و انبشوهما, فيبحثون بأيديهم حتى يصلون إليهما فيخرجان غضين طريين كصورتهما فيكشف عنهما أكفانهما و يأمر برفعهما على دوحة يابسة نخرة فيصلبهما عليها فتحيا الشجرة و تورق و يطول فرعها فيقول المرتابون من أهل ولايتهما هذا و الله الشرف حقا و لقد فزنا بمحبتهما و ولايتهما و يخبر من أخفى نفسه ممن في نفسه مقياس حبة من محبتهما و ولايتهما فيحضرونهما و يرونهما و يفتنون بهما و ينادي منادي المهدي ع كل من أحب صاحبي رسول الله ص و ضجيعيه فلينفرد جانبا فتتجزأ الخلق جزءين أحدهما موال و الآخر متبرئ منهما فيعرض المهدي ع على أوليائهما البراءة منهما فيقولون يا مهدي آل رسول الله ص نحن لم نتبرأ منهما و لسنا نعلم أن لهما عند الله و عندك هذه المنزلة و هذا الذي بدا لنا من فضلهما أ نتبرأ الساعة منهما و قد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت من نضارتهما و غضاضتهما و حياة الشجرة بهما بل و الله نتبرأ منك و ممن آمن بك و من لا يؤمن بهما و من صلبهما و أخرجهما و فعل بهما ما فعل فيأمر المهدي ع ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية ثم يأمر بإنزالهما فينزلان إليه فيحييهما بإذن الله تعالى و يأمر الخلائق بالاجتماع ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور و دور حتى يقص عليهم(بحارالأنوار ج : 53 ص : 14)...قتل هابيل بن آدم ع و جمع النار لإبراهيم ع و طرح يوسف ع في الجب و حبس يونس ع في الحوت و قتل يحيى ع و صلب عيسى ع و عذاب جرجيس و دانيال ع و ضرب سلمان الفارسي و إشعال النار على باب أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين ع لإحراقهم بها و ضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط و رفس بطنها و إسقاطها محسنا و سم الحسن ع و قتل الحسين ع و ذبح أطفاله و بني عمه و أنصاره و سبي ذراري رسول الله ص و إراقة دماء آل محمد ص و كل دم سفك و كل فرج نكح حراما و كل رين و خبث و فاحشة و إثم و ظلم و جور و غشم منذ عهد آدم ع إلى وقت قيام قائمنا ع كل ذلك يعدده ع عليهما و يلزمهما إياه فيعترفان به ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر ثم يصلبهما على الشجرة و يأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما و الشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما فِي الْيَمِّ نَسْفاً , قال المفضل: يا سيدي ذلك آخر عذابهما ؟قال هيهات يا مفضل و الله ليردن و ليحضرن السيد الأكبر محمد رسول الله ص و الصديق الأكبر أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة ع و كل من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا و ليقتصن منهما لجميعهم حتى إنهما ليقتلان في كل يوم و ليلة ألف قتلة و يردان إلى ما شاء ربهما"....هذا هو العدل الذي ابتغيه...يا الله ...متى!!!
الأم: الآن ارتاح قلبي يا بنية...اي والله ...الآن ارتاح قلبي...سيخزيهم الله في الدنيا والآخرة ان شاء الله...آآآآآه...!!!متى تظهر يا قائم آل محمد!!! فلقد عظمت الرزية وجلت المصيبة يا مولاي...ادركنا ادركنا...

وأكتفت الأم بما علمت ليومها....وجن الليل على نبراس...وهي لا تزال تفكر بكل ما قرأت وما علمت من حقائق....فقررت ان تترك الفراش ...أخذت تتحرك نحو جهاز الكومبيوتر خطوة بعد اخرى ....وقررت ان تكتب حول السيدة فاطمة ...فكرت مليا ً ثم طبعت هذه الجملة..."روحي فاطمة".....واذا بها قد اتخذت هذه الجملة كعنوان لتكتب كتابها حول السيدة الجليلة فاطمة الزهراء...وبعد ان إكتمل العمل بالكتاب , اخذت منه نسختين...اهدت الأولى للسيد ابو آيات صاحب المكتبة ...والثاني للشاب الرافضي الذي يعمل في محل الوجبات السريعة...وعاشت مع امها سعيدة بحب محمد وآله الأطهار وسخرت نفسها لخدمة آل البيت ونشر ظلامتهم...

أرأيتهم ؟ حقيقة واحدة ممكن ان تجر الإنسان لمعرفة كل الحقيقة...وما قرأته نبراس ماهو إلا حقيقة الحقيقة ...وهي أساس لكل حقيقة...وما حصل لها ليس إلا حقيقة حال كل من يتعرَّف على آل البيت عن كثب...صحيح انها شخصية  خيالية الوجود ,لكنها طرحت الحقيقة...وبسبب وجود هكذا حقيقة ...ووجود من يبحث فعلا ً عن الحقيقة...في النهاية سيكون مصير كل من يجد الحقيقة , إما ان يصبح خطيبا ً او شاعراً او كاتبا ً او منشدا ً بحب ورثاء آل البيت...أشهد بأن حقيقة واحدة شدَّتني لمعرفة كل الحقيقة ...واليوم أنا افتخر بكوني من مواليهم العالمين بحقهم العارفين بمظلمتهم عليهم السلام  ويداي مسخرتان لخدمتهم للأبد ان شاء الله...فخدمتهم شرف لي في الدنيا ووسام افخر به يوم القيامة...

تم بعونه تعالى...اللهم فتقبل مني ...


فاديا الخفاجي.....13/4/2008


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net