متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
عاشراً : الاهتمام بالطفل اليتيم
الكتاب : تربية الطفل في الإسلام    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

عاشراً : الاهتمام بالطفل اليتيم

     اليتيم بعد فقد والده أو والدته أو كليهما يشعر بالحرمان المطلق ، حرمان من إشباع حاجاته العاطفية والروحية ، وحرمان من إشباع حاجاته المادية كالحاجة إلى المأكل والمشرب والملبس ، فتنتابه الهواجس والمخاوف ، ويخيّم عليه القلق والاضطراب ، فالشعور بالحرمان من العطف والحنان له تأثيراتها السلبية على كيان الطفل وعلى بناء الشخصية ، ومن خلال متابعة الواقع الاجتماعي نجد ان أغلب الاَيتام الذين لم يجدوا العناية والاهتمام من قبل الآخرين كانوا مضطربي الشخصية تنتابهم العقد النفسية وسوء التوافق مع المجتمع الذي حرمهم من العناية والاهتمام ، لذا أوصى الاِسلام برعاية اليتيم رعاية خاصة لا تقل ان لم تَزِدْ على الرعاية الممنوحة للاطفال الآخرين ، فأكدَّ على اشباع جميع حاجاتهم المادية والروحية ، وكانت الآيات القرآنية المختصة برعاية الايتام أكثر من الآيات المختصة بعموم الاطفال.
     وأول الحاجات التي أكدّ الاِسلام على اشباعها هي الحاجات المادية.


(88)

قال سبحانه وتعالى : ( ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً .. ) (1)
     ( ... أو اطعامٍ في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة ) (2)
     ( ... وآتى المال على حبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين ) (3)
     وجعل الله تعالى لليتيم حقاً في أموال المسلمين ( واعلموا أنّما غنمتم من شيء فانَّ لله خُمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين ... ) (4)
     وقال تعالى : ( قُل ما أنفقتم من خيرٍ فللوالدين والاقربين واليتامى والمساكين ) (5)
     ونهى تعالى عن التصرّف باموال اليتيم إلاّ بالصورة الاحسن التي تجدي له نفعاً وربحاً ( ولا تقربوا مال اليتيم إلاّ باللتي هي أحسن حتى يبلغ أشدّه ) (6)
     وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من عال يتيماً حتى يستغني ، أوجب الله له بذلك الجنّة » (7)
     وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « من كفل يتيماً من المسلمين فأدخله إلى طعامه وشرابه ،


1 ـ الاِنسان 76 : 8.
2 ـ البلد 90 : 14 ـ 15.
3 ـ البقرة 2 : 177.
4 ـ الانفال 8 : 41.
5 ـ البقرة 2 : 215.
6 ـ الانعام 6 : 152.
7 ـ تحف العقول : 198.


(89)

أدخله الله الجنّة البتة ، إلاّ أن يعمل ذنباً لا يغفر » (1)
     وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « أنا وكافل اليتيم في الجنّة كهاتين ـ وهو يشير باصبعيه » (2) وراعى المنهج الاِسلامي اشباع الحاجات المعنوية لليتيم كالاحسان إليه والعدل معه.
     قال سبحانه وتعالى : ( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلاّ الله وبالوالدين احساناً وذوي القربى واليتامى والمساكين ... ) (3)
     وقال تعالى : ( ... وأن تقوموا لليتامى بالقسط ) (4)
     وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « خيرُ بيتٍ من المسلمين بيتٌ فيه يتيم يُحسن إليه ، وشرّ بيتٍ من المسلمين بيتٌ فيه يتيم يساء اليه » (5)
     وأوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مداراة اليتيم والرفق به وتكريمه فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « حثّ الله تعالى على برِّ اليتامى لانقطاعهم عن آبائهم ، فمن صانهم صانه الله تعالى ، ومن أكرمهم أكرمه الله تعالى ، ومن مسح يده برأس يتيم رفقاً به جعل الله تعالى له في الجنّة بكلِّ شعرة مرّت تحت يده قصراً أوسع من الدنيا وما فيها ... » (6)
     وشجّع الاِمام الصادق عليه السلام على التعامل مع اليتيم بحنان ورحمة فقال :


1 ـ مستدرك الوسائل 1 : 148.
2 ـ المحجة البيضاء 3 : 403.
3 ـ البقرة 2 : 83.
4 ـ النساء 4 : 127.
5 ـ المحجة البيضاء 3 : 403.
6 ـ المحجة البيضاء 3 : 403.


(90)

« ما من عبد يمسح يَدَه على رأس يتيم ترحمّاً له إلاّ اعطاه الله تعالى بكلِّ شعرة نوراً يوم القيامة » (1)
     ومن رعاية اليتيم معالجة المشاكل التي تواجهه والتي تسبب له الاَلم والقلق والاضطراب ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « اذا بكى اليتيم اهتزّ العرش على بكائه فيقول الله تعالى : ياملائكتي اشهدوا عليّ أنَّ من أسكته واسترضاه أرضيته في يوم القيامة » (2)
     وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : « اذا بكى اليتيمُ في الارض يقول الله من أبكى عبدي وأنا غيّبت أباه في التراب فوعزتي وجلالي انّ من أرضاه بشطر كلمة أدخلته الجنّة » (3)
     ومن الوصايا بشؤون اليتيم إدخال الفرح على قلبه بإشباع حاجاته المادية أو الروحية من احترام وتقدير ومحبّة أو مدح وتشجيع إلى غير ذلك.
     قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنَّ في الجنّة داراً يقال لها دار الفرح لايدخلها إلاّ من فرّح يتامى المؤمنين » (4)
     ومن الاهتمام والعناية باليتيم هو القيام بتربيته تربية صالحة وإعداده لان يكون عنصراً صالحاً في المجتمع ، قال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام : « ادّب


1 ـ المحجة البيضاء 3 : 403.
2 ـ مستدرك الوسائل 2 : 623.
3 ـ مستدرك الوسائل 2 : 623.
4 ـ كنز العمال 3 : 170 / 6008.


(91)

اليتيم بما تؤدّب منه ولدك ... » (1)
     فاليتيم الذي يحصل على العناية والرعاية والحب والحنان يشعر بالراحة والطمأنينة ويعيش سوّياً في عواطفه وفي شخصيته ، امّا في حالة الحرمان فانّه لا يصبح سويّاً وقد يلتقطه بعض المنحرفين فيوجهه الوجهة غير الصالحة فيصبح عنصراً ضاراً في المجتمع.


1 ـ الكافي 6 : 47 / 8 باب تأديب الولد.


(92)


(93)

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net