متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
أهمّية البحث وأسباب اختياره وأهدافه
الكتاب : دراسات في الفكر الإقتصادي الإسلامي    |    القسم : مكتبة السياسة و الإقتصاد

البحث الثالث 

ملامح نظريّة الإنتاج الإسلاميّة

في مبحث إحياء الأراضي المَوات

 


الصفحة 74


الصفحة 75

أهمّية البحث وأسباب اختياره وأهدافه

تحتلّ الدراسات التي تعدّ الشريعة الإسلامية نظاماً كاملاً يستوعب حاجة الإنسان الماديّة والروحيّة مكاناً هامّاً في الاهتمام الأكاديمي ، وبخاصّة إذا تولّت عمليّة التنظير في هذه الدّراسات بناء نظريّة إنتاج إسلاميّة تستند إلى أُصول الأحكام الشرعيّة .

وبناء نظريّة الإنتاج الإسلاميّة هذه تشكّل في الجانب الآخر ردّاً على جهود دراسيّة غربيّة أو عربيّة تحاول ، عامدة أو منساقة ، تصوير الأُطر الاجتماعيّة والاقتصاديّة المنبثقة من الشريعة الإسلاميّة ، كأنّها تعتني بالتوزيع لا على أساس أنّ للإسلام نظريّة توزيعيّة ؛ لأنّه سينتج عن ذلك أنّ له تصوّراً شموليّاً في مجال إدارة اقتصاديّات المجتمع الإسلامي ، أو أيّ مجتمع إنسانيّ ، وإنّما على أساس أنّه ذو محتوى أخلاقي ( 1 ) يعتمد دالّة الإحسان في تغطية حاجة ذوي الدخل المحدود ، أو ممّن يُطلق عليهم شرائح ما دون الكفاية .

لأجل ذلك تتّجه الدراسات الموضوعيّة الواعية والمخلصة إلى طرح هذا المنظور ، واستبداله بتوجّه يرمي إلى اكتشاف مفاصل نظريّة اقتصاديّة كاملة ، تقوم على أساس معايير الكتاب والسنّة وبقيّة مصادر الحُكم الشرعي فقط .

والإنتاج هو أوّل هذه المفاصل ، والوصول إلى تحديد سماته يحتاج إلى استقراء مباحث فقهيّة ، وعقائدية ، وتحليلها تحليلاً يتّخذ من الفحص عن الأثر الاقتصادي لتلك الأحكام فرضيّته المركزيّة .

ويُشكّل إحياء الأراضي المَوات واحداً من الموضوعات التي تدور حول محور الإنتاج وعناصره ، كما أنّه يبرز أنّ الإسلام ينفرد عن النُظم الاقتصاديّة المعاصرة في أنّه يهتمّ بتوزيع عناصر الإنتاج قبل الإنتاج نفسه ، ويرتّب عليه توزيع النواتج الماديّة لعمليّة الإنتاج الفعلي ، وهذا ما نتبيّنه في أقوال الفقهاء المُتعلّقة باكتساب حقّ الملكيّة في الأرض المُحياة أو اكتساب حقّ الاختصاص .


الصفحة 76

إنّ صورة الإحياء مبسّطة في مفهوم اقتصادي مبسّط أيضاً ، وهو تحريض التشريع وتشجيعه للمُستخلَف ـ الإنسان المُسلم ـ لكي يضيف وحدات العمل إلى عنصر الطبيعة ؛ ليلبّي حاجة نفسيّة هي التملّك ، وحاجة مادّية هي تحقيق الربـح ، وحاجة اجتماعيّة هي توسيع نواتج الدخل القومي وتعميقها بموازاة زيادة معدّلات السُكّان .

إنّ هذه الدراسة ومثيلاتها ربّما توصلنا إلى تحديد لمَسات مُشتركة ، لتشكيل نظريّة إنتاجيّة في الإسلام تقوى على محاورة نظريّات الإنتاج في المدارس الاقتصاديّة العالميّة ؛ لذا فإنّ أسباب اختياري للموضوع تتمثّل في ما يأتي :

1 ـ تناول أبرز جزء فقهيّ وتحليل مقتضياته ؛ لكي يلامس مقولة الإنتاج في الفكر الاقتصادي العالمي .. مستنداً إلى الكتاب والسنّة .

2 ـ تخليص ما يُدّعى من إسقاطات معاصرة من النظريّات الاقتصاديّة الوضعيّة على التوزيع الإسلامي لعناصر الإنتاج أو نواتج الدخل .

3 ـ يتناسب تحليل المغزى الاقتصادي مع عصر البحث الذي يُسمّى عصر السباق بين النموّ الاقتصادي وزيادة السكّان ، ويبيّن أُسلوب الإسلام في رسم معادلاته لحلّ هذه المعضلة ، بما يسهم في معالجة قضيّة ( أو أزمة ) التنمية في العالم الثالث .

4 ـ يسهم البحث في تقديم ورقة ذات علاقة بمشكلة الأمن الغذائي في العالم الثالث ، أو في دول العجز منها .

ومن أسباب الاختيار نستطيع اشتقاق أهداف البحث ، وهي : تحليل آليّة آراء الفقهاء في إحياء الأراضي الموات للوصول إلى تشكيل محاور نظريّة الإنتاج الإسلاميّة .

 

ــــــــــــــــــــــــ

( * ) قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) : فيه عمرو بن واقد ، وهو متروك : 5/331 .

( 1 ) اُنظر في هذا الاتّجاه :

أ ـ رودنسون ( مكسيم ) ، الإسلام والرأسماليّة .

ب ـ أوستري ( جاك ) ، الإسلام والتطوّر الاقتصادي .

جـ ـ سعد ( أحمد صادق ) ، النمط الآسيويّ للإنتاج .

د ـ أبحاث مجلّة دراسات عربيّة حول كتاب الخراج ، العدد : 1 ، 2 ، السنة : 19 ، ص : 4 ـ 89 .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net