متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
مَن هو أُميَّة ؟ ، بنو أُميَّة في صدر الإسلام ، بنو أُميَّة في حديث المُصطفى
الكتاب : شخصيات ومواقف    |    القسم : مكتبة التاريخ و السيرة

مَن هو أُميَّة ؟

إنَّ أُميَّة كان غلاماً روميَّاً لـ ( عبد شمس ) ، فلمَّا ألفاه كَيِّساً فطِناً أعتقه وتبنَّاه ، فقيل : ( أُميَّة بن عبد شمس ) ( 1 ) .

إذاً ، فبنو أُميَّة ليسوا مِن قريش ، وإنَّما لُحِقوا ولُصِقُوا بهم ، وكان ذلك مِن دأب العرب والجاهليَّة . ويُصدِّق ذلك قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كتابه إلى مُعاوية :

( وأما قولُك : إنَّا بنو عبد مناف ، ليس لبعضنا على بعض فضل . فكذلك نحنُ ، ولكنْ ليس أُميَّة كهاشم ، ولا حرب كعبد المُطَّلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المُهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللَّصيق ، ولا المُحقُّ كالمُبطل ، ولا المؤمن كالمُدغل . ولبئس الخَلَف خَلَفاً يتْبع سَلَفاً هَوى في نار جهنَّم . وفي أيدينا بعدُ فضلُ النبوَّة التي أذللنا بها العزيز ، ونَعَشْنا بها الذليل . ولمَّا أدخل اللهُ الربُّ في دينه أفواجاً ، وأسلمت هذه الأمَّةُ طوعاً وكرهاً .. كنتم مِمَّن دخل في الدين : إمَّا رغبة ، وإمَّا رهبة ، على حين فاز أهل السَّبقِ بسَبقِهم ، وذهب المُهاجرونَ الأوَّلونَ بفضلهم .. ) ( 2 ) .

ـــــــــــــــــ

15 ـ كامل بهائي 1: 269 ، عنه سفينة البحار ، للشيخ عبّاس القمّيّ _باب شهد.

16 ـ شرح نهج البلاغة ، لابن ميثم البحرانيّ4: 389 .


  الصفحة 50

بنو أُميَّة في صدر الإسلام :

* عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) : ( بعثني الله نبيَّاً فأتيت بني أُميَّة فقلت : يا بني أُميَّة ، إنِّي رسول الله إليكم ، قالوا : كَذِبْت ، ما أنت برسول . ثمَّ أتيت بني هاشم فقلت : إنِّي رسول الله إليكم ، فآمنَ بي عليُّ بن أبي طالب سِرَّاً وجَهْراً ، وحماني أبو طالب جَهْراً وآمن بي سِرَّاً . ثمَّ بعث اللهُ جبرئيلَ بلوائه فوكزه في بني هاشم ، وبعث إبليس بلوائه فوكزه في بني أُميَّة .. فلا يزالون أعداءَنا ، وشيعتُهم أعداء شيعتنا إلى يوم القيامة ) ( 1 ) .  

ونزل كتاب الله تعالى وغدت آياته تترى .. فماذا قالت في بَنْي أُميَّة ؟

* أخرج المُحدِّث الشهير ( المُتَّقي الهنديّ ) ـ وهو مِن علماء السُّنَّة ـ في كتابه الكبير ( كنز العُمَّال ) ، عن عمر بن الخطَّاب في قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً ... ) ( 2 ) قال : هما الأفجرانِ مِن قريش : بنو المُغيرة ، وبنو أُميَّة . قال : أخرجه ابن جرير ، وابن المُنذر ، وابن مردويه ( 3 ) .

ـــــــــــــــــ

1 ـ كنز جامع الفوائد ، أوْ تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العِترة الطاهرة ، للسيِّد شرف الدين عليّ الحسينيّ الأستربادي 2: 806 .

2 ـ سورة إبراهيم :28 .

3 كنز العمَّال1: 252 ، روايتان .


الصفحة 51

* وفي تفسير ( الكشَّاف ) روى الزمخشري في ظلِّ الآية نفسها عن عمر بن الخطّاب أيضاً : هم الأفجرانِ مِن قريش : بنو المُغيرة وبنو أُميَّة .. فأمَّا بنو المُغيرة فكُفيتُموهم يوم بدر ، وأمَّا بنو أُميَّة فتمتَّعوا حتَّى حين .

وذكره السيوطيّ ـ أيضاً ـ في ( الدُّرِّ المنثور ) وقال : أخرجه البخاريّ في تاريخه ، وابن جرير وابن المُنذر وابن مردويه عن عمر بن الخطّاب .

* وأخرج البريُّ في تفسير ( جامع البيان ) ( 1 ) ، عن القاسم بن الفضل ، عن عيسى بن مازن ، عن الحسن بن عليٍّ أنَّه قال : إنَّ رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) أُري في المنام بَنْي أُميَّة يَعلُون مِنبرَه ، خليفةً خليفة ، فشقَّ عليه ذلك ، فأنزل الله : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) يعني مُلْك بني أُميَّة . قال القاسم : فحَسَبنا مُلْك بَنْي أُميَّة فإذا هو ألف شهر ( 2 ) .

وفي ردِّه على ( عُتبة بن أبي سفيان ) قال له الإمام الحسن بن عليٍّ ( عليه السلام ) : ( .. فأنت ذُرِّيَّة آبائك الذين ذكرهم الله في القرآنِ فقال : ( عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ

ـــــــــــــــــــ

1 ـ وكذلك : سُنَن الترمذيّ ج2 ، والمُستدرك على الصحيحين3: 170 ، والتفسير الكبير للفخر الرازيّ في ظِلِّ سورة القدر وسورة الكوثر ، والدُّرُّ المنثور في ظِلِّ سورة القدر .

2 ـ جامع البيان في تفسير القرآن 30: 167 ، والآية 3 في سورة القدر .


الصفحة 52

إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ * لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) ) ( 1 ) .

  بنو أُميَّة في حديث المُصطفى ( صلَّى الله عليه وآله ) :

* أخرج علاَّمة الشافعيَّة ابن حجر الهيثميّ ، عن عمرو بن الحمق الخزاعيّ أنَّه قال : إنَّ رسول الله ( صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم ) قال لي ذات يوم : ( يا عمرو ، هل لك أنْ أُريك آية النار ، تأكل الطعام وتشرب الشرابَ ، وتمشي في الأسواق ؟ ) ، قلت : بلى ـ بأبي أنت وأُمِّي ! ـ قال : ( هذا وقومُه آية النار ـ وأشار إلى مُعاوية ـ ) ( 2 ) .

* وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم ) : ( إنَّ لكلِّ دين آفة ، وآفة هذا الدين بَنو أُميَّة ) ( 3 ) .

* وقال ( صلَّى الله عليه وآله ) : ( لا تقوم الساعة حتَّى يخرج ثلاثون كذَّاباً ... ( إلى أنْ قال : ) وشَرُّ قبائل العرب : بَنو أُميَّة ، وبنو حنيفة ، والثقيف ) ( 4 ) .

* وروى الحاكم النيسابوريّ بسنده ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم ) : ( إنَّ أهل بيتي سيَلْقَون مِن بعدي مِن أُمَّتي قَتلاً

ـــــــــــــــــ

1 ـ سفينة البحار ، باب عتب ، والآيات في سورة الغاشية: 3ـ7 .

2 ـ مجمع الزوائد 9: 405 .

3 ـ كنز العمَّال 7: 142 .

4 ـ كنز العمَّال : ص171 ، وأخرجه ابن أبي شيبة وابن عديّ عن الزهريّ . وذكره الذهبيُّ أيضاً في ميزان الاعتدال 2: 181 ، وصحَّحه ورواه عن ابن الزبير .


الصفحة 53

وتشريداً ، وإنَّ أشدَّ قومنا لنا بُغضاً : بَنو أُميَّة وبنو المُغيرة وبنو مَخزوم ) ( 1 ) .

* وعن حمران بن جابر الحنفيّ ، قال : سمعتُ رسول الله ( صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم ) يقول : ( ويلٌ لبني أُميَّة ـ ثلاث مرَّات ـ ) ( 2 ) .

* وعن أبي ذَرٍّ الغفاريّ ، قال : سمعت رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) يقول : ( إذا بلغت بَنو أُميَّة أربعين اتَّخذُوا عبادَ اللهِ خَولاً ، ومالَ الله نِحلاً ، وعبادَ الله دَغَلاً ) ( 3 ) .

ــــــــــــــــــ

1 ـ المُستدرك على الصحيحين 4: 487 ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، وذكره المتَّقي الهنديّ في كنز العمَّال 6: 40 ، وقال : أخرجه نعيم بن حمّاد في ( الفتن ) .

2 ـ كنز العمَّال 6: 91 ، قال المتَّقي الهنديّ : أخرجه أبو مندة وأبو نعيم .

3 ـ المُستدرك على الصحيحين 4 : 479 ، وذكره المتَّقي الهنديّ أيضاً في كنز العمَّال 6 : 39 ، وقال : ( ومال الله دخلاً ) ، وقال : أخرجه ابن عساكر .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net