متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
المسألة السادسة: طرق وأسانيد حديث حجر الغدير
الكتاب : آيات الغدير    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

المسألة السادسة: طرق وأسانيد حديث حجر الغدير

أولاً: طرق وأسانيد المصادر السنية

الطريق الأول:

حديث أبي عبيد الهروي في كتابه: غريب القرآن، وقد تقدم، وهو بمقاييس أهل الجرح والتعديل السنيين بقوة المسند المقبول.

الطريق الثاني:

حديث الثعلبي عن سفيان بن عيينة.. وله أسانيد كثيرة، وأكثر الذين ذكرهم صاحب الغدير، رووه عن الثعلبي بأسانيدهم اليه، أو نقلوه من كتابه.

ـ وذكر السيد المرعشي عدداً منهم في إحقاق الحق: 6|358، قال:

ـ العلامة الثعلبي في تفسيره (مخطوط): روى بسنده عن سفيان بن عيينة رحمه الله سئل عن قوله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع، فيمن نزلت؟ فقال للسائل: لقد سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك، حدثني أبي، عن جعفر بن محمد عن آبائه رضي الله عنهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي رضي الله عنه وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فشاع ذلك فطار في البلاد، وبلغ ذلك الحارث (خ. الحرث) بن النعمان الفهري، فأتي رسول الله


الصفحة 320

صلى الله عليه وسلم على ناقة له، فأناخ راحلته ونزل عنها، وقال: يا محمد أمرتنا عن الله عز وجل أن نشهد أن لا إلَه إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلنا منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصوم رمضان وأمرتنا بالحج فقبلنا، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا فقلت من كنت مولاه فعلي مولاه! فهذا شيء منك أم من الله عز وجل؟!

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي لا إلَه إلا هو إن هذا من الله عز وجل.

فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل الى راحلته حتى رماه الله عز وجل بحجر سقط على هامته فخرج من دبره فقتله، فأنزل الله عز وجل (سئل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج).

ـ ومنهم العلامة الحمويني في فرائد السمطين (المخطوط) قال:

أخبرني الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل المقدسي بمدينة نابلس فيما أجازني أن أرويه عنه، عن القاضي جمال الدين عبد القاسم بن عبد الصمد بن محمد الأنصاري إجازة، عن عبدالجبار بن محمد الخوارزمي البيهقي إجازة، عن الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي رحمه الله قال: قرأت على شيخنا الأستاد أبي إسحاق الثعلبي رحمه الله في تفسيره أن سفيان بن عيينة.. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي.

ـ ومنهم العلامة الزرندي في نظم درر السمطين|93 ط. مطبعة القضاء:

روى الحديث بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي.

ـ ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة|24 ط. الغري

روى الحديث نقلاً عن الثعلبي بعين ماتقدم عن تفسيره بلا واسطة.

ـ ومنهم العلامة عبد الرحمن الصفوري في نزهة المجالس 2|209 ط. القاهرة:

روى الحديث نقلاً عن تفسير القرطبي بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي.


الصفحة 321

ـ ومنهم العلامة السيد جمال الدين عطاء الله الشيرازي الهروي في الأربعين حديثاً

(مخطوط) روى الحديث بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي، لكنه زاد بعد قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله: وأدر الحق معه حيث كان، وفي رواية اللهم أعنه وأعن به وارحمه وارحم به، وانصره وانصر به.

ـ ومنهم العلامة عبدالله الشافعي في المناقب|205 مخطوط

روى الحديث بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي.

ـ ومنهم العلامة القندوزي في ينابيع المودة|274 ط. اسلامبول

روى الحديث عن الثعلبي بعين ما تقدم عنه في تفسيره.

ـ ومنهم العلامة الأمرتسري في أرجح المطالب|568 ط. لاهور

روى الحديث من طريق شهاب الدين الدولت آبادي، والسيد السمهودي في جواهر العقدين، وجمال الدين المحدث صاحب روضة الأحباب في أربعينه

ـ وعبد الرؤوف المناوي في فيض القدير

ـ ومحمد بن محمد القادري في الصراط السوي

ـ والحلبي في إنسان العيون

ـ وأحمد بن الفضل بن محمد باكثير في وسيلة الامال

ـ ومحمد بن إسماعيل الامير في الروضة الندية

ـ والحافظ محمد بن يوسف الكنجي في كفاية الطالب بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي. انتهى.

سندا القاضي الحسكاني الى ابن عيينة

ـ قال في شواهد التنزيل: 2|382

1030 ـ أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، حدثنا أبو أحمد البصري قال: حدثني محمد بن سهل حدثنا زيد بن إسماعيل مولى الأنصاري،


الصفحة 322

حدثنا محمد بن أيوب الواسطي، عن سفيان بن عينية، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: عن علي قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً يوم غدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. طار ذلك في البلاد، فقدم على رسول الله النعمان بن الحرث الفهري فقال: أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إلَه إلا الله وأنك رسول الله، وأمرتنا بالجهاد والحج والصلاة والزكاة والصوم فقبلناها منك، ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت: من كنت مولاه معلي مولاه، فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟!!

فقال: أمرٌ من عند الله.

قال: الله الذي لا إلَه إلا هو إن هذا من الله؟

قال: الله الذي لا إلَه إلا هو إن هذا من الله.

قال: فولى النعمان وهو يقول (اللهم) إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فرماه الله بحجر على رأسه فقتله، فأنزل الله تعالى (سأل سائل).

1031 ـ حدثونا عن أبي بكر السبيعي، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر أبو جعفرالضبعي، قال: حدثني زيد بن إسماعيل بن سنان، حدثنا شريح بن النعمان حدثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر عن أبيه، عن علي بن الحسين قال: نصب رسول الله صلى الله عليه وآله علياً يوم غدير خم (و) قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فطار ذلك في البلاد. الحديث به، سواء معنى.

الطريق الثالث: للقاضي الحسكاني عن جابر الجعفي

ـ قال في شواهد التنزيل: 2|382

1032 ـ و (رواه أيضاً) في (التفسير) العتيق (قال): حدثنا إبراهيم بن محمد الكوفي قال: حدثني نصر بن مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي قال: أقبل الحارث بن عمرو الفهري الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنك أتيتنا


الصفحة 323

بخبر السماء فصدقناك وقبلنا منك. فذكر مثله الى قوله: فارتحل الحارث، فلما صار ببطحاء (مكة) أتته جندلة من السماء فشدخت رأسه، فأنزل الله (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين) بولاية علي عليه السلام.

وفي الباب عن حذيفة، وسعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة، وابن عباس.

الطريق الرابع: للقاضي الحسكاني عن حذيفة بن اليمان

ـ قال في شواهد التنزيل: 2|383

1033 ـ حدثني أبو الحسن الفارسي، حدثنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل الحسني، حدثنا عبد الرحمان بن الحسن الأسدي، حدثنا إبراهيم.

وأخبرنا أبو بكر محمد بن محمد البغدا دي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر الشيباني، حدثنا عبد الرحمن بن الحسن الأسدي، حدثنا إبراهيم بن الحسن الكسائي، حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا سفيان بن سعيد، حدثنا منصور، عن ربعي، عن حذيفة بن اليمان قال: لما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: من كنت مولاه فهذا مولاه. قام النعمان بن المنذر الفهري (كذا) فقال: هذا شيء قلته من عندك أو شيء أمرك به ربك.

قال: لا، بل أمرني به ربي.

فقال: اللهم أنزل علينا حجارة من السماء. فما بلغ رحله حتى جاءه حجرٌ فأدماه فخر ميتاً، فأنزل الله تعالى (سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع) و ( الطريقان) لفظهما واحد.

الطريق الخامس: للقاضي الحسكاني عن أبي هريرة

ـ قال في شواهد التنزيل: 2|383

1034 ـ وأخبرنا عثمان أخبرنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب البحلي قال: حدثنا أبو عمارة محمد بن أحمد المهدي، حدثنا


الصفحة 324

محمد بن أبي معشر المدني، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعضد علي بن أبي طالب يوم غدير خم، ثم قا ل: من كنت مولاه فهذا مولاه. فقام إليه أعرابي فقال: دعوتنا أن نشهد أن لا إلَه إلا الله وأنك رسول الله فصدقناك، وأمرتنا بالصلاة والصيام فصلينا وصمنا، وبالزكاة فأدينا، فلم يقعنك إلا أن تفعل هذا! فهذا عن الله أم عنك؟

قال: عن الله، لا عني.

قال: الله الذي لا إلَه إلا هو لهذا عن الله لا عنك؟!

قال: نعم، ثلاثاً، فقام الأعرابي مسرعاً الى بعيره، وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، الآية، فما استتم الكلمات حتى نزلت نارٌ من السماء فأحرقته، وأنزل الله في عقب ذلك: سأل سائل، الى قوله دافع. انتهى.

وقد ذكر الحسكاني كما رأيت طريقين آخرين الى سعد بن أبي وقاص، وابن عباس، ولم يذكر سندهما.. ولعلهما الطريقان الموجودان في تفسير فرات الكوفي.

***

ثانياً: طرق وأسانيد مصادرنا الى سفيان بن عيينة

أسانيد فرات بن ابراهيم الكوفي الى سفيان بن عيينة

ـ تفسير فرات الكوفي ص 505

3 ـ فرات قال: حدثني محمد بن أحمد ظبيان معنعناً: عن الحسين بن محمد الخارفي قال: سألت سفيان بن عيينة عن: سأل سائل، فيمن نزلت: قال: يا ابن أخي سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، لقد سألت جعفر بن محمد عليهما السلام عن مثل الذي سألتني عنه، فقال: أخبرني أبي عن جدي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما كان يوم غدير خم، قام رسول الله صلى الله عليه وآله خطيباً فأوجز في خطبته، ثم دعا علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ بضبعه ثم رفع بيده حتى رئي بياض إبطيهما وقال: ألم أبلغكم


الصفحة 325

الرسالة؟ ألم أنصح لكم؟ قالوا: اللهم نعم، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله. ففشت في الناس فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فرحل راحلته ثم استوى عليها ـ ورسول الله صلى الله عليه وآله إذ ذاك بمكة ـ حتى انتهى الى الأبطح، فأناخ ناقته ثم عقلها ثم جاء الى النبي صلى الله عليه وآله فسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه وآله فقال:

يا محمد إنك دعوتنا أن نقول لا إلَه إلا الله فقلنا! ثم دعوتنا أن نقول إنك رسول الله فقلنا، وفي القلب ما فيه، ثم قلت صلوا فصلينا، ثم قلت صوموا فصمنا فأظمأنا نهارنا وأتعبنا أبداننا، ثم قلت حجوا فحججنا، ثم قلت إذا رزق أحدكم مأتي درهم فليتصدق بخمسة كل سنة، ففعلنا.

ثم انك أقمت ابن عمك فجعلته علماً وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، أفعنك أم عن الله؟! قال: بل عن الله ـ قال فقالها ثلاثاً ـ قال: فنهض، وإنه لمغضب وإنه ليقول: اللهم إن كان ما قال محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء، تكون نقمة في أولنا وآية في آخرنا، وإن كان ما قال محمد كذباً فأنزل به نقمتك.

ثم أثار ناقته فحل عقالها ثم استوى عليها، فلما خرج من الأبطح رماه الله تعالى بحجر من السماء فسقط على رأسه وخرج من دبره، وسقط ميتاً فأنزل الله فيه: سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع، من الله ذي المعارج. انتهى.

أسانيد محمد بن العباس الى سفيان بن عيينة

ـ تأويل الآيات: 2|722

قال محمد بن العباس رحمه الله: حدثنا علي بن محمد بن مخلد، عن الحسن بن القاسم، عن عمر بن الأحسن، عن آدم بن حماد، عن حسين بن محمد قال: سألت سفيان بن عيينة عن قول الله عز وجل: سأل سائل، فيمن نزلت؟ فقال... بنحو رواية فرات الأخيرة.


الصفحة 326

سند الشريف المرتضى الى سفيان بن عيينة

ـ مدينة المعاجز: 1|407

270 ـ السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال: حدث أبو عبد الله محمد بن أحمد قال: حدثنا أبي قال: حدثني علي بن فروخ السمان قال: حدثني يحيى بن زكرياء المنقري قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثني عمر بن أبي سليم العيسى، عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه وآله علياً يوم غدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه...

قلت: قد ذكرت في معنى هذا الحديث رواية المفضل بن عمر الجعفي، عن الصادق عليه السلام في كتاب البرهان في تفسير القرآن بالرواية عن أهل البيت في قوله تعالى: قل فلله الحجة البالغة من سورة الأنعام.

وفي سورة المعارج في قوله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع، رواية اخرى.

سند منتجب الدين الرازي الى سفيان بن عيينة

ـ الأربعون حديثاً لمنتجب الدين الرازي ص 82

الحكاية الخامسة: أنا أبو العلاء زيد بن علي بن منصور الأديب والسيد أبوتراب المرتضى بن الداعي بن القاسم الحسني قال: أنا الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد الواعظ الحافظ املاءً: أنامحمد بن زيد بن علي الطبري أبو طالب بن أبي شجاع البريدي بآمل بقراءتي عليه، أنا أبو الحسين زيد بن إسماعيل الحسني، أنا السيد أبوالعباس أحمد بن إبراهيم الحسني، أنا عبدالرحمن بن الحسن الخاقاني، أناعباس بن عيسى، نا الحسن بن عبد الواحد الخزاز، عن الحسن بن علي النخعي، عن رومي بن حماد المخارقي قال: قلت لسفيان بن عيينة: أخبرني عن (سأل سائل) فيمن أنزلت ط قال: لقد سألتني عن مسألة ماسألني عنها أحد قبلك، سألت عنها جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك، حدثني أبي عن آبائه عليهم السلام قال: لما حج النبي صلى الله عليه وآله حجة الوداع فنزل بغدير خم، نادى في


الصفحة 327

الناس فاجتمعوا فقال: ياأيها الناس ألم أبلغكم الرسالة؟ قالوا: اللهم بلى. قال: أفلم أنصح لكم؟ قالوا: اللهم بلى. قال: فأخذ بضبع علي عليه السلام فرفعه حتى رؤي بياض إبطيهما، ثم قال: أيها الناس من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

قال: فشاع ذلك، فبلغ الحارث بن النعمان الفهري، فأقبل يسير على ناقة له حتى نزل بالأبطح فأناخ راحلته وشد عقالها، ثم أتى النبي صلى الله عليه وآله وهو في ملأ من أصحابه فقال: يا رسول الله والله الذي لا إلَه إلا هو إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إلَه إلا الله فشهدنا، ثم أمرتنا أن نشهد أنك رسوله فشهدنا، ثم أمرتنا أن نصلي خمساً فصلينا، ثم أمرتنا أن نصوم شهر رمضان فصمنا، ثم أمرتنا أن نزكي فزكينا، ثم أمرتنا أن نحج فحججنا، ثم لم ترض حتى نصبت ابن عمك علينا، فقلت: من كنت مولاه فهذا علي مولاه. هذا عنك أو عن الله تعالى؟!

قال النبي صلى الله عليه وآله: لا بل عن الله.

قال: فقام الحارث بن النعمان مغضباً وهو يقول: اللهم إن كان ما قال محمد حقاً فأنزل بي نقمة عاجلة.

قال: ثم أتى الأبطح فحل عقال ناقته واستوى عليها، فلما توسط الأبطح رماه الله بحجر فوقع وسط دماغه وخرج من دبره، فخر ميتاً، فأنزل الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع. وقد أورد أبو إسحاق الثعلبي إمام أصحاب الحديث في تفسيره هذه الحكاية بغير إسناد.

سند الطبرسي الى سفيان بن عيينة

ـ تفسير الميزان: 6|58

وفي المجمع أخبرنا السيد أبو الحمد قال: حدثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال: أخبرنا أبو بكر الجرجانى قال: أخبرنا أبو أحمد البصرى قال: حدثنا محمد بن سهل قال: حدثنا زيد بن إسماعيل مولى


الصفحة 328

الأنصار قال: حدثنا محمد بن أيوب الواسطي قال: حدثنا سفيان بن عيينه، عن جعفر بن محمد الصادق، عن آبائه قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه وآله علياً يوم غدير خم قال من كنت مولاه فهذا على مولاه....

***

ثالثاً: طرق وأسانيد من مصادرنا من غير طريق سفيان بن عيينة

أسانيد محمد بن يعقوب الكليني

ـ الكافي: 1|422

47 ـ علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين (بولاية علي) ليس له دافع.

ثم قال: هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله. انتهى.

ومعنى قوله عليه السلام (هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله: أنه نزل بتأويلها، وهذا مثل قول ابن مسعود المتقدم في آية التبليغ أنهم كانوا يقرؤون على عهد النبي صلى الله عليه وآله (بلغ ما أنزل اليك ـ في علي) وما ورد عن ابن عباس في آيات الخندق أنه كان يقرأ (وكفى الله المؤمنين القتال ـ بعلي) فهذه ليست قراءات، لأنه لا يجوز إضافة أي حرفٍ الى نص كتاب الله تعالى، بل كلها تفاسير من الصحابة، أو تفسيرٌ نزل به جبرئيل عليه السلام فبلغهم إياها النبي صلى الله عليه وآله فكانوا يقرؤونها كالذي يشرح آيةً، أو كتبوها في تفاسيرهم كالهامش.

ـ وفي الكافي: 8|57

18 ـ عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالساً إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: إن فيك شبهاً من عيسى بن مريم، ولو لا أن تقول فيك طوائف من


الصفحة 329

أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك قولاً لا تمر بملأٍ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك، يلتمسون بذلك البركة.

قال: فغضب أعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدةٌ من قريش معهم، فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلاً إلا عيسى ابن مريم، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله فقال: ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون، وقالوا ءآلهتنا خيرٌ أم هو ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون، إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل. ولو نشاء لجعلنا منكم ـ يعني من بني هاشم ـ ملائكة في الأرض يخلفون. قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك أن بني هاشم يتوارثون هرقلاً بعد هرقل، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذا ب أليم ....الى آخره، ولعل في متنه اضطراباً، وفيه:

ثم قال له: يا بن عمرو إما تبت وإما رحلت.

فقال: يا محمد، بل تجعل لسائر قريش شيئاً مما في يديك، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم!

فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ليس ذلك إلي، ذلك إلى الله تبارك وتعالى.

فقال: يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة، ولكن أرحل عنك، فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة، أتته جندلةٌ فرضخت هامته، ثم أتى الوحي الى النبي صلى الله عليه وآله فقال: سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ـ بولاية علي ـ ليس له دافع، من الله ذي المعارج.

أسانيد فرات بن ابراهيم الكوفي

ـ تفسير فرات الكوفي ص 503

1ـ قال: حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي قال: حدثنا أبو عمارة محمد بن أحمد المهتدي قال: حدثنا محمد بن معشر المدني، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: طرحت الأقتاب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم


الصفحة 330

قال فعلا عليها فحمد الله وأثنى عليه، ثم أخذ بعضد علي بن أبي طالب عليه السلام فاستلها فرفعها، ثم قال: اللهم من كنت مولاه فعلي فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.

فقام إليه أعرابي من أوسط الناس فقال: يا رسول الله دعوتنا أن نشهد أن لا إلَه إلا الله فشهدنا وأنك رسول الله فصدقنا، وأمرتنا بالصلاة فصلينا، وبالصيام فصمنا، وبالجهاد فجاهدنا، وبالزكاة فأدينا، قال: ولم يقنعك إلا أن أخذت بيد هذا الغلام على رؤس الأشهاد، فقلت: اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله! فهذا عن الله أم عنك؟!

قال: هذا عن الله، لا عني.

قال: الله الذي لا إلَه إلا هو لهذا عن الله لا عنك؟!

قال: الله الذي لا إلَه إلا هو لهذا عن الله لا عني.

ثم قال ثالثة: الله الذي لا إلَه إلا هو لهذا عن ربك لا عنك؟

قال: الله الذي لا إلَه إلا هو لهذا عن ربي لا عني.

قال: فقام الأعرابي مسرعاً الى بعيره وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.

قال: فما استتم الأعرابي الكلمات حتى نزلت عليه نارٌ من السماء فأحرقته، وأنزل الله في عقب ذلك: سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع، من الله ذي المعارج.

2 ـ قال فرات: حدثني جعفر بن محمد بن بشروية القطان معنعناً، عن الأوزاعي، عن صعصعة بن صوحان والأحنف بن قيس قالا جميعاً: سمعنا ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله إذ دخل علينا عمرو بن الحارث الفهري قال: يا أحمد أمرتنا بالصلاة والزكاة أفمنك هذا أم من ربك يا محمد؟ قال: الفريضة من ربي وأداء الرسالة مني، حتى أقول: ما أديت إليكم إلا ما أمرني ربي.


الصفحة 331

قال: فأمرتنا بحب علي بن أبي طالب، زعمت أنه منك كهارون من موسى، وشيعته على نوق غر محجلةٍ يرفلون في عرصة القيامة، حتى يأتي الكوثر فيشرب ويسقي هذه الأمة، ويكون زمرة في عرصة القيامة، أبهذا الحب سبق من السماء أم كان منك يا محمد؟

قال: بلى سبق من السماء ثم كان مني. لقد خلقنا الله نوراً تحت العرش!

فقال عمرو بن الحارث: الآن علمت أنك ساحر كذاب! يا محمد ألستما من ولد آدم؟

قال: بلى، ولكن خلقني الله نوراً تحت العرش قبل أن يخلق الله آدم باثني عشر ألف سنة، فلما أن خلق الله آدم ألقى النور في صلب آدم، فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب الى صلب، حتى تفرقنا في صلب عبد الله بن عبد المطلب وأبي طالب، فخلقنا ربي من ذلك النور، لكنه لكن لا نبي بعدي.

قال: فوثب عمرو بن الحارث الفهري مع اثني عشر رجلاً من الكفار، وهم ينفضون أرديتهم فيقولون: اللهم إن كان محمد صادقاً في مقالته فارم عمراً وأصحابه بشواظٍ من نار.

قال فرمي عمرو وأصحابه بصاعقة من السماء، فأنزل الله هذه الآية: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج. فالسائل عمرو وأصحابه.

4 ـ فرات قال: حدثنا أبو أحمد يحيى بن عبيد بن القاسم القزويني معنعناً، عن سعد بن أبي وقاص، قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وآله صلاة الفجر يوم الجمعة، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم الحسن وأثنى على الله تبارك وتعالى، فقال: أخرج يوم القيمة وعلي بن أبي طالب أمامي، وبيده لواء الحمد، وهو يومئذ من شقتين شقة من السندس وشقة من الإستبرق، فوثب إليه رجل أعرابي من أهل نجد من ولد جعفر بن كلاب بن ربيعة، فقال: قد أرسلوني إليك لأسألك، فقال: قل يا أخا البادية.

قال: ما تقول في علي بن أبي طالب، فقد كثر الإختلاف فيه؟


الصفحة 332

فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله ضاحكاً فقال: يا أعرابي، ولم يكثر الإختلاف فيه؟ عليٌّ مني كرأسي من بدني، وزري من قميصي.

فوثب الأعرابي مغضباً ثم قال: يا محمد إني أشد من علي بطشاً، فهل يستطيع علي أن يحمل لواء الحمد؟

فقال النبي صلى الله عليه وآله: مهلاً يا أعرابي، فقد أعطي علي يوم القيامة خصالاً شتى: حسن يوسف، وزهد يحيى، وصبر أيوب، وطول آدم، وقوة جبرئيل. وبيده لواء الحمد وكل الخلائق تحت اللواء، يحف به الأئمة والمؤذنون بتلاوة القرآن والأذان، وهم الذين لا يتبددون في قبورهم.

فوثب الأعرابي مغضباً وقال: اللهم إن يكن ما قال محمد فيه حقاً فأنزل علي حجراً. فأنزل الله فيه: سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج.

سندا محمد بن العباس

ـ تأويل الآيات: 2|722

ـ وقال أيضاً: حدثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه تلا: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ـ بولاية علي ـ ليس له دافع، ثم قال: هكذا هي في مصحف فاطمة عليها السلام.

ـ ويؤيده: ما رواه محمد البرقي، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ـ بولاية علي ـ ليس له دافع، ثم قال: هكذا والله نزل بها جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله. انتهى.

وقد تقدم أن عبارة (بولاية علي عليه السلام) تفسيرٌ للآية، وكانوا يكتبون ذلك في هامش مصاحفهم، كما ورد عن مصحف ابن عباس أنه كان فيه: وكفى الله المؤمنين القتال، بعلي عليه السلام.


الصفحة 333

سند جامع الأخبار

ـ بحار الأنوار: 33|165

42 ـ جامع الأخبار: أخبرنا علي بن عبد الله الزيادي، عن جعفر بن محمد الدوريستي، عن أبيه، عن الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن زرارة قال: سمعت الصادق عليه السلام قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله الى مكة في حجة الوداع فلما انصرف منها ـ وفي خبر آخر: وقد شيعه من مكة اثنا عشر ألف رجل من اليمن وخمسة آلاف رجل من المدينة ـ جاءه جبرئيل في الطريق فقال له:

يا رسول الله إن الله تعالى يقرؤك السلام، وقرأ هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك.. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل إن الناس حديثو عهد بالإسلام فأخشى أن يضطربوا ولا يطيعوا.....

فقال له: يا جبرئيل أخشى من أصحابي أن يخالفوني، فعرج جبرئيل ونزل عليه في اليوم الثالث وكان رسول الله صلى الله عليه وآله بموضع يقال له غدير خم، وقال له: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس.

فلما سمع رسول الله هذه المقالة قال للناس: أنيخوا ناقتي فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي، وأمر أن ينصب له منبر من أقتاب الإبل وصعدها وأخرج معه علياً عليه السلام وقام قائماً وخطب خطبة بليغة، وعظ فيها وزجر، ثم قال في آخر كلامه: يا أيها الناس ألست أولى بكم منكم؟

فقالوا: بلى يا رسول الله....

فلما كان بعد ثلاثةٍ، وجلس النبي صلى الله عليه وآله مجلسه أتاه رجل من بني مخزوم يسمى عمر بن عتبة ـ وفي خبر آخر حارث بن النعمان الفهري، فقال:

يا محمد أسألك عن ثلاث مسائل.

فقال: سل عما بدالك.


الصفحة 334

فقال: أخبرني عن شهادة أن لا إلا الله وأن محمداً رسول الله، أمنك أم من ربك؟

قال النبي صلى الله عليه وآله: أُوحِيَ إلي من الله، والسفير جبرئيل، والمؤذن أنا، وما أذنت إلا من أمر ربي.

قال: فأخبرني عن الصلاة والزكاة والحج والجهاد، أمنك أم من ربك؟

قال النبي صلى الله عليه وآله مثل ذلك.

قال: فأخبرني عن هذا الرجل ـ يعني علي بن أبي طالب عليه السلام ـ وقولك فيه: من كنت مولاه فهذا علي مولاه.. الى آخره، أمنك أم من ربك؟

قال النبي صلى الله عليه وآله: الوحي إليَّ من الله، والسفير جبرئيل، والمؤذن أنا، وما أذنت إلا ما أمرني.

فرفع المخزومي رأسه الى السماء فقال: اللهم إن كان محمد صادقاً فيما يقول فأرسل علي شواظاً من نار، وفي خبر آخر في التفسير فقال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، وولى، فوالله ما سار غير بعيد حتى أظلته سحابة سوداء، فأرعدت وأبرقت فأصعقت، فأصابته الصاعقة فأحرقته النار! فهبط جبرئيل وهو يقول: إقرأ يا محمد: سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع.

فقال النبي صلى الله عليه وآله لأصحابه: رأيتم؟ !

قالوا: نعم.

قال: وسمعتم؟

قالوا: نعم.

قال: طوبى لمن والاه والويل لمن عاداه، كأني أنظر الى علي وشيعته يوم القيامة يزفون على نوقٍ من رياض الجنة، شبابٌ متوجون مكحلون لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، قد أيدوا برضوان من الله أكبر، ذلك هو الفوز العظيم، حتى سكنوا حظيرة القدس من جوار رب العالمين، لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون، ويقول لهم الملائكة: سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.


الصفحة 335

سند مدينة المعاجز للبحراني

ـ مدينة المعاجز: 2|267

العلامة الحلي في الكشكول: عن محمد بن أحمد بن عبد الرحمان الباوردي....

فقال النضر بن الحارث الفهري: إذا كان غداً اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أقبل أنا وأتقاضاه ما وعدنا به في بدء الإسلام، وانظر ما يقول، ثم نحتج، فلما أصبحوا فعلوا ذلك فأقبل النضر بن الحارث فسلم على النبي صلى الله عليه وآله فقال:

يا رسول الله إذا كنت أنت سيد ولد آدم، وأخوك سيد العرب، وابنتك فاطمة سيدة نساء العالمين، وابناك الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وعمك حمزة سيد الشهداء، وابن عمك ذو الجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء. وعمك جلدة بين عينيك وصنو أبيك، وشيبة له السدانة، فما لسائر قومك من قريش وسائر العرب؟ !

فقد أعلمتنا في بدء الإسلام أنا إذا آمنا بما تقول لنا مالك وعلينا ما عليك.

فأطرق رسول الله صلى الله عليه وآله طويلاً ثم رفع رأسه فقال:

أما أنا والله ما فعلت بهم هذا، بل الله فعل بهم هذا فما ذنبي؟ !

فولى النضر بن الحارث وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم.

يعني الذي يقول محمد فيه وفي أهل بيته، فأنزل الله تعالى: وإذ قالوا إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم.. الى قوله: وهم يستغفرون.

فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله الى النضر بن الحارث الفهري وتلا عليه الآية فقال: يا رسول الله إني قد سررت ذلك جميعه أنا ومن لم تجعل له ما جعلته لك ولأهل بيتك من الشرف والفضل في الدنيا والآخرة، فقد أظهر الله ما أسررنا به.

أما أنا فأسألك أن تأذن لي أن أخرج من المدينة، فإني لا أطيق المقام بها! فوعظه النبي صلى الله عليه وآله إن ربك كريم، فإن أنت صبرت وتصابرت لم يخلك من مواهبه، فارض


الصفحة 336

وسلم، فإن الله يمتحن خلقه بضروب من المكاره، ويخفف عمن يشاء، وله الخلق والأمر، مواهبه عظيمة، وإحسانه واسع.

فأبى الحارث، وسأله الإذن فأذن له رسول الله صلى الله عليه وآله فأقبل الى بيته وشد على راحلته وركبها مغضباً، وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.

فلما صار بظهر المدينة وإذا بطيرٍ في مخلبه حجرٌ، فأرسله إليه فوقع على هامته، ثم دخلت في دماغه وخرج من جوفه ووقع على ظهر راحلته وخرج من بطنها، فاضطربت الراحلة وسقطت وسقط النضر بن الحارث من عليها ميتين، فأنزل الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ـ بعلي وفاطمة والحسن والحسين وآل محمد ـ ليس له دافع من الله ذي المعارج. انتهى.

وقال في هامشه: لم نجد كتاب الكشكول للعلامة الحلي رحمه الله بل هو للمحدث الجليل العلامة السيد حيدر بن علي الحسيني الآملي من علماء القرن الثامن الهجري أوله: أما البداية فليس بخفي من علمك ولا يستتر عن فهمك وآخره: والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين. انتهى.

رواية المناقب لابن شهر آشوب

ـ بحار الأنوار: 31|320

17 ـ قب: أبو بصير عن الصادق عليه السلام لما قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي لولا أنني أخاف أن يقول فيك ما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالة لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت قدمك. الخبر.

قال الحارث بن عمرو الفهري لقوم من أصحابه: ما وجد محمد لابن عمه مثلاً إلا عيسى بن مريم يوشك أن يجعله نبياً من بعده. والله إن آلهتنا التي كنا نعبد خيرٌ منه! فأنزل الله تعالى: ولما ضرب بن مريم مثلاً الى قوله: وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم.


الصفحة 337

وفي رواية: أنه نزل أيضاً: إن هو إلا عبد أنعمنا عليه الآية. فقال النبي صلى الله عليه وآله:

يا حارث اتق الله وارجع عما قلت من العداوة لعلي بن أبي طالب.

فقال: إذا كنت رسول الله وعلي وصيك من بعدك وفاطمة بنتك سيدة نساء العالمين والحسن والحسين ابناك سيدا شباب أهل الجنة، وحمزة عمك سيد الشهداء، وجعفر الطيار ابن عمك يطير مع الملائكة في الجنة، والسقاية للعباس عمك، فما تركت لسائر قريش وهم ولد أبيك!

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ويلك يا حارث ما فعلت ذلك ببني عبد المطلب، لكن الله فعله بهم!

فقال: إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء الآية.

فأنزل الله تعالى: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله الحارث فقال: إما أن تتوب أو ترحل عنا.

قال: فإن قلبي لا يطاوعني الى التوبة، لكني أرحل عنك!

فركب راحلته فلما أصحر، أنزل الله عليه طيراً من السماء في منقاره حصاة مثل العدسة فأنزلها على هامته وخرجت من دبره الى الأرض، ففحص برجله وأنزل الله تعالى على رسوله: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ـ بولاية علي.

رواية علي بن ابراهيم القمي

ـ تفسير القمي: 2|385

أخبرنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن علي، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي الحسن عليه السلام في قوله: سأل سائل بعذاب واقع قال: سأل رجل عن الأوصياء وعن شأن ليلة القدر، وما يلهمون فيها؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: سألت عن عذابٍ واقع، ثم كفرٍ بأن ذلك لا يكون، فإذا وقع فليس له من دافع.


الصفحة 338

وهناك أسانيد أخرى، يصعب استقصاؤها فراجع شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي، وكنز الحقائق للكراجكي، والفضائل لشاذان بن جبرئيل، وتفسير القمي، والمناقب لابن شهراشوب، وغاية المرام للبحراني.. وغيرها.

النتيجة صحة أصل الحديث، وتعدد العقاب الإلَهي

المتأمل في روايات العقاب الإلَهي العاجل لمن اعترض على ولاية علي عليه السلام يصل الى نتيجتين:

الأولى: أن أصل الحديث مستوفٍ لشروط الصحة.. فمهما كان الباحث بطيء التصديق، ميالاً للتشكيك، وأجاز لنفسه القول إن الشيعة وضعوا هذا الحديث ودونوه في مصادرهم.. فلا يمكنه أن يفسر وجوده في مصادر السنة بذلك، لأن عدداً من أئمتهم المحدثين قد رووه وتبنوه، كما رأيت.

نعم قد يعترض متعصبٌ بأن هؤلاء الأئمة السنيين، قد رووا ذلك عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.

وجوابه أولاً، أن مقام أهل البيت عليهم السلام عند السنة لا يقل عن مقام كبار أئمتهم، خاصةً مثل الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام اللذين يروي عنهما مباشرةً أو بالواسطة عددٌ من كبار أئمتهم، مثل أبي عبيد والسفيانين والزهري ومالك وأحمد.. وغيرهم.

والحساسية التي قد تراها عند السنيين من أحاديث أهل البيت عليهم السلام إنما هي مما نرويه نحن الشيعة، أما ما يرويه عنهم أئمتهم، فقد قبلوه ودونوا عدداً منه في صحاحهم.

وجوابه ثانياً، أن طرق الحديث ليست محصورةً بأهل البيت عليهم السلام فقد تقدم طريق الحاكم الحسكاني عن حذيفة، وأبي هريرة، وغيرهما أيضاً.

والنتيجة الثانية: أن الحادثة التي وردت في الأحاديث المتقدمة وغيرها لا يمكن أن تكون حادثة واحدة، بل هي متعددة.. وذلك بسبب تعدد الأسماء، ونوع العقوبة والأمكنة، والأزمنة، والملابسات المذكورة في روايات الحديث.


الصفحة 339

فرواية أبي عبيد والثعلبي وغيرها تقول إن الحادثة كانت في المدينة أو قربها، وأن العذاب كان بحجرٍ من سجيل.. ورواية أبي هريرة وغيرها تقول إن الإعتراض كان في نفس غدير خم بعد خطبة النبي صلى الله عليه وآله، وأن العقوبة كانت بنارٍ نزلت من السماء.. وبعضها يقول إنها كانت بصاعقة..

والأسماء الواردة متعددة أيضاً، والتصحيف يصح في بعضها، لكن لا يصح في جميعها.

 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net